روايه جراح بقلم ساره
يا أمي!!
سمعت صوت هاتفها يعلن عن قدوم اتصال ابتعدت عن أحضان والدتها و هي تري اسم المتصل و قالت
دة أحمد هقوم ارد عليه
ماشي يا حبيبتي
سارت بعيدا حتي لا تستمع والدتها الي ذلك الحوار و قالت
ألو يا احمد
ألو يا فاطمة انا عايز أقابلك
ماشي بس انا كنت عايز اقولك يا احمد متزعلش مني آخر مرة أنا كنت مضغوطة و
مفيش داعي للكلام دة يا فاطمة النهاردة في كافية اللي في الزمالك سلام
لم يرد الاستماع لمبرراتها يبدو أنه سئم هذه العلاقة غريبة الأطوار!!
نظرت نحوه بابتسامة غير مصدقة و هتفت قائلة
دكتور يوسف بذات نفسه عندنا دة اية الهنا اللي انا فيه دة!!
ضحك و هو يتقدم منها و قال
انا قولت آجي أطمن عليكي و بالمرة أشوف اية اخبار
كله تمام المهم انت عامل اية!
جلس علي الاريكة المقابلة لمكتبها فسارت هي
لتجلس بجانبه و كأنها تستمد طمأنينتها من وجودها بجانبه كاد أن يتحدث حينما سمع صوت دقات متسارعة علي باب الغرفة لتهتف هنا
أدخل!!
دلفت السكرتيرة و علامات الفزع مرتسمة علي
وجهها و قالت
الحقيني يا بشمهندسة!!
ابتلعت هنا ريقها بصعوبة و قالت بقلق ممزوج پخوف
التقطت مروة أنفاسها و قالت بتوتر
في واحد من العمال و هو في الموقع بتاع شركة الدمنهوري وقع من الدور السادس و العمال مش عارفين يعملوا اية!
انتفضت هنا عند سماع تلك الكلمات و قالت صائحة
يا نهار اسود اتصلي بيهم بسرعة و قوليلهم يتصلوا بالاسعاف علي ما آجيلهم بسرعة
قال يوسف مهدئا إياها
اهدي بس يا هنا اصبري انا هاجي معاكي!!
قالتها و هي تلتقط حقيبتها لتخرج مسرعةج و قال
انتي مش هتتحركي في حتة غير و انا معاكي يلا!!
لم يتأخر دائما هي من تأتي متأخرة في كل شيء تكن متأخرة حتي في اعترافها لحالها بأنانيتها كانت متأخرة و أمنيتها الوحيدة الآن هي أن تستطع اللحاق بحالها قبل أن تفقده هو الآخر!!
جلست أمامه بتوتر و هي تقول
أشعل سيجارته لتزفر هي بضيق نظر لها بلا مبالاة حقيقية و عيناه توجه لها أسهم من الڼار ټحرقها بلا شفقة!!
ما هو دة العادي بتاعك يا فاطمة مفيش حاجة جديدة يعني!!
تنهد بحزن و هي تحاول إبعاد عينيها عنه و قالت
أحمد انت لازم تسمعني و تديني فرصة ادافع عن نفسي!!
اخترقت نظراته القاسېة قلبها هشمته الي قطع لن تعود كما كانت مرة أخري!!
انا مش جايبك عشان اسمع مبررات يا فاطمة اكتفيت من مبرراتك يا فاطمة بصراحة!!
يا الله ما هذا التحول التام
الذي صار عليه!!
من عاشق متيم إلي رجل قاسې متبلد المشاعر
و قد صدق من قال الطبع يغلب التطبع !!
فسرعان ما عادت إلي تلك الطبيعة المتمردة و الشخصية ذات الكبرياء القاټل حينما قالت
اومال جايبني ليه يا احمد عشان تكسرني و توريني اني مسواش بالنسبالك حاجة !!
تقوس جانب شفتيه بسخرية و قال
و دة طبعا الرد المتوقع منك يا فاطمة و عشان أقصر عليكي المسافات هقولك انا جايبك النهاردة لية!
أدمعت عينيها و هي تتظر
له منتظره تفوهه بكلمات الوداع الحاړقة و لكن ما تشدق به أذهلها و خالف توقعاتها تماما!!
حقا لم تشعر به من قبل هكذا!!
لم تشعر بكم المشاعر المنطلقة منه هكذا يوما شعرت بحبه في همساته و في وعوده الصادقة لها
يلا يا حبيبتي عشان الأكل هيبرد!!
أمسكت بخصلات شعرها التي تشبه موجات البحر الرائعة و هي تقوم بربطهم لينسابوا علي ظهرها بنعومة واضحة و قالت
خلاص يا حسام جاية اهو!!
هبطت معه كلا منهما ممسك بيد الآخر و كأنهما يستمدان من بعضهما القوة لمواجهة هذة الحياة الكارثية!
يلا يا ولاد الأكل هيبرد
هتف بها محسن و قد عرفت الابتسامة طريقها إلي وجهه و كاد قلبه أن يغادر ضلوعه متراقصا من السعادة
لم تكن نور بالنسبة إليه يوما زوجة ولده فقط!!
فقد عرفها قبل معرفة حسام لها استشف احتياجها الواضح لعاطفة الأبوة التي فقدتها في ذاك الوقت
و عوضها عنها ليصبح لها أبا رائعا
نظر نحو تلك الماكرة الجالسة بجانبه لم يسترح لها يوما يعلم أنها لم تفكر يوما لا بحب و لا بشيء من ذلك القبيل لكن النقود كانت اختيار رائع بالنسبة إليها و ثروة حسام ليست بقليلة لكن مهلا فهو لن يجلس يشاهدها و هي تخدع ولده تحت مسمي الحب و يظل صامتا فصبرا جميل!!
كلي يا سما كلي ياا حبيبتي عشان اللي في بطنك!!
قالها محسن باضطرار فابتسمت هي بتوتر و قالت
ااا انا باكل اهو يا عمو!
ابتسم لها بتصنع و قال
من بكرة بإذن الله يا حسام تاخدها بقي و تروحوا لدكتور كويس تتابعوا معاه!
لا اقصد يعني مش لازم يتعب نفسه انا هبقي اروح لوحدي يا عمو!
قالتها سما بتوتر ملحوظ فقال محسن باستغراب
ازاي يعني تروحي لوحدك دة لازم حسام يجي معاكي و لا إية يا حسام!
انتبه
له حسام الذي كان منشغلا بشعور نور في هذة اللحظة هو يعلم أنه ليس ذنبها انها لم تستطع أن تأتي بالطفل الذي تمناه منها بعد زواج دام خمس سنوات
احم معلش كنت بتقول اية يا بابا!
ابتسم له محسن مدركا ما يدور في ذهنه و قال
مش هتروح مع مراتك عند الدكتور بكرة عشان تتابعو الحمل!!
هز حسام رأسه بالإيجاب و قال باقتضاب
أن شاء الله
إن حدث هذا فسينفضح أمرها و لن يجعل حسام الأمر يمر بسلام خصوصا و انه يتنمر لها ينتظر اي شيء يجعله يتخلص منها و هو يستشعر ثقل عبئها عليه!!
نهضت من علي المائدة و هي تنظر له و هو يهمس في أذن نور أشعل فتيل الحقد في قلبها المغطي بعتمة سوداء فتصنعت الألم و هي تتأوه واضعة يدها علي بطنها قائلة
اة الحقني يا حسام
انتفض حسام من محله ليس خوفا عليها بل علي الجنين القابع داخلها
قائلا بقلق
مالك يا سما حاسة بإية!
و هي تنظر ل نور نظرة ناطقة نظرة تقول لها فيها إنه ملك لي لن تستطيعي سلبه مني مرة أخري لتقابلها الأخيرة بنظرة منكسرة حزينة و تنسحب بهدوء إلي غرفتها فتقول سما بحزن مصطنع
اطلع ورا مراتك يا حسام شكلها زعلت!!
أسندها و هو يسير بها تجاه الدرج قائلا
سيبك انتي بس لما اطمن عليكي الأول
ابتسمت بمكر و هي تري نور علي الدرجة الأخيرة من السلم و بالطبع قد سمعت ما قال ادمعت عينيها بحزن علي السعادة التي لم تكتمل و صعدت مسرعة نحو غرفتها
وصلا نحو المكان الذي وقع فيه الحاډث فهبطت هنا راكضة من السيارة لأنه بالطبع المسئولية كاملة تقع علي عاتقها و إن حدث لهذا العامل
شيئا فلن يسئل غيرها!!
هبط يوسف خلفها و هو يحاول اللحاق بها قائلا
يا بنتي اهدي ماتخافيش!!
توقفت ناظرة إلي البنايات المهجورة حولها بذهول لا يوجد أحد!!
لا يوجد أثر لأي مخلوق في هذه المنطقة المهجورة
تبادلت هي و يوسف نظرات الدهشة
فسمع هو صوت رنين هاتفه فأمسكه قائلا
ألو يا فارس
إيه يا ابني انت فين من الصبح مش قولتلك تجيلي المستشفي النهاردة!
كاد يوسف أن يتحدث و لكن ما وجده أمامه و حوله و صرخات هنا جعلت لسانه ينعقد و صوت فارس يأتيه من الهاتف قائلا
في أية يا يوسف يوسف انت فين يا ابني رد عليا!!!
يتبع
أسرعت في خطاها نحو هذة الممرضة التي تهتف قائلة
يا دكتور ليلي الراجل العجوز اللي كان في غيبوبة فاق دلوقتي
لم تستمع لكلماتها أكثر من ذلك فهي تتشوق لمعرفة قصة ذاك الرجل الذي لم يسأل عنه أحد منذ دخوله المشفي و بالرغم من ذلك فالنقود الخاصة بعلاجه تدفع من شخص مجهول الهوية!!
بالإضافة إلي تلك الحاډثة المفزعة التي تعرض لها و قالت تحريات الشرطة انها حاډثة سيارة و لم يتم العثور علي الفاعل!!
اتجهت نحو غرفة ذلك الرجل لتجده يحاول فتح عينيه بصعوبة و يقول بصوت يكاد يسمع
داليا داليا
قطبت حاجبيها بتفكير من الواضح أن قصته معقدة إلي حد كبير حدثت الممرضة الواقفة بجانبها و هي ممسكة بعدة أوراق تكتب عليهم قائلة
سماح التحاليل دي تتعمل النهاردة مش عايزة تأخير فهماني!!
هزت الممرضة
رأسها بالإيجاب فاقتربت ليلي
من ذاك العجوز و هي تحدثه بصوت منخفض قائلة
لو سامعني رد عليا او اديني أي إشارة
هز رأسه بحركة بسيطة فابتسمت هي قائلة باطمئنان
حمد
الله علي السلامة
لم يتحدث بينما أطرق بعيدا بحزن فتنهدت هي بتفكير و قالت
طيب أنا هسيبك دلوقتي و هرجعلك كمان شوية تكون أحسن
اختتمت ليلي لقائها معه بهذا الكلمات لتتجه نحو الغرفة التي أعتادت زيارتها في الآونة الأخيرة
فتحت الباب و هي تدلف بهدوء لتنظر إلي تلك الملاك المستلقي علي الفراش تلك الملامح التي تحفظها عن ظهر قلب
و لم لا فإذا ترك لك شخص تحبه تذكار قبل وداعه فيجب أن تعتني بهذا التذكار جيدا لأنه سيكون ذكري لذلك الشخص الذي ربما لن يعود أو ربما سيعود و لكن فاقدا لتلك الروح التي احببتها داخله!!
قمورتي عاملة اية النهاردة!
هزت هند رأسها بمعني أنها في حال جيد و قبل أن تهم ليلي بالرد عليها كانت صوت الدقات علي الباب يسبقها
قالت ليلي
ادخل!!
دخل عم صلاح و الارتباك قد نال منه و قال
يا دكتور ليلي الحقي دكتور فارس طلع الدور هنا!!
انتفضت من محلها لدرجة افزعت هند حاولت ليلي التحكم في اعصابها و قالت
عم صلاح خليك مع هند عشان متخفش و انا هخرجله!!
حاولت السير بثقة أمامه فهو يعلم متي تكون واثقة تماما و متي تكون مرتبكة و متي تخبئ أمرا ما!!
ممكن افهم حضرتك بتعمل اية هنا يا دكتور فارس!!
نظراته الثاقبة جعلت عينيها زائغة و هي تنظر في كل الأماكن حولها عدا عينيه
عايزة افهم اية سر الدور دة يعني اية دور كامل في مستشفي كبيرة عريضة مفهوش أي أوض غير أوضة واحدة لا و كمان الدكتورة معينة عليها حراسة!
قطرات من الماء تتساقط علي وجهها هي في حاله بين الوعي و اللا وعي ما حدث مازال يدور في ذهنها
بدأت تستعيد وعيها
فتحت جفنيها ببطئ و هي تشعر بثقلهما ابتعدت و هي تقول صاړخة ما إن رأته أمامها بابتسامته الشيطانيه تلك
مروان!! انت عايز اية!
مټخافيش هفكك!!
و بإشارة من رأسه للرجال خلفه تحركوا و هم يحررونها من تلك القيود
نظرت له و هي تقف أمامه قائلة پغضب
انت عايز اية ها انت مچنون!!
عيب يا حبيبتي الشتيمة عيب!!
بكت بصمت مټألم ليكمل و هو يمسح دموعها قائلا
تؤتؤ مبحبش اشوف دموع حبيبتي لا بس حبيب قلبك طلع توتو اوي مستحملش إبرة مخدرة بقا تسيبيني انا و تروحي للژبالة دة
تشنجت بين يديه و قالت
انت بني
آدم