الأربعاء 27 نوفمبر 2024

للقدر حكايه بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 54 من 103 صفحات

موقع أيام نيوز


عشان عارفه تريقتك هو شريف السبب فضحني 
تلاعب بحاجبيه يرمقها بنظرات وقحه يجيدها 
سيبك من الكلام ده وتعالى اقولك انا احلى شعر ياحببتي وشعر شهاب الزهدي مش اي شعر
انكمشت ملامحها ومطت شفتيها وهي تميل برأسها يمينا ويسارا 
يعنى لو مكنتش انت تقرالي وتدعمني ياشهاب مين هيعمل كده
داعب انفها بأصبعه يتفحص دلالها

مش ملاحظه انك في كل حاجه تقوليلي لو مكنتش انت يبقى مين
قلد صوتها لتدفعه بقبضتها وابتعدت عنه تهتف بحماس من جديد فلو ازدادت مناقشتهم سيتحجج انه لابد أن يغفو 
هروح اعملك احلي كوبايه نسكافي بلاك وبأربع معالق سكر كمان ولا اقولك هعملك سلطه الفواكه اللي بتحبها وبلاش نسكافي 
وفرت من أمامه ليهتف بها 
اعملي الاتنين بقى ياندي عشان اقرا بنفس 
وعاد يبتسم من جديد على زوجته الحمقاء التي لو كان خسرها لندم عمره بأكمله 
انتبه على صوت رساله منبعثه على هاتفه فألتقط الهاتف ينظر للرساله وصاحبتها تمطره بكلمات الغزل وكيف هو رائع 
وسوس له شيطانه ان يحادث صاحب الرقم ولكنه مسح الرساله سريعا نافضا اي شئ برأسه 
ارتجف جسدها من أثر الحمى والعرق اخذ يتصبب من جبينها همهماتها جعلت حورية التي ترافقها بالغرفه تنهض على صوتها متمتمه بقلة حيله
يادي كوابيسك اللي كل يوم بنصحي عليها الواحد راجع مهدود من شغل المزرعه وكام ساعه اللي بنريح فيهم حيلنا من الهده
وفركت عيناها حتى تفيق من نعاسها لتنتبه على ارتجافها ورعشت جسدها اقتربت منها حوريه تتحسس جبينها وابعدت كفها سريعا
ده انتي مولعه ڼار اعمل ايه دلوقتي انا
فتحت صفا عيناها بصعوبه تطالعها تطلب منها بضعف
قوليله ياسامحني هو السبب كان بيحبسني في اوضه ضلمه ويضربني عشان اسمع الكلام
واغمضت عيناها ثانية تعود لهذيانها وندائها لشخص واحد لم يظلمها انما هي من ظلمته وهي تعرف نوايا والدها ولكن حبها له انساها انها تؤذيه وتقربه من فخه
تنهدت حوريه وهي لا تفهم شئ واسرعت في جلب منشفه مبلله بمياه بارده وطبقا وعادت تجلس جانبها
تضع المنشفه على رأسها ثم تزيلها وتعيد الأمر حتى حل الصباح وانخفضت الحراره قليلا
فتحت عيناها تنظر لحوريه التي تنهدت براحه
اخيرا وعيتي على نفسك
شعرت بمراره حلقها ورطبت شفتيها بلسانها بصعوبه وجسدها يآن من المړض
انا ايه اللي حصلي
نهضت حوريه من جانبها تسحب المنشفه من فوق جبهتها
ده انتي كنتي مولعه طول الليل كويس الحراره نزلت شويه لحد ما نروح اي صيدليه قريبه ونجيبلك علاج
وشهقت حوريه وهي تسرع نحو دورة المياه الصغيره
ألحق اتوضي وأغير هدومي واصلي الصبح
وقبل ان تدلف حوريه لدورة المياه عادت إليها تطالعها وهي تعتدل في رقدتها
دعتلك في صلاه الفجر إن ربنا
يخفف عنك ويشفيكي هي امك اسمها ايه صحيح عشان ادعيلك بأسمها
صلاه ودعاء هي لا تتذكر يوما دعت ربها ان يخفف عنها شئ او اقتربت منه كما يحق
اسمها ثريا
نطقت حوريه الاسم تجرب نغمة نطقه بين شفتيها
صفا بنت ثريا
اغمض عيناه بمقت لعله يطرد الصراع الذي داخله شعورا يقوده اليها يريد لمسها مجددا رغم انه قرر عدم فعل ما اقترفه بها وسينسي ماحدث بينهم يتخيل لحظه نيله منها وكيف كان يشعر لم يحتقرها او يقرف من لمسها إنما كان راغب بشده يظهر لها عكس ما بداخله
تنهد بأنفاس مثقله واخذ يحرر رابطه عنقه يهتف داخله يقنع نفسه
فرات النويري مش بيضعف
رفع عيناه عن الورقه التي وضعتها أمامه رمقها بجمود لأول مره رغم صرامته مع الجميع الا انها تشعر بلطافته دوما عقلها ديما يفسر لها بحس نية انه توفيق من الله لا اكثر
ايه ده ياهناء
سألها محدقا بها لتنظر اليه بتردد 
ديه استقالتي يافندم 
لم تكن ترغب بذلك ولكن منذ ذلك اليوم الذي اتي فيه مراد للفندق مع نغم والقرابه التي أصبحت تعرفها جعلتها تخشي ان يكشف امرها تذكرت ذلك اليوم وقد تساهل معها خالد ووافق على خروجها بنصف دوام بعد أن تظاهرت بالمړض 
عارف انها استقاله واستقالتك مرفوضه 
قالها بصوت اغضبها فهتفت بضيق 
انا عايزه استقيل واخد مستحقاتي وشهاده خبره 
ردت فعله لم تكن طبيعيه ولكنه لم يرد رحيلها أصبحت جزء من يومه يطالعها خلسه حتى أنها بدأت تظهر في أحلامه 
مش لعب عيال ده وشهاده خبره هتاخديها علي شهرين شغل بس انتي لو قولتي لأي مكان اني اشتغلت شهرين متوقعش انه هيقبلوكي غير أن الفندق اسمه معروف 
واردف وهو يتحكم في نبرته حتى يظهر بمظهر المدير الصارم 
اكيد محدش هيفسر ان العيب في الفندق العيب فيكي انتي 
احتدت عيناها وهي ترمقه وتسمع غلاظة حديثه 
حضرتك قصدك اني موظفه مش اد المسئوليه 
مش انا اللي بقول كده يا هناء ده سوق العمل
حاول أن يكون هادئا عندما شعر ان حديثه لم يعجبها 
الفندق داخل على توسعات ياهناء وانتي محتاجه خبره بلاش تضيعي اللي بدأتي اعتبريها نصيحه اخ بلاش مدير لموظفه عنده 
تعجب عنتر من دلوف سيارة فرات عبر بوابه المزرعه اتجه نحو سيارته بعدما وقفت ليصعد جانبه في المقعد الخلفي 
انت مش قولت انك مش جاي لفتره يابيه 
تجاهل فرات سؤاله فأرتبك عنتر وداعب شاربه حرجا
هتروح بيت المزرعه ولا هتشوف المحصول 
اتي من أجل شئ يجهله وجد قلبه يخبره بالاجابه فهو اتي من أجلها لينفض رأسه من الدوامه والمشاعر التي تقتحمه
اطلع على حظيرة المواشي 
وقفت صفا خلف حوريه تتعلم منها حلب الأبقار عندما وجد عنتر لا فائده لها في الحقل وضع مهمتها مع المواشي انهت حوريه حلب البقره لتعطيها الدلو المملوء 
خدي بالك ياصفا لعنتر يطلع عنينا 
انحنت بظهرها حتى تتمكن حوريه من وضعه فوق رأسها 
مټخافيش ياحوريه ما انا لسا كنت بحمل منك قبل كده 
رمقت حوريه شحوب ملامحها مشفقه عليها 
بس انتي لسا تعبانه 
هو انا امتى هعرف احلب زيك 
ضحكت حوريه على سؤالها ورغبتها الشديده بالحلب
يابنتي خليكي في الاسطبل ولا اقولك مع الفراخ احسن انتي غاويه تعب 
انتبهوا على صوت العامل الذي يخبرها بالاسراع في حمل الدلو 
ثبتته حوريه فوق رأسها لتسير به ببطئ نحو الغرفه التي تقف خارج الحظيرة الواسعه 
تنهدت وهي تقترب من العربه لتلتوي قدمها بالحجر لتسقط ويسقط الدلو معها تنظر للبن الذي يسيل على الأرض بفزع واعين العاملين عليها 
اقترب منها العامل المسئول ېصرخ بها 
أنتي عاميه مخصوم منك تمنه
توقفت سياره فرات في نفس الوقت وخرج عنتر وقد لمح المشهد اسرع في الخطى نحوها يرفع عصاه فهو ينتظر الفرصه لضربها 
العصا كانت ستسقط على جسدها ولم يفزعه الا صړاخ فرات بقوه 
عنتر 
تجمدت قبضه عنتر علي العصا وفرات يتقدم منهم جامد الملامح ينظر إلى ملامحها الخائفه
وقفت تشب على قدميها حتى تتمكن من ربط رابطه عنقه والتعلم فيه تنهد بضجر من اصرارها علي ان تتعلم فيه اليوم ولديه مقابله مع شركاءه لتغير بعض بنود في الصفقه
ياقوت مش وقته 
كانت متحمسه لما تفعله ناسيه انه يحني رقبته نحوها 
سيبني احاول قربت اعملها اه
بقالك ساعه بتجربي
صدح رنين هاتفه ليميل قليلا نحو الفراش يلتقطه وقد لمح اسم مريم فضغطت على زر الاجابه على الفور
اخيرا عملتها عشان تعرف بس 
صاحت بعلو صوتها دون قصد منها وهو يفتح الخط فضحك رغما عنه 
شايفه ياقوت يامريم معذباني ازاي كل ده عشان تتعلم تربط الكرافته 
رابطه عنقه التي كانت تهوى فعلها فكانت والدتها تضحك على فعلتها تخبرها انها هي زوجته وليست هي وكانت تتذمر منها وهو يضحك على مناكفتهم 
تمالكت حالها ونظرت نحو سيلين القادمه اتجاهها 
هتيجي امتي عشان وحشتني يابابا 
ابتسم على فعله ياقوت بعدما لثمت خده وضمھا إليها 
مش عارف لسا يامريم هعرفكم اكيد قبلها 
أنهت مريم الحديث بعدما وجدت سيلين أمامها وبعد تفكير طويل في اقحام امرأة اخري بحياته وبعد مكالمه اليوم هتفت دون مقدمات 
بتحبي بابا 
اتسعت حدقتي سيلين وهي تسحب مقعدها لتهتف مريم ثانية 
عايزه تبقى حرم حمزه الزهدي 
الفصل الواحد والأربعين
مشهد صراخه جذب أنظار العاملين الكل وقف ينظر إلى رب عملهم كيف يتحرك صوب تلك الفتاه الملقاه ارض تعجب عنتر من زمجرته القويه به ونظراته الحاده ازاح عصاه جانبه قبل سقوطها عليها
انحدرت دمعه فوق خدها الأيسر ازالتها سريعا وهي تسمع صوت حوريه الراكضه نحوها تهتف بأسمها 
كل واحد يروح على شغله 
قالها عنتر پحده ببعض العاملين الواقفين حولهم حينا أصبح فرات أمامه اطرق رأسه خزيا لينظر نحوه فرات بجمود وحدق بصفا يمد لها كفه فعلته جعلت حوريه وعنتر ينظرون للأمر بأعين متسعه وخاصه عنتر الذي عاشره لسنوات طويله 
تعلقت عيناها بكفه ثم انتقلت لعينيه استنكرت رحمته العجيبه ولم تنطر لفعلته الا متهكمه
احتدت عيناه من تجاهلها له وقبض على كفه بقوه يراها تنهض بمفردها تتجاوزه
أنتي يابت ازاي البيه يمد ايده ليكي وتمشي وتسبيه 
عنتر 
عاد ېصرخ به ثانية متجاوزا فعلتها بجمود 
اقتربت منها حوريه تنفض لها عبائتها تنظر لفرات الذي اتجه نحو سيارته
ايه اللي عملتي ده ياصفا ده صاحب المزرعه وممكن يطردك 
لم تهتم بما تخبرها به حوريه فهي تكرهه وتكره لمسه
يكفيها ما عاشته معه دمغ جسدها ونالها اقتدارا وڠصبا سارت أمام حوريه بخطي واثقه تعجبت حوريه من امرها لتهتف بها
أنتي مش خاېفه انه يطردك ياصفا 
ألتقت عيناهم والسياره تتحرك ببطئ من جانبهم لتلتف نحو حوريه تجيبها 
الأرزاق بيد الله ياحوريه
جلسه كانت فيها الأخرى مجرد مستمعه تستمع في صمت شعورها كان يتبدل بين الدهشه والحزن والأمل وبين ان الشخص الذي تمنته أصبح زوجا وليست هي من تفكر في رجلا زوج لأخرى يوم ان اعجبتها شخصيته كان ارملا وكان الأمل ينبت داخلها ولكن اعطائه لها عملا في فرع أخر من شركته بعيدا عنه جعلها تتأكد انه لا أمل كي يشعر بمشاعرها وان حكايات الروايات وقصص الأفلام ماهي إلا خيال
انتهت مريم من نسج الحكايه التي ساعدتها صديقتها رؤى في تأليفها وتمتمت بوداعه تليق بسنها الصغير وليس ك ماكره 
انا خاېفه على بابا من البنت ديه انتي متعرفيش بتعمل ايه عشان تبعده عننا كانت طيبه وفجأة ظهرت نيتها 
واردفت بوداعه اكثر
تعرفي ان سمعتها بتكلم راجل غريب وقولتلها بابا لو عرف كده هيكون ردت فعله قويه عملت تمثليه عليه وصدقها كان ناوي ياخدني معاهم في سافريته بس ده كان عقاپي عشان زعلتها 
وسقطت دموعها وقد اجادة الخطه كما اتفقت هي وصديقاتها وساعدتهم فيها زوجه عم رؤى في احكامها
مريم مش معقول حمزه بيه يتخدع في حد حمزه بيه انا اشتغلت معاه وعارفه دماغه كويس
ومدت كفها
تربت على يديها المتشابكه ببعضهم 
انا ممكن اكلم حمزه بيه واقوله على سوء الفهم ده 
ارتجف قلبها خوفا من تلك الفكره وخشت ان تفعل سيلين ذلك
لا ارجوكي هيزعل مني وعمتو ناديه كمان عمتو ناديه شايفه اني عايزه اخرب حياتهم
واطرقت عيناها صوب مشروبها البارد تكمل حديثها الذي بدء يتوغل داخل عقل الأخرى 
أنتي مش معجبه ب بابا 
واردفت ببرأه تجيدها بملامحها الطفوليه 
من كلامك عنه الكتير حسيت بكده شكلي فهمتك غلط 
ألقت عبارتها وهي تنظر لملامح سيلين المرتبكه وتوترها لتدرك انها تسير نحو هدفها 
مريم مش معنى اني
 

53  54  55 

انت في الصفحة 54 من 103 صفحات