رماد الحب

الطلاق والحلفان الدائم بها هي ناقوس الخطړ الذي يدق بشكل يومي داخل منزلنا حتى وصلت الأمور بيننا إلى ما أراده وسعى هو ووالدته إليه منذ بداية زواجنا الذي لم يمر عليه عام ونصف ووجدتني مع تصاعد حدة الخلافات بيننا وتصدع علاقتنا وتدخل أطراف أخرى أصبحت هذه الأطراف هي التي تتحكم بتوجيه دفة أسرتنا فالفرح والحزن يحلان بأوامر خارجية عن إرادتي وحالتي المزاجية أصبحت مرتبطة برنين هاتف ليأتي نذير الخطړ في مكالمة هاتفية من المفترض أنها تحمل صلة الرحم ولكنها تأتي من أجل قطع العلاقات وفي نهاية الأمر قام بتطليقي على الرغم من محاولاتي العديدة إلى نصحه والتحدث والتفاهم معه وحرصي للحفاظ على كيان أسرتي التي لم تكتمل فمازالت طفلتي لم ترى النور بعد ولكن قدرها وقدري الذي لم أختاره أو تختاره هي أبنتي الصغيرة فقد رزقني الله بطفلة جميلة شقراء أقرب إلى الدمى منها للأطفال ولكن قد حكم عليها أن تولد بعيدا عن عيناي وحضن أبيها فلم يفرح بميلادها مثل أي أب ينتظر هذه اللحظة وربما يقايض بعمره من أجل المرور بها وعلى الرغم من حرماني وحرمان طفلتي من وجوده إلى جوارنا كنت أحدث نفسي بالسعي إلى إصلاح ما أفسده الوقت وأيضا قررت العودة إلى دراستي وتحضير رسالة الماجستير وكنت أتمنى أن يدرك طليقي طبيعة مسؤوليته إتجاه طفلته وأن يعود إلى رشده من أجل لم شمل الأسرة مره أخرى وسعيت بالفعل إلى هذا ولكن جاءني الرد بعد تسعين يوما فقط من طلاقي بأنه تقدم للزواج من فتاة أخرى وأنه يريد أن يسترد طفلته الرضيعة لك يقوم هو بتربيتها مع زوجته بحجة أنني لم أعد متفرغة لتربيتها وإن لدي مسؤولية جديدة أريد أن اتفرغ لها.
بكل الطرق المشروعة والغير مشروعة آخرون وباختصار فقد فشل هذا الرجل في أن يكون زوج فاضل أو حتى أب رؤوفا ولكن برغم كل ذلك سأحارب كي لا أفشل في تعليم ابنتي معنى الحب والتسامح فلابد من أن أكون لها نعم الأم التي اعطاها الإسلام الأفضلية على الأب ثلاث مرات وأعتقد أن هذه الأفضلية مرهونة بحسن تربيتي لها وغرسها في نفس ابنتي وجذور التربية الصحيحة وعلى الرغم من نصيحة عدد من أصدقائي وعائلتي بالبحث لي عن زوج يكون عوضا لي ولها ويستكمل تربيتها معي أتراجع عن هذه الخطوة كلما حدثني عقلي بها بسبب خۏفي عليها أن تتعرض للقسۏة من زوج أم مثلما نسمع. 
وفي النهاية اخترت صغيرتي الجميلة هي فقط دونا عن أي شخص أخر وكان القدر كتب لي كل هذه الظروف القاسېة حتى يشتد عودي لمواجهة مستقبل ربما أشد قسۏة أو راحة! 
لا أعلم ما مصير حياتي بعد كل تلك الأحداث لكنني أناشد هؤلاء الأزواج باسم كل الأطفال ضحاېا الخلافات الزوجية أن يتقوا الله في فلذات اكبادهم وأن يقرأو القرآن الكريم ويحفظوا آياته بدلا من حفظ بعض نصوص قانون الأحوال الشخصية والنصوص الشرعية التي تناسب اهواءهم فقط فالقانون متغير حسب اهواء ومصالح الناس وقرآن الله باق إلى أن يرث الله الأرض وما عليها.