الأربعاء 27 نوفمبر 2024

للقدر حكايه بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 53 من 103 صفحات

موقع أيام نيوز


عن وجهه ليقترب منها يرتب خصلاتها بحنان ويسمح على خدها برفق
يعنى هعمل العمليه قريب
واعتصر الآلم قلبها وهي تتذكر عمليتها التي فعلتها منذ سنوات وقد فشلت 
لو العمليه منجحتش ياشريف 
لم يجعلها تكمل عبارتها ليهمس لها بأنفاس متقطعه وهو يغمرها بدفئه
هنكمل طريقنا وحياتنا سوا 
فتح فرات عيناه يلتقط أنفاسه بصعوبه لا يصدق كل تفاصيل الليلتان اللاتي نالهم فيها ټقتحم عقله دون هواده ظن انه سينسي ولكن 

هناك شعور داخله يريدها ثانية وعقله يفسره انها نيران الاڼتقام وهناك شئ خفي يزرع 
نهض من فوق فراشه ينفض تلك الأفكار والأحلام من رأسه يسير نحو الشرفه يفتحها على مصرعيها 
فتح سالم باب الشقه برفق ينظر لمن معه
ليدلفوا الشقه فهتفت الواقفة
شربتها الشاي بتاع كل أسبوع 
ضحك سالم وهو يجذبها نحوه 
طبعا ياجميل وزودت الجرعه كمان عشان نقضي الليل كله سوا 
طالعهم الواقف فضحك سالم بصخب وهو يجذبها للغرفه الأخرى 
هتلاقيها عندك في نفس الاوضه يا اشرف 
اتسعت حدقتي هناء وهي تلمح زوجها يدلف من باب الفندق وبجانبه نغم وصوت خالد يهتف بها 
انسه هناء ياريت تشوفي كل حاجه جاهزة وتشرفي بنفسك على الموظفين 
اړتعبت هناء وعادت تنظر إلى خطوات مراد ونغم الملتصقه به وخالد الذي يرمقها وهي تلتف هنا وهناك ولم تجد حل الا المړض 
اه بطني معلش يامستر خالد 
وفرت هاربه من أمامه تحني جزعها العلوي ليحدق بها وهو لا يفهم شئ 
مالها البنت ديه ياخالد 
رمقت نغم هناء التي اختفت عن انظارهم لينظر نحوها مراد بعدما أنهى مكالمته ولولا الزي الخاص بالفندق لكان اكتشف امرها 
اشار فرات نحو عنتر بأن يغادر مكتبه بعدما استدعى صفا من الحقل الذي تجمع فيه المحصول مع الفلاحين طالع ملامحها الباهته ونحول جسدها للحظه شعر بالشفقه عليها ولكنه عاد الي فرات النويري الرجل العسكري الذي لا يري بقلبه انما عقله هو من يقوده 
اقترب منها يرفع وجهها نحوه يسألها بجمود 
قولتي لحد على جوازنا 
نفضت وجهها من يده وهي تشعر بالتقئ من لمسته 
مقولتش حاجه 
تمتمت عبارتها بكره ليحدق بها ومن ردت فعلها نحوه 
طب كويس ياريت محدش يعرف بالموضوع ده مفهوم 
ولم يلقى منها الا نظرة محتقرة أعاد سؤاله ثانيه 
مفهوم ولا مش مفهوم 
متخافش يافرات بيه ميشرفنيش ان اقول اني مرات واحد ظالم زيك
ميعرفش ربنا 
وانسحبت من أمامهليتصلب جسده ڠضبا من عبارتها 
عادوا من سهرتهم يضحكون تلك الرحله أزالت الكثير من الحواجز بينهم حررها من آسره ضاحكا يتذكر سيرها خلف عروسان يلتقطان الصور والجميع لا يهتم بالأمر ولكن هي كانت ترى ذلك بشغف وانبهار 
كفايه بقى ضحك عليا
استمتع بحنقها وقطب حاجبيه 
أنتي فاكره هنا زي مصر يا ياقوت
زمت شفتيها بعبوس ورمقته حانقه 
تقريبا انتي طلعتي معاهم في الصور اللي اتصوروها
وقلد طريقه وقفتها ونظراتها نحوهم
وشكلك هيطلع كده بالظبط 
لم تتحمل مزحته وأنقضت عليه كالقطه تتقافز أمامه وهو غارق بالضحك
انتهت نوبه ضحكهم وتسطح على الفراش بعد أن ابدل ملابسه فتح الدرج الذي جانبه ليلتقط العلبه التي تضم عقد رقيق من الذهب الأبيضاراد ان يقدمه لها تلك الليله
شعر بتأخرها فأتجه نحو المرحاض ليفتح الباب ينظر الي ما ابتلعته فور دخوله 
يتبع
رواية للقدر حكاية
سهام صادق
الفصل الأربعون
رواية للقدر حكاية 
بقلم سهام صادق 
خفق قلبها پخوف بعدما ابتلعت الحبه خشت ان يكون قد رأها 
اغمضت عيناها والخۏف يسري داخلها افصح لها عن رغبته بطفلا فما الحجه التي ستخبره بها اذا اكتشف فعلتها افكار كثيره اقتحمتها في ثواني معدوده لتسمع صوته الهادئ وهو يخاطبها
مالك يا ياقوت انتي تعبانه ايه الحبايه اللي اخدتيها
ارتبكت بعدما استدار بها اتجاهه ابتلعت لعابها تطالع عيناه التي تخترقها بثبوت
ده مسكن للصداع
واسرعت تضع بيدها على جبهتها تخفي توترها
حسيت بشويه صداع قولت اخد مسكن
رمقها بهدوء يفحص ملامحها أصابها الشك في أمره وانه كشفها ولكن لانت ملامحه ورفع كفيه يضم وجنتاها يلامسهم بأنامله وعيناه ټقتحم عيناها 
بقيتي احسن دلوقتي
کرهت نفسها لانها كذبت عليه فكذبه اتبعتها أخرى اماءت برأسها تخبره انها افضل الان ليقبض على يدها بخفه يسحبها خلفه خارج المرحاض وعلى ملامحه ابتسامه هادئه
مع هدوء أنفاسها وتوسدها لصدره كانت مشاعر أخرى تقتحمه نست انه قديما كان ضابط شرطه ولم ينسى يوما مهنته التي اختارها برغبه قويه ارتباكها وتوترها جعله يدرك انها تخبئ عليه امرا ما 
احتمالت عده فسرها عقله ولكن اكبر احتمال وخاصه ان تلك الليله التي أخبرها فيها انه يريد طفلا ولم يلقي منها اجابه مازال تغير ملامحها تلك اللحظه أمام عينيه زفر أنفاسه يطالع ملامحها ويدها التي تضعها على العقد الذي توج به عنقها الليله وقد أسعدها ولولا ما حدث لكان أخبرها بأن سعادتها أصبحت تسعده وانها أصبحت شيئا ثمينا بحياته 
ازاحها برفق من فوق صدره لينهض من جانبها راغبا في قطع شكه بحث عن حقيبتها وداخله يتمنى ان احساسه يخيب ولكن الصدمه كانت أمامه وهو يفتح احد جيوب حقيبتها من الداخل شريط من الحبوب لا يجهل شكلها قبض على الشريط بقوه بملامح جامده ونظر نحوها فوجدها تتقلب فوق الفراش 
وسؤالا اخذ يتردد داخله 
ليه عملتي كده يا ياقوت معقول متكونيش عايزه تخلفي مني 
طالعت السعاده المرتسمه فوق شفتي كل من نورالدين وجين لولا معرفتها بنوايا جين لكان صار ذلك المشهد من أجمل ما رأت عروس بفستانها الأبيض تجر مقعد زوجها تقسم أنها ستكون له ونعمه الزوجه انتقلت عيناها نحو سهيل الذي وقف متجمد الملامح كل محاولته فشلت وجين بالنسبه لشقيقه لعنه استوطنته تقدمت منه تسأله متهكمه 
مش هنروح نبارك لاخوك تصدق المشهد قدام الناس والاعلام مبهر شوف الكل دلوقتي هيتكلم عن فكر المجتمع الغربي والتحضر مع انكم في الأصل عرب لكن الكل هيشاور ويقول هو ده الحب لكن ميعرفوش ورا الصوره ايه 
قبض على كفه بقوه ولولا اتباع الصحافه له والصور التي كانت تلتقط لكن صړخ بها وبفشلها في الخطه التي تزوجها من أجلها 
اصمتي سماح انا لا اطيق حديث احد تركت نفسي اسمعك وفي النهايه تمت الزيجه 
ورمقها بغلظه وحقد رأته في عينيه 
انتم النساء لعينات مثل الحياء تتلونون وتدفعون سمكم داخلنا 
قضمت شفتيها حانقه من عبارته لتزمجر پغضب 
لو كنت بتحب اخوك كنت قولتله الحقيقه انت كمان بتخدعوا تصدق انا فرحانه فيك عشان تبقى تلعب بحياه الناس تاني واه اخوك اللي اتجورتني عشان تخلصه من جين اتجوزها طلعت ناصحه وضربتك من نفس الضربه 
احتدت عيناها وهي ترى نظراته الماكره ولولا الاتفاق والورقه اللعينه التي اكتشفت انها مضت عليها اثناء عقد قرانهم ولم تهتم بقراءة شئ بقدر ما كانت تهتم بسبابه والتوعد له عام كامل مشروط بقيمه ماليه مليون دولار
ولم يكشف تلك الورقه الا ليله تصريح نورالدين بتعجيل زواجه من جين 
رمقها وهي تبتعد عن صخب الحفل وتختفي عن الانظار وابتسامه تزين شفتيه 
دلف لغرفتهم بالفندق بعد ان تمت الصفقه بنجاح واطمن على كل سير اعماله هنا تقدم منها مقررا أخبارها انهم سيعودوا غدا لمصر رغم انه قرر ان يطيل مدة إقامتهم ولكن فعلتها أثارت مشاعره حاول الا يظهر لها معرفته يريدها ان تخبره بنفسها عما اخفته عنه 
وجدها تنظر في الجهاز اللوحي الخاص به تبكي وهي تطالع شئ خلاله ادهشه تأثرها فأقترب منها يجلس جانبها وينظر الي ما تشاهده لم يكن المشهد الا لمشاهد مجتمعيه يتم تمثيلها من أجل إثارة ضمائر الناس سقطت عيناه على صوت المرأه التي تجسد الدور تطلب لصغيرها ما يريده من الطعام اما الفتاه تترجاها ان تأتي لها بطعام مثله وهي تفكر في ان تطعمها ارخص شئ يقدمه المطعم تقرصها على ذراعها تأمرها الا تسمع صوتها وترضي بما ستختاره لها والصغيره تسألها لما تفعل ذلك هل لأنها ليست ابنتها
لم تكن زوجة ابيها امرأة مؤذيه لكن الرحمه كانت منعدمه داخلها فالمشهد ذكرها بما كانت تفعله فيها قبل أن تأخذها عمتها لديها
صوابعنا مش زي بعضها يا ياقوت مش كل الناس وحشه أنا كنت زوج ام لشريف ومريم وعلمتهم كأنهم مني وناديه كانت أم لمراد مع انه مش ابنها الا أن عمرها ما حست انه يختلف عن تقي 
ڠصب عني بفتكر المشهد مش حقيقي بس انا حسيت بۏجع البنت انت ممكن تنسى أن حد ضړبك لحد ما كسرك لكن الۏجع وكسرة النفس مش بتتنسي
صمتت تتذكر تلك اللحظه التي طعنها بكلماته حينا أخبرها كيف ستمنح مريم الحنان وتفهمها وهي فاقده لتلك المشاعر 
فاقد الشئ بيحس وبيحس أضعاف مضعفه من اللي عنده ومش مفتقد نعمه في حياته اليتيم بيعرف قيمه الأم والأب عن اللي ملين حياته وبيعوقهم قيس حاجات كتير في حياتنا هتلاقي ان النعمه اللي ممكن تستهون بيها عند غيرك حاجه كبيره انا كان حلمي احس بحب امي وابويا اشوفهم معايا في كل وقت في حياتي لكن شوفت كل واحد فيهم مع عيلته وانا كنت ناتج تجربه فشله وسوء اختيار 
ابتعدت عنه تمحي دموعها پعنف من فوق وجنتيها تشير نحو حالها 
قالولي انك الحاجه اللي جات غلط في جوازنا ياريتك كنتي ولد كان هيبقى احسن سمعت ده وانا طفله وهما بيقسموا الايام بينهم عشان يشيلوا غلطتهم ويتحملوا فشلهم 
ابتديتي تعالجي نفسك يا ياقوت احيانا لما بنحرر اوجاعنا من جوانا بنشفي من الآلم الكتمان عمره ما بيعلم الراحه
هتتخلا عني في يوم 
سؤال خشت اجابته وانتظرت الجواب ابعدها عنه يسمح لعينيه رؤية ملامحها 
ما بتخلاش عن حاجه ملكي يا ياقوت
واردف بمغزي لم يفهمه عقلها 
بس ممكن اعاقب 
رمقته دون فهم تنتظر تفسيره حدقتيها اتسعت وهي تسأله عن مقصده
قصدك ايه 
اقترب منها يضع جبهته فوق جبهتها وانفاسه اخذت تتصاعد
مش لازم تفهمي دلوقتي 
همست وهي تلتقط أنفاسها الهائجه 
بس انا عايزه افهم 
وضاع سؤالها وهو يقتنص منها مايريده قلبه ليروي عطشه ظمأه لا يرتوي ولهفته كل يوم تزداد وقد ضعف فؤاده بعد أن اقسم ان لن يهدم حصون قلبه ويعود للعنه الحب
ونسي ان القلب مهما أغلق جميع الأبواب يأتي يوما ويشتهي ان يجد ضالته
نهضت من جانبه بمرحها الذي أصبح لذه حياتهم ابتسم على چنونها بعدما خرجت من الغرفه وكاد ان يضع رأسه على الوساده فعادت اليه مجددا 
عايز النسكافي بالحليب ولا الكراميل 
دفع الوساده التي أسفل رأسه عليها يرمقها بحنق 
عايزه بلاك ياندي وياريت تتوصي بالسكر انا مش بعمل دايت زيك يا بخيله السكر 
ضحكت
بتلذذ على اثارة حنقه ورفعت كفها تطبع قبله على باطنها وارسلتها اليه عبر أنفاسها انتظرت ان يلتقط قبلتها ولكن وجدته غير مبالي فأقتربت منه تجذبه من منامته بداعبه 
مأخدتش البوسه ليه عند قلبك ولا ردتها حتى 
رفع حاجبه بقلة حيله من چنونها يضرب كفوفه ببعضهم 
بوسه ايه يا هابله شكلنا مش هنخلص في ليلتك ديه مش كفايه مقعداني عشان اقرا اشعارك العظيمه 
زمت شفتيه بعبوس وبعدما كانت هي من تلتقطه من منامته تبدلت الأدوار 
شوفت عشان كده مكنتش راضيه اقولك على موهبتي الخارقه
 

52  53  54 

انت في الصفحة 53 من 103 صفحات