الإثنين 25 نوفمبر 2024

لحن الحياة

انت في الصفحة 24 من 97 صفحات

موقع أيام نيوز

الحلوي التي يفضلها 
وأبتسم بسعاده يلتقط واحده كي يتناولها 
يتلذذ بمذاقها داخل فمه وانفتح باب الغرفة فأغمض عيناه وهو غارق في عالم أخر وهمس بصوت لا يسمعه الا هو 
هتجنيني يامهرة
الفصل التاسع عشر 
رواية لحن الحياة 
بقلم سهام صادق 
لم يكن الشخص الا ياسر وقف يخبره عن أجتماع اليوم الذي سيكون خارج الشركه وأنصرف ياسر متعجبا من صمت جاسم ووقوفه هكذا 
ثم أغلق الباب خلفه ليتنهد جاسم ببطئ وهو يبتسم علي تلك الحاله العجيبه التي أحدثتها مجرد هدية بسيطه من الحلوي 
تأمل ياسر مهرة المنكبة علي الحاسوب تداري وجهها في الشاشة فتمتم وهو يكمل طريقه
هو في ايه النهاردة 
وبعدما أنصرف ياسر تنفست مهرة بتوتر ونظرت للغرفة المغلقه وعادت مجددا لعملها 
ولكن بعد دقائق وجدت جاسم يفتح باب مكتبه ويهتف بأسمها
مهرة تعالي 
فأتبعته بأرتباك وهي تتسأل أيعقل ان هديتها لم تعجبه ووقفت خلفه تتسأل بخيبة
هي الهديه معجبتكش 
فألتف لها وهو يحمل العلبة مبتسما يناولها واحده 
بالعكس يامهرة 
فنظرت إلي العلبة وهو يمددها لها يحرك رأسه بأن تشاركه في مذاقها 
وأبتسمت وهي تلتقط واحده بخجل ليأتيها سؤاله
دوقتي طعمها قبل كده 
فحركت رأسها وهي تمضغها بتلذذ 
الميزانية متسمحش بالنوع ده من الترفيه 
فضحك جاسم لتنظر اليه ضاحكة
في أنواع تاني بتكفي بالغرض وفي متناول الجميع 
فأزدادت ضحكاته لتكتشف مهرة لأول مرة أنه جميل بصدق إذا ضحك وخرج عن جموده
فأرتبكت من نظراته فتمتمت وهي تغادر مسرعة من أمامه 
عن أذنك 
ليحدق بها جاسم وهي تغادر بأعين شاردة
نظر كريم بصمت نحو مرام الجالسة تطالع بعض الأوراق بتدقيق العمل قد انتقل أيضا للمنزل وأصبح بعدها عنه لحجة أخري من قبل خذلانه لها ثم انشغالها بالطفلين وبعدها رغبتها في بناء كيان لها منفصل 
وتنهد بيأس من تلك الحياه التي يعيشها فقد بدء شيطانه يجره لحياته السابقه الشرب والسهر 
ولكن نظرة واحده في أوجه صغيريه تجعله يتراجع عن كل شئ فهو يريد لأطفاله حياة سوية يجمعها اب وام متفاهمين
ونهض من مقعده ليقترب من مرام يحتضنها بحب 
ايه رأيك نخرج نسهر 
فرفعت عيناها نحوه بتملل من محاصرته وبدأت تتثاوب
انا تعبانه ومرهقة هخلص الورق اللي معايا وهدخل انام 
لينظر لها بصمت ثم أبتعد متجها إلي الشرفة لعله يجد في الهواء تخفيف لأفكاره ومايجثم علي روحه 
لمعت عين ورد وهي تجد علبة جميله متوسطة الحجم وفوقها باقة أزهار هدية في بداية الصباح يا له من يوم جميل 
وألتفت خلفها لتجد كنان وجواد ولا تعلم من أين ظهروا فعندما دلفت للجناح لم تري أحد 
هدية مني ومن جواد ورد 
فحدقت بهم ورد بفرحة لم تخفيها عيناها ليحرك الصغير رأسه وكأنه يخبرها بأجابته 
فنظر لها كنان يتأمل نظراتها نحوهم ونحو الهدية 
وتيقن ان لولا اخباره لها ان الهدية منه ومن جواد 
ماكانت قبلت الهديه إذا علمت أنها منه وحده 
عادت ورد من عملها تحمل هديتها بفرحة طفله صغيره ورغم فرحتها خشية من ردة فعل مهرة خاصة عندما تري السلسال 
ودلفت لداخل الشقه لتجد مهرة تخرج من المطبخ تحمل بيدها المعلقة الخشبية ويبدو أنها جاءت مبكرا من عملها وحدقت مهرة بالهدية متسائله
اوعي تقوليلي انك قررتي تهادي نفسك وتبسطي نفسك 
فضحكت ورد وهي تحرك رأسها بنفي لتتسأل مهرة مجددا 
يبقي ديه هدية عيد ميلادي مش كده
لتزداد ضحكات ورد محركة رأسها بلا 
مهرة عيد ميلادك لسا فاضل عليه شهور 
فأقتربت منها مهرة ونظراتها مصوبة نحو أعينها 
مفضلش غير احتمال تاني يابنت زينب 
فعلمت ورد فهم شقيقتها لأمر الهدية بشئ اخر فأسرعت بأخبارها
جواد والسيد كنان هما اللي جابولي الهديه انا رفضت في الأول بس
فضحكت مهرة ساخرة 
بس ايه عجبتك الهدية 
والتقطت منها العلبة تنظر الي مابداخلها فبلعت ورد ريقها من تسليط مهرة نظراتها علي العلبة الحمراء 
ايه ديه 
فأشاحت ورد عيناها وهي تتمتم
سلسلة
فلوت مهرة شفتيها لتفتح العلبه فأتسعت عيناها من شكل السلسال الذي يبدو عليه انه غالي الثمن فهو من الذهب الأبيض 
ودية بمناسبة ايه اوعى تقوليلي عشان جواد قطع سلسلتك
فحركت ورد رأسها بأرتباك لتنظر اليها مهرة بهدوء وعيناها التي انطفئت لمعتها بعد ان كانت سعيده بالهدية 
بصي ياورد الشيكولاته والورد انا معنديش اعتراض فيهم هنعتبرهم هديه بسيطه ونقدر نردها لجواد قبل مايسافر بتذكار بسيط مننا 
وتابعت وهي تقترب منها بحنان وترفع الهدية الأخري ذو العلبه الحمراء
اما ديه تفتكري هنقدر نردها
فحركت ورد رأسها بخجل متمتمه
عندك حق
وأسرعت ترتمي في حضڼ شقيقتها وهتفت بحالمية 
السلسلة حلوه اوي يامهرة 
فضړبتها مهرة بخفة علي ظهرها 
اه حلوه نبقي ندخل جمعية مع الحجه كوثر وابقي أجبلك زيها 
واڼفجر الأثنان ضاحكين لټشتم مهرة رائحة الطعام المحروق 
الأكل 
وركضت نحو المطبخ ثم عادت بحلة الطعام لتتعالا ضحكات ورد مجددا
دخلت لمكتبه بعد ان أمرها بأن تتبعه وأنتظرت ما سيخبرها به 
انتي و ورد معزومين يوم الاجازة علي الغدا عندي يامهرة
وقبل ان تبدي اي اعتراض وجدته يتابع حديثه 
السيد عادل والسيدة صفاء معزومين وانا بلغتهم بحضوركم معاهم بس قولت اعزمك

برضوه بنفسي 
وفتحت فمها لتخبره بأعتذراها ولكن أشار لها
مافيش اعتراض يامهرة 
وضعت ورد العلبة علي الطاولة امام كنان الذي جلس ينظر لبعض الأوراق منتظرا قدومها ليترك لها جواد ويباشر أعماله 
مش هقدر اقبل الهدية ديه سيد كنان 
فنظر كنان لهديته ثم نظر لها 
لماذا ورد 
فتنحنحت حرجا وهي تطرق رأسها أرضا 
اعذرني سيد كنان انا قبلت الورد والشوكولاته 
لم يجد كنان شئ يقوله لها فأخذ هديته وجمع أوراقه وانصرف بصمت 
عزيمة رائعة ضمت عائلة مرام ومهرة اللي أتت بمضت بعد اصرار السيدة صفاء عليها اما ورد سعدت بذلك الشئ كثيرا 
كان جاسم يتعامل مع اهل مرام ببساطة وود جعلت مهرة تنظر لذلك متعجبة من الأمر 
ولكن في النهاية أدركت أنهم أصبحوا أهل
لو تعكر صفوا الجلسة الا قدوم رفيف التي أنضمت معهم علي طاولة الغداء 
لتصافحهم رفيف ببرود فتنظر ورد لمهرة مقاربة منها تهمس بتسأل
مش ديه البنت اللي شوفنا صورتها قبل كده في الصور اللي بعتتها لينا مرام 
فأرتشفت مهرة من كأس عصيرها وهي تطالع رفيف كيف تضحك وتقرب جسدها من جاسم في تجلس جانبه مباشرة 
اه هي
فحدقت ورد بهم 
شكلهم مرتبطين 
لتنظر مهرة للطعام ثم لها وصمتت
دلفت الي مكتبة بوجه جامد تتذكر ماأخبرها به السيد فؤاد عن القضية التي قرر جاسم ان يتولاها هو ولكن فؤاد اليوم اخبرها ان القضية لا تجدي نفع لان العامل يعمل بعقد يتجدد سنويا وهذه السنه إم يتجدد عقده فبالتالي حقه قد ضاع 
ووجدها جاسم تقف أمامه بتلك الهيئة التي لا تبشر بالخير 
خير يامهرة 
فأنفجرت به تخبره عما قاله فؤاد ليزفر جاسم أنفاسه وهو يسترخي بجسده علي مقعده
اكيد الأستاذ فؤاد مش هيقول كده
من عنده يامهرة وانتي اكتر واحده عارفه خبرته ونجاحه في اي قضية بيمسكها
فتمتمت بضيق فهي تعلم أنهم علي حق ولكن رغبتها في مساعدة المرأه التي قصدتها بأمل لا تريد خذلانها
بس ده ظلم
فأبتسم جاسم وهو ينهض من مقعده واستدار نحو الشرفه ليطالع الطريق 
هو ده عالم الفلوس يامهرة المصلحة أهم ومافيش عواطف
وعندما سمع صوت تنفسها السريع ألتف لها بجمود 
وعاد يجلس علي مكتبه يطالع حاسوبه بتركيز
هاتيلي بيانات الأسرة ديه وانا هتكفل بيهم 
قراره ألجمها وظهرت السعاده علي محياها 
ولم تعرف كيف تشكره ولكن جاسم الشرقاوي كل يوم معها يأخذ طريق أخر لقلبها ربما أعحاب او إحترام او ربما شئ مجهول
مرت الايام وقد اقترب كل شئ اقترب مجئ حسين وأقتربت رأس السنه وحفل افتتاح المنتجع ورحيل كنان وجواد ام رفيف مازالت تسعي إلي مبتغاها ومشيرة كالعلقة حول كريم
تأنقت مشيرة كعادتها في عشاء العمل الذي ضمھ وضم البعض وأقتربت من هدفها الأساسي وهي تمشي بدلالها ثم جلست بجوار كريم ووضعت بيدها علي فخذه 
ليه بتهرب مني
فنفض يدها عنه برفق ثم نهض معتذرا منهم وهو يطالع هاتفه من اجل إجراء مكالمة 
جالس شاردا في قراره الأخير أيسلك سلوك الكثير ويبحث عن الزوجه التي يتوقعها الجميع ام يتمهل في قراره ويترك لقلبه حق الأختيار 
وأخرج العلبة المخملية
التي تحتوي على الخاتم المميز وأخذ يطالعه بهدوء 
الحج إسماعيل يخبر الصبي خاصته عن سعادته ان حسين ولده سيأتي أخيرا كلما نطق إسم حسين ازدادت ضربات قلبها
وضعت ورد بحزن هديتها لجواد فالأيام تمر وموعد رحيله أقترب فالمنتحع أصبح علي أكمل وجه 
يخبرها أنه سيحادثها كل يوم وسيأتي لمصر دوما لرؤيتها
ونظر إلي كنان الذي وقف يحدق بهم بهدوء يعقد ساعديه امام صدره
أليس كذلك خالو 
فتمتم كنان بهدوء 
نعم جواد 
رده الهادئ أوجعها وعلمت أن النهاية قد سطرت 
وأن ماحلم به قلبها ماهو الا خيالا 
أرادت ان تبكي ولكن تحملت علي نفسها ونظرت نحوه بشحوب واعين باهته فتراقص قلب كنان لأن خطته الاخيره اقتربت ويوم الحفل سيعترف لورد بحبه ولن يرحل الا بها زوجه 
فعلاقته بسيلا انتهت حتي لو لم تصدق سيلا الي الآن أن طرقهم قد أنقطعت
ألتقط أسم رجلا وهو يخرج من غرفة مكتبه 
مهرة تخبر مني بسعاده عن قدوم رجلا اسمه حسين نبرة صوتها اليوم كانت مختلفة بها شوق عجيب 
كصوت المحبين
ليأتي سؤال مني قبل ان ينتبوا لخروج جاسم من غرفة مكتبه 
هو ده حسين جارك حب الطفوله يامهرة 
فأرتبكت مهرة وهي تنتبه لجاسم الذي طالعهم بصمت وانصرف دون ان يخبرهم بشئ كالمعتاد
جلس مراد في مكتبه بالمصنع يفكر بمهرة وهو ينظر لرقم هاتفها يريد أن يحادثها يطلب لقائها ولكن شخصية كمهرة لن تقبل بهذا الشئ 
ووجد رقم رقية يدق فأبتسم وهو يحادثها
أهلا بالمشاغبة 
فصدحت ضحكت رقية عبر الهاتف تسأله 
هتخرجني فين في حفلة راس السنه
فداعب مراد لحيته مفكرا 
المكان اللي تختاريه يارقيه
الكل يستعد لسنه الجديده مهرة تعلم ان قدوم حسين سيكون في هذا اليوم و ورد تريد أن تري كيف يحتفل الناس كما تشاهد في التلفاز اما جاسم صراع قوي أصبح فيه منذ ان علم ان مهرة لديها حبيب من الطفوله وكأن هذا الخبر هو الفيصل لقراره 
أتسعت عين ورد پصدمه وهي تنظر الي عائلة كنان العريقة ومعاذ يخبرها ان تلك السيده الأنيقة التي يقف معها جواد هي جدته والدة السيد كنان
وان الأخرى ذو الأعين الخضراء والجسد الطويل الممشوق سيلا خطيبته
ازاح المقعد قليلا لتجلس عليه فأبتسمت رفيف بسعادة وهي تطالعه تشعر ان اليوم به شئ مختلف وسألها جاسم بهدوء 
تحبي تطلبي ايه 
فأخبرته رفيف عما ترغب ثم وضعت يدها أسفل ذقنها وطالعت من يرقصون بحالمية 
انهوا طعاهم ووضع النادل المشروبات التي طلبوها ومع دقات عقارب السنه الجديده كان جاسم يخرج من جيب سترته علبة مخملية وفتحها امام رفيف دون مقدمات لتلمع عين رفيف بسعاده 
مواقفه بالطبع جاسم
وقفت مهرة تنظر من الشرفة تنتظر مجيئه بعد سنون الغربه وتمللت في وقفتها من كثرة الانتظار وتخيل كيف أصبح حسين 
وتنهدت بحالمية وقد رتبت شعرها اليوم ورد تعجبت من اهتمامها بنفسها وبشرتها ولكن لم تسألها عن السبب فقد كانت منشغلة بحفل افتتاح المنتجع وقد رافقها أكرم 
وصدح صوت سيارة وخرج السيد إسماعيل من ورشته ووالدة وشقيقات حسين خرجوا من الشرفة 
ثم هبطوا لأسفل مشتاقين لشقيقهم 
فرقص قلبها وهي تجده
23  24  25 

انت في الصفحة 24 من 97 صفحات