عشق تحت الوصايا بقلم إيمان حجازي
وقلبها ينتابه شعور من الحزن في ناس مستنيني كمان شويه .. انا بلغتهم بوصولي وهما مش راضيين ينامو الا اما اوصلهم
اردفت مرام بقلق وهتروحي دلوقت دي الساعه 10 بالليل وعلي ما توصلي هتكون 11 يا ايمان
ربتت مرام علي كتفها وهي تودعها ربنا هو الحافظ يا مرام .. يلا تصبحوا علي خير وبكره ان شاء الله هجيلك
بعد ان تناولت مرام العشاء بصحبه الاولاد وصديقتها وعمتها ذهبت الي غرفتها وبعد ان تأكدت من نوم تمارا ودومي .. اوصدت باب الغرفه جيدا ثم القت بنفسها علي الارض ببطئ وهي تعتصر الما شرعت في بكاء مرير وقلب ينتفض من هوج ذكرياتها فرحها حزنها ... وايضا شوقها .. نعم علي الرغم من كل ما حدث فهي تشتاق ولا تريد سوي اجابه واحده علي سؤالها .. لماذا!! .. القت قناع القوه والكبرياء التي ترسمه علي محياها امام الجميع وتركت العنان لدموعها تلك الطاقه الكبيره التي تمتلكها نفذت وخارت قواها .. ظلت تتذكره وهي تنحب بشده وتردد بين دموعها ليه سبتني !! .. ليه اتخليت عني !! .. انا عملت ايه عشان تعاقبني العقاپ ده !!
اسرع دومي قائلا بدفاع ما انتي كنتي نايمه اصلا ومسمعتيش ماما وهي بټعيط ومش صحيتي
اندفعت تمارا ايضا نحو مرام ببرائه
اسرعت مرام نافيه لا يا حبيبة مامي دا بس انا كنت تعبانه شويه بس خلاص بقيت كويسه
هتفت تمارا ببرائه هو ازاي الدكتور بيتعب !! مش المفروض هو اللي بيخلي الناس تصحي !!
ضحك الاولاد وايضا تبدلت حاله مرام الي المرح واخذت تلعب معهم في سعاده .. فهم
الان يمثلون مصدر سعادتها وفرحها ...
بعد ان ترك عبدالله امام منزله القديم وتسلم عمر صديقه الملثمين الذين قامو باطلاق الڼار عليهم .. استقل سيارته مسرعا الي اي مشفي قريبه كي يضمد جراحه او يقوم بخياطه الچرح حيث انه لم يعرف مشفي بعينها فهو ايضا اتي الي مصر بعد فراق سبع سنوات قضاهم في مطارده العصاپات والقضاء عليهم للدفاع عن بلده مصر ولم يأتي فقط الا من اجل حمدي وما حدث له.. فوجه سيارته الي ان تصله
اومأ لها ادهم ايجابيا فتركته وذهبت كي تستدعي الطبيبه .. نهض ادهم من علي فوتي المړضي وتوجه الي النافذه يستنشق بعض الهواء ..
استدار ادهم بجسده الي الخلف لينظر لها ويجدها .. يجد من كان لا يريد رؤيتها مره اخري .. من احبها بصدق ومن وشعر ايضا بحبها له من رأي انها فقط من تستحق ان تظل بجواره الي الابد من تركت عادات المجتمع وسمعتها وذهبت الي منزله وهي في قمه القلق عليه وهي تعلم انه وحيد فقط كي تطمئن عليه فهي ايضا احبته بشده .... نظر اليها وهو لا يصدق عينيه ! ايعقل بعد كل هذه السنوات يعود اليها مره اخري !!..
ما ان تطلعت بنظرها اليه حتي سقط قلبها بين يديها واخذت تتسارع دقاته كطبول حرب اعلنت عن الاشتعال .. ذلك الذي عشقته دونا عن اي احد اخر .. هو الذي علي الرغم من انانيته معها بأخر لقاء بينهم ولكنها تؤنب نفسها علي رفضها له طوال تلك السنوات .. لم تستطع ان تري احدا غيره يستحق حبها وقلبها .. اول من بدأ قلبها بالخفقان لأسمه .. ما ان نظرت لعينيه حتي اتي بعقلها اخر ما دار بينهم من حديث قبل الفراق......
يمني .. تتجوزيني !
قالها ادهم بعزم وقلب مفطور علي مۏت صديقه وحاجته اليها قبل رحيله فهي الوحيده التي تستحق ذلك..
انتفضت يمني من بين يديه ورددت لا طبعا انت فهمتني غلط .. انا جيت اطمن عليك عشان بقالك شهر مش ظاهر .. لكن انت فسرت مجيتي ليك غلط .. انا اسفه
اسرع ادهم في حب لا يا يمني انا عمري ما فهمتك غلط .. انتي الوحيده اللي مهما عملت عمري ما هشوفها غير بحسن نيه .. انا فعلا كنت ناوي اكلمك بكره واعرف عنوانك عشان اتقدم لك
دق قلبها بسرعه شديده ولكنها علي الرغم من عشقها له تري انه فقط يحتاجها كي تملأ فراغ تركه له احبائه وليس من اجل الحب فاسرعت ليه يا ادهم ! .. ليه عايز تتجوزني !!
لفها اليه ادهم في قوه وڠضب وردد انتي شايفه اني طلبي ليكي دلوقت مجرد احتياج .. اه انا حكيتلك اني في مره حبيت او كنت مفكره حب .. لانه لو كان فعلا حب مكنتش قلتلك عليه وبلغتك عنه .. لو كان ده فعلا حب مكنتش دخلتك حياتي اصلا وحكيتلك كل تفصيله مريت بيها ..
انا حسيت معاكي بأحساس عمري ما عشته قبل كده ولا حتي ممكن اعيشه مع واحده غيرك ..
الحب اللي بجد بيبقي الشخص علي الأقل من جواره عارف إنه مش هيتعوض والحب ده مكنش موجود اصلا عشان يتعوض.. لكن انتي اللي حبك ولا احساسك هيتعوض.. معقوله مش حاسه !!
تسللت دمعه من عينيها فهي تعلم انه محق بكل ما يقوله ادهم .. انا اسفه .. بس صدقني صعب عليا
ادهم وهو ينظر لها راجيا لو علي والدتك ناخدها معانا الموضوع مش صعب وهتبقي امي هي كمان وهعملكم كل اللي تحتاجوه وهخليكي تدرسي بأحسن جامعه برا ..
ابتعدت عنه پبكاء قائله ماما مش هتوافق انها تسافر يا ادهم وانا عمري ما هسيبها دي ملهاش غيري في الدنيا... اسفه يا ادهم انا رافضه طلبك
هنا تجمد ادهم وادرك موقفه وتبدلت عاطفته قائلا في صرامه تمام يا انسه يمني .. اتفضلي معلش امشي لاني محتاج ارتب شنطي عشان السفر ..
ثم اتجه الي الباب وقام بفتحه لها وهو ينظر خروجها .. تقدمت اليه بقلب مرتجف وعيون باكيه ادهم ارجوك افهمني ..
قطع حديثها قبل ان تكمله بحزم اظن سمعت انا قلت ايه .. اتفضلي
خرجت يمني بقدم لم تحملها علي الرحيل وتركته ولكنها فوجئت بصفع الباب بشده في وجها ..
مازالت تلك الصفعه ترن بأذنها الي ان انتشلتها من تلك الذكريات وعادت تنظر الي ادهم الماثل امامها بعد سبع سنوات ...
تصنع البرود امامها وانها لا تعنيه شيئا .. علي الرغم من ان كل خليه بجسده تشتاق لها .. فشل خلال تلك السنوات ان يعشق او يري غيرها .. مرحها وجنانها وجمالها وبرائتها
لم يفارقاه خلال تلك السنوات لعڼ قلبه الذي يشتاق لها ولكن اقسم ان لا يعود اليها مره اخري وان ينفض كل شعور بالشوق اليها .. اغمض عينيه وفتحهم مره اخري وهو يهز رأسه ثم وجه حديثه اليها ببرود اي يا دكتوره!! .. مش ناويه تيجي تشوفي الچرح .. ولا انتي مبقاش يفرق معاكي چرح حد !!
تداركت يمني المغازي الخفي خلف
كلماته تلك ولم تعلق..اتجهت اليه يمني بيد مرتجفه ولسان متلعثم قائله وريني دراعك .. واتفضل هنا ..
اتجه ادهم الي الفوتي مره اخري وعزمت هي الاخري ان تتصرف علي هذا المنوال وانها ايضا لم يعد تكن له اي مشاعر ..
قامت بتطهير جرحه مره اخري ثم شرعت في خياطته الي ان انتهت منه ووجهت حديثها اليه في ثبات هكتب لك علي مضاد حيوي تاخده عشان الچرح يلم بسرعه وطبعا تتغذي كويس مع زياده نسبه البروتين في الاكل ..
اومأ لها ادهم رأسه ايجابيا في برود وهو يأخذ روشته الدواء . ثم نظر لها نظره اخيره لم تفهمها يمني ولكنها بادلته بنظره حنونه نادمه .. ثم تركها وغادر المشفي .. تركها تبكي بشده وهي تتذكره ولم تصدق انه منذ لحظات كان بين يديها مره اخري .... بعد سبع سنوات ...
كان عبدالله يجلس بغرفه
النوم الخاص به بتلك الفيلا القديمه التي جمعت بينه وبين تلك الاميره التي سلبت عقله وقضي معها اجمل ايام حياته .. كان جالسا علي سريره وبيده اللاب توب الخاص به والذي وجده مع كل الاغراض الخاصه به وب مرام كما هي لم يتغير بها شئ .. بعد ان اتم
شحنه واعاد تشغيله مره اخري ظهرت امامه صورتها .. دق قلبه سريعا واخذ يتحسس ملمسها علي الشاشه حيث كان مصممها كصوره خلفيه علي الجهاز ..ظل يتذكر ايامهم سويا واخذ يفتح جميع ملفات الصور كي يملي عينيها من جمالها مره اخري وهو لا يدري اين هي الان وماذا تفعل .. وهل حقا تشتاق اليه ام ذهب حبه هباءا معها ومحيت تلك الذكريات من ذاكرتها ولم تعد تتذكره .. اخذ يقلب جميع الصور التي جمعتهم ويتذكر مكان ومناسبه كل صوره منهم وهو يبتسم بشوق شديد .. اشتاق اليها من كل اعماق قلبه ولكنه يدرك علي انه و الرغم منه .. يظل هو من اختار الفراق ومن ابعدها عنه..
سمع صوت طرق علي باب الحجره التي يقطن بها .. فأعتدل في جلسته وهب واقفا بأتجاه الباب يري من تجرأ ودخل المنزل فتح الباب بقوه والذي لم يكن مغلقا بل كان مواربا قليلا فدهش من زيارته له مره اخري قائلا في تعجب وهو يري هويه القادم .. ادهم !!!!.. دخلت ازاي !!
نظر له ادهم نظره خاليه من التعابير وردد بنبره حزينه سايب البوابه الكبيره مفتوحه وباب الفيلا مفتوح وحتي باب الاوضه ده ومستغرب اني دخلت !! ..
ابتسم عبدالله علي الرغم منه قائلا اي ده بجد !! .. يمكن مخدتش بالي .. تعالي تعالي
دلف ادهم الغرفه فأسرع عبدالله الي اللابتوب وهو يغلقه فبارد ادهم قائلا سيبه يا عبدالله ... انا عارف انت كنت بتتفرج علي ايه .. انا شاهدت علي كل حاجه زمان يعني مش غريب
ترك عبدالله الشاشه مفتوحه علي تلك الصوره القوتغرافيه التي تجمع بينه وبين مرام حينما كانو في شرم الشيخ .. كانت تنم عن حب جارف بينهما وسعاده بالغه تحيط بهما ..
ابتسم ادهم قائلا كانت بتحبك قوي يا عبدالله ..
ضحك عبدالله شذرا في سخريه معاك حق .. كاانت ..
تابعه ادهم في نظره خبيثه طيب وانت اي عرفك ! .. مش يمكن تكون لسه بتحبك ومستنياك ..
نظر اليه عبدالله في خبث متبادل قصدك ايه بالظبط ! .. انت تعرف حاجه عنها.... ادهم!!!
اسرع ادهم قائلا في نفي لا طبعا مش قصدي ..انا معرفش عنها حاجه .. لكن اذا انت لسه بتحبها وعايزها ممكن تكون هي كمان عايزاك ايه عرفك !
تمتم عبدالله في شجن عايزاني ! .. بأماره ايه ! .. باماره ما بعدتها عني بأيدي وخذلتها وقطعت كل حاجه ممكن ترجعها ليا بأبشع الطرق.. لا طبعا بعد اخر حاجه حصلت اكيد نسيتني وعاشت حياتها
ومين أكد لك الكلام ده !!
أطلق عبدالله تنهيده مريره حتي لو مش متأكد يا ادهم ... اخر حاجه عرفتها من حمدي الله يرحمه عنها انها بقت حاجه كبيره ومشهوره قوي ووصلت لمركز كبير وكمان قالي ان في مفاجأه هيقولهالي عنها لما يزورني المره الجايه بس هو مجاش.... تفتكروانت بقه بعد كل ده انا الشخص المناسب ليها دلوقت
وليه لا !
لأنها حاليا دكتوره عالميه مشهوره الكل عارفها وانت عارف ان اهم حاجه عندها حاليا هي سمعتها وانا اهوه زي ما انت شايف متهم ومچرم وزي ما بيقولوا رد سجون... ارتباطها بشخص زيي مش هيضيف لها حاجه
في حياتها بالعكس.. ده ممكن يهد كل اللي هي وصلتله في لحظه... زي ما هي شافتني اناني وبعدت واتخليت عنها.. مش هبقي اناني تاني وارجعلها عشان ادمرها...
عبدالله انت مش متهم ولا مچرم .. انت كنت بتدافع عن نفسك وعن بنت عمك .. قولي كده لو كانت مرام هي اللي مكانها وواحد قټلها كنت هتعمل ايه !
اسرع عبدالله وهو يميل اليه قائلا
في حده وڠضب كنت هدبحه مليون مره بمجرد تفكيره بس أنه ممكن ېلمس شعره مرام
يبقي
بلاش تبقي ظالم وتحكم علي نفسك بالظلم .. بلاش تظلم نفسك انت كمان .. انا عندي يقين ان لو مرام عرفت الحقيقه.....
الحكايه كلها مش متعلقه بمرام يا ادهم .. انا عارفها وعارف تفكيرها كويس.. وعارف هي عايزه ايه!.... لكن متعلق بيا انا .. انا جرحتها وخذلتها وبعدت عنها بأبشع طريقه ممكن تتخيلها .. مش ممكن اقبل اني ادمر لها حياتها بأنانيتي مره تانيه
حبك ليها دلوقت بقي انانيه يا عبدالله!
ثم تذكر يمني وقال شاردا انا مش عارف انتو بتفكروا ازاي !! .. كل واحد عاجبه دماغه ومقتنع باللي بيعمله وفي ستين داهيه اي حد تاني مش فارق معاه قلبه اللي اتكسر زمان وحتي لما بيرجع تاني وبيبقي في فرصه لجبر الكسر ده مبيستغلهاش.. بيدوس اكتر عليه عشان يحطمه مليون الف مره وكأنه هوايه ومتعه !
الټفت اليه عبدالله ومن لكنته التي تبدلت مع شروده مالك يا ادهم !! .. قصدك ايه بكلامك ده !!
نظر اليه ادهم قائلا في حزن .. بعدين يا عبدالله .. انا جيتلك بس عشان مقدرتش اكون لوحدي .. خليني معاك هنا النهارده وبكره الصبح عندي مشوار مهم قبل ما نروح الشركه