رماد الحب

من أنا وأتساءل كيف ستنتهي هذه القصة 
تطلعت وأنا جالسة على كرسي المفضل بجوار النافذة الضبابية من أثر بخار الجو ويخرج مني نفس عميق اليوم كان يوما دافئا أخذت كوب قهوتي الساخن ووقفت أمام النافذة المطلة على باحة منزلي الصغير وأخذت أنفخ بها بخار قهوتي على زجاجها أخذت رشفة من قهوتي وأنا شاردة فيما مضى.
لم أكن أتخيل في يوم ما أن تعصف بي الحياة برياح تجعلني أشعر وكأني في متاهة أعجز عن الخروج منها ولم أتخيل أن تتهاوى أرق وأسمى مشاعر الفطرة التي خلقنا الله عليها لتلقي بي على أرض الواقع الأليم بعد أن أصبحت لغة المصالح الشخصية هي التي تتحكم في كل شيء وتصل في النهاية لتعدم مشاعر الأبوة من داخل بعض الآباء الذين أوصت بهم جميع الكتب السماوية والأحاديث النبوية مثلما أوصت بالأمهات كان يجب علي الإطالة في وصف الحالة الشعورية التي تنتابني. 

أنا ملك شابة في منتصف العقد الثاني من عمري سعيت في الأرجاء من أجل تحقيق حلمين لي وهما الدراسة والوصول إلى أعلى المراتب التعليمية بنجاح وأيضا حتى يتحقق حلمي بالزواج من الرجل الذي طالما حلمت به والوصول إلى نفس مستواه التعليمي والمادي وعندما أتى لي من تمنيته وأصررت على اختياره من ضمن من تقدموا لي من شباب ورجال بلدتي في أحد أقاليم الوجه البحري وبعد رحلة معاناة شاقة مع الحياة استطعت الوصول إلى حلم العمر المنشود ولكن لم يمضي على سعادتي بالنجاح للوصول إلى أهدافي التي سعيت من أجلها وقت طويل فبعد مرور ثلاثة أشهر بدأت رحلة المعاناة متحجر القلب والمشاعر لا يعلم شيئا عن الحب سوى حب الذات! 
تحاملت مرارا على نفسي برغم شعوري الدائم باليأس وصبرت صبرا أشد مرارة من العلقم متحاملة على نفسي وكبت أحزاني وهمومي داخل نفسي حتى أصبت بارتفاع ضغط الډم وأنا بهذا العمر الصغير من أجل استمرار الحياة وسط عنفه وقسوته الزائدة ومتطلباته التي تزيد يوما بعد يوم وأقف عاجزة عن تحقيقها وكلما توهمت أنني قطعت شوطا في مرحلة تغييره المأمول نحو الأفضل أكتشف أنني أجري وراء سراب وعندما أنعم الله علينا بجنين حملته في أحشائي اعتقدت أنه ربما يعود إلى رشده بإحساس أبوي صادق وبمسؤولية اجتماعية فما كان منه سوى الجحود لنعمة الله التي أنعم علينا بها وظل يهددني بأنه سوف يقوم بإسقاط الجنين في حال تعذري عن تلبية ما يريده فهو طبيب بشړي وحتى لا يشرد ذهن البعض في مضمون كلمة ما يريد فما كان يريده هو السيطرة الكاملة على مجريات الأمور داخل المنزل بالكامل مع إلغائه التام لوجودي واختياراتي وعدم تلبيته لمتطلباتي واحتياجاتي أي كانت وتهميش دوري وإهانة أفراد عائلتي ومع الأسف من كانت تقدم له هذه النصائح الهدامة
للاستقرار الأسري هي والدته والتي من المفترض بها أن تسعى إلى راحة واستقرار ابنها بعيدا عن إثارة الخلافات التي من شأنها ټدمير الكيان الأسري وعلى الرغم من ذلك لا أخفيكم سرا فقد اخذت أتحمل هذه الصراعات خوفا من تنفيذ تهديده لي بإجهاض الجنين فهو قادر على ذلك بمنتهى السهولة!
ولكن الأمور لم تقف عند هذا الحد فبعد أن استقر الجنين ومرت ثمانية أشهر على حملي بدأ يتغير شكل الټهديد فأصبحت كلمة