لحن الحياة
الحلوي التي يفضلها
وأبتسم بسعاده يلتقط واحده كي يتناولها
يتلذذ بمذاقها داخل فمه وانفتح باب الغرفة فأغمض عيناه وهو غارق في عالم أخر وهمس بصوت لا يسمعه الا هو
هتجنيني يامهرة
الفصل التاسع عشر
رواية لحن الحياة
بقلم سهام صادق
لم يكن الشخص الا ياسر وقف يخبره عن أجتماع اليوم الذي سيكون خارج الشركه وأنصرف ياسر متعجبا من صمت جاسم ووقوفه هكذا
تأمل ياسر مهرة المنكبة علي الحاسوب تداري وجهها في الشاشة فتمتم وهو يكمل طريقه
هو في ايه النهاردة
وبعدما أنصرف ياسر تنفست مهرة بتوتر ونظرت للغرفة المغلقه وعادت مجددا لعملها
ولكن بعد دقائق وجدت جاسم يفتح باب مكتبه ويهتف بأسمها
فأتبعته بأرتباك وهي تتسأل أيعقل ان هديتها لم تعجبه ووقفت خلفه تتسأل بخيبة
هي الهديه معجبتكش
فألتف لها وهو يحمل العلبة مبتسما يناولها واحده
بالعكس يامهرة
فنظرت إلي العلبة وهو يمددها لها يحرك رأسه بأن تشاركه في مذاقها
وأبتسمت وهي تلتقط واحده بخجل ليأتيها سؤاله
دوقتي طعمها قبل كده
الميزانية متسمحش بالنوع ده من الترفيه
فضحك جاسم لتنظر اليه ضاحكة
في أنواع تاني بتكفي بالغرض وفي متناول الجميع
فأزدادت ضحكاته لتكتشف مهرة لأول مرة أنه جميل بصدق إذا ضحك وخرج عن جموده
فأرتبكت من نظراته فتمتمت وهي تغادر مسرعة من أمامه
عن أذنك
ليحدق بها جاسم وهي تغادر بأعين شاردة
وتنهد بيأس من تلك الحياه التي يعيشها فقد بدء شيطانه يجره لحياته السابقه الشرب والسهر
ولكن نظرة واحده في أوجه صغيريه تجعله يتراجع عن كل شئ فهو يريد لأطفاله حياة سوية يجمعها اب وام متفاهمين
ايه رأيك نخرج نسهر
فرفعت عيناها نحوه بتملل من محاصرته وبدأت تتثاوب
انا تعبانه ومرهقة هخلص الورق اللي معايا وهدخل انام
لينظر لها بصمت ثم أبتعد متجها إلي الشرفة لعله يجد في الهواء تخفيف لأفكاره ومايجثم علي روحه
لمعت عين ورد وهي تجد علبة جميله متوسطة الحجم وفوقها باقة أزهار هدية في بداية الصباح يا له من يوم جميل
هدية مني ومن جواد ورد
فحدقت بهم ورد بفرحة لم تخفيها عيناها ليحرك الصغير رأسه وكأنه يخبرها بأجابته
فنظر لها كنان يتأمل نظراتها نحوهم ونحو الهدية
وتيقن ان لولا اخباره لها ان الهدية منه ومن جواد
ماكانت قبلت الهديه إذا علمت أنها منه وحده
عادت ورد من عملها تحمل هديتها بفرحة طفله صغيره ورغم فرحتها خشية من ردة فعل مهرة خاصة عندما تري السلسال
ودلفت لداخل الشقه لتجد مهرة تخرج من المطبخ تحمل بيدها المعلقة الخشبية ويبدو أنها جاءت مبكرا من عملها وحدقت مهرة بالهدية متسائله
اوعي تقوليلي انك قررتي تهادي نفسك وتبسطي نفسك
فضحكت ورد وهي تحرك رأسها بنفي لتتسأل مهرة مجددا
يبقي ديه هدية عيد ميلادي مش كده
لتزداد ضحكات ورد محركة رأسها بلا
مهرة عيد ميلادك لسا فاضل عليه شهور
فأقتربت منها مهرة ونظراتها مصوبة نحو أعينها
مفضلش غير احتمال تاني يابنت زينب
فعلمت ورد فهم شقيقتها لأمر الهدية بشئ اخر فأسرعت بأخبارها
جواد والسيد كنان هما اللي جابولي الهديه انا رفضت في الأول بس
فضحكت مهرة ساخرة
بس ايه عجبتك الهدية
والتقطت منها العلبة تنظر الي مابداخلها فبلعت ورد ريقها من تسليط مهرة نظراتها علي العلبة الحمراء
ايه ديه
فأشاحت ورد عيناها وهي تتمتم
سلسلة
فلوت مهرة شفتيها لتفتح العلبه فأتسعت عيناها من شكل السلسال الذي يبدو عليه انه غالي الثمن فهو من الذهب الأبيض
ودية بمناسبة ايه اوعى تقوليلي عشان جواد قطع سلسلتك
فحركت ورد رأسها بأرتباك لتنظر اليها مهرة بهدوء وعيناها التي انطفئت لمعتها بعد ان كانت سعيده بالهدية
بصي ياورد الشيكولاته والورد انا معنديش اعتراض فيهم هنعتبرهم هديه بسيطه ونقدر نردها لجواد قبل مايسافر بتذكار بسيط مننا
وتابعت وهي تقترب منها بحنان وترفع الهدية الأخري ذو العلبه الحمراء
اما ديه تفتكري هنقدر نردها
فحركت ورد رأسها بخجل متمتمه
عندك حق
وأسرعت ترتمي في حضڼ شقيقتها وهتفت بحالمية
السلسلة حلوه اوي يامهرة
فضړبتها مهرة بخفة علي ظهرها
اه حلوه نبقي ندخل جمعية مع الحجه كوثر وابقي أجبلك زيها
واڼفجر الأثنان ضاحكين لټشتم مهرة رائحة الطعام المحروق
الأكل
وركضت نحو المطبخ ثم عادت بحلة الطعام لتتعالا ضحكات ورد مجددا
دخلت لمكتبه بعد ان أمرها بأن تتبعه وأنتظرت ما سيخبرها به
انتي و ورد معزومين يوم الاجازة علي الغدا عندي يامهرة
وقبل ان تبدي اي اعتراض وجدته يتابع حديثه
السيد عادل والسيدة صفاء معزومين وانا بلغتهم بحضوركم معاهم بس قولت اعزمك
برضوه بنفسي
وفتحت فمها لتخبره بأعتذراها ولكن أشار لها
مافيش اعتراض يامهرة
وضعت ورد العلبة علي الطاولة امام كنان الذي جلس ينظر لبعض الأوراق منتظرا قدومها ليترك لها جواد ويباشر أعماله
مش هقدر اقبل الهدية ديه سيد كنان
فنظر كنان لهديته ثم نظر لها
لماذا ورد
فتنحنحت حرجا وهي تطرق رأسها أرضا
اعذرني سيد كنان انا قبلت الورد والشوكولاته
لم يجد كنان شئ يقوله لها فأخذ هديته وجمع أوراقه وانصرف بصمت
عزيمة رائعة ضمت عائلة مرام ومهرة اللي أتت بمضت بعد اصرار السيدة صفاء عليها اما ورد سعدت بذلك الشئ كثيرا
كان جاسم يتعامل مع اهل مرام ببساطة وود جعلت مهرة تنظر لذلك متعجبة من الأمر
ولكن في النهاية أدركت أنهم أصبحوا أهل
لو تعكر صفوا الجلسة الا قدوم رفيف التي أنضمت معهم علي طاولة الغداء
لتصافحهم رفيف ببرود فتنظر ورد لمهرة مقاربة منها تهمس بتسأل
مش ديه البنت اللي شوفنا صورتها قبل كده في الصور اللي بعتتها لينا مرام
فأرتشفت مهرة من كأس عصيرها وهي تطالع رفيف كيف تضحك وتقرب جسدها من جاسم في تجلس جانبه مباشرة
اه هي
فحدقت ورد بهم
شكلهم مرتبطين
لتنظر مهرة للطعام ثم لها وصمتت
دلفت الي مكتبة بوجه جامد تتذكر ماأخبرها به السيد فؤاد عن القضية التي قرر جاسم ان يتولاها هو ولكن فؤاد اليوم اخبرها ان القضية لا تجدي نفع لان العامل يعمل بعقد يتجدد سنويا وهذه السنه إم يتجدد عقده فبالتالي حقه قد ضاع
ووجدها جاسم تقف أمامه بتلك الهيئة التي لا تبشر بالخير
خير يامهرة
فأنفجرت به تخبره عما قاله فؤاد ليزفر جاسم أنفاسه وهو يسترخي بجسده علي مقعده
اكيد الأستاذ فؤاد مش هيقول كده
من عنده يامهرة وانتي اكتر واحده عارفه خبرته ونجاحه في اي قضية بيمسكها
فتمتمت بضيق فهي تعلم أنهم علي حق ولكن رغبتها في مساعدة المرأه التي قصدتها بأمل لا تريد خذلانها
بس ده ظلم
فأبتسم جاسم وهو ينهض من مقعده واستدار نحو الشرفه ليطالع الطريق
هو ده عالم الفلوس يامهرة المصلحة أهم ومافيش عواطف
وعندما سمع صوت تنفسها السريع ألتف لها بجمود
وعاد يجلس علي مكتبه يطالع حاسوبه بتركيز
هاتيلي بيانات الأسرة ديه وانا هتكفل بيهم
قراره ألجمها وظهرت السعاده علي محياها
ولم تعرف كيف تشكره ولكن جاسم الشرقاوي كل يوم معها يأخذ طريق أخر لقلبها ربما أعحاب او إحترام او ربما شئ مجهول
مرت الايام وقد اقترب كل شئ اقترب مجئ حسين وأقتربت رأس السنه وحفل افتتاح المنتجع ورحيل كنان وجواد ام رفيف مازالت تسعي إلي مبتغاها ومشيرة كالعلقة حول كريم
تأنقت مشيرة كعادتها في عشاء العمل الذي ضمھ وضم البعض وأقتربت من هدفها الأساسي وهي تمشي بدلالها ثم جلست بجوار كريم ووضعت بيدها علي فخذه
ليه بتهرب مني
فنفض يدها عنه برفق ثم نهض معتذرا منهم وهو يطالع هاتفه من اجل إجراء مكالمة
جالس شاردا في قراره الأخير أيسلك سلوك الكثير ويبحث عن الزوجه التي يتوقعها الجميع ام يتمهل في قراره ويترك لقلبه حق الأختيار
وأخرج العلبة المخملية
التي تحتوي على الخاتم المميز وأخذ يطالعه بهدوء
الحج إسماعيل يخبر الصبي خاصته عن سعادته ان حسين ولده سيأتي أخيرا كلما نطق إسم حسين ازدادت ضربات قلبها
وضعت ورد بحزن هديتها لجواد فالأيام تمر وموعد رحيله أقترب فالمنتحع أصبح علي أكمل وجه
يخبرها أنه سيحادثها كل يوم وسيأتي لمصر دوما لرؤيتها
ونظر إلي كنان الذي وقف يحدق بهم بهدوء يعقد ساعديه امام صدره
أليس كذلك خالو
فتمتم كنان بهدوء
نعم جواد
رده الهادئ أوجعها وعلمت أن النهاية قد سطرت
وأن ماحلم به قلبها ماهو الا خيالا
أرادت ان تبكي ولكن تحملت علي نفسها ونظرت نحوه بشحوب واعين باهته فتراقص قلب كنان لأن خطته الاخيره اقتربت ويوم الحفل سيعترف لورد بحبه ولن يرحل الا بها زوجه
فعلاقته بسيلا انتهت حتي لو لم تصدق سيلا الي الآن أن طرقهم قد أنقطعت
ألتقط أسم رجلا وهو يخرج من غرفة مكتبه
مهرة تخبر مني بسعاده عن قدوم رجلا اسمه حسين نبرة صوتها اليوم كانت مختلفة بها شوق عجيب
كصوت المحبين
ليأتي سؤال مني قبل ان ينتبوا لخروج جاسم من غرفة مكتبه
هو ده حسين جارك حب الطفوله يامهرة
فأرتبكت مهرة وهي تنتبه لجاسم الذي طالعهم بصمت وانصرف دون ان يخبرهم بشئ كالمعتاد
جلس مراد في مكتبه بالمصنع يفكر بمهرة وهو ينظر لرقم هاتفها يريد أن يحادثها يطلب لقائها ولكن شخصية كمهرة لن تقبل بهذا الشئ
ووجد رقم رقية يدق فأبتسم وهو يحادثها
أهلا بالمشاغبة
فصدحت ضحكت رقية عبر الهاتف تسأله
هتخرجني فين في حفلة راس السنه
فداعب مراد لحيته مفكرا
المكان اللي تختاريه يارقيه
الكل يستعد لسنه الجديده مهرة تعلم ان قدوم حسين سيكون في هذا اليوم و ورد تريد أن تري كيف يحتفل الناس كما تشاهد في التلفاز اما جاسم صراع قوي أصبح فيه منذ ان علم ان مهرة لديها حبيب من الطفوله وكأن هذا الخبر هو الفيصل لقراره
أتسعت عين ورد پصدمه وهي تنظر الي عائلة كنان العريقة ومعاذ يخبرها ان تلك السيده الأنيقة التي يقف معها جواد هي جدته والدة السيد كنان
وان الأخرى ذو الأعين الخضراء والجسد الطويل الممشوق سيلا خطيبته
ازاح المقعد قليلا لتجلس عليه فأبتسمت رفيف بسعادة وهي تطالعه تشعر ان اليوم به شئ مختلف وسألها جاسم بهدوء
تحبي تطلبي ايه
فأخبرته رفيف عما ترغب ثم وضعت يدها أسفل ذقنها وطالعت من يرقصون بحالمية
انهوا طعاهم ووضع النادل المشروبات التي طلبوها ومع دقات عقارب السنه الجديده كان جاسم يخرج من جيب سترته علبة مخملية وفتحها امام رفيف دون مقدمات لتلمع عين رفيف بسعاده
مواقفه بالطبع جاسم
وقفت مهرة تنظر من الشرفة تنتظر مجيئه بعد سنون الغربه وتمللت في وقفتها من كثرة الانتظار وتخيل كيف أصبح حسين
وتنهدت بحالمية وقد رتبت شعرها اليوم ورد تعجبت من اهتمامها بنفسها وبشرتها ولكن لم تسألها عن السبب فقد كانت منشغلة بحفل افتتاح المنتجع وقد رافقها أكرم
وصدح صوت سيارة وخرج السيد إسماعيل من ورشته ووالدة وشقيقات حسين خرجوا من الشرفة
ثم هبطوا لأسفل مشتاقين لشقيقهم
فرقص قلبها وهي تجده