لحن الحياة
يخرج من السيارة ولم تلمح الا نصف وجه وارتبكت من وقفتها فقررت ان تهبط لأسفل متعلله بأي شئ
هنزل اتحجج اني واقفه استني ورد عشان قلقت عليها
وهبطت درجات الدرج سريعا وفتحت باب المنزل بكل حنين الجار قد عاد وحب الطفوله ها هو
لتقف كالصنم وهي تسمع والدة حسين
ديه مراتك ياحبيبي
وكان رد حسين ان أحتضنها وهو يخبرهم بهوية زوجته العربية التي تعيش مغتربة بهولندا
ورد انتظري
فأكملت ورد ركضها ليجذبها من مرفقها
فطالعته بأعين دامعه فلم تستطع اخفاء دموعها
اترك يدي سيد كنان
فحرك كنان رأسه بنفي ناظرا لعينيها بعمق
لتقف سيلا خلفهم بأعين قاتمه
هذه من فضلتها علي كنان
وتابعت پحقد
هذه من خڼتني معها
لتنهمر دموع ورد وأرتخت يد كنان عنها واقترب من سيلا محدقا بها بجمود
اخبرتك سيلا من قبل فلا داعي تمثلي دور الضحېة الأن
وعاد يلتف نحو ورد التي سارت مبتعده عنهم وصدح صوته عاليا
ولم تلتف اليه فأسرع بخطواته نحوها واعين سيلا تتابعهم ووقف أمامها يتنفس ببطئ
تزوجيني ورد
نظرت ورد إلى أكرم الجالس جانبها يقود السيارة بصمت فلم يسألها عن شئ بعد ان جاء إليها راكضا بعدما وجدها تبكي وكنان يقف ينتظر اجابتها
لم تعطي لكنان إجابة فهي مازالت في صډمتها من كل ماحدث
وفركت يدها بتوتر متسائله بأرتباك
فطالعها أكرم بهدوء متذكرا الحديث الذي دار بينه وبين كنان في طلب زواجه منها وانه يريد رقم هاتفه ليتواصلوا معا فأخبره أكرم ان طلبه ليس هينا وانه من بلد أخرى وهذا سيصعب الأمر ولكن في النهايه احترمه أكرم لأنه حين أراد شقيقته أرادها زوجه دون ان يتلاعب بها
ورد متتكلميش مع مهرة في حاجه النهارده قبل ما اتكلم معاها انا اتفقنا
الفصل العشرون
رواية لحن الحياة
بقلم سهام صادق
الماضي مر أمامها حسين يعطي لها الحلوي يضرب اطفال الحي من أجلها يسألها عن أحوال دراستها يطبطب علي كتفها وهي تبكي بعد صړاخ والدها بوالدتها ككل مره يأتي إليهم وتطالبه بحاجتهم إليه
يواسيها في أحزانها يفرح ويبتسم معاها وقت سعادتها ونجاحها
ووقفت ساكنه وقد تجمدت حركتها وهي تسمع صوته غير مصدقا
مهرة مش معقول
وتقدم منها يسألها عن حالها
ازيك
يامهرة متغيرتيش
فرسمت أبتسامة باهته على ملامحها وهي تري أعين زوجة حسين عليها
حمدلله على سلامتك
فأبتسم حسين وهو يلتف نحو زوجته
الله يسلمك
ثم نده على زوجته التي تراقب الموقف وأخوات حسين يخبروها أنها جارتهم وتربوا معا
تعالي يامريم اعرفك علي مهرة صديقة طفولتي
فأقتربت مريم تصافحها بود وبأبتسامه لطيفة
مرحبا مهرة
فمدت مهرة يدها تصافحها بملامح باهتة وصمدت وصمدت الي ان انتهي ذلك الجمع وانصرف حسين وزوجته الي بيت والديه
اوصل جاسم رفيف للفندق الذي تقيم فيه فأقتربت منه تعانقه وتقبل خديه
مبسوطه كتير جاسم
فأبتسم جاسم لسعادتها بعرض الزواج الذي اتفقوا بأن بيكون الزواج بعد عام والخطبة ستتم في كندا وسط عائلتها كحسب الأصول
وخرجت من سيارته تودعه لينظر جاسم لها وهو لا يعلم لما عقله يصنع السعاده وقلبه لا يخفق بها
ونفض تلك الأفكار فبعد يومين سيسافر لكندا من أجل طلب يد رفيف رسميا من عائلتها وامضاء بعض الوقت في كندا لمطالعة أعماله هناك ويطمئن على شقيقه وكيف تمضي حياته
انكمشت على فراشها تضم ساقيها ببعضهم تنظر للقطع الصغيره الخاصه بالرسالة التي عاشت بها سنوات غربة حسين منتظره ان يأتي
وسمعت غلق باب الشقة فعلمت ان ورد قد أتت فنظرت للساعه جانبها ف الساعه الثانية صباحا
ولولا انها تعلم بأن أكرم معها وأنها حفله افتتاح للمنتجع الذي بعد أيام سينتهي عملها فيه ماكانت وافقت على هذا التأخير ولكن تأخير ورد جاء بصالحها ولم يري أحد لحظه ضعفها
نظرت ورد نحو غرفة مهرة لتجدها مظلمة فعلمت ان مهرة قد غفت فتنفست براحه فهي الآن ليست مستعده لتحكي تفاصيل ماحدث ولا عرض زواج كنان فمهرة بالتأكيد سترفض
أعدت ورد طعام الأفطار بأرتباك وهي تنظر لمهرة التي تجلس امام الطاوله تقلب في كوب الشاي خاصتها تعجبت من صمتها وعدم سؤالها عن الحفل ولا حتي عملها ذهبت إليه ولم تسألها لما لم تذهب هي أيضا لعملها الذي سينتهي عقده بعد أيام ولكن ما حدث وتر الأمور
وقررت أخيرا ان تسألها
مالك يامهرة
فأوقفت مهرة الملعقة عن التقليب وتمتمت
مافيش حاجه انا هنزل المحل
فأزداد تعجب
ورد
طب وشغلك مش هتروحي
فأكملت مهرة طريقها نحو الباب ووقفت ترتدي حذائها
أخدت اجازه يومين
لتقف ورد في مكانها وهي تنظر للباب الذي اغلقته وانتبهت لرنين هاتفها لتتعجب من الرقم الذي يرن عليها للمرة الثانية
صباح الخير ورد
فأتسعت عين ورد وهي تنظر للهاتف وتسمع صوته
سيد كنان
فأبتسم كنان وهو يسمع صوتها العذب
كنان فقط ورد
رفعت مني عيناها نحو رفيف التي وقفت أمامها تعبث بخاتمها الألماس فتعلقت اعين مني علي الخاتم
الن تقولي لي مني مبارك علي خطبتي بجاسم
فتعجبت مني ووجدت عين رفيف تبحث عن مهرة وكأنها تريد ان تخبرها هي أيضا عن خطبتها
مبرووك سيدة رفيف
وجاء جاسم علي صوت مني لتقف مني تهنئه بحبور
ونظر جاسم لمكتب مهرة الفارغ ولم يسأل بشئ
ليدلف لمكتبه ومعه رفيف تخبره عن التهنئة التي وصلت إليها عبر حسابها الشخصي فور ان أعلنت خطبتهم
وقفت مهرة تنظر إلى أكرم و ورد بعد ان حكي لها أكرم عرض كنان ورغبته في مقابلتها هي ووالدهم لعرض الزواج واتمامه في أسرع وقت حتي يعود إلى وطنه من أجل أعماله المعلقة
انت بتقول ايه جواز ايه وكمان تسافر بلد تانيه وتعيش مع ناس غريبه عننا في كل حاجه
وحدقت بورد الصامته
قوله طلبه مرفوض ولا هو فاكرنا ماهنصدق
فأبتلعت ورد ريقها وأطرقت رأسها أرضا في حزن لتنظر مهرة نحوها وقد تيقنت ان شقيقتها عاشقة لهذا الرجل لذلك تصمت
ليقف أكرم وحرك رأسه بتفهم
معاكي حق يامهرة بس ده ميمنعش انك تقابليه وتتكلمي معاه
فعادت مهرة تنظر نحو شقيقتها وجلست علي المقعد وهي تزفر أنفاسها
موافقه تقابله بس مش موافقه علي القرار ده
وبعد ان كان الأمل عاد لورد انقطع الأمل مجددا
أخذ جاسم يجمع بعض الأوراق المهمه من علي مكتبه وبدء يخبر مني عن مهامها مع ياسر الي ان يعود بعد شهر من كندا
كانت مني تقف تحرك رأسها بتفهم
وقرر أخيرا يسألها عن مهرة فيومان الأجازه قد انقضوا
مهرة بكره هتكون علي مكتبها مش كده اظن اليومين خلصوا
وتابع بجمود وهو يتخيل ان سبب اجازتها ماهي الا ان تكون بجانب جارها المدعو حسين
ياريت مهرة تلتزم شويه ومافيش اجازات تانيه
لرتبك مني من رده فعله
مفهوم اي أوامر تانيه
ليشير لها بالأنصراف ويجلس علي المقعد القريب منه
زافرا أنفاسه بضيق
تمعنت مهرة في النظر إلى كنان الذي جلس أمامها بطريقة استقراطية تدل علي مكانته
فأبتسم لها كنان بتفهم
أعلم انكي قلقه مني علي ورد مهرة
فتعجبت مهرة من اتقانه للعربيه
صدقيني مهرة انا أريد ورد زوجه لأني أحببتها حقا
فتنهدت مهرة بقوة وهتفت بأندفاع
حبيتها في الكام شهر دول
فحرك كنان رأسه وهو يسترخي في جلسته
بضعة أشهر
غيرت داخلي أشياء كثيره مهرة
وتابع بصدق
كنت ضد دوما ان يتزوج الرجل من أمرأه ليست من موطنه ولكن لا اعلم ماذا حدث وكأن الحب يخبرنا لا يوجد مكان ولا زمان له ولا حتي معتقد
أعجبها صدقه في الحديث ولكن خۏفها علي شقيقتها كان أكبر
ما يمكن حبك لورد مجرد انبهار وهيروح مع الوقت
فضحك كنان وهو ينحني للأمام قليلا
أنبهار مع رجلا في عمري انا في الثالثه والثلاثون مهرة
فحركت رأسها بأستياء
النضوج مش بالسن
فأبتسم كنان وهو يحك ذقنه
معكي حق أخبريني مهرة بمخاوفك مني
فضيقت مهرة عيناها للحظه وأنفجرت به تخبره
مايمكن تتجوز ورد نزوة وبعدين ترميها
عاداتكم وتقليدكم مش زينا صحيح انت مسلم بس عادات الأوطان بتختلف
وتابعت وهو تطالع صمته
اهلك رأيهم ايه اكيد هيرفضوا زي ما انا رافضه
للحظات صمت كنان ونظر بعمق إليها وهو يقدر شعور الخۏف لديها
احترم مخاوفك مهرة ولكن لن اتخلي عن ورد لمجرد أوهام وعواقب يفترضها القلب عرضي مازال قائم مهرة
رغم شعورها بالراحه اتجاه كنان الا ان شعور الخۏف كان أكبر
تفاجأت مني من ملامح مهرة وصمتها الذي أصبح دائم ومايجعلها تجد سبب لصمتها هذا لأنها علمت بأمر شقيقتها وهذا الأمر الذي جعلها تغيب عن العمل لأربعة أيام
ولكن لا أحد يعلم السبب الأساسي الذي حطم قلبها لو لم تكن تنتظر وتحلم بقدومه
لو لم تعيش على الذكريات التي جمعتهم قبل ان يرحل
لو لم تكن تنظر لكلمة أحبك كل يوم وهي تعلم ان أحدهم يحبها وراضي بها هكذا بهيئتها وعقدتها وظروفها ولكن كل هذا كان كالسراب
النهارده خطوبة جاسم بيه في كندا
وتابعت مني وهي تدقق الأوراق التي أمامها
الخبر محتل مجلات المشاهير غير صفحات التواصل الاجتماعي
فرفعت مهرة عيناها عن الحاسوب وماكانت تسجله به فهي علمت بسفر جاسم ومدته عندما عادت للعمل كانت أتية ترغب ان تسأله عن كنان ومعلومات تخصه فبالتأكيد جاسم بعلاقاته ومكانته سيفيدها
ولكنه سافر من أجل ان يتم خطبته برفيف رسميا
تقبلت الخبر بملامح هادئه وحركت رأسها
فنهضت مني بقلق عليها
مهرة مالك فيكي ايه
وتقدمت منها تضم رأسها إليها
الحكاية مش حكاية ورد يامهرة أحكيلي اعتبريني اختك
فنظرت لها ورسمت علي شفتيها أبتسامة باهته
انا بخير متقلقيش
فتنهدت مني ولم ترغب بأن تضغط عليها أكثر من ذلك
عادت من عملها لتجد حسين يجلس مع والده الحج إسماعيل امام الورشة ثم وقعت عيناها علي زوجته مريم تتجه نحوهم في فستانها الجميل وعندما لمحها
حسين نهض من جانب والده ليحتوي كفها بكفه
ايه الجمال ده ياحببتي
الجمله أخترقت أذنيها فخطت بخطوات سريعه نحو بنايتها ثم صعدت لشقتهم متجه الي غرفتها تنفرد بنفسها قليلا قبل ان ټنهار وتري ورد أنهيارها
ولكن قررت ان تتغالب على أحزانها وتتجه لغرفة ورد فمنذ عودة كنان لتركيا من أجل مشاكل هناك وهي تعتكف في غرفتها او شارده
وتنهدت بيأس فهي لا تريد إحزان ورد والوقوف أمام سعادتها ولكن تخاف عليها بشده حتى أنها اليوم طلبت من مراد لو استطاع بعلاقاته وعلاقات والده ان يعرف لها حياة كنان وهل تستطيع تصديق حبه لشقيقتها
واقتربت من غرفة ورد لتسمع صوتها وهي تحادث أحدهم ويبدو أنه كنان
وسمعت طرقات علي باب الشقه لتتجه نحو الباب لترى من الطارق
وألتوت شفتيها بضيق وهي تجد سهير زوجة أبيها
ازيك يامهرة
فطالعتها مهرة بهدوء
خير
لتبتسم سهير وهي تتقدم للداخل ببطئ
اومال فين ورد
لتخرج ورد في تلك اللحظه لتطالعهم سهير بنظرات طويله
سمعت أنه جالك عريس غني لاء وكمان تركي
ومصمصت بشفتيها
لاء وقعتي واقفه يابنت زينب
لتحدق ورد بمهرة تنتظر منها ان تتكلم
اه شوفتي عشان تعرفي شطارة بنات زينب
ألقت جملتها الأخيره