السبت 23 نوفمبر 2024

حواء بين سلاسل القدر بقلم لادوغنيم

انت في الصفحة 8 من 10 صفحات

موقع أيام نيوز

عايش صح
ربت الطبيب على منكبه ببتسامه مشرقه
صحفارسبخير الحمدلله
عادا الأمان إليه بكلمات كالدواء لقلبه المټألمو
نفخ هواء جوفه الساخن بالخلاتزامنا معا مسح عرق جبهته
طب حالته إيه طمنى عليه
عدا مرحلة الخطړاصابته بالمنجل مخترقتش بطنه بالكاملودا من أسباب نجاتههو حاليا أتنقل للغرفه بتاعتهوكلها ساعاتويفوق من البنج
تمام
بس ياريت يا جواد باشا تعمل تحقيق في الموضوع لأنها شبه چريمة قتلوأنا مردتش أتصل بالشرطه بوجوك ساعتك ظابطواللى جواه دا أخوكومن الأفصل أنك أنت اللى تحقق في الموضوع بنفسك
أومأه برسميهفغادر الطبيباما هو فستدار ينظرلريحانهبعين ضيقها پشراسهوساره إليهاحتى توقف أمامها يلقى أسئلته عليها 
إيه اللي خرجكم من البيتومين اللى عمل كدا فى فارس أنت شوفتى كل حاجه بما إنك كنت معاقوليلي مين اللي عمل فيه كدا !!
رفعت عينيها التى تشبه حمرة الفراوله الداكنهونهضت تناظره بقلب يرتجف خوفا تزامنا معا نطقها لتلك الكلمات التى تشبه الفيضان الذي سيغرق حياتهما
ياسر
قطب جبهته مستفهما 
ياسر مين
جوزي
تجحظت عينيه پشراسه يحتويها الذهولمما صرحة بهفقبض علي مرفقها بقوة كادت تكسره
جوزك أزي أنت بتقولي إيه!!
أرتجف كامل جسدها من شدة إلم مرفقهاوبشراسة ملامحهفحاولت التحدث ببكائا لم يكف عن الهطولتزامنا معا صوتها المرتجف
من سنهأتقدملى شاب أسمهياسرتبع مرات أبوياوخلونى وافقت عليهوكتب عليا سوري زي مانت ما عملتجوازي منه كان فى السر عشان عائلته كبيرهوكان لما بيحب يقعد معايا كان بيجيلى بيت بابا يبات معايا يوم أو أتنينبس كان عصبىودايما بيقولى أنت طالقالحد لما طلقنى بالتلاتهوعشان نرجع لبعض قالى أنى لازم أتجوز واحد غيره محللعشان كدا أتجوزتك
أرتجف جسده ببسمه يملئها الحنقلم يكن يصدق أنه مجرد ورقه فى لعبتهافشدد من قبضته عليها يبوح ببحه يملئها التوعود
يعنى ريحانه هانم طلعت متجوزومطلقهووخدانى كوبري عشان ترجع لحبيب القلب ياسر
أنا أسفهمكنش قصدي أزعلكهما فهمونى أن جوزنا عاديولما تطلقنى هقدر أرجع لياسر حبييي
عزفت الكلمه بلحن الإلم على أوتار قلبه لتعلن أنكساره للمره التانيهلكن تلك المره الأنكسار هشهش رجولته مما جعله يفرغ غضبه بصڤعة تزامنا معا إرتمائها علي المقعدوهى تشهق بالم باكىتزامنا معا صرامته الجشه
حبيبك إيهأنت مفكرانى هسيبك ترجعيلهأنا مش كوبري يا روحمك عشان تعدي من عليابالله يا ريحانه لهوريكى اللى عمرك ما شوفتيه حتى فى كوابيسكوالكلب اللى كنت متجوزاه أنسي أنى أسيبك لىحتى لو فضلت سايبك زي البيت الوقفوالا طيلنىوالا طيله
عارضت بحركه رأسيه مرتجفه پخوفا
لاء أنت قولتلى أنك هتتجوزنى لمدة شهرينوبعد كدا هطلقنى
جذبها من منتصف ذراعها پحده أكثر
دا لما كنت مفكرك بريئهوعلى نياتكبس طلعتى تربية غوايش الغازيه اللي فتحها عالبحري لكل رجالة البلدومشاء الله عليك طلعتى أوسخ منهاكنت متجوزه فى السرولما الكلب اللي معاك طلقك بالتلاتهقررتى أنك تتجوزي واحد محلل مغفل تقضيلك معا كام يوم ويطلقك عشان تقدري تتجوزي الكلب بتاعك تانىبس حظ أمك الأسود أنه وقعك معاجواد ابن رضوان الهلالىاللى هيوريكى يعنى إيه اللي بيحصل للشخص اللي بيحاول يلعب عليهمش أنا اللى ابقا محلل يابنت القصطلاق مش هطلق حتى لو شوفتك بتموتى تحت راجلى
أندفعت تقول بقلقا
ياسر مش هيسبنى ليكهو بيحبنىوأنا كمان بحبهو
قاطعها بصرامه حاده
أخرسي خالص يا تربية غوايشوسختك تخفيها عشان مقطعش لسانكبالله لو سمعتك بنتطقى حاجه عنه هحدفك فى بئر ملوش ئرار عشان تعفنى عشان العفانه لايقه أوي علىوساختكمن الحظه دي أعتبري نفسك بقيتى مسجونتىوسجنك مش هيخلص مهما عملتى أنتوالمحروس بتاعك
نزع إنجذابه لها من جدور قلبهوكانه لم يراها من قبلاما هى فلم تكن تستطيع فعل شئ سوا الخۏف الذي باتا يأكل جسدها
قتل فارسليه أنطقى
عاود السؤال بصرامهفرتجفت تجيبه بلبكه
هحكيلك اللى حصل
ضيق عينيه مثل الذئاب يتلهف لسماع ما ستروي علي أذنيهفذاد خۏفها الذي باتا يظهر علي هيئة أرتجاف يكبل جسدهافاصبحت على موعد لتذكر ما حدث منذ عدة ساعات
حدث فى وقت مضا
تجلسريحانه بالمقعد الأمامى المجاور لفارس بسيارته المتجها لبيت أبيهامنغمسه فالبكاء خوفا من يحدث له مكرهوبين الحظهوالأخري ظهرة سياره Gb سوداءأعترضت طريقهممما جعلا فارس يوقف سيارته بالحظه الأخيره قبل أصطدامه بهاوالټفت يتفحص بعينيه زوجة أخيه خوفا من أن يكون قد حدث لها مكره
أنت كويسه !!
اومأة برهبه مما حدثفلتفتونظرا لغوايشالجالسه بالمقعد الخلفىفرئها بخيرفستدار للأمام ينظر عبر الزجاج للسياره السوداءالتى خرج منها رجالين ضخمين يرتدون بدل سوداءونظرات بذات الونيراهم يقتربا من سيارته فأسرع بالخروج لهمفستقبله أحدهم بضربه قويهفسقط فاقدا للوعىرأت ريحانه ما حدث بعين إتسعت برجفه جعلتها تخرج خۏفها بصرخه هزت كيانها
متصواتيش كدادول رجالةياسربيه
هتفت غوايشلتطمئنها فراوضها فضولها المخيف أكثر 
ياسر هو بيعمل إيه هنا
أبوكى مش عيانوالا فيه حاجه أنا عملت التمثليه دي كلها عشان ياسربيه وصلوكان عاوز يشوفكولما اخوه جواد صمم أنه ياجى معانابعت للبيه رساله عشان يعمل حسابه
صرحت بما تخفيهفخرجة ريحانه من السياره دون أن تنطق بأي كلمهوسارة إلى فارس بقلقفوجدة الحارس يمسك بيدها ياخذها للسياره السوداءوفتح البابوادخلهاوأغلقهفبلعت لعابها برهبهوهى ترا زوجها السابق يناظرها بعين مليئه بالمكر
وحشانى يا ريحانهإيه أنت مش فرحانه عشان شوفتينى
تمتمت بعفويه مندفعه بلوم
لاء مش فرحانه عشان الراجل اللي بيشتغل عندك ضړب فارس و هو أصلا معملوش حاجه عشان يضربه
قطب جبهته مستفهما بمكرا
ما يضربه أنت مالك إيه اللي مزعلك
هتفت بعبث
عشان هو طيبومعملش حاجه تزعلنىوبعدين جواد لما فارس هيحكيله هيزعقلى أنا!!
أهتزا ببسمه بارده
لاء متقلقيش مش هيزعقلك عشان مش هيعرف أن رجالة جوزك السابق هما اللي عمله كدا
ظهرا الحزن عليها فلوت فمها بعتاب
هو أنت مش هترجعلى بقا مش قولتلى لو أتجوزتى راجل غيري محلل هقدر أتجوزك تانى بعد ما يطلقك
أحتضن وجنتها اليسار بيدهيخدرها بسحر كلماته الهادئه
فعلا قولتلك كداولسه عند وعدي عشان كدا جاتلك عشان أعرف ايه اللي حصل بينك أمبارحأنتوجوادعملتى اللي قولتلك عليهوخلتيه يقرب منك
قوصت حاجبيها بتسأول
أيوه أنا عملت زي ما كنت قايلىلبست لبس قصيروواقفت قدامه بس هو خرجوسابنى لوحديمش عارفه ليه
فرك انفه بضيقا فسالته بعبث
هو أنت عاوزه يقرب منى ليه
عشان أقدر أتجوزك تانىلأزم يقضيى لليله معاكى
تذكرت ما أخبرتها به غوايش عن مفاهيم لليلة الحبفتلونت وجنتيها بحمرة الخجل تسأله
بس اللي مرات أبويا حكت هولي عشان أعمله معاجوادحاجات غريبهوباين أنها قليلة الأدبأنا هتكسف

أعمل كدا معاه
قاله بدم بارد
لاء ما تتكسفيش لأزم تعملى اللي طلبته منكعشان نقدر نرجع لبعض
حاضرهعمل كل اللي بتقولي عليهعشان احنا بنحب بعض مش أنت قولتلى أن أناوأنت بنحب بعض 
سألته بسطحيه لم تكن تدرك حتى معنا الحبومشاعر الحبيبفهى تمتلك من الجهل ما يجعلها مثل الطفل الصغير الذي يلقنه الناس الكلمات منها الحسنهوالبذيئه فيرددها دوأن يدرك ما معناها الحقيقيهذا ما يحدث معها تماما يلقنهاياسر الكلماتوالمفاهيم الخاطئه لترددهاوتعيش بها دوان أن تعرف المعنى الحقيقي لها نظرا لها متمتما بهدؤ يلقى ماتبقي لديه 
طبعا بنحب بعض أنا بحبكوأنت مش بس بتحبينىومتقدريش تعيشي من غيري
زمة فمها ببسمه عفويه
وحشتنى النومه فى حضنكوأنت بتقرالي حواديد
هنرجع نتجوزوهاخدك تعيشي معايا فى القصر بتاعى اللي فى القاهرهومش هخليكى تبعدي عن حضنى تانىبس عاوزك تسمعى الكلامومتقوليش أي حاجه عننا لجواد
حاضر 
طب ياله أنزلي روحى عند فارس أطمنى عليهومتنسيش تخلىجواديقرب منكوتعملى معاه كل اللىغوايشقالتلك عليه
أوماة ببسمهوخرجة من السياره فلم تجدغوايشوالا فارس فراوضها القلق عليهما فبدأت بالحبث عنهم حتى عثرت علي فارسخلف الأشجار بطلته المرعبه التى جعلتها ترتجف من الخۏفوتسقط جالسه بجوارهتمسك بالمنجل الذي أرتخت بيداها عليه
فى الوقت الحاضر
أكيد رجالة الكلب بتاعك هما اللى طعنه أخويا
هتف پحده فرتجفت تنفى براسها
معرفش أنا قولتلك اللي عملته معرفش حاجه تانىوالله
زم فمه ببسمه كارها أشد من كره العرب لليهود
اللى قولتيه هيخلينى أعمل فيكى اللي أنا عايزه بضمير مستريحمش البيه عايزك تقضي معايا لليلهماشي هنفذ طلبه عشره علي عشره لدرجة أنه هيدينى جايزة تقدير على المجهودي اللي هبذلهلكن طلاق بردو مش هطلقكينسا أنى أرجعك ليهتعرفى أنا مستعد أسلمك لعزرائيلوالا أنى أسلمك لياسر
أنت ليه بتكرهنى!! 
سالته پبكاءفالقاها على المقعد بصرامه
لأنك متستهليش غير الكرهأحمدي ربك أنى لسه سايبك على وش الدنيا بعد اللى حكيتى هوليبالله يا ريحانه لهخلى حياتك الجايه معايا أسود من عتمة القپر
توعد لها بالكثير فما فعلته لا يغتفرفكيف نغفر ذنوبا مثل جمرة الڼار تحرقنا بين الحينوالأخرما فعلته جعله يلقى ببزرة أعجابه بها لجوف قلبه لتسجن إلى وقتا غائب لا يعلم أن كان سياتى أم لا
بذات الوقت لدي ثريابمكتب أحد رجال التاريخ التى ذهبت إليه لتعطيه اوراق تأمين سيارتهكانت تتفحص بعينيها هذا المكتب البديع الممتلئ بقطع أثار غير أصليهوخرائطوساعات حائط قديمه
بعتذر اتاخرت عليكى 
التفتت ببسمه لمن يحادثها تقول بنفى
عاديوالا يهم حضرتك أنا مستمتعه بالنظر للتحفوفرش المكتب
أجابها السيد رأفت البالغ من الدهر ستونا عاما
أي حد بيدخل المكتب بتاعى بيحس أنه رجع بالزمن لسنين وراه
دا حقيقي فعلا حسه أنى فى سنة ١٩٤٠مثلاأكن ماما بتحكيلى حكاية المكتب
الماضى بنقدر نسمع حكاويه من ناس عاشوا قبلنا أنما المستقبل مبنقدرش نعرف حاجه عنه لأن محدش عاشوا
ضيقت عينيها بفضولا بهدؤ
ياه لو فى حد رجع من المستقبلوحكالى عن حياتى كلها هيحصل فيها إيه
تنهدا بيأس
متفرحيش كداعشان جايز اللى هتعرفيه هيزعلك مش هيفرحك
أنتبها الفضول أكثر
كلامك سابق لأوانهأنا متاكده أنى لو كنت فى المستقبلوعرفت إيه اللي عشته فى الماضي هبقى مبسوطهومش هغير فيه أي حاجه
أصرارها الفضولىجعلا العجوز يخرج من الكومود ساعة يد غريبة الهيئهوضعها أمامها
الساعه دي عثرت عليها فى مقبره فرعونيه ساعه ملعونه بتدخلك فى فجوات زمنيه للزمن اللي تختاريها لا اما للماضيلا اما للمستقبلتقدري تجربيها أظبطى عقاربها على المدة الزمنيه اللى عايزاهاوأضغطى على ختم العالمهتلقى نفسك بقيتى فى الزمن اللى أختارتيه
ظنت أنه يمزحأوأوصيب بالجنونفحملت الساعهوحركت عقاربها الزمنيه على مرور ثمانين عاما أي عام ٢١٠٤وقبل أن تضغط على الختمأوقفها العجوز قائلااختارتى الماضىوالا المستقبل!!
المستقبل
لما تنهتى رحلتك فى المستقبلوتحبى ترجعى للزمن بتاعكهتلقي الساعه مدفونه جنب الهرم الأكبر على بعد نص متر فقطبس خلى في بالك لأزم قبل ما تضغطى على الختمتكونى بتفكري فى الشخص اللي عايزه تبقى عنده لا اما هتوهى فى المستقبلومش هتعرفى توصلى لأي حاجه عنك
حركت حاجبيها بضحكه ساخره أطلقتها بعد حديثه الذي ظنت أنه مجرد هلويس عجائزثم ضغطط على الختموهى تتمنى أن تصبح فى بيت صغيرها أدم بعد مرور ثمانون عاما ظلت واقفه لثوانى تنظر للعجوز بسخريه بسبب عدم حدوث أي شئ مما قالهحتى أتت الحظه التى لم تكن تنتظرها بتاتاشعرت بمصباح شمسئ أضاء بعينيها جعلها تحجب الضوء برفع مرفقيها كدرع واقى من قوة الضوءتزامنا على اصدار ضوضاء صاخبه بأصوات حيواناتوقطاراتوأصوات امواج البحردبا الخۏف بقلبها مما يحدثفجلست علي عقبيها فى وضعية السجود تضم جسدها من رهبة تغيرات ما يحدث حولهاحتى تلاشات الضوضاءوالضوءوسمعت صوت عزف موسيقى راقيه على البيانوافرفعت رأسها من على الأرض 
لتتفاجئ بجلوسها فى لايڤينج قصرا شديد الفخامهفاسرعت بالوقوف بفزع لم تكن تتخيل أن كلام العجوز جائز حدوثهفها هى الأن بعام٢١٠٤بعد مرور ثمانيا عاما للمستقبل
أنت المرافقه الجديده اللى بعتها السيد بهاء 
التفتت بفزع

انت في الصفحة 8 من 10 صفحات