بقلم ايمان حجازى الجزء الثالث
يمسسها بعد ولم يتفوه بمثل ذلك الحديث معها من قبل بل تعلل بوجود شئ ضروري جدا يتطلب سفره لفتره .. اخذت تحمد ربها ان هناك متسع من الوقت تستطيع جيدا التفكير فيه لتجد مخرجا مما اورطت نفسها به .. لتقطع هدي تفكيرها مره اخري مردده
طب اشربي حتي كبايه العصير دي تديكي قوه يا بنتي..!
اردفت رحاب في ضعف وضيقمعلش يا ماما مش قادره ومليش نفس لأي حاجه ..
لتأتي هدي بقطعه من اللحم وتناولها اياها قائلهطب كلي بس حته اللحمه دي ترجع الډم في وشك تاني يا بنتي بدل ما هو بقي اصفر كده من قله الاكل
ما ان اشتمت رائحه اللحم حتي انقلبت عليها معدتها ونهضت فجأه من فراشها ذاهبه اللي الحمام ولكن لم تحملها قدماها فسقطت مغشيه عليها قبل ان تصل اليه ما ان رأتها هدي حتي صړخت بأعلي صوتهابنتااااااااااي ...
ابتسمت في حب وحماس قائله وهي تشتد علي يديه.. ايوه طبعا ودلوقت بعد ما رجعت انا مستعده لأي حاجه وانت جنبي
مرت فتره الامتحانات التي اخذت شهرا كاملا .. شهرا كاملا لم يتغير الكثير في علاقه عبدالله بصغيرته وحبيبه قلبه .. يبثها الحماس والشجاعه ويدعمها دائما .. اصبح الحياه بأكملها بالنسبه لها وهي كانت بقمه سعادتها بجواره بعد ان اعترف بعشقه لها يكفيها انه اصبح بجوارها وبأمكانه ان يأخذها بين ذراعيه كل ليله في نومها ليبث الدفئ والامان والحب الي قلبها حتي اصبحت هي كألاطفال لا تنام الا بين يديه وفي وجوده .. كان يذهب معها في كل امتحان لها وينتظر علي احر من الجمر خروجها وطمئنتها علي انه اجادت جيدا به الي ان انهت تلك الفتره .. تبدلت حياتها الي السعاده العارمه والحب العميق و وعدها عبدالله بعيد مولدها القادم بالسفر الي اي مكان تختاره هي كتعويض لكل ما حدث لها بحياتها والايام الطويله الحزينه التي مرت بها .....
قالها حمدي بمزاح حين ضغط بالرد علي سماعه الهاتف حيث ظهر علي الشاشه اسم عبدالله الذي قال ضاحكا
ناس حقوديه غلاويه بتنكد علي الواحد .. انا اي اللي خلاني اكلمك مش عارف والله !!
قال حمدي بصوت انثوي خليع..
اكيد وحشتك يا قلبي من جمالي مبتنامش الليل
قهقه عبدالله قائلا
ما تتلم يلا وانت عامل شبه الواحده المايصه كده
ضحك الاخوان سويا الي ان بادر حمدي بالحديث
انت عامل ايه يا حبيبي ومرات اخويا اي اخبارها !
كويسين يا عم والحمدلله .. طمني اهل البيت بخير !
معلش برضه يا حمدي مۏت ابوها مش شويه ..
طب وانت يا عبدالله هتعمل ايه ! .. انت قلت لمرام حاجه !
لا يا حمدي .. مقلتلهاش اي حاجه عن اهلي ولا عيلتي ولا اللي حصل كله ومش قادر
اقولها .. خاېف يا حمدي مع اني متأكد من حبها ليا وانها مستحيل تبعد خصوصا اني هقولها الحقيقه وان اللي بيني وبين رحاب مجرد جواز علي ورق مش اكتر لكن برضه خاېف لاجرحها وهي اللي فيها مكفيها ما صدقت انها ارتاحت شويه ..
بقولك اي يا حمدي سيب كل حاجه لوقتها دلوقت وان شاء الله انا هفكر في الموضوع ده ..
قطع حديثهم صوت همهمات بالخارج وضوضاء بمنزل الحسيني الي ان استمع حمدي وعبدالله عبر الهاتف الي صوت تلك الزغاريد فبادر عبدالله مسرعا الي حمدي..
هو اللي انا سمعته ده بجد !
ضحك حمدي واضاف مازحا
يالهوي لتكون امك جالها عريس وهتتجوز تاني
ضحك عبدالله رغما عنه وقال
طيب روح شوف في اي وابقي كلمني تاني
هوا يا معلم .. 5 دقايق وارن عليك اقولك الخلاصه
ثم انهي المكالمه مع عبدالله وفتح باب غرفته ليجد رشا اخته تسرع اليه في لهفه مثل الاطفال وهي تبتسم فقال حمدي في عجب
مالك يا هبله في اي بتتنططي كده ليه زي بتوع البلياتشو !
قالت رشا بمرح وبهجه
هتبقي عمو للمره التانيه يا حموده .. رحاب حامل وعبده هيبقي أب وهييييييييه
الفصل السادس عشر
بتعملي ايه يا ميمتي !
قالها عبدالله وهو يفتح باب غرفه مرام مره واحده ليجدها تجلس علي سريرها وبيدها الهاتف ومندمجه بالحديث مع احدهم علي السوشيال ميديا فأنتفضت فور سماع صوته قائله عبده خضيتني ..
ليقترب منها ويجلس بجوارها مضيفا امم من امته وانتي ليكي في السوشيال قوي كده !!
مرام انت عارف يمني اللي انا كلمتك عنها قبل كده .. الي عرفتها في الامتحانات ..
ليتذكرها عبدالله علي الفور فلم ينسي تلك الفتاه التي ذكرتها له حبيبته ولم ينسي شعوره في تلك اللحظه حين علم ان صغيرته بدأت في تكوين صداقات ولو بسيطه وايضا ذلك القلق البسيط الذي اصابه في ذلك الوقت ايضا خوفا من ان يستغلها احد لطيبه قلبها وسذاجتها لذلك قرر التواجد معها ومعرفه كل ما يدور حولها في حرص .. لتنتشله مرام من تفكيره مره اخري شكلك نسيتها !!
انتبه عبدالله لها وقال في شذر لا حبيبتي منستهاش .. مالها بقه !
ملهاش بس احنا بقينا بنتكلم كتير هي كمان ملهاش صحاب وطيبه خالص فحسيتها شبهي كده وبقينا صحاب
عبدالله بحذر اه تمام كويس .. بس ياريت تاخدي بالك !
مرام بعفويهأخد بالي من اي .. احنا بنتكلم في حاجات عاديه .. وكمان انا عايزاها تيجي هنا ونقعد مع بعض يوم
وجد عبدالله منها فرصه للتعرف عليها وايضا ان يري اتناسب مرام كصديقه ام لا ! .. ف لا احد يعرف بفشلها في العلاقات الاجتماعيه والتعامل مع الغير اكثر منه ف في كل الاحوال هو قلق بشأنها...اومأ موافقا الي مرامماشي يا ميمه براحتك خليها تيجي ..
قالت مرام في رقه ودلع وصوت منخفض تسلملي يا حبيب قلبي...
ثم نهضت مسرعه من جواره خجله قبل ان يدركها ولكنها تسمرت مكانها قبل ان تخرج من امامها واقترب منها بشده مما جعل الاحمرار يكسو وجهها واغمضت عيناها كي لا تري ما سيفعله فردد هائما انتي قلتي ايه !
تلعثمت شفتاها ورددت بقلب ينتفض قلت تسلملي
ايوه اللي بعدها !
لم تعد
..
بكت مره ثانيه وهي تنظر لاسفل فردد مره اخري راجيا حبيبتي خلاص بقه .. بصيلي كده ..
فتحت عيناها ونظرت له في ارتجاف فبادر ايضابتحبيني ..!!
اومأت برأسها لأسفل اخذ عبدالله يجفف دموعها بيديه وقام بحملها دفعه واحده ونزل بها الي الاسفل وهو يردد وانا بمۏت فيكي يا قلب حبيبك
ثم اتجه الي الحديقه وقطف ورده حمراء ووضعها علي شعرها وضع مرام علي الارجوحه التي صنعها لها من قبل واخذ يمرجحها لأعلي مما اضحكها بشده وتطاير شعرها الطويل اثر الهواء الطلق ..
تمني عبدالله ان تدوم سعادته معها وان يظل دائما سببا في فرحه قلبها وعاهد نفسه ايضا ان لا يقوم بفعله مثل التي اصدرت منه بالاعلي الي ان تأتي هي وتطالب ب ذلك...
داخل شرفه غرفته الواسعه جلس علي احد الكراسي وعقله يكان ان يجن من كثره التفكير .. كان منذ قليل يتحدث مع عبدالله بشأن تلك الزيجه .. كيف حدث ذلك ! .. هو يعلم اخيه جيدا اذا قال انه لم يمسسها فهو كذلك وايضا لم يشك لحظه واحده بأبنه عمه فهي تعرف اصول التربيه جيدا .. اخذ يفكر بماذا سيخبر اخيه ! .. ربما تم تشخيصها بالخطأ من قبل الحكيم وهي لم تكن حامل ولكن قال محدثا نفسه بأنها كانت ستعترف بأنه خطأ ويستحيل وجود حمل مثل ذلك ولكنها لم تكذب خبرهم
.. يا الله كيف حدث ذلك وبما سيخبر عبدالله .. اتجه الي هاتفه وفكر قليلا بأخباره كما اوكلته امه .. ولكنه اجل الحديث الي المساء وخرج من غرفته ليصتدم بوالدته
اي يا ابني مش تفتح !
انتبه لها حمدي وقال بعقل مشتتمعلش يا امي مخدتش بالي ..
والدته بخبثويا تري مين اللي واخده عقلك !
حمدي بحيره ماما معلش سيبك من اللي واخده عقلي دلوقت وقوليلي .. انتو اتأكدتم من حمل رحاب
الحاجه هدي بتأكيد اه يا حبيبي دا الدكتور اكد لنا انها لسه في اول الحمل ادخل وبارك لمرات اخوك .. مش قلت لك يا حمدي انه اخوك هيحبها وهينسي البت اياها اللي قلتلي عليها دي .. واهو مقدرش يبعد عنها حتي في ظروف مۏت ابوها واهي بقت حامل اهيه .. الحمدلله ..
نظرت الي حمدي ووجدته شاردا ثم رددت في ابتسامدي شكلها واخده عقلك علي الاخر .. يارب يا ابني افرح بيك انت كمان انت واختك
تركته وذهبت لتحضير الطعام لرحاب مثل ما نصحها الطبيب...
اما عند رحاب فمنذ ان علمت بخبر حملها وهي پصدمه لا تدري متي ستفيق منها .. تعلم جيدا ان ذلك الحمل لم يكن سوي من خالد .. اصبحت العائله بأكملها تعرف ولم يعد بأمكانها كتمان الامر او اسقاط الجنين ظنت انه بعدما تركها عبدالله وسافر ستجد خلاصها وينتهي ذلك الامر بأيجادها لحل ولكن هيهات فقد زادت الطين بله علي رأسها وانقلبت الدنيا بأكملها فوق اكتافها .. ماذا لو علم عبدالله باﻷمر يا الهي حتما ستجد هلاكها ولا مفر من القټل شل عقلها عن التفكير ولم تستطع ايجاد اي من الحلول الي ان قفز ببالها خالد وظنت انه سيحن عند سماعها بأنها تحمل طفله بين احشائها فعزمت علي ما ارادت وامسكت بهاتفها وبين تردد وثبات قامت بالاتصال به وبعيون منهمره وقلب ينتفض من الذعر .. سمعت الرد..
الو .. مين معايا !
ضاقت عيناها وزاد اضطراب قلبها اكثر في خوف قائله
خالد .. معقول نسيتني بالسرعه دي .. سنه كامله واحنا مع بعض ومش عارف صوتي
يوووووووه انتي تاني ! انتي مبتزهقيش يا بنتي ولا ايه .. مش اتجوزتي ! ولا جوزك مش مكفيكي وعايزه ترجعي تاني لايام العز
يااااه بالسرعه دي شكلك داخله ومستعجله كمان
مساء الخير يا سياده الملازم !
قالها اللواء جلال وهو يدلف غرفه ابنه سيف الذي اعتدل في جلسته حين دخول والده قائلا مساء النور يا بابا اتفضل
ردد جلال في حنو