لحن الحياة
بتهكم جعلت سهير تضحك
عقبال ماتطلعي شطره انتي كمان وتلاقي واحد شيل الشيلة كلها ولا يقولنا جهاز ولا جيب وهات
ياخدك كده من ايدك
لتلمع عين مهرة بجمود
قولتي الكلمتين اللي جايه عشانهم
لتمضغ سهير العلكة ببرود
ابوكم موافق على العريس
ونظرت لورد واقتربت منها
متسمعيش كلامها وتمشي وراها زي الخيبة وتضيعي جوازه لقطه من ايدك
لتركض ورد نحو مهرة
مهرة انا عمري ما هعمل حاجه انتي رفضاها حتي لو علي كنت بحب الحاجه ديه اوي
ورمت نفسها في أحضانها لتجد مهرة تبكي في صمت
وانا عمري ماهقف قدام سعادتك ياورد
استيقظت مهرة تمسح على وجهها تتذكر ابتسامة والدتها بالحلم وهي تعطيها فستان زفاف أبيض
ركض الصغير جواد نحو ورد يحتضنها بشوق فلم يرى ورد منذ ليلة الحفل فقد رحل مع جدته
أشتقت اليكي ورد
وهمس بخفوت وهو يدور بعينيها نحو مهرة وكنان وأكرم
صحيح ستكوني عروس لخالو
فأرتبكت ورد وتوردت وجنتيها ليضحك كنان وأكرم وأبتسمت مهرة بحنان وهي تري السعاده عادت لشقيقتها
اغدق عليها بكل الهدايا القيمة واخبرها أنها يريدها هكذا ولكن مهرة أصرت ان تجلب لشقيقتها ملابسها ومتعلقاتها الشخصيه حتي لو كان هو قد جلب لها كل شئ
كانت رقية تشاركهم تلك الفرحه ومراد أيضا الذي اقترب من مهرة أكثر منذ ان جمع لها كل المعلومات عن كنان وحياته فعلمت أنه كان خاطب لاخري ولكن كنان وضح لها كل شئ وأنه انفصل عنها قبل ان يعرض الزواج على ورد
يتقبل تقلبات مزاجها بهدوء بل ويخبرها انه يشعر بها ويقدر سبب قلقها
وشعرت بأندفاع شئ داخل ذراعيها فضحكت وهي تضم جواد إليها
خضتني
الصغير رغم أنه لا يتكلم الا القليل من العربيه الا أنه أصبح يفهمها
هيا لنفتح محل البقالة ونجلس به ونأكل الحلوي
مبتعرفش مهرة غير عشان ديه
وربتت على معدته فضحك جواد بشقاوة وجذبها من يدها
هيا مهرة
لتتسأل مهرة وهي تتحرك معه
فين ورد
فأشار لها جواد ان تهبط لمستواه ليهمس بخفوت
تحادث خالو بالهاتف
وأصبحت هذه هي حياتهم تلك الفترة وكان أجمل شئ فعله كنان أنه ترك لهم جواد واصبح هو بين المنتجع وبينهم وبين ذهابه لتركيا
دلفت مرام لغرفة جاسم في الشركه التى ضمن مجموعة شركاته وكانت هي بداية صعوده
انت طلبتني ياجاسم
فأشار لها بأن تجلس لينهض من فوق مقعده وأقترب منها ليجلس على المقعد الذي أمامها
انتي وكريم حياتكم وتصرفاتكم مش عجباني يامرام
فتمتمت مرام بأرتباك
انت شوفت كل مشاكلنا دلوقتي عشان الشغل
فنظر إليها جاسم وهو يتنهد بيأس منهم ومن افعالهم فأقامته معهم تلك الفتره جعلته يكتشف أشياء كثيره
الحكاية مش حكاية شغل بس يامرام لان كريم فكره مش راجعي انه يقضي على طموحك
وكادت ان تبرر له الا ان جاسم نهض من أمامها
حياتك هتدميرها يامرام بنفسك وافتكري كلمتي ديه
لتقف مرام أمامه تفرك يديها بتوتر
كريم هو السبب
لينظر إليها جاسم ساخرا
برضوه الماضي واقف بينك انتي السبب هو السبب كل حاجه بقيت في الماضي
وتابع بجمود وهو يطالعها
كريم بيحبك فبلاش تخسري حبه بتمردك وتعيشي نفسك جوه الماضي وأنه هيتخلي عنك في
يوم
فأرتبكت بشده ورغم حديث جاسم الجامد لها الا أنها تقدره وتعده كشقيق فهي إلي الان لا تجد منه اي شئ مسئ لا هي ولا عائلتها
وهمست بخفوت
انا قلقانه من مشيرة وقربها من كريم
ليعود جاسم إلى مقعده خلف مكتبه بهدوء
مدام خاېفة علي جوزك وحياتك حفظي عليهم
وأنصرفت من أمامها بتوتر ثم وقفت وهي تمسك مقبض الباب قبل ان تخرج من الغرفه
هترجع مصر امتي
فتمتم وهو يطالع الأوراق
آخر الاسبوع
واغلقت الباب خلفها لينظر جاسم الي هاتفه وتنهد بيأس من رفيف فقد ذهبت لباريس رغم اعتراضه والإجابة أنها تريد ان تستمتع بكل شئ قبل الزواج
الذي حدد موعده بعد أشهر وليس عام
ونظر إلى دبلته وأخذ يحركها في أصبعه
ولا يعرف لما شرد بمهرة فطيلة الايام الماضيه ابعد تفكيره عنها ولم يسأل ياسر او مني عن أحوالها او كيف تبدو في عملها حتى ظن أنه قد نسيها
ولكن الحنين عاد عندما اقترب موعد عودته
ورد عروس أمامها وقد أصبحت زوجة كنان دموعها انسابت دون شعور
لتترك ورد ذراع كنان بعد ان سلمها له أكرم
واقتربت من مهرة ټحتضنها بقوة
كفايه عياط يامهرة لاحسن اعيط
فأبتعدت عنها مهرة قليلا لتحتوي وجهها بين كفيها
لاء خلاص مش هعيط وانتي متعيطيش
فأبتسمت مهرة لتجد كنان يقترب منهم يضم ورد له بحب
اوعدك مهرة سأحافظ عليها
فحركت مهرة رأسها له بصمت ليبدء العرس
عرس ضم معارف كنان وأصدقاء وجيران ورد
ونظرت مهرة نحو والدة كنان التي تطالع كل شئ بهدوء اقلقها
لتجد جواد يمسك يدها ويقفز بسعاده
ستأتي معنا مهرة أليس كذلك
لتضحك مهرة وهي تمسح بقايا دموعها
وسمعت صوت رقية خلفها ومعها والدها السيد مسعود ومراد وأيضا مني وزوجها وأطفالها والسيد عماد والد مراد
فأبتسمت مرحبة بهم
أكيد اتفقتوا تيجوا سوا
وعبست قليلا وهي ټضرب رقيه علي ذراعها برفق
كان لازم تروحي وتسبيني انا و ورد عشان تجهزي في البيت
ورغم ان مهرة تعلم السبب الأساسي لرحيل رقية لتحهز نفسها بعد ان قضت أغلب اليوم معهم فهي تريد ان تأتي مع مراد الذي كانت نظراته تتابع حركة مهرة بفستانها الأزرق الطويل وخصلات شعرها المنسابه على وجهها برقه
وضحكوا جميعهم ليقترب عماد من مهرة بأبوه
ايه الجمال ده ده انا افتكرتك انتي العروسه
فأبتسمت مهرة بخجل من لطافته
وجذب يدها قائلا
تعالي عرفيني على ورد وجوزها
فتحركت معه مهرة وهي تكتم ضحكتها فالسيد عماد هو من يجعلها تبتسم وتضحك بحق
الكل يرقص وسعيد ومستمتع بالقاعه الفخمه
وسهير تقف مع عزيز الذي وقف كالغريب وكأنه ليس بعرس ابنته
كانت سهير
تنظر علي أولادها
فكرم منشغل في معاكسة الفتيات وأكرم يقف بجانب احداهن وقد عرفها عليها ليهمس بعدها ان هذه هي الفتاه التي يريد خطبتها
ولوت شفتيها بضيق
خيبه علي خلفتك ياسهير
وقف مراد بجانب مهرة بعد ان استطاع الانفراد بها فقد حسم قراره وسيخبرها اليوم بحبه لها
مهرة
فألتفت نحوه بعد ان كانت منشغلة برقص ورد مع رقية واصدقائها
في حاجه يااستاذ مراد
فتنهد مراد بيأس
بلاش أستاذ ديه يامهرة
فأبتسمت له بلطف
بلاش أستاذ نعم يامراد
وطال صمت مراد لتنظر مهرة اليه ثم إلى رقية التي تطالعهم من حين لاخر
بص قدامك هتلاقي اللي بدور عليه
وغمزت له وأبتعدت عنه ليجد مراد رقية تقترب منه
اتسعت عيناها وهي تجد جاسم يدلف للحفل بكامل اناقته
وذهب مباشرة نحو كنان و ورد
علمت من كنان عندما اخبرته أنها تعمل في شركة الشرقاوي انه يعرف جاسم معرفة سطحية ليس أكثر وها جاسم عاد وتلقي دعوة كنان
فنظرت مهرة لمني
وصل النهارده الصبح
فحركت مهرة رأسها بتفهم فأخذ جاسم يبحث بعينيه عنها ليجدها تقف بجانب مني ثم أتجهت نحو رجل وامرأه ترحب بهم
قلبه الذي كان كالبحر الهادئ اخذ يدق پعنف
وهو يراها بفستانها وابتسامتها
وتقدم منها دون شعور فسبب قبوله للدعوه هي رغم أنها لم تأتي منها
واقترب منها
مهرة
لتلتف إليه بعد ان رحبت بحسين وزوجته
وأشارت لجاسم تعرفه عليهم
السيد جاسم صاحب الشركه اللي بشتغل فيها
ونظرت لحسين
حسين جاري ومريم زوجته !
الفصل الواحد والعشرون
رواية لحن الحياة
بقلم سهام صادق
تحجرت عيناه وهو يسمع ماتخبره به حسين جارها متزوج متي وكيف حدث هذا
اسئلة كثيرة دارت بعقله وشعر بضيق يحتل صدره وهو يراها تتحاشا النظر لكلا من حسين وزوجته
وصافح حسين بعد ان مد له الأخر يده مبتسما
اتشرفت بمعرفتك سيد جاسم
فأبتسم جاسم بلطف ينظر إلي مهرة التي تقف بينهم مرتبكه
شرف ليا أستاذ حسين
وألتقت عيناه بعين مهرة
مهرة ممكن دقيقه
وسار أمامها فأتبعته بصمت إلي ان خرجوا خارج قاعة الزفاف
فأبتلعت ريقها معتذرة
أسفه اني معزمتكش بس كنت فاكره أنك لسا مسافر
فتنهد جاسم ومسح علي وجهه ثم ألتف نحوها
مبروك لورد يامهرة كنان شخصية محترمه ورجل أعمال ناجح
فحركت رأسها له بتفهم لتجده يخرج علبتان من جيب سترته
معرفتش اقدم الهدية لورد ياريت تديها هديتي بالنيابه عني وعن مرام
وأعطاها أحد العلب المخملية كانت علبة صغيرة زرقاء تحتوى علي خاتم رائع التصميم
ديه هديتي
ثم أعطاها العلبة الأخرى وكانت حمراء تحتوي على قرطان قريبين من تصميم الخاتم
وديه هدية مرام
لم تقدر مهرة علي الرد وهي تفتح كل علبة تتأمل مابداخلها ورفعت عيناها نحوه
بس ده كتير
فطالعها جاسم قبل ان ينصرف فلم يعد قادر علي الوقوف أمامها فصدمة زواج حسين وصوتها وهي تخبره بهويته وتعرفه عليه وعلي زوجته مازالت ټقتحم فؤاده
بالعكس ديه هدية بسيطه لورد وأتمني أنها تعجبها
وخطي بخطوه ليغادر ثم وقف بوجه خالي من المشاعر وهو يسمعها
مبروك علي خطوبتك انت والسيده رفيف
فتمتم بخفوت وهو يرخي من رابطة عنقه
شكرا يامهرة
لتقف متعجبه من رحيله السريع وظنت انه بالتأكيد مرهق من رحلة عودته وأتجهت نحو القاعه مجددا
لتشبع عينيها بورد قبل رحيلها لتركيا
تنهدت رقية بحالمية وهي تنظر لورد وسعادتها وألتفت نحو مراد الصامت الذي يقف شاردا
مراد
فأنتبه مراد لها وعقله مازال يدور حول جملة مهرة
في حاجه يارقية
فأبتسمت وهي تشير له نحو ورد وكنان
ورد وكنان لايقين على بعض اوي امتي الاقي الشخص اللي يحبني وأحبه
ضغطت علي جملتها الأخيره لترى ردة فعله ليحدق بها مراد پغضب
انتي لسا صغيرة علي الكلام ده يارقية
فطالعته پغضب ف إلي متي سيراها صغيره لقد كبرت وبعد شهران ستتخرج من الجامعه
انا كبرت علي فكره بس انت اللي ديما شايفني الطفله الصغيره
وأبتعدت عنه تقاوم ذرف دموعها لينظر مراد في خطاها متعجبا من ڠضبها وغضبه عليها عندما أخبرته برغبتها في ملاقات الشخص الذي ستحبه ويحبها
والتقت عيناه بمهرة وعقله مازال يدور في عبارتها
أنتهي الحفل الرائع وانتهت فرحتها بشقيقتها رؤيتها لسعاده ورد هي من تجعلها تضحي ببعدها عنها
أكثر شئ طمئنها بهذا الزواج حلمها بوالدتها وهي تبتسم لها وتعطيها فستان الزفاف وكأنها تخبرها بسعادتها بالأمر
وقفت ورد تحتضن مهرة بقوة في المطار قبل ان يصعدوا للطائرة الخاصه التي هي ملك لشركات كنان وداعا صعبا ولكن حين تري في الوداع سعادة الآخر تتنازل عن آلمك في فراق أحبتك
كان كنان ينظر لهم بصمت والدته وجواد سبقوه الي الطائرة وهو وقف بجانب أكرم الذي دمعت عيناه
فبعد تقربه من شقيقتيه افترق عن احداهن
اڼهارت حصون مهرة وهي تضم ورد تستنشق رائحتها
مش عايزه اسيبك وتمشي بعيد عني
فدمعت عين ورد وهي تتشبث بها أكثر
ولا انا يامهرة انا خلاص مش عايزه اسافر
وابتعدت عنها تمسك يدها ثم نظرت لكنان
يلا نروح بيتنا وكنان يسافر لوحده
فطاوعتها مهرة بالأمر ونظرت لكنان
سافر أنت ولما تعوز تشوفها تعالا
لم يتمالك كنان ولا أكرم ضحكاتهم من منظر