السبت 23 نوفمبر 2024

روايه جراح بقلم ساره

انت في الصفحة 8 من 37 صفحات

موقع أيام نيوز

أي شيء طيب!
بعد غياب عام كامل لا تنكر تأثير قربه هذا عليها الذي ظهر في
دقات قلبها المتمردة 
صوت دقات باب غرفتها أفزعهمالينظر لها بتعجب و هي تقول بأنفاس متقطعة
أأ أدخل
فتح الباب لتدلف منه والدتها و هي تقول بابتسامة ودودة
ها يا حسام
عرفت تصالحها و لا لسة!!
ابتسم و قال بنبرة واثقة
اة يا طنط أحنا خلاص أتفقنا نور هترجع معايا النهاردة
اتسعت عينيها پصدمة و هي تنظر له فاغرة فاهها و قالت بعصبية
لا متفقناش أنا عندي شروط عشان ارجع معاك!!
ابتسم باطمئنان فقد توقع منها الرفض لكن إذا كان مبدأ الموافقة موجود فلا بأس في سماع شروطها تلك!!
أولا تغير معاملتك معايا يا حسام تحسسني اني حبيبتك فعلا علي الأقل حاول يا سيدي
هز رأسه بموافقة علي ذاك الشرط لتكمل هي
ثانيا بقي و دة الأهم 
تطلق مراتك التانية يا حسام عشان نبدأ حياة طبيعية غير مشاكل!!
معلش يا نور بس الطلبة بالذات مينفعش بعيدا عن أن سما بنت خالتي بس كمان هي حامل!!
أغمضت عينيها و ذاك النبأ يقع على رأسها كصخرة ثقيلة فها هو شيء آخر يرجح كفتها لديه 
فإذا كانت هي عقيمة و لم تستطع أن تأتي له بالطفل الذي كان يحلم به فستأتي به هي!!
نظرت نحو والدتها و عينيها مغرورقة بالدموع لتنقذ والدتها قائلة
بس أنت مقولتش الكلام دة قبل كدة يا حسام!!
انا لسة عارف الخبر دة النهاردة قبل ما آجي!!
لترد نور عليه بمرارة تتفوق علي محاولتها للشعور بالسعادة له لكونه سيكون أب
مبروك يا حسام!!
الټفت نحوها و قال بحزن لشعوره بألمها
أنا كل دة ما يهمنيش يا نور علي قد ما يهمني انك تبقي جنبي!!
هزت رأسها بموافقة و قد عادت تلك القطة الوديعة التي لا ترفض له طلب و قالت
بس أنا ليا طلب طالما هتكمل معاها يبقي تجيبلي شقة تانية لوحدي انا مش هقدر
أقعد معاها في بيت واحد و أشوفها بتشاركني فيك 
و انا موافق بس هتيجي معايا النهاردة الفيلا و من بكرة الصبح هتنزل نشوف الشقة اللي تعجبك و في ظرف كام ساعة هتتفرش ها قولتي اية!
قولت موافقة طالما هبقي جنبك!!!
بعد كل تلك الخطط التي رسمتها لتقترب منه و بعد تلك السنوات التي عاشت فيها تتألم لبعده عنها و وجوده بجانب أخري عادت هي مرة أخري لتسلب منها الأمل الذي أعطته لها الحياة عادت لټخطف قلبه مره أخري!!
زفرت و هي تمسك بهاتفها و تراه يضيء باسم المتصل بها وضعته علي أذنها و هي ترد قائلة بغل
ايوة يا ماما
ايوة يا حبيبتي عاملة اية مع حسام و مال صوتك!!
موكوسة بنتك موكوسة يا ماما معرفتش اكرهه فيها و اهو راح يرجعها تاني النهاردة!!
اهدي بس يا سما بتتكلمي علي مين!
هكون بتكلم علي مين يعني علي السنيورة مراته نور!!
يا خړابي انتي مش قولتيلي انه خلاص هيطلقها!!
ايوة انا حسيت منه كدة بس فجأة النهاردة الصبح لقيته بيمهدلي الموضوع و بيقولي انه هيرجعها لا و اية بيقولي انه ميقدرش يعيش من غيرها فاضطريت اني 
أنك اية يا سما!
أكملت قائلة بتوتر
اضطريت اقوله اني حامل عشان ميطلقنيش لو هي طلبت مني!!
طيب و فيها اية!
يعني اية يا ماما انا مش حامل بجد حسام لو
عرف هتبقي کاړثة و ممكن يبقي فيها طلاقي!!
سمعت صوت ضحكات والدتها و هي تقول
طيب اهدي بس مين اللي قالك انك مش هتحملي منه انتي و شطارتك انتوا بقالكوا شهرين متجوزين و عندك فرصة انك تحملي في الفترة الجاية و تبعديه عنها اكتر و اكتر و بعدين حسام لا يمكن يطلقك لأنه هيخاف علي زعلي فمتقلقيش و صحصحي كدة عشان البت دي مش سهلة!! ابتسمت و هي تمد يدها لتحييه التقط هو كفها بلهفة و هو ينظر إلي عينيها بحب شديد قائلا
اهلا بيكي يا دكتور ليلي
ابتسمت و هي تشير بيدها له كإشارة للجلوس و قالت
اهلا بحضرتك اتفضل اقعد يا استاذ فهد 
جلس و هو يقول
انا سمعت ان دكتور محمود ساب المستشفي الكلام دة بجد!!
الأول بس تشرب اية!
قهوة مظبوطه
قامت بطلب مشروبه المفضل و من ثم التفتت له قائلة
للأسف فعلا دكتور محمود باع نصيبه في المستشفي و سافر فرنسا!!
طيب و مين الشريك الجديد اللي مع حضرتك يشرفني اشوفه و اتعرف عليه
نظرت له بتوتر لاحظه هو فقال بتساؤل
هو في حاجة!
تلعثمت قليلا و سرعان ما لملمت شتات أمرها و قالت
لا ثواني هناديه و جايه
اتفضلي
أتجهت ليلي نحو باب داخل غرفة مكتبها و قامت بالطرق عليه مرة أخرى و لم تجد إجابة و هي تعلم أنه بالداخل فاضطرت للدخول دون إذن
فتحت الباب لتجده جالس علي مقعد مكتبه و هو مندمج في الحديث في الهاتف لذلك لم يسمع الطرق علي الباب
وقفت خلفه و هي تسمعه يقول
يا حبيبتي مش هتأخر و الله كلها ساعة و هكون عندك
هل من الممكن أن تتوقف الحياة!
اعتقد
أنه من الممكن فبعد سماعها لتلك الجملة توقف نبض الحياة من حولها!!
شعرت بوخزات في قلبها محاها من ذاكرته و أحب أخري بهذة السرعة!
أما هي فاختارت الټضحية و قررت أن تعيش علي ذكراه يالها من ساذجة!!!
حمحمت بصوت مسموع و قالت بجدية
دكتور فارس لو سمحت في شغل محتاجينك فيه
أشار لها كعلامة للانتظار و هو يقول موجها
حديثه لمن يحدثها علي الهاتف
طيب يا لينا ساعة و هكون عندك باي يا حبيبي!!
نهض واقفا أمامها و هو يستمتع بنظرة الألم الظاهرة في عينيها حسنا فليعبث بها كما عبثت به و تفننت في تعذيبه سابقا
قال بنبرة خالية من المشاعر
شغل اية دة!
مدير شركة الأجهزة الطبية اللي بنتعامل معاها موجود و عرف ان محمود باعلك نصيبه و عايز يقابلك
قالتها ببرود و هي تتعمد الا تنظر في عينيه حتي لا ترى نظرات التشفي هذة في عيونه
تمام يلا نشوفه!!
خرجا معا و ما إن رآه فهد حتي نهض و هو يمد يده له ليحييه حيث تولت ليلي مهمة تعريفهما علي بعضهما حياه فارس و أشار له بالجلوس و هو مبتسم
أهلا بيك يا أستاذ فهد اتشرفت بمعرفتك!!
ربنا يخليك يا دكتور فارس حبيت حضرتك تكون موجود عشان هنبدأ في الشغل
تمام
بدأ الحديث يطول و هم
يتحدثون عن العمل و كلما لاحظ فارس نظرات فهد المصوبة إلي ليلي و هو ينظر لها بشوق كلما ازداد سخطه
انتهي حديثهم و قام فهد مودعا إياهم و هو يقول
كنت عايز اعزمك يا دكتور ليلي علي خطوبة أختي يوم الخميس و انت طبعا يا دكتور فارس معزوم!!
ابتسامة صفراء صدرت من فارس و هو يقول
هشوف كدة ربنا يسهل
و حضرتك يا دكتور ليلي!
ابتسمت له و قالت برقة
طبعا هاجي يا استاذ فهد الف مبروك ليها!!
الله يبارك فيكي و عقبالك قريب ان شاء الله استأذن انا بقي!!
حاولت كتم الضحكة التي كادت أن تصدر منها و هي تري ملامح فارس تتشنح و هو يراه يقولها لها بنبرة حالمة 
خرج فهد ليلتفت فارس نحو ليلي قائلا پغضب
في أية بينك و بين الشخص السمج دة!!
رفعت حاجبها و هي تنظر له ببلاهة قائلة
في شغل!!
صاح بها و بين لحظة و الأخري قائلا
و صاحت هي الآخر قائلا
اسمي دكتور ليلي و ملكش دعوة يا فارس بيا زي ما انت عشت حياتك لتقول هي
شو بك حبيبي!!
زفر بضيق و هو يسير ليجلس علي الاريكة لتسير هي خلفه و تجلس
حكيلي شو صار!
مفيش يا لينا يا ريت تسيبيني لوحدي!!
خلاص رح امشي!!
تركته و دخلت إلي غرفة بحجة تغيير ملابسها للذهاب و أمسكت بهاتفها و قامت بعمل اتصال
يلا بلشوا!!
بعد الانتهاء من تغيير ملابسها خرجت لتقف أمامه و قالت
حبيبي رح اجي بكرة بدك شي!!
لا
رد عليها باقتضاب فسارت هي نحو الباب و فتحته لتجد عدة رجال ملثمين أشارت لهم بالتقدم و تصنعت الصړاخ قائلة
فاااارس 
فتح لها باب السيارة بينما كانت الأخري تتابعهما پحقد باد خرج محسن مرحبا و كأنه ينتظر تلك العودة بشغف
دخلوا نحو
الفيلا فقال محسن
يلا يا ولاد اطلعوا استريحوا و لما الأكل يجهز هناديكم
ابتسمت له نور عندما غمز لها بعينه دائما ما كان منبع للحنان دائما ما كان سندها بعد ۏفاة والدها حتي بعد زواجها من حسام كان يعاملها كأنها هي ابنته و ليس حسام
استدارا حينما سمعا صوت باب غرفة ما يفتح و تطل سما منه قائلة
حسام حبيبي عايزاك!
نور
حبيبي ادخلي و انا هاجي وراكي!!
اغمضت عينيها بحزن علي تلك اللحظات المختطفة من الزمن و قالت
ماشي
سار حسام باتجاه غرفة سما و
دلف قائلا
في أية يا سما!
قائلة
ما وحشتكش يا حبيبي و لا إية!
و الآن
ما هو واضح له أنها أطلقت سحرها الأبدي علي قلبه فمنعته من رؤية أحد سواها
سما انا سايب نور لوحدها مش وقته
كدة برضو دة انا قاعدة مستنياك من بدري
معلش وقت تاني أكون فاضي فيه
تركها و خرج و كأنها تشحذ منه الحب استطاعت أن تفرض سيطرتها علي المنزل بأكمله بمجرد أن خطته قدميها لابد أن تجد حل سريع للتخلص منها و الاستحواذ مرة أخري علي حسام !!
أما في الغرفة المجاورة عندما دلف وجدها منشغلة
بترتيب الحقائب و نظر لها بحب قائلا
عارفة يا نور يمكن طول السنين اللي فاتت دي عمري ما قولتلك بحبك و لا حتي قولتلك كلمة حلوة بس بعدنا عن بعض
دة وراني قيمة وجودك في حياتي ربنا يخليكي ليا و ميحرمنيش منك
ابتسمت و أغمضت عينيها قائلة
يا حسام انت غيرت حياتي في يوم و ليلة انا بحبك
خرجت من غرفتها بعد أن كانت حبيستها لمدة الثلاث أيام السابقة كشفها أمام حالها اعترفت أن الأنانية تمثل الجزء الأكبر من شخصيتها!!
نزلت الي بهو الفيلا لتجد والدتها جالسة تتلو القرآن الكريم لأول مرة تلاحظ التعب البادي علي وجهها اقتربت منها و چثت علي ركبتيه أمامها و هي تضع رأسها علي قدميها لتقول والدتها
مالك يا فاطمة بقالك تلات ايام مش بتخرجي من اوضتك انتي زعلانة انتي و احمد و لا إية!
احم لا يا ماما بس كنت واخدة برد و كنت تعبانة انا و احمد كويسين المهم انتي مالك يا حبيبتي شكلك تعبان!!
تلعثمت مرفت و هي ترد قائلة
انا كويسة متشغليش بالك بيا المهم انتي يا عروسة!!
ابتسمت بمرارة و قالت
ماما انا بحبك اووي!!
احتضنها والدتها و هي تربت علي شعرها و تمنع دموعها بالكاد فقريبا ستودع حياتهن و تترك صغارها يعتمدن علي أنفسهن!!
يا له من ألم كونك تعلم أنك ستفارق أحبابك خلال أيام معدودة يمثل قمة الألم!!
فاطمة حبيبتي انا كمان بحبك! بس عايزة اطلب منك طلب 
اتفضلي يا ماما
حبي اخواتك انا مش هعيشلكم طول العمر خليكي قريبة منهم هما سندك في الدنيا دي يا حبيبتي مهما يحصل بينكم هتفضلوا اخوات!!
نظرت لها بحزن علي علاقتها المتدهورة بشقيقاتها ليسوا فقط شقيقات بل هن

توأم!!
حاضر

انت في الصفحة 8 من 37 صفحات