لحن الحياة
اليه وعلي وجهها أبتسامة سعيده
وماكان منه الا ان أبتسم لينهي جواد لعبته ويركض نحوهم مطالبا بصعود لعبة أخري ولكن معهم
وقد تم ما أصر عليه الصغير رغم خجل ورد وعدم رضي كنان ولكن مع جواد يتغير كل شئ
وصعدوا لأحد الألعاب العائليه وجواد يخفي رأسه في حضڼ كنان مستمتعا اما ورد كانت تجلس مرتبكة خائڤة
ليضحك كنان وهو يقبله علي رأسه ونفذ له ما طلب بكل سرور
حاولت ورد الأبتعاد عن الصوره وقد ظنت انه لم يلتقطها ولكن كنان ألتقطها معهم متأملا أرتباكها
وعيناها الهاربة منه
تفاجئ جاسم بتجمع العمال مرة أخرى ولكن هذه المرة يطالبوا بتنفيذ ما قالته مهرة
كل شيء كان يأتي إليه في مكتبه بصورة مجمله ولكن اليوم اكتشف الفساد الذي يعانيه هذا المصنع
وأرتبك عندما وجد نظرات جاسم الجامدة نحوه
وصفق جاسم بيديه بقوة من أجل ان ينتبه اليه البعض
ليصبح بعدها المكان ساحة ضخمه من العمال وقد اخذوا يخبروه بكل شئ غير خائفين
وتابع بصوت قوي
المصنع ده مصنعكم انتوا بتعبكم وبعتذر من كل شخص فيكم علي اللي حصل رغم أني كنت فاكر ان كل حاجه ماشيه تمام
واخد ينظر إلى شوقي بجمود ولأعوانيه
ليتهلل اسارير العمال وتقف مهرة متعجبه من طريقة سيطرته واقناعه ففي لحظه أصبح العمال ملتفون حوله بحب هاتفين بأخلاصهم للمصنع وحبهم للعمل
سبحان مغير الأحوال امبارح كنت رافض قراري النهارده واقف بتأيده
وتابعت بفخر
عشان تعرف قرارتي ديما صح
ليلتف نحوها جاسم وقد كانت خلفه مباشرة وقد سمع جملتها الاخيره
هما هيتكفؤا اما انتي هتتعقبي
وتركها وانصرف نحو الاعلي حيث غرفة شوقي
منذ فترة طويلة لم يشعر بتلك السعادة سعاده خلقتها فرحة جواد وشعور أخر بدء يتغلل داخل قلبه وكلما كان يلتف كان يجد ورد أمامه تضحك كالأطفال تضع بيدها علي فمها تكتم صوت ضحكتها
ليقترب منها كنان بلهفة جاثيا على ركبتيه أمامها
ورد هل انتي بخير
وألتقط يديها لينظر إلى تلك الخدوش واخرج منديلا من سترته ليمسح الډماء البسيطه من علي يديها
كانت ورد تنظر إلي مايفعل كالمغيبة الي ان وجدته يهتف بأسمها مجددا
فأتسعت عيناها ونظرت حولها وشهقت بفزع
ليطالعها كنان متسائلا
مابكي ورد
لتنهض من أمامه وتبتعد عنه بخجل تحت نظراته المتعجبه ولم يقطع تلك اللحظه الا جواد الذي انهي لعبته وركض نحوها
انهي نقاشه بحزم مع شوقي وأتباعه وقد أخبرهم ان من سيمسك الأداره شخص جديد
كان شوقي يتبعه وهو يخبرها بحسن نواياه
ونظر جاسم حوله يبحث عنها ليجدها تجلس وسط بعض العمال تأكل معهم وتضحك فقد كان وقت استراحتهم
فوقف يطالعها وهو لأول مرة يراها هكذا مهرة تضحك وجنتيها تصبح ورديه غمازتها اليمني تظهر بوضوح
شعور عجيب في تلك اللحظه بدء يسير داخله وعندما رأته اختفت ضحكتها وعادت إلى الوجه الذي اعتاده فضاع سحر تلك اللحظه
وسار من أمامها بوجه جامد بعد ان ألقي بتعليماته على شوقي وان مهامه قد زالت
لتضع مهرة كأس الماء الذي ترتشف منه وشكرت العمال بلطافة وكأنهم أصبحوا أسرة واحده
وخطت بخطوات سريعة للخارج نحو السيارة
لتجدها قد أوشكت علي الحركه لتهتف بحنق
أنت هتسبني في الصحرا ديه
وتابعت وهي ټضرب كفوفها ببعضهما ولكن بصوت خاڤت
يعملها انا عارفاه
وصعدت السيارة بجوار السائق تزفر أنفاسها بحنق
الواحد يقول هنمشي اي حاجه ولا انا هوا
ليميل جاسم بجسده نحوها
بالظبط انتي هوا شئ مش مرئي
ليحتقن وجهها ليعتدل هو في جلسته ممسكا بهاتفه يتفحصه ببرود يجيده
وعادت لوضعها تنفخ أنفاسها بقوه إلى ان رن هاتفها
ايوه ياحماده مين ده اللي عايزني أرفعله قضيه
وأسترخت في جلستها بزهو واخذت تعلو من نبرة صوتها
طب اديله ميعاد علي بليل كده اكون خلصت أعمالي المهمه
كان جاسم يستمع لمحادثتها ساخرا الي ان انهت المكالمة
هايل شغل الصبح وشغل بليل في الكشك الصغير اللي اسمه مكتب ده
لتلتف نحوه مجددا بحنق
محدش طلب وجهة نظرك في مكان شغلي
وأتسعت عين السائق وهو يتعجب من ردها وأستمتاع رئيسه بذلك فقد رأي بعينيه نظراته حتى انه تعجب
ونظرت له بأحتقار وعادت لوضعتها تسبه
فأبتسم بمتعه وهو يري حنقها
عادت ورد من عملها تنظر الي خدوش يديها ووجدت مهرة تجلس تنتظرها بقلق
اتأخرتي كده ليه ياورد
فأبتسمت ورد وهي تتذكر تفاصيل اليوم وتنهدت بسعاده جعلت مهرة تحدق بها بقوة
ثم نهضت من مكانها لتنظر ليديها
مالها
ايدك ايه اللي حصل
فأزالت ورد
حجابها وجلست علي الأريكه بأسترخاء تقص عليها تفاصيل اليوم
كانت تري السعاده بعين شقيقتها كلما تحدثت عن لطافة ذلك المدعو كنان معها
وهذا مالم يسعدها فورد دوما تبهر من لطافة الأشخاص كما كان ماجد يبهرها
لتربت على ذراعها قائله
طب قومي ناكل عشان جعانه
ورفعت يداها وهي تتذكر جاسم
منك لله
لتتسأل ورد بجوع رغم ان كنان قد أخذها هي وجواد لأحد المطاعم ولاحراجها لم تأكل الا القليل
معقول مهرة عملت اكل
ووضعت بيدها على بطنها
هناكل ايه
لتذهب مهرة نحو المطبخ بصمت ثم تعود بعلبتان من الكشري وترفعهم بزهو وهي تحرك أهدابها
كشړي وجبه سريعة ومضمونة
لټنفجر ورد ضاحكة وهي تنهض نحو غرفتها
ياريتني كنت أكلت مع جواد كان لازم الواحد يتكسف
أخذ يجفف شعره بعد ان أنعش جسده بحمام دافئ
وجلس على فراشه يتذكر تفاصيل يومه بأبتسامة
ونظر لموضع هاتفه ليتأمل الصور التي ألتقطها لها مع جواد وصور قد ألتقطها وهي معهم ولكن كانت تبتعد عن الصوره كي لا تظهر فيها
يتعجب من أفعالها ورغم ذلك يشعر بالشغف نحوها
وتمدد على فراشه ليقطع رنين هاتفه تلك اللحظه
متأملا رقم سيلا
نعم سيلا
وتنهد بملل وهو يستمع لعبارات الشوق التي هي بارعة فيها
كما تحبي
واغلق الهاتف بعد ان أخبرته برحلة سفرها
تنفست براحه بعد ان علمت من مني ان جاسم سيغادر اليوم مبكرا
كده انا اقدر أروح بدري وافاجئ ورد واعملها أكل
وتابعت وهي تخطط لما ستفعله
وأنضف الشقه ورتب ال
لتجد جاسم يقف أمامها ومازالت تفتح فمها لتكمل عبارتها
يلا
لتغلق فمها وتطلق للسانها العنان
يلا ايه
وتابعت بأمل
اكيد يلا عشان اروح شكرا يافندم بجد كلك
وضغطت على شفتيها وهي تخرج الكلمه
ذوق
وأخذت حقيبتها وخطت بخطوات سريعه من أمامه ولكن
انا أذنتلك بالأنصراف انتي ناسية انك المساعده الشخصيه بتاعتي
وتابع بتهكم
قدامي ياأستاذه وقتك يخلص في الشركه لما انا أسمح بكده
ومن صوت همهمتها علم بأنها تسبه كالعاده
وتحركت خلفه لتبدء مشوار جديد معه
وتعجبت من دخول السيارة منزله دون ان يخبرها لما هي هنا
لو حابه تدخلي تشربي حاجه اتفضلي لو مش عايزه براحتك
وانصرف من أمامها لتهتف بحنق
شكرا علي ضيافتك اللي ملهاش لازمه إنسان عديم الډم
وظلت تنتظره إلي ان وجدته يأتي نحوها بملابس رياضيه وأتسعت عيناها لمظهره الشبابي الذي تداريه ملابسه الرسميه
لتجده يقف أمامها ملوحا بيده أمام عينيها
مش معقول اكون عجبتك ياحضرت الافوكاتو
فنفضت رأسها سريعا وهي تشيح وجهها بعيدا عنه
وشهقت بفزع وهي تجده يرمي حقيبته الرياضيه اليها
وسار نحو سيارة أخرى حديثة الطراز بيضاء اللون
كي يقودها هو بنفسه
لتنظر مهرة للحقيبه بغل وكادت ان ترميها الا أنه أشار إليها بتحذير
هفضل مستنيكي
كتير
واقتربت منه بحقيبته وألقتها في المقعد الخلفي وهي تعلم أن اليوم ستنفذ طاقتها معه
مش محتاجه اروح نادي رياضي انا
ليبتسم جاسم وهو يلتف نحوها
ومين قالك اني واخدك عشان تلعبي رياضه او معجب برفقتك في الأماكن اللي زي ديه
انتي رايحه للخدمه
وغمز بعينيه عندما رأى نظراتها الجامدة نحوه
خدمتي انا وبس
الفصل الحادي عشر
رواية لحن الحياة
بقلم سهام صادق
ظلت كلمته تدور بعقلها دون هواده ولم يلجم لسانها من نعته بأبشع الألفاظ بل وترك ذلك العمل البغيض الا ذلك العقد اللعېن الذي مضت عليه لعام كامل في سبيل تنازله عن ما اقترفه شقيقها الذي لا يربطها به الا الأسم والډماء
وعندما شعر بهدوئها أراد ان يستفزها قليلا
الأدب ديما حلو وبيريح
فطالعته بجمود ليبتسم هو بسماجه وبرود
وأخيرا وصلت السياره إلى أحد النوادي الراقيه ليحيه حارس الامن
وبعد برهة كانت تسير خلفه تحمل حقيبته الرياضيه التي تود ان تلقيها بوجه
ليك يوم ياجاسم ياشرقاوي
وضغطت على أسنانها بقوه وهي تقف خلفه بعد ان وقف ليصافح أحدهم وسار مجددا نحو وجهته
فقد كانت صالة رياضية ضخمه بها كل وسائل الرياضه
وألتف نحوها مشيرا لأحد الأركان الجانبيه
هتفضلي هنا تستنيني
فعضت علي شفتيها بقوه وقبضة على يديها قبل ان تمتد أظافرها وتخدش وجهه الجميل
ومد يده ليخذ منها الحقيبة ليجدها تتركها أرضا وتبتعد في صمت
فهتف بحنق
حسابك معايا بعدين
وخطي داخل الصالة الرياضيه لتنظر حولها بضيق
فالكل ينظر إليها بتفحص وكأنها دخيله على ناديهم العظيم
وبحثت بعينيها عن مكان تجلس فيه فوجدت مصطبة رخاميه ملتفه حول حوض من الأزهار فجلست وهي تخرج أحد كتب القانون والتي أصبحت تحملها في حقيبتها كي لا تنسى مهنتها الأساسية
ومرت الدقائق وهي تختلس النظرات تارة في اسطر الكتاب وتارة أخري علي نظرات البعض وهم يمرون من أمامها او جهتها
وقررت ان تنهض من تلك الوضيعه وسارت نحو الصالة تتأمل كيف يلعبون الرياضة علي أحدث الأجهزة الرياضية
ووجدت هيئتها في الوجهة الزجاجيه الخاصة بالمكان
وتأملت نفسها قليلا كالعاده ترتدي أحد القمصان المقلمة والتي تشبه قمصان الصبيه وبنطال من الجينز الباهت وتعقد شعرها ونظارتها تضعها على عينيها من أجل أتمام هيئتها التي لا توحي بوجود أنثي
وزفرت أنفاسها بحنق فالوقت يمر ببطئ
ولا تعلم لما أتي بها هنا اهذا هو عقابها الذي اخبرها به في المصنع
وتمتمت وهي تلعنه داخلها ولمعت عيناها بمرح وهي تنظر حولها
ليه مستغلش وجودي هنا وأتبسط شويه
وتركت لقدميها حرية التمتع بالمكان مكان مخصص لملعب التنس وآخر لركوب الخيل وآخر للركض وآخر للهو الأطفال ومساحات خضراء جميله الي ان أنتهي بها المطاف عند الجزء المخصص للجلوس وهي كافتيريا النادي
ونظرت إلي اعين النساء التي بطبيعتها دوما الفضول واتجهت نحو احدي الطاولات وجلست بأسترخاء وهي تضع ساق فوق الآخر ولكن عندما رأت هيئة حذائها
انزلت ساقها سريعا تستمتع حولها بهيئة الجالسين
حتى ان حديث البعض بدء يجذبها
منهن تقص لصديقتها عن ابنتها الجميله المثقفة فيبدو ان الأخرى لديها شاب مقبل علي الزواج ويريدون توفيق راسين بالحلال
فتمتمت ساخرة ومازالت أذناها معهم
حتى هنا بيشقطوا عرسان
ثم لفت أنتباهها لحديث أخرى تخبر صديقتيها
عن مافعلته في حفل خطبة حبيبها
وأخرى تحكي عن رحلتها لباريس
ورمت أذناها في الجهة الأخرى لتجد عصفوران من الكناريا كما شبهتهم تخبره بدلع عن اهانة والدته لها أمس لأن فستانها لم يعجبها
فضحكت بعلو صوتها فلم تعد تتحمل تلك الأجواء وقد نظر اليها البعض بنظرات ساخطه
لتجد أحد عمال الخدمه الخاصه بالمكان يسألها تنتمي لأي من الأعضاء فرفعت عيناها بغرور مصطنع تهمس داخلها
نستغل أسمك شويه ياابن الشرقاوي
وهتفت وهي تعدل من هندام قميصها
جاسم الشرقاوي
لينظر