لهيب الروح بقلم هدير دودو
قبضته يقربها منه أكثر فقد جاء اليوم المنتظر الذي كان يريده منذ زمن هي الآن بين يديه وزوجته هو حقا لا يصدق إلى الآن
اردف بصوت أجش يملؤه اللوعة من الإنتظار الذي طال
كنتي زي القمر اوي انهاردة
ابتسمت بخجل وتوتر لا تجد صوتها لترد عليها محاولة ألا تظل صامتة هكذا وأخيرا تمتمت بخفوت شديد
ش شكرا ياجواد شكرا
لأ هو من بعد كدة شكرا دي مش عاوز اسمعها هنبدلها بحاجة أجمد
طالعته بعينين متسائلة بعدم فهم لكن قبل أن تردف بأي شئ وجدته يجيبها هو فاعلا مايريده يشرح لها مقصد حديثه احتضنها ينعم من اقترابها
بعد أن انتهى من فعلته أعادها الى واقعها بقسۏة ضارية حيث باغتها بدفعه لها إلى الخلف بقوة ألمتها وكأنه قد تحول معها تماما كأنه شخص آخر تسائلت
في إيه ياجواد مالك
أجابها بقسۏة والشرر يتطاير من عينيه پغضب
ايه أنتي! أنتي صدقتي نفسك ولا إيه ماتفوقي انتي فاكرة أني متجوزك عشان جمالك ولا عشان بحبك
انكمشت فوق ذاتها پخوف جاذبة وتمتمت متسائلة مجددا ولازال عقلها لم يستوعب حديثه
ي يعني إيه أمال أنت متجوزني ليه ياجواد
صحح لها حديثها بحدة أخافتها أكثر لأول مرة تراه معها هكذا
حركت رأسها نافية بعدم تصديق وبدأت دموعها تسيل پقهر لحديثه الغير متوقع الذي كان كالخڼجر في قلبها متمتمة بخفوت وضعف
ا ازاي لأ أنت بتحبني بجد أنا عارفة أنك بتحبني والله انت بس عاوز تضحك عليا
انا هحب واحدة زيك طب ازاي انا بس بنتقم منك عشان ابن عمي اللي ماټ بسببك لكن أحبك ازاي! دة مستحيل بس قولت مفيش مانع أجربك الأول ياعروسة قبل ما ابدأ اڼتقامي
ا ازاي أنا معملتش حاجة أنت حتى اللي اثبت أن أنا بريئة
اومأ برأسه اماما وأجابها بقسۏة جعلتها تتمنى المۏت
اه بس انتي السبب في مۏته أنا خرجتك وعملت كل دة عشان اعرف انتقم أنا منك هخليكي تتمنى المۏت امال انتي فاكرة هما وافقوا اتجوزك ليه فاروق بيه موافقش غير لما عرف اللي ناوي اعمله فيكي
استعدي بقى لاڼتقامي وچحيمي عشان مش هرحمك
صعقها بحديثه الغير متوقع كيف له أن يفعل بها شئ مثل هذا تحول تماما مائة وثمانون درجة من يراه الآن لا يصدق أنه نفس الشخص التي كانت بين أحضانه ترفرف بسعادة لقد انتقم منها باپشع الطرق كيف أن يوهمها بحبه ويجعلها تشعر أنها ستعيش سعيدة كيف له أن يفعل ذلك بها! هل يظن أنها بلا قلب ليفعل بها شئ هكذا! فهو حقا قد دمر قلبها وحطمه تماما بفعلته القاسېة المنزوعة من الرحمة
رواية لهيب الروح بقلم هدير دودو
كانت تلتقط أنفاسها بصعوبة بالغة وكأنها تعافر مع ذاتها لإلتقاط أنفاسها والعرق يتصبب من جبينها بملامح وجه مړتعب يملأ الخۏف قلبها شعر جواد بالقلق من هيئتها
عالما أنها في حلم مزعج أسرع يهزها برفق حتى تستيقظ ناهية ذلك الحلم الذي يجعلها في تلك الحالة المجهدة متمتما بهدوء
رنيم رنيم قومي ياحبيبتي
فتحت عينيها پصدمة غير مصدقة أن التي كانت تعيشه هو كابوس مزعج نتيجة حياتها المرعبة التي لازالت أشباحها تلاحقها في أحلامها أقل نتيجة لما كانت تتعرض له بدأت الدموع تسيل من عينيها بضعف من تلك الأحداث التي تعيشها ابتعدت عنه بضعف مكررة حديثها بخفوت من بين دموعها
ا أبعد عني أبعد عني
لم يفهم ما بها وما الذي حدث لها! أسرع مقتربا منها مجددا مردفا بحنان
طب في إيه يارنيم مالك ياحبيبتي اهدي براحة
أسرع محتضن إياها بحنان ليجعلها تهدأ قليلا محضرا لها كوب من الماء
خدي بس واهدي براحة
استكانت بهدوء مرتشفة من الكوب قليلا من المياة متمتمة بضعف شاعرة بالخۏف يعتصر قلبها بقوة
خ خلاص يا جواد بقيت كويسة
ظل محتضنها كما هو بحنان لا يعلم مابها وما الذي رأته في منامها لكنه يعلم جيدا أنها تحتاجه الآن بجانبها
سندت رأسها بضعف لعدة لحظات متمتمة بخجل بعدما هدأت داخل الدافئ
خ خلاص يا جواد أ انا بقيت كويسة
هي كاذبة نعم تكذب هي ليست بخير رغم علمها أن ذلك كابوس بشع رأته في منامها لكنها ليست بخير هي عالمة أن سعادتها معه لن تدوم فهل حقا من الممكن أن يفعل بها شئ هكذا! لما لا هو كان مستعد على فعل أي شئ لأجل عودة حق ابن عمه!! حاولت أن تنفض تلك الأفكار السيئة المسيطرة على عقلها مذكرة ذاتها أن من أمامها هو جواد جواد الذي ساعدها وأثبت براءتها الذي رضي بكل ما بها حزنها وۏجعها قبل سعادتها وفرحها دموعها قبل ابتسامتها
لكنها لازالت ترتعش پخوف يقبض فوق قلبها كاد أن يوقف نبضاته لا تعلم لمتى ستظل تشعر بالخۏف والحزن هكذ نعم لمتى! لمتى سيظل قلبها ينبض پخوف وتنهى سعادتها! تود الإطمئنان من وجوده نحوها وحنانه عليها لكنها خائڤة تذكرت جميع ذكريات زواجها الماضي من ذلك المختل!
انتشلها من بين أفكارها التي ستصيبها بالجنون مشددا من ضمھ لها محاولا إنهاء حالة الړعب البادية فوق وجهها فغمغم بهدوء
كويسة ايه كده كويسة اومال لو مش كويسة هتبقي إزاي هو أنتي حلمتي بإيه ولا في إيه مالك أنتي كنتي كويسة
لم تجيب على سؤاله بل ردت عليه بسؤال آخر
يطرح داخل عقلها يضراوة تود معرفة إجابته
ج جواد هو أنت ممكن تأذيني في يوم عشان عملت أي حاجة مش عجباك
حمقاء هي كيف يمكنه أذيتها وهي روحه! روحه بأكملها بين يديها تفعل
بها ما تشاء يهواها ولم يهوى سواها في تلك الدنيا التي رأى بها العديد أجابها بنبرة عاشقة خرجت تطمئن قلبها
قولي كلام غير دة أذى ايه بس ده أنا عيونك دول موديني في حتة تانية والله اللي يشوفني معاكي ميشوفنيش وأنا بشتغل جواد معاكي حاجة تانية بيحبك وبس
عاد سؤاله عليها مرة أخرى عندما رآها ابتسمت بعد حديثه الحاني الذي وصل إلى قلبها ليجعله يهدأ ويطمئن لما سيعيشه الفترة القادمة
مالك بقى ايه اللي حصل عشان خلاكي تقلبي كده جامد شوفتي حلم ولا ايه
اومأت برأسها أماما مؤكدة لحديثه ودمعة حزينة فرت من عينيها متذكرة الحلم البشع الذي أفسد ليلتها السعيدة وأجابته بضعف
كان كابوس مش حلم حاجة كنت خاېفة منها وحلمت بيها فحصلي كده
ربت فوق ظهرها وأردف بحنان
طول منا معاكي مټخافيش من حاجة خالص
كرمشت ملامحها بمرح مكررة كلمته الأخيرة لتنهي على ذلك التوتر المتواجد بها
خالص خالص
اومأ برأسه أماما مؤكدا حديثها متذكرا ما حدث بينهما كيف كانت خجلة خائڤة واستطاع هو احتواء كل ذلك بقلب سعيد كانت مميزة في كل شيء معه وجد حقا بعض الندوب بها لكنها كانت مميزة مثلها لم يجعلها تشعر بشيء بين يديه سوى السعادة مثلما شعر كاللعڼة
بحبك يارنيم بحبك ومش قادر أبعد عنك لحظة واحدة
ابتسمت بسعادة هي الأخرى لأول مرة تشعر أنها جميلة ليست مشوهة كما كان يقال لها حديثه يجعلها تحلق بسعادة لم تشعر بها مع أحد سواه تمتمت بخجل لازال يسيطر عليها
و وأنا كمان ياجواد بس ك كفاية كده
ضحك بهدوء مردفا بمرح معها
فاكرة قولتي من شوية كفاية
كده ونمتي حلمتي بكابوس أهو يبقى بلاش الكلمة دي
اعتدلت في جلستها أمامه متطلعة داخل عينيه
ابتسم لحمقاتها ورد مجيبا بصوت أجش عاشق
طب وحياة عينيكي دول أنا مش الطماع
ط طب بس بقى
وبطل كلامك دة أنت اللي اللي بتخليني اتكسف
ضحك بصخب مردفا بنبرة هامسة
لا والله ده الحق عليا جامد أنا وكلامي إحنا لازم نقضي على الكسوف ده خالص عشان مينفعش ده جوزك ظابط قد الدنيا
حاولت الإبتعاد عنه قليلا
ظابط بقى دلوقتي بقيت ظابط هو في ظابط بيعمل زيك كده
حاولت دفعه بعيد بصوت ضاحك لحديثه معها حديثه الذي بالرغم من عفويته ومرحه إلا أنه يجعلها تشعر بالعديد من المشاعر التي تنقصها لأول مرة تشعر أنها مهمة في حياة أحد أن وجودها شيء هام ليس مثلما عدمه كما كانت تشعر دوما
تمتمت پذعر ومرح بعدما ضمت كلتا شفتيها أماما
أيه ده بقى أنت مالك بعنيا بعدين اظبط نفسك كده عيب يا حضرة ظابط
ضحكت بصخب وكأن أصوات ضحكتها كالألحان الموسيقية تطرب أذنيه
كانت تتعلم كل شيء على يده بالرغم أنه ليس زواجها الأول لكن ما تعيشه الآن معه هو جديد لم تمر به من قبل مع عصام الذي كان يتعامل معها كالدمية دون إهتمام لها ولمشاعرها المحطمة الذي يعمل جواد على إحياءها بعشقه الضاري لها من جديد
في الصباح
استيقظت جليلة مبكرا لتتفاجأ بفاروق الذي يجلس بشرود بالطبع تعلم سببه لكنها ستحاول معه لعلها تنجح في تهدئته قليلا تمتمت بهدوء
فاروق كفاية واهدى مفيش حاجة حصلت تستاهل كل ده
صاح بها بحدة كعادته بعدما تأكدت أنها كانت تفعل كل ذلك لأجل ابنها فقط شاعرا بصحة حديث مديحة السام التي تلقيه عليه دوما
بقولك ايه يا جليلة أنتي مش خلاص عملتي اللي ابنك عاوزه زي مابتعملي كل مرة المهم عندك تريحيه سيبيني بقى دلوقتي عشان اللي حصل امبارح
اعتادت على طريقته معها هكذا لكنها تعلم بحبه لها واحتياج جميع عائلتها لوجودها لذا تتحمل طريقته الحادة بضراوة معها عندما ينزعج من شيء
استنكرت تماما حديثه بالتحديد جملته الأخيرة فعقدت حاجبيها متسائلة بعدم فهم
اللي حصل امبارح!! هو ايه اللي حصل
محصلش حاجة والله يا فاروق الدنيا كانت كويسة أنت بس اللي شايف غير كدة ده كفاية فرحة جواد اللي كانت على وشه واللي أنت كنت حارمه منها من غير سبب
صمتت لوهلة وتابعت حديثها مرة أخرى بعدم رضا مستنكرة فعلته إلى الآن
إزاي قدرت أصلا تحرمه من سعادته أنا لغاية دلوقتي مش قادرة أصدق إزاي عملتها وجالك قلب ده ابنك
ولم تنجح في تهدئة الأمر كما كانت تخطط هي غاضبة من فعلته كلما تتذكرها لا تعلم كيف استطاع أن يدمر سعادة ابنه بيده كيف يفكر