قلوب ارهقها العشق
عايز توجعني انا
عمار الۏجع بالنسبة ليكي قليل هتشوفي اسود ايام حياتك
حاولت كتم دموعها حتى لا يرى ضعفها وتحدثت عمار اسمعني بس
عمار اسمعك تاني يا بجاحتك
ثم دفعها حتى سقت علي الارض فتالمت بسبب سقوطها
عمار اطلعي برة
مرام انت راجع علشان تزلني وتكسرني وعلشان اكون تحت رحمتك بس احب اطمنك انا مش هستنه هنا دقيقة واحدة
لا تصدق ما تسمعه منه هل السنين قادرة على تغير الانسان الي هذا الحد
نهضت من مجلسها واقتربت منه
مرام انت مستحيل تعمل كده
عمار المستشفى الي مقدمة فيها على العملية انا شريك فيها واكبر مساهم كمان بلاش تلعبي پالنار علشان كده كده چحيمي هيحرقك
شخص ما انتي ايه مش واخدة بالك ازي تتطلعي تجري في الشارع كده
نظرت الي صاحب الصوت وجدته شاب في اوائل الثلاثين وسيم الي حد ما
معتز مالك فيكي ايه ومال عيونك مدمعين ليه
هنا اڼهارت باكية وهتفت قائلة تعبت اقسم بالله تعبت خلاص مبقاش عندي طاقة اتحمل حاجة قلبي وجعني قوي كنت فاكرة ان ربنا بعتلي حد يعوضني عن واجعي بس اكتشفت ان الدنيا بتاخد مني كل حاجة
معتز طيب اهدي تعالي ندخل الشركة وتحكيلي مالك
مرام لا بلاش الشركة ارجوك عايزا ارجع بيتي خليني امشى من هنا النهاردة وهاجي بكرا ارجوك
مرام لا محتاجة امشي لواحدي ارجوك
معتز حاضر لم توصلي ابقي طمنيني عنك ممكن
مرام حاضر
كان هناك من يتابع من خلف النافذة بمكتبه ونيران الحقد تملئ قلبه وفجأة ازح جميع الاشياء الموجودة فوق مكتبه ويتوعد لهم
اما هي انطلقت تتمشى بين الطرقات لا تعلم الي اين تذهب
ظلت تتجول في الطرقات قلبها مشتت وافكارها ضائعة لم تعد تتحمل اكثر من ذلك قلبها اصبح هزيل لم تشعر بالوقت الذي مر عليها وهي تتجول هكذا ولكن وجدتت نفسها تقف اسفل منزلها نظرت بشرود تام كانها مجردة من الروح والجسد حالة يرثى لها صعدت الي الدرج وهي تائهة في ذكريات الماضي تنهدت بداخلها ودلفت الي الداخل متجها الي غرفة شيقتها لم تبدل حتى ملابسها بل القت جسدها فوق الفراش وغطت في سبات عميق كانها تريد الهروب من هذا الواقع
كانت شاردة مغيبة عن الواقع ومازالت تحاول الاتصال به وهو لم يجيب عليها لم
تشعر الا بشخص جلس بجوارها نظرت اليه فكان شاب زميل لها بنفس الدفعة
راهف عايز ايه يا سامح
سامح ليه بس المعاملة دي يا ريري
راهف نعم ايه ريري دي متحترم نفسك يا جدع انت وبعدين مين سمح لك تقعد هنا اصلا
راهف تصدق انك انسان ژبالة فعلاا لتكون فاكر اني ممكن اتعرف على امثالك هو انت متعرفش الجامعة كلها بتقول عنك ايه ولا كمية البنات الي انت تعرفهم قد ايه
بس صعبانه عليا بسبب الواد اسلام الي فاكرة انه ھيموت عليكي بالعكس ده بكرا يزهق منك ويرميك في الشارع اصل مفيش واحد هيتجوز واحدة بينها وبين المۏت خطوة سلام يا قطة
تركها وانصرف وهي لا تعرف كيف حبست تلك الدموع بعينيها رأت نظرات الشفقة في عيون الجميع لم تتحمل اكثر بل جمعت اشيائها وغادرت وتركت لدموعها تصريح النزول لم تشعر بمن
لا تعرف كيف حبست تلك الدموع بعينيها رأت نظرات الشفقة في عيون الجميع لم تتحمل اكثر بل جمعت اشيائها وغادرت وتركت لدموعها تصريح النزول لم تشعر بمن يمشي خلفها
رهف اسلام مالك مين عمل فيك كده
اسلام بنبرة مطمئنة متاخفيش يا حبيبتي دي مجرد خناقة بسيطة
رهف بسيطة ايه ده انت متخرشم اوعه تكون رحتلي الجامعة واتخانقت
اسلام بصراحة اهاا رحت وشفت الي اسمه سامح بس صبرت لم انتي مشيتي ورحت اكلته حتت علقة انما ايه
رهف كده وضړبته امال لو كان هو الي ضړبك كان عمل فيك ايه ليه بس عملت كده يا اسلام
اسلام كنتي عايزني اسكت له بعد كلامه معاكي رهف انتي الي يمسك بكلمة واحدة انا مستعد ده انتي حته من قلبي
رهف انا كنت ھموت من خۏفي عليك ورنيت عليك كتير بس انت مردتش
اسلام معلش يا حبيبتي انا الموبيل بتاعي اتسرق ومكنش ينفع اقول لحد اني معايا موبيل والا كنت هتسجن علشان
ممنوع
رهف بس انت جيت بسرعة الاجازة دي
اسلام انا نزلت علشان اخلص ورق التعبئة بتاعي علشان اسلمه بكرا
رهف يعني هتمشي النهاردة
اسلام لا همشي بكرا الظهر كده بس تعرفي وحشتيني اوي
رهف وانت كمان وحشتني
اسلام طيب يالا اوصلك البيت علشان متتاخريش و الحرباية مرت عمك تقول كلمتين وقتها بقي هطبق في زمارة رقبتها
لم تستطيع كتم ضحكتها فهي تعلم كيف العلاقة بينهما
اسلام اضحكي اضحكي بس الصبر انا هنتقم منها بس لم نتجوز يالا نمشي بقي واقفتنا في الشارع دي غلط
فاقت من نومها على صوت زوجة عمها
مرام خير يا طنط في ايه
سميرة انتي جيتي بدري ليه المفروض شغلك بيخلص الساعة 6
مرام بتوتر اصلي اخدت اذن
سميرة طيب قومي نضفي المطبخ واغسلي الاطباق الي اتوسخت دي في العزومه
مرام حاضر
ابدلت ملابسها وخرجت متجهة إلى المطبخ ولكن اوقفها صوت شقيقتها مع اسلام فتحت باب الشقة وجدتهم على مازال يتحدثون على الدرج
مرام ايه ده اسلام ازيك عامل ايه
اسلام الحمدلله اني شفتك كنت جاي وبدعي ربنا اشوفك
رهف مرام انتي جيتي بدري ليه كده
مرام هااااا لا عادي اخدت اذن المهم تعال يا اسلام واقف بره ليه
اسلام لا معلش وقت تاني المهم عايز اتكلم معاكي لوحدنا
رهف لوحدكم انا مش عارفه ايه هي الاسرار الي بنكم بس ماشى هدخل انا واسيبكم مع بعض باااااي
مرام خير يا اسلام في
حاجة
اسلام خدي دي
نظرت الي ما يحمله في يده فكان عباره عن شنطة من الجلد
مرام فيها ايه دي
اسلام انا استلمت الاسم التانى في الجمعية الي كنت داخل فيها ودي 30 الف جنيه علشان تكملي فلوس العملية
مرام تاني يا اسلام انت دفعت قبل كده الاسم الاول مقدرش اخد منك المبلغ ده كمان
اسلام ارجوكي افهميني المبلغ ده ولا حاجه قصاد نظرة واحدة من عين رهف
مرام بس ده مش من حقنا
اسلام انتي بعتي عمارة والدك وكمان دهب مامتك علشان تكملي الفلوس وانا جبتلك اخر جزء اهو خديه بقي بالله عليكي
مرام يا اسلام الي انت بتعمله ده كتير والله
اسلام انا مش عارف انتي ليه مش عايزه تفهمي اني بحبها رهف دي حياتي مستعده اعمل اي حاجه علشان تعيش افهموا بقى
مرام بس انت ليه مش عايز تقول لها انك بتدفع فلوس العمليه ليه مخبي عليها
اسلام مش عايزها تحس اني بعمل كده شفقة او اخليها تحس بالذنب ارجوكي خدي الفلوس
مرام
حاضر يا اسلام
اسلام شكرا
في الشركة
دلف معتز الي غرفة الاجتماع ولكن شارد كل تفكيره في دموع مرام انتبه فقط حينما علم باسم المالك الجديد
المحامي طبعا كلكم عارفين ان مستر كريم هو المالك الجديد بس في معلومة جديدة ان مستر كريم باع الاسهم بتاعته لمستر عمار امجد نصار
معتز نعم مين انت متاكد من كلامك ده
المحامي طبعا يا فندم وحاليا مستر عمار في مكتبه
معتز معقول عمار
ترك غرفة الاجتماع واتجه الي مكتب رئيس مجلس الادارة
معتز المدير جوه
نڤين اهااااا حالا هديلوا خبر
ولكن قبل ان تكمل حديثها كان هو دلف الي الداخل وجده يواليه ظهره كانه كان في انتظاره
معتز ايه الي رجعك يا عمار
الټفت له وابتسامة ساخرة على وجه ده المفروض ترحب بيا يا معتز
معتز كانت بټعيط بسببك صح انت السبب في دموعها
عمار اممممممم هي لسه شافت دموع
معتز مرام خط احمر يا عمار بلاش تعمل حاجه ټندم عليها بعدين
عمار متخافش اطلع انت من الموضوع وانا هحل اموري بنفسي بعد اذنك لازم امشي علشان اتاخرت
دلفت نڤين الي الداخل بعد مغادرة عمار متسائلة عما يحدث
نڤين هو في ايه ومرام اختفت وايه سبب الخناق بينك انت ومستر عمار
معتز هي مرام كانت بټعيط ليه
نڤين مش عارفه بس هي كانت هنا عند مستر عمار معرفش حصل ايه
معتز ماشي سلام دلوقتى
غادر الشركة واتجه مباشرا الي قصر عائلة نصار
وما ان دلف الي الداخل وجد رجل في العقد الخامس من العمر ينتظره وعلى وجه ابتسامة فخر انه امجد نصار صحاب اكبر شركات المعمار في مصر
امجد اخير رجعت مصر
عمار وهو والده كل وقت وله اذان وانا كان لازم ارجع دلوقتى
امجد اتغيرت اوي يا عمار فعلاا عالم الاعمال غيرك اوي
عمار الي شفته كان كافيل انه يعلمني كل حاجه اناا هطلع ارتاح شوية علشان تعبان من السفر
امجد هتنزل تاني
عمار لا انا محتاج راحة
في منزل مرام
انتهت من كل شغل المنزل ودلفت الي المطبخ تجهز تلك الفرشة التي تنام عليها كل ليلة كام امرتها زوجة عمها تنهدت بحزن وهي تتذكر مقابلة عمار لا تعلم ما تخفي لها الايام القادمة
نفضت كل الافكار من راسها وغطت في سبات عميق حتي دقت الساعة الثانية صباحا وجدت دلو الماء ينسكب على وجها نهضت بفزع وهي تشهق من الړعب والذعر
سميرة قومي معايا علشان في كام حاجة في البيت محتاجة تنضيف
مرام تنضيف ايه تاني دلوقتى البيت انا نضفته قبل ما انام
سميرة في سجاد البيت عايز غسيل وكمان في البطانية الي في اوضتي ريحتها مش عجباني قومي اغسليهم قبل ماتمشي على شغلك
مرام
يا طنط لو على السجاد في المغسلة نوديه هناك وكمان البطانية الي حضرتك بتقولي عليها احنا لسه في اول الشتاء يعني
سميرة انتي كمان بتردي عليا يا بنت سالم مش عجباك كلامي طبعا ما انتي عايزه تقعدي زي ولاد الاكابر بس فوقي يا ماما انتي هنا في بيتي يعني تعملي بلقمتك انتي واختك ولو مش عاجبك كلامي الباب يفوت جمل محدش قالك روحي بيعي العمارة بتاع ابوكي علشان خاطر السنيورة اختك تعمل العملية مكنش في داعي هي عايشة زي القرد و مفيهاش حاجة جاتك فقرية من يومك زي اهلك قومي فزي
كده تعملي الي بقولك عليه والا قسما عظما اخلي الي مايشتري يفرج عليكي
غادرت سميرة وتركتها تبكي وتناجي الله ان يعينها على هذا الوضع نهضت رغما عنها وعن ذلك التعب والوهن الذي تشعر به
فعلت ما طلبته منها زوجة عمها حتي انتشرت اشاعة الشمس في كل مكان اعدت الفطار وايقظت شقيقتها وحاولت ان تظهر بشكل طبيعي حتى لا يظهر عليها اثر التعب
رهف مالك يا مرام مش بتاكلي ليه
مرام مليش نفس انا هقوم امش علشان هتاخر على الشغل
رهف مرام انتي من امبارح مش حالتك فيكي ايه حد مزعلك
مرام لا يا حبيبتي مفيش حاجه بس مضغوطين شوية في الشغل يالا انا همشي وانتي متنسيش علاجك لا اله إلا الله
رهف سيدنا محمد رسول الله باي
في ڤيلا امجد نصار
مازال جالسا في غرفة مكتبه لم يعرف النوم طريقا الي عينيه شاردا بها و كل ما يشغل باله هو كيف ينتقم منها كيف يؤلمها باقصي الطرق افاق من شروده على صوت الخادمة التي دلفت الي الداخل ولم يشعر بها
الخادمة عمار بيه الفطار جاهز وامجد بيه مستنيك
عمار روحي خلي حد يجهزلي الحمام علشان هاخد شور
الخادمة حاضر يا بيه
غادرت الخادمة وهو نهض من مجلسه وذهب الي غرفة الطعام وجد ابيه في انتظاره وعلى وجه ابتسامة عريضة وهو يقراء احدي الصحف والمجلات فجلس على الطرف الاخر مقابل لوالده
عمار صباح الخير
امجد صباح النور
عمار ايه سر الابتسامة الي على الصبح غريبة اني اشوفك بتضحك كده اكيد شفت حاجة عجبتك
امجد طبعا وفخور جداا اني شايف ابني الوحيد عنوان كل الصحف الكل بيتكلم عنك عمار امجد نصار اصغر رجال الأعمال فعلا انت النهاردة بس خلتني ارفع راسي وافتخر بيك
عمار عادي كلام الصحافة كل يوم بحال مش هما دول نفس الناس الي كانت بتقول اني مستحقش اكون نجلك ولا ايه وهما برضوا الي كانوا بينشروا ويتريقوا عليا من خمس سنين
امجد هو أنت لسه بتقلب في الماضي انساه وعيش حياتك محدش يستاهل كل الي انت بتعمله ده
نهض من مجلسه وهو في قمة غضبه وهتف قائلا مين الي قالك أن مفيش حاجه تستاهل لأ بقي في كتير يستاهل أنا بقالي خمس سنين بكبر اسمي وشغلي علشان أرجع بكل قوتي علشان اخد حقي أنا مستحيل اسامح عارف ليه علشان الي اتكسر جوايا مستحيل السنين تمحيه ولا اقدر انساه بالسهولة دي كل الفلوس والشغل ده مبتعملش راحة بال الاول كان عمار مختلف و دلوقتي عمار بقي ڼار الي يدوس له على طرف هينحرق
امجد كل ده علشان حتت البت الي متساويش اي حاجه
عمار پغضب بالغ مش عايز اسمع اسمها أنا هنا علشان اكسرها وده هدفي حاليا وياريت حضرتك تبعد عن الموضوع ده
امجد الي يريحك بس انت ھتحرق نفسك قبل حتي ما
ترك والده وانصرف الي غرفته وما أن دلف الي الداخل القي بتلك المزهرية الموضوعة على الكومود على الأرض ظل يلقي كل شيء امامه حطم جميع ما في الغرفه وهو ېصرخ للمرة الأولى بۏجع صوته هز جميع أركان الڤيلا
عمار ليه كده ليه يا مرام عملتي كده ليه نفسي أعرف محدش في الدنيا دي حبك قدي ولا حد هيحبك ربع حبي اتخليت عن كل حاجه علشانك اتخليت عن الدنيا بحالها واشتريتك ليه وجعتيني ليه كسرتي ثقتي فيكي بس وحيات قلبي الي اتوجع هخليكي تتمني المۏت
وقع على الأرض وهو مرهق نفسينا ودمعة انسابت من عينه من كثرة الۏجع الذي بداخله مسحها وهو يعلن الحړب على قلبه ولن يستسلم للعشق مرة أخرى عزم أمره أخيرا ونهض حتى يجهز نفسه ويذهب إلى عمله
كان يستمع الى صوت إبنه ولا يعلم ماذا يفعل القلق والخۏف يسيطرون عليه بشكل كامل وجده ينزل الدرج وهو في قمة وسامته ولكن بدون بريق عينيه الحزن الخفي وراء تلك القوة