چحيم الفراق
قام به إبن عمه ووعدها بأن هذا لن يتكرر لتشعر بالخجل من كلماته وقالت بصوت رغم الخجل الواضح فيه إلا أنها كانت سعيدة وبشده يا باشمهندس حضرتك كده بتكسفني أوي محصلش حاجه خلاص وبعدين الأرزاق دي بتاعه ربنا
ليشعر أديم ببعض الضيق من كلماتها لكنه لم يظهر هذا وقال بهدوء بعد أن شعر ببعض الدوار طبعا كل حاجه بأيد ربنا أنا هدخل أرتاح
أومأت بنعم ليتحرك هو بهدوء قدر إستطاعته حتى يظل متوازن ودلفت هي إللي المطبخ وعادت من أفكارها وهي تضع الطعام فوق الحامل وقبل أن تتحرك خطوه واحدة وجدت من تقف أمامها تكتف ذراعيها وتنظر لها بغرور متأصل في شخصيتها لتبتسم ونس إبتسامة صغيرة لتقول نرمين بهدوء ده فطار أبيه أديم
أومأت ونس بنعم لتقترب نرمين وهي تحمل الحامل وتقول ببرود جهزي إتنين عصير
ونس إقتربت من السرير ووضعت فوق ساقه حامل الطعام وهي تقول بابتسامة رقيقة الأكل ده كله يخلص علشان تاخد الدوا وتسترد صحتك بسرعة أنا محتجالك
ظلت تنظر إليه بتردد ليشجعها بعينيه لتقص عليه كل شيء منذ البدايه كان يستمع إليها وعيونه تطلق الشرر والډماء تغلي في عروقه يود لو يذهب إليه الأن ېهشم عظام وجهه لكن مع نهاية كلماتها أبتسم لها بتشجيع قائلا ده الصح طارق مينفعكيش يا نيمو للأسف هو أختار طريق غلط من الأول وفاكر أن هو الصح وللأسف شاهيناز هانم بتدعمه بكل قوتها وعلشان كده عايز أقولك مټخافيش أنا في ظهرك ومش هسمح أبدا إن الجوازة دي تتم
ثم أبتعدت عنه قليلا وقالت ببعض الخجل وعايزة أعتذرلك عن إللي حصل
أومأ بنعم مع إبتسامة صغيرة دون أن يعلق على الحديث لتقف وهي تقول أنا طلبت من ونس عصير ومش عارفه أيه إللي أخرها كده
أنتبهت تلك الواقفه خلف الباب والتي كانت تستمع لما يقال لتعود
أجابتها ونس بخجل وأسف أنا آسفه بس أصلي حسيت بمغص جامد اوي في بطني ودخلت الحمام
لوت نرمين فمها بضيق لكنها لم تعلق وأنحنت تحمل أكواب العصير وعادت أدارجها لتنفخ ونس الهواء بضيق وهي ترى تلك الفتاة تغلق عليها جميع الأبواب
المشټعلة بسبب جفاء علاقتهم منذ خطبتهم وهو الذي كان يظن ذلك الجفاء هو فقط خجل طبيعي وظل يوصي نفسه بالصبر حتى الزفاف لېصفع بحقيقة شعورها تجاهه ليبتعد عنها فجأه حين شعر بطعم مالح في فمه ليصدم بدموعها التي ټغرق وجهها ليبتعد ببعض العڼف لكنها أمسكت بذراعه وهي تقول بصوت هامس يحمل من الرجاء والتوسل مالا يتحمله قلبه أرجوك ما تبعدش أنا محتجاك أرجوك يا حاتم
ذلك الخائڼ الذي يسكن صدرة لم يتحمل ذلك الرجاء وبهذا الصوت المتوسل وتلك العيون التي تلمع بدموع الشوق ليعود إليها وهو يهمس بخشونه إذا قربت مفيش مجال للتراجع أنت فاهمة ده معناه أيه
أومأت بنعم وهي تقترب منه أكثر حتى تخبىء وجهها بالقرب من قلبه وكأنها تعطيه صق ملكيتها والذي لم يستطع رفضه بكل تأكيد ليعود ويحتويها بين ذراعيه من جديد ليغرقا سويا في ذلك العالم الساحر الذي كما كان يتخيل طوال حياته منذ وقع أسير غرامها والذي كان بالنسبه لها باب جنة مغلق في وجهها والأن يفتح على مصرعيه لتشعر بروحها تطفوا والسلام يعم كل خلجاتها وبعد دقائق كثرت أو قلت كانت تريح رأسها فوق قلبه تستمع لدقاته والدموع تنهمر من عيونها دون توقف ليقول بقلق لكن صوته خرج جليدي ندمانه
عادت لتهز رأسها بلا ليسأل مرة أخرى طيب ليه الدموع
لم تجيب علي سؤاله لكنها ضمته بقوه ظل الصمت هو سيد الموقف حتى قالت هي بصوت ضعيف هطلقني أمتى
عاد إلى القصر ليجد شاهيناز تجلس مكانها لكن يبدوا
على ملامحها الضيق ظل واقف في مكانه يتذكر ما حدث معه منذ قليل حين ذهب ليسهر في نفس المكان المعتاد لكن وقبل أن يبدء في الشرب كالعادة وجد فيصل يجلس أمامه وهو يقول طارق الصواف عاش من شافك يا بوص
ليبتسم طارق إبتسامة صفراء وهو يقول إزيك يا فيصل عامل أيه
أنا كويس جدا لسه راجع من السفر ومعايا قرشين حلوين هفتح بيهم مكتب هندسي كده صغير
أجابه فيصل بفخر حقيقي بمجهوده الذي بذله حتى يحقق حلمه بعد عناء أكثر من خمس سنوات
بالخارج ليبتسم طارق بسخرية وهو يقول
وليه صغيرة ملحقتش تعمل فلوس أكثر ولا أيه
شعر فيصل بالسخرية في حديثه وهو غير غافلا عن أسلوب طارق وطريقته المتعاليه دائما ليبتسم بثقه وهو يقول لا طبعا عملت الحمدلله وجبت شقه كويسة وفرشتها وجبت عربيه كمان وبأسس