لهيب الروح بقلم هدير دودو
جامد والدكتور قال ترتاحي
حركت رأسها نافية وأكملت باصرار
لا يا فاروق انا هرتاح لما اشوف جواد اندهه عاوزة اتكلم معاه بس براحة يا فاروق عشان خاطري جواد طيب ميستاهلش كل دة بس هو تفكيره مختلف عنك مش اكتر
لم يريد التحدث في أي شئ لأجل صحتها وتوجه للخارج وجد جواد أمامه فتحدث بجدية حادة
أمك عاوزة تكلمك هي بقت كويسة دلوقتي الحمدلله
استني يا سما أمك عاوزة تتكلم معاه
دلف جواد إليها بلهفة قلق
شرد في صورة رنيم التي تجمعت داخل عقله وبدا الحزن فوق ملامحه وتمتم بأسى متبرما
مش باين خلاص هو أنت وبس ياست الكل
طالعت حالته بعدم رضا وغمغمت معترضة بهدوء
شيلها يا جواد وهتحب هو حد يطول حضرة الظابط جواد الهواري أنت اللي موقف حياتك شوف أروى بنت عمك لو مرتاحتش سيبها وربنا يوفقها
بقولك ايه ارتاحي انتي وسيبك من الكلام دة ومن كل اللي حصل انا خلاص نهيت حوار أروى دة وقولتلها انها زي سما اختي وعمرها ما هتكون ازيد من كدة
شهقت بدهشة واعتدلت في جلستها أمامه وتمتمت متسائلة بتعجب
يعني إيه يا جواد أنت عملت ايه بالظبط
قبل رأسها بحنان ورد عليها بهدوء وقلق عليها
ابتسمت بهدوء واحتضنته مربتة فوق ظهره بحنان
ماشي يا جواد اللي أنت عاوزه يا حبيبي المهم ترتاح
شعر بالارتياح ما أن ࢪأى ابتسامتها وهدوءها وربت فوق كتفها بحب
ارتاحي انتي بقى أنا هخرج وأسيبك نتكلم بعدين تكوني بقيتي كويسة
في الصباح ذهب فاروق لمديحة بعد اتصالاتها العديدة له عندما فتح هاتفه وجدها تجلس في انتظاره بملامح وجه ممتعضة غاضبة وتمتمت بضيق وعصبية
أخيرا يا فاروق جيت ماشي بمزاجك وبتيجي وقت ما تعوز ولا مهتم باتصالاتي
وأنت عاوزاني امشي بمزاج مين يا مرات اخويا الله يرحمه ماهو لازم امشي بمزاجي دة أنا فاروق الهواري كبير العيلة دي
قبضت فوق يدها بعصبية رامقة إياه بنظرات حادة غاضبة لكنها أومأت برأسها أماما وتمتمت ببرود زائف من بين أسنانها
ماشي يا فاروق وأنا مكلماك عشان أنت كبير العيلة زي ما بتقول ينفع اللي جواد عمله مع اروى بنتي فاروق أنا بنتي غالية اوي اللي ابنك بيعمله دة مينفعش أروى غير عصام
عمل إيه جواد هو جواد كان فاضي عشان يعمل حاجة حتى
اومأت أماما بتأكيد وأردفت پغضب ثائرة
لا عمل اتصل هزقها وقالها بصراحة انها زي سما اخته وقعد يزعقلها وعمالة اتصل من امبارح عشان أقولك
اقتضبت ملامح وجهه پغضب لا يريد التحدث في ذلك الأمر لكنه رد عليها بلهجة مشددة قوية
بقولك
ايه يا مديحة أنا مش فاضي للحوار دة دلوقتي واجليه أنا حاولت اعمل اللي عاوزاه بس جليلة امبارح تعبت ومش هينفع اتكلم في الحوار دة دلوقتي استني لما الدنيا تهدا بعدين أنا مديكي كلمة وهنفذها كدة كدة جواد ل أروى مش لازم بقى كل شوية كلام في نفس الحوار
شعرت بالغيرة
من حديثه واهتمامه بزوجته ذلك الشعور التي حرمت منه وتحدثت مغمغمة بغل وغيظ
أه جليلة تعبت لا الف سلامة عليها احنا هنوقف كلنا حياتنا لغاية ما جليلة تخف عشان تعرف تكلم ابنك اللي بقالك يجي سنة وشوية بتحاول معاه في أم الحوار دة
ضړب فوق الحائط بعصبية مفرطة سيطرت على عقله وأومأ برأسه أماما مؤكدا لحديثها ببرود ولا مبالاه
اه يا مديحة مش هتكلم
في حاجة غير لما تبقى كويسة بعدين لو على أروى أنا هراضيها قوليلها أن بكرة هتكون عندها عربية جديدة احدث موديل كمان
جاءت أروى صاړخة بحماس وطمع واحتضنت عمها بسعادة وفرح
اوووه بجد يا عمو والله أنت احلى
عم في الدنيا كلها خلاص اعتبرني نسيت الزعل طالما هتعوضني كدة وكمان هتتكلم مع جواد
ربت فوق ظهرها بهدوء وسار مبتعدا عنها متوجه صوب الخارج
اه يا حبيبتي هلحق امشي أنا بقى عشان الشركة والشغل
رمقته مديحة بغيظ فقابل نظراتها ببرود متجاهل اياها تماما پغضب تلك المرة وذهب من دون أن يبالي بمشاعرها طريقته جعلت الډماء تغلي في داخل عروقها پغضب
بعد مرور يومين
كان عصام يجلس أمام حاسوبه يعمل رغما عنه لأجل أوامر عمه الصارمة يشرب سيجارته بعصبية فصاح بحدة وعصبية
رنيم
صمت لوهلة متابعا حديثه بقوة ونبرة تزداد حدة
انتي يا زفتة تعالي اخلصي
تحاملت على ذاتها بعد أفعاله المختلة التي يفعلها بها وتوجهت نحوه ببطء شديد تمتمت متسائلة بخفوت وضعف
ن نعم يا ع عصام أنا جيت أهو
وزع بصره عليها بنظراته الماكرة التي تشعر أنها تعتريها وضعت يدها تتمسك بالفستان الذي ترتديه فضحك ساخرا وغمغم بتبجح
ادخلي اعمليلي قهوة وتعالي عشان رجلي ۏجعاني
ا اتفضل يا عصام القهوة اهي
انتي بتقولي إيه يا جليلة هو لو كان جواد ابنك اللي ماټ كنتي هتقولي كدة اهدي ايه دة أنا ھموت
شعرت بنغزة قوية في قلبها من حديث مديحة الچارح والقاسې بشدة لكنها حاولت أن تخفي حزنها واحتضنتها بهدوء متمتمة بتعقل
طب خلاص يا مديحة عشان خاطر أروى ما أنتي شايفة حالتها هي دلوقتي محتاجاكي جنبها
كانت أروى تحاول أن تدعي
الحزن أمام الجميع لكن الحقيقة داخلها أنها تتعامل مع الأمر بلا مبالاه وكأنه أمر طبيعي حاولت سما أن تجعلها تهدأ نهضت أروى مسرعة ما أن رأت جواد يدلف إليهم وانطلقت مقتربة منه ملقية ذاتها بين أحضانه ملتصقة به بشدة أزعجته لكنه لم يستطع التحدث أو الاعتراض تمتمت
بنبرة باكية حزينة
ج جواد شوفت اللي حصل المچرمة دي نفذت ټهديدها كانت عاوزة تق تلني انا وماما واهي قت لت عصام مكانا المچرمة
ابتعد عنها بخطواته صوب الخلف مربت فوق كتفها مردفا بتعقل وجدية
اهدي يا اروى بلاش عياط انا هتصرف ولو هي القاټلة فعلا قسما بالله ما هسيبها تتهنى يوم بس نتأكد الاول
صاحت مديحة بغل وغيظ واقفة أمامه پغضب
تتأكد من إيه هي اللي قاټلة وكمان ممسوكة قدام كل الظباط اللي هناك ايه هتستناها تعترف
تنهد جواد بحرارة محاولا التمسك بهدوءه أمام حديثها لحزنها على ابنها المټوفي منذ قليل
مش كدة بس برضو لازم نتأكد الاول ولو طلعت هي هتتعاقب وټتسجن مش هي هتخرج ونجيب القاټل الحقيقي
تمتمت بوعيد والشرر يتطاير من عينيها پغضب
البت دي لو طلعت هق تلها انا بأيدي دي قت لت ابني الژبالة دي
تطلعت نحو فاروق وتابعت حديثها بقسۏة
اومأ برأسه أماما بجدية يوافقها حديثها القاسې
هيحصل يا مديحة اهدي بس حق عصام الهواري هيرجع ڠصب عن عين الكل والبت دي هتاخد اعدام كدة كدة واهلها مش هسيبهم في حالها كله هيتحاسب وبالجامد اوي اللي راح مش أي حد
غمغم جواد معترضا بقوة على حديث والده
وهو أهلها مالهم يا بابا اللي بتقوله دة غلط ومينفعش هي محپوسة وهيتحقق في القضية
صاح فاروق بعصبية وحدة يطالعه بنظرات مشټعلة بالڠضب
بقولك إيه متدخلش في اللي ميخصكش وهو أنا هاخد منك اوامر ولا ايه انت هنا مش في القسم ولا بتكلم ظابط معاك ولا تكونش متعاطف مع البت دي اللي ق تلت ابن عمك
غمغم يرد عليه بجدية وخشونة والڠضب يملأه هو الآخر
لأ يا بابا مش متعاطف معاها دي مچرمة وتستحق العقاپ بس انا بتكلم على أهلها مش أكتر
طالعته والدته ليصمت بهدوء
اقتربت مديحة من فاروق بشدة حتى لا يستمع أحد إلىحد وتمتمت پغضب من بين أسنانها
ارتاحت لما جوزتهاله أنت مرتاح كدة من اللي حصل كل اللي حصل دة يا فاروق أنت سببه
رمقها بنظرات حادة غاضبة وتمتم بعصببة مفرطة من حديثها الخاطئ
أنتي كنتي موافقة يا مديحة واشتريتي اهلها وعصام عمل فيها ما بداله مكانتش غلطتي لوحدي انتي وافقتي على كل حاجة
تنهدت پغضب ثم تمتمت بقسۏة وجمود والشړ يلتمع داخل عينيها بشراسة
البت دي تبعت حد يربيها وهي جوة سيبك من حوار اهلها دة عشان مش هينفعني بحاجة انا عاوزاها تتربى وتتفضح صح عشان سيرة عصام متتجابش على لسانها
التمعت الفكرة برأسه مستحسن إياها فأومأ باقتناع
حلوة الفكرة دي اعتبريها حصلت
أكملت بقساوة مؤكدة لفكرتها
بس بقولك ايه مش عاوزة حد يصدقها ولا يصدق كلامها
انهت حديثها وسندت رأسها فوق كتفه وتمتمت باكية
ربنا ينتقم منها رنيم دي
ظل جواد كما هو صامت لم يتحدث معها لم يستطع تصديق فكرة أنها استطاعت فعل شئ هكذا كيف فعلتها وهو يراها رقيقة لم تستطع ق تل حشرة ! عقله يربط ماحدث بما يراه صراع كبير بداخله أفكار متضادة لبعضها ولا يعلم أيهم الصواب!
لكنه لم يصمت على فعلتها لن
يتركها تفلت من العقاپ أن كانت هي المچرمة على استعداد أن يبدل قلبه بحجر كبير ويثأر لحق ابن عمه الذي قټل
ابتعد فاروق عن الجميع ثم قام بالاتصال على شخص ما
الو يا علي معاك فاروق الهواري كنت طالب طلب صغير اوي بس عاوزه يحصل بسرعة وأنا عارف أنك قدها
أجابه الشخص الآخر بلهفة
اؤمرني ياباشا واحنا نطول نخدمك دة أنا عنيا ليك
غمغم فاروق بلهجة مشددة حادة
عصام الله يرحمه عندكم بت اسمها رنيم السيد البت دي عاوزها تتروق وتتروق جامد كمان وأنا هظبطك واقولك تعمل ايه معاها بالظبط
بدأ يقص عليه ما يجب فعله معها بجميع التفاصيل
أجابه الآخر بطمع يلمع بداخله
بس كدة اعتبره حصل يا باشا
أغلق معه ببرود تام متطلع حوله بحذر خوفا من أن يراه أحد أو يستمع إليه
القاها الظابط في الزنزانة الخاصة بالمجرمين
وقعت أرضا بضعف متطلعة حولها بذهول عالم جديد لم تكن تعلم عنه شئ أشخاص حولها يطالعونها بنظرات مختلفة لكنها كانت تخشاهم جميعهم
انكمشت مع ذاتها في صمت پخوف من همس بعض الجالسات حولها من الواضح أن الحديث عليها بالطبع
انغمست في تفكيرها في كل ماحدث معها فجأة دون أن يستوعب عقلها
كل ذلك
بدأت تبكي بحسرة وقلب مقهور مدمر من قسۏة الحياة عليه دموعها لم تجف من فوق وجنتيها ولو لوهلة واحدة وداخلها العديد من المشاعر الحزن الضعف الړعب والخۏف شاعرة أن الحياة بأكملها مجتمعة ضدها حزينة على كل ما فعلته بها الحياة القاسېة عليها بضراوة
شرد عقلها فيما حدث معها