قلوب ارهقها العشق
منهم تيجي تقعد معاكي ده انتي لو واحدة منهم قالت اهااا
بس بتجري عليهم حتي لم خلفوا رحتي خدمتيهم يبقى ده واجب عليهم هما كمان يهتموا بيكي
ليلي الام مبتعرفش تكره ضنها مهم يعمل هيفضل في نظرها عيل صغير قلب الام بقي
اخذ هاتف والدته وطلب رقم شقيقته الكبيرة هنا البالغة من العمر اثنين وثلاثين عاما تخرجت من كلية الحقوق وتزوج من طبيب أسنان انجبت ولد وبنتين لم تجيب على الهاتف من المرة الأولى بل انتظر بعض الوقت حتي اجابت عليه
اسلام والله كويس انك لسه فاكرة انك ليكي ام
هنا اسلام ازيك عامل ايه
اسلام انتي لسه ليكي عين تسالي عني المفروض يا استاذة تيجي تطمني على والدتك كل فترة على الاقل مش تسبيها تعبانة كده بقالها اسبوع
هنا الف سلامه عليها معلش يا اسلام ما انت عارف الشغل والولاد
اسلام طيب اجهزي علشان تيجي تقعدي معاها لحد ما تتحسن
اسلام لا بجد الله يعينك معلش مهو انا نسيت انكم مش بني
ادمين لا انتوا حيوانات مش جديد عليكم الوضع
هنا هو انا لو فاضية كنت اتاخرت وبعدين متخافش ماما بتعرف تخلي بالها من نفسها كويس بدليل انها بقالها اسبوع تعبانة و محدش عرف بتعبها
القي الهاتف بجوار والدته ومازالت المكالمة جارية سمعت ليلي حديث ابنتها مع زوجها
عماد مين بيتصل
هنا ده اسلام ربنا يخده ويريحني منه عملي محاضرة علشان ماما تعبانة شوية
عماد طيب قومي علشان هنروح عند ماما قالت أنها مصدعه من الصبح هنروح نوديها للدكتور
فرت دمعة حانية من عين ليلي حينما سمعت حديث ابنتها واغلقت الهاتف ولكن اعلن الهاتف عن مكالمة اخري حينما نظرت الي الاسم ابتسمت مباشرا ونادت على ابنها تعلمه بهوية المتصل
ليلي تعال يا اسلام رد على رهف علشان لو سمعت صوتي هتقلق عليا
اسلام حاضر
رهف صباح الخير يا ماما ليلي
اسلام صباح النور
اسلام هاااا ماما خرجت
رهف مال صوتك متغير كده هي ماما كويسة انا بقالي يومين مكلمتهاش صوت بتكلمني على الواتساب خير ماما فيها حاجه
اسلام لا مفيش حاجه
رهف بنبرة باكية اسلام بالله عليك ماما ماما فين
اسلام ماما تعبانة شوية يا رهف تخيلي كلمت هنا علشان تكون جانبها تقولي البيت وشغلها
اسلام ربنا يخليكي ليا يا حبيبتي خلي بالك من نفسك
رهف حاضر
انهي المكالمة وتقدم من والدته وطبع على يدها وراسها بين نظرات الحزن في عينيه
كانت منهمكة في عملها حين اعلن هاتفها عن مكالمة واردة من شقيقتها فزعت واجابت مسرعة
مرام رهف انتي كويسة
رهف اهدي انا بخير انا بس باخد اذنك هروح عند ماما ليلي علشان تعبانة شوية ومفيش حد معاها انتي عارفه وضع ولادها ايه واسلام قلقان عليها اوي
مرام طيب روحي بس خدي العلاج
معاكي ولابس تقيل وتاخدي العلاج في معاده فاهمة
رهف حاضر يالا سلام دلوقتى بقي اروح البيت اجهز نفسي
مرام لا اله الا الله
رهف سيدنا محمد رسول الله
انهت المكالمة وانطلقت الي منزلها تجهز اغرضها ولكن كيف تخرج دون سماع صوت زوجة عمها
سميرة ايه يا كتكوتة رايحة فين تكونيش هتهربي
رهف لا انا رجعة تاني بس هروح اقعد عند ماما ليلي شوية ومټخافيش انا هنا على قلبك مقدرش اتخلي عنك يا زوجت عمي
سميرة روحي يا اختي داهية لا تعودك لا انتي ولا اختك
رهف طيب خلي بالك يا طنط علشان الملائكة بترد الدعاء وبتقولك ولكي بمثل سلام يا طنط
غادرت المنزل وتركت سميرة تشتعل بنيران الڠضب من تلك الصغيرة
اما هي انطلقت مباشر الي منزل احب الناس الي قلبها وجدته في انتظاره اسفل العمارة وهو بالزي العسكري نظرت له بعشق واحساس غريب بداخلها لا تعلم ما هو تقدمت حتى اصبحت امامه وابتسامة حزينة على شفتيها
اسلام هنقضيها دراما زي كل مرة يا حبيبتي دي اخر اجازة خلاص بلاش الحزن ده
رهف قلبي مش هيطمن إلا لم تخلص وتكون معاك الشهادة
اسلام ان شاءالله اضحكي بقي علشان ضحكتك بتنور طريقي وبتصبرني على ايام الجيش
ابتسمت رغما عنها وهي تحاول اخفاء دموعها
اسلام خلي بالك من نفسك ومن العلاج فاهمة
رهف حاضر
اسلام وعد
رهف وعد اوعدني تخلي بالك من نفسك وانك ترجعلي
اسلام مقدرش اوعدك ده شيء في علم الغيب بس هحاول اخلي بالي وارجعلك ان شاءالله
رهف اوعدني يا اسلام ترجعلي ارجوك علشان خاطري
اسلام بلاش الدموع دي حاضر يا ستي اوعدك
ودعها مرة اخري وغادر الي سيناء داعيا الله ان يرده سالما من اجل احبته
صعدت هي الاخري الي شقة والدته التي ما ان فتحت لها الباب
اعلنت الساعة السادسة مساء معاد انتهاء العمل وهي ما زالت تعمل ولم تنتهي من الملفات التي اعطها لها ظلت تعمل بكل عزمها وهي متعبه من قلة النوم
في مكتب عمار
كان يتحدث عبر الهاتف مع صديقه المقرب كريم
كريم مش قولت لك اول ما توصل الشركة تكلمني
عمار معلش يا كيمو والله انشغلت بقي المهم سيبك مني عملت ايه مع الدكتورة الي قولت لك عليها
كريم كل حاجه تمام متخافش
عمار تمام اوي مش عايز اي اخطاء يا كريم خليني اصفي حسابي على نضيف
كريم صدقني خاېف تضر نفسك يا صاحبي
عمار مش مهم انا هعرف اتصرف كويس
ظلوا الاثنين يتحدثون عن خطتهم وما يعد لها في الايام القادمة
في مكتب معتز
لا يعلم ماذا يفعل الان افكاره كلها مشتتة يريد ان يحميها خوفا عليها من حقد عمار الذي اصبح عدواني بشكل كبير للغاية قطع شروده صوت نڤين التي لم يشعر بوجودها
نڤين انا خلصت شغلي وده ميعاد الخروج محتاج مني اي حاجه قبل ما امشي
معتز لا روحي انتي انا كمان ماشي
خرجت نڤين بعدما
جمعت اشيائها واتجهت الي صديقتها حتي يغادرون مع بعض
نڤين ايه يا حجة خلاص الشغل يالا على البيت
مرام لا روحي انتي يا نڤين انا لازم اخلص الشغل الي معايا ده الاول
نڤين لا مش هتحرك من هنا ده هياخد وقت طويل يالا وتعالي بكرا تخلصيه
عمار اظن ده مش اختصاصك يا انسة نڤين
نظروا الي صاحب الصوت ازداد توتر نڤين وقالت بتعلثم انا بس كان قصدي يعني تكمله وقت تاني
عمار وانا قولت ده مش اختصاصك فاهمة
نڤين معاك حق سوري يا مرام انا لازم امشى علشان اتاخرت اشوفك بكرا بااي
ظلت انظاره متعلقه بها وهي تعمل بكل عزمها وعلامات الارهاق ظاهره عليها لم يعطي لها اي اهتمام ودلف الي مكتبه يغرق تفكيره بالعمل
خرجت نڤين وهي في قمة ڠضبها تتفوه ببعض الكلمات على هذا الاحمق الذي يفعل ما يحلوا له سمعت من ينادي عليها فنظرت الي مصدر الصوت وابتسمت
نڤين مستر معتز حضرتك لسه موجود
معتز لا انا كنت خلاص ماشي بس لاقيتك لواحدك هي مرام سابتك ولا ايه
نڤين مرام معاها شغل هتخلص وتمشي
معتز بس ده معاد الانصراف
نڤين قالت انه شغل مهم هتخلص وتنزل على طول
معتز خلاص تمام عايزا حاجة
نڤين مرسي
غادر وهو لا يعلم ماذا عليه ان يفعل حتي يساعدها
ولو قليلا
لم تشعر كم مر عليها من الوقت وهي ما زالت تعمل فقد انقضي وقت كثير علي هذا الوضع ولم يتبقي غيرها بالشركة فقد انصرف الجميع ما عدا هما الاثنين وامن الشركة واخيرا انتهت من العمل وهي سعيدة ولكن حين علمت كم الساعة علمت بانها سوف تعاقب من زوجة عمها فكانت الساعة العاشرة والنصف جمعت اغرضها والملفات التي اشتغلت بهم ودلفت الي مكتبه مسرعة والقت كل شيء بيدها على مكتبه دون اذن منه
مرام انا كده خلصت شغلي اقدر امشي دلوقتى صح
عمار برافو عليكي فعلاا تمام اتفضلي
غادرت مسرعة لا تصدق بانها انهت هذا العمل وتفكيرها مشتت ماذا سوف تفعل بهاا زوجة عمها نزلت الي الاسفل حاولت ايقاف بعض سيارات الأجرة ولكن لم تتمكن من ذلك اصابها شعور الخۏف حينما سمعت بعض الاشخاص يتغزلون بها وهم يقتربون منها
الشاب الاول ايه يا جميل ماشي لواحدك ليه
الشاب الثاني لا دي جامدة اخر حاجه متيجي معانا يا قطة ننبسط شوية
حاولت الابتعاد عنهم ولكن وقف الشاب الاول امامها والثاني بالخلف
مرام ارجوك ابعدوا عني لو سمحت
انتبه على مصدر الصوت ولكن لم يري شيء بوضوح الا فتاة بين شابين يحاولون خطڤها وحين علم هويتها انتفض قلبه وكل سائر جسده وهو يركض في اتجاهها وخلفه اثنين من الامن
عمار سبوها يا ولاد
دارت بينهم شجار عڼيف فھجم عمار علي الشاب الممسك بها ولكمه في وجه عدت مرات حتي تركها وظل يسدد له اللكمات والركلات
والامن امسكوا بالشاب الثاني وقام شخص من افراد الامن الاتصال بالشرطة ابعد الامن عمار عن الرجل الذي كان على وشك المۏت بين يد عمار وكبلوا الاثنين حتي تاتي الشرطة
اما هي كانت واقفة تتابع نفسها من الخۏف والړعب الي ان فاقت على حديثه الموجه اليها
عمار ممكن تبطلي عياط وتمشي قدامي قبل ما الامن يجي ويعملك شوشرة
مرام
عمار بنبرة غاضبة ممكن تسكتي شويه مهو لو سيادتك كنتي وقفتي قدام باب الشركة ومتحركتيش كان التاكسي هييجي لحدك بس انتي شكلك نزلتي مستواكي الفترة الي فاتت مش بعيد تكوني مبسوطة بكلامهم ولم شوفتيني عملتي ملاك
لم تستطيع تحمل الاھانة اكثر من ذلك كل التعب والۏجع الذي بداخلها اخرجته في هذه اللحظة انت ايه يا اخي موجود بس علشان تزلني بكلامك انا تعبت منك خلاص مش هتحمل اكتر من كده ليه مصمم تعاقبني على حاجة قديمة ليه عايز تكسرني حرام عليك بقي كفاية اناا تعبت والله العظيم تعبت وشيلت فوق طاقتي كفاية ۏجع لحد كده انا مبقتش عايشة خلاص قلبي من كتر الۏجع مبقاش متحمل انت هنا بتوجعني بطريقة قاسېة اوي ومرات عمي كل يوم بتزلني زي الكلاب علشان ايه مش عارفه واختي الي بشوفها كل يوم وبحاول املي عيني منها وانا خاېفة في يوم اصحي القي نفسي لواحدي كفاية بقي ارحموني اناا بشړ والله العظيم وبحس بتلومني على ايه دلوقتى انا مكنتش اعرف اني هيحصلي كده وانت السبب لو مكنتش خلتني اتاخر في الشغل لحد دلوقتى مكنش اتعرضت للمواقف الژبالة ده بسببك
انت كنت ممكن اضيع الحقد بقي مالي قلبك وكيانك علشان حاجة من الماضي
عمار بشي من الڠضب حاجة من الماضي انتي شايفه ان الي عملتيه فيا سهل انساه مستحيل انساه انتي كسرتي كل شيء فيا وجعتي قلبي تقدري تقولي ايه الي انا عملته معاكي علشان استاهل منك المقابل ده بلاش تعملي نفسك
بريئة انا اتخليت عن الدنيا بحالها علشانك بس بالمقابل الغدر انتي بايدك عملتي مني شيطان ومحدش هيرحمك مني
تركها وانصرف وهو في قمة غضبه يلعن نفسه على كل الخۏف الذي
ما زال شعر به عندما وجدها بين الشباب زكريات تهاجم عقله وتفكيره
اما هي ظلت تبكي على حال قلبها واخيرا وجدت سيارة اجري صعدت بها ودموعها لم تجف غارقة في الماضي
منذ ست سنوات
في ڨيلا امجد نصار دخلت احدي الخدم حتى تيقظ شاب في مقتبل العمر حتى تخبره بأن والده ينتظره على مائدة الإفطار
الخادمه سي عمار
عمار بنوم عايزاه إيه يا سماح على الصبح
سماح امجد بيه قالي اصحيك علشان تفطر معاه
عمار هو تحت لسه
سماح اهاا ومستني حضرتك علشان تروحوا الشركه مع بعض
عمار طيب انزلي وانا هاخد دوش سريع ونازل مهو اكيد عارف اني لسه راجع من بره قاصد ياخدني معااه ويهزئني
خرجت سماح وتركت عمار يلعن نفسه على هذا الحظ اخذ حمام سريعا وخرج وهو يحدث نفسه
عمار دلوقتي بئا هنزل وهتلر هيقولي كلمتين الاسطوانة بتاع كل يوم انت عيل فاشل بتاع شرب وبنات هتفضل مستهتر كده لحد امتي اتعلم وفوق لنفسك
واخيرا انتهي من ملابسه ونزل الي الاسفل وجد والده على مائدة الطعام
عمار صباح الخير
امجد صباح النور إيه سيادتك لسه صاحي طيب الجامعة ومش بتروح على الأقل شوف شغل أبوك
عمار يا بابا حضرتك عارف أني مليش في شغل المعمار أنا لسه مش مهندس علشان أفهم
امجد حضرتك بتدرس هندسة لو سيادتك بتيجي على نفسك شويه تتنزل جامعتك هتفهم شغلي
بس هعمل إيه ربنا بعتلي عيل مش رجل واسمع كل يوم هتكون معايا في الشغل لحد ما تتعلم وإلا أقسم بالله اكون متبري منك ومش هتطول جنيه واحد
عمار في نفسه طبعا ما أنت هتلر وتعملها
عمار هي ماما لسه مجتش من المزرعة
امجد لا لسه
انتهي الاثنين من الافطار و ذهبوا الي الشركه دلف امجد الي الدخل بينما ظل عمار واقف بيتابع شيء لفت انتباه
وقع نظره على فتاة جميلة جدا ملامحها هادية ملابسها بسيط جدا ولكن جعلتها جميلة واقفة مع طفلتين صغيرتين واحدة منهم قعيدة كرسي متحرك
مرام صباح الخير يا قمرات
البنت الي على الكرسي صباح النور
مرام اسمك ايه يا صغنن
البنت أنا سجي ودي نغم أختي
مرام وأنتي يا صغنن مش هتردي عليا
سجي سوري بس هي عندها مشكلة مش بتقدر تتكلم يعني زي ما بتقولوا خرساء
مرام بحزن مين قال كده اسمها عيب خلقي في النطق يعني أمر الله
سجي بس الناس بيقولوا عني مشلۏلة واختي خرساء مش بيقولوا أمر ربنا
مرام طيب انتي فين مامتك
سجي ماما راحت المطعم الي هناك ده تجيب فطار وبابا راح شغله وعلى فكره بابا وماما بيحبونا جدآ بس بيضايقوا من كلام الناس
مرام تعرفي بقي أنك أحسن من ناس كتير
سجي طيب ازاي دي
مرام في غيرك يتيم معندوش أهل وفي الي عايش في الشارع إنتي عندك حاجات جميله زي ماما وبابا حافظي عليهم احمدي ربنا أنهم معاكي وبيحبوكي انتي وأختك
سجي تيتة بتقول أن إحنا هنفضل كده في وش ماما مستحيل حد يرضى يقبل بينا وان الناس بتشوف المعاق على أنه حشرة ملهوش نصيب يعيش يعني مثلا بتقول مفيش واحد هيقبل يتجوز واحدة معاقة
مرام بصي مش دائما كل الكلام الي بيقولوا الكبار صح سيدنا ايوب عليه السلام كان مريض بس كان صبور على حكم ربنا تفتكري بئا إحنا أحسن منه علشان نعترض وسيدنا يعقوب ربنا بعد عنه