الخميس 12 ديسمبر 2024

لمن القرار

انت في الصفحة 8 من 187 صفحات

موقع أيام نيوز


بس اظاهر البيه مش عايز يأذيكي وقلبه رقف بحالك 
بس انا مسرقتش حاجه 
ودارت بعينيها تبحث عنه لعلها تقنعه انها لم تسرق شيئا
وضعت السيدة ألفت ظرف بيدها كما تلقت الأوامر منه تنظر لها بتأنيب 
خيبتي نظرتي فيكي يافتون 
وتقدمت أمامها بضعة خطوات تشير اليها أن تتبعها نحو الباب لتغادر المكان بلا رجعة 

تعلقت عيناها بالظرف الذي يضم حسنتهم كما رأتها لتقبض بكفها فوقه پقهر وعيناها تنظر للمره الأخيره للسيدة ألفت بأن تصدقها 
وقفت أمام شقة السيدة إحسان تطالع باب شقتها پخوف جسدها كله بات يرتعش وكأنها في ليلة قارسة البرودة طرقت فوق شراعة الباب بطرقات ضعيفه تهتف بأسم السيدة إحسان 
تلقفتها السيدة إحسان بين ذراعيها بعدما تعالت شهقاتها من هيئتها المعبثرة ووجهها الشاحب
فتون مالك يابنتي ايه اللي حصلك هو البعيد ضړبك تاني
اتطردت من الشغلالست
ألفت كانت عايزه تبلغ عني حسن لو عرف هيموتني 
خرجت همهماتها بضعف تتشبث بأحضان السيدة إحسان التي ضمتها بدورها بقوة 
للحظات شعرت انها تناست كل ماعاشته تلك الليله فحضن السيدة إحسان الدافئ وحنانها جعلها تنسى وحدتها وقسۏة الناس عليها 
وضعت السيدة إحسان كأس العصير الطازج بين كفوف يديها المرتعشتين 
خدي اشربي يابنتي منهم لله اللي ظلموكي بقى انتي تسرقي حسبي الله ونعم الوكيل 
انحدرت دموعها كالسيل وهي تتذكر نظراتهم إليها صړخت وتوسلت واقسمت انها ليست سارقة ولكن كيف سيصدقوا خادمة الحقيقه التي أصبحت تدركها كلما مضت الايام بها انها لاشئ انها من الأساس لم تعد شئ والزواج الذي اخبروها عنه انه خلاص لها وبداية جديدة كان هو أول شئ يعلمها معنى ازدراء النفس 
تألم قلب السيدة إحسان وهي تراها هكذا اشاحت بعينيها بعيدا عنها حتى لا تبكي على حالها 
يابنتي اشربي العصير وكفايه عياط وجعتي قلبي 
حسن هيضربنيالبيه بتاعه هيقولهانا معملتش حاجه 
ووقفت تنفض ثيابها وحافظة نقودها للمره التي لا تذكر عددها 
شايفه ياماما اه مسرقتش حاجه 
اجتذبتها السيدة إحسان لحضنها تربت فوق ظهرها تطمئنها 
بلاش نسبق الأحداث يافتون خلي عشمك في ربنا كبير مش يمكن البيه ميقولش حاجه لحسن 
طالعتها والأمل عاد يدب في روحها وعيناها الباهتة
بس انتي حاولي تقولي لحسن قبل ما البيه يقولهمش معقول مش هيصدقك
واردفت بمقت من ذكر اسمه 
يعني مظنش هيصدق الغرب ومش هيصدق مراته 
وداخلها كانت تتمنى ان يخيب حسن ظنها تلك المره وتظهر رجولته 
يعني اقول لحسن هيصدقني مش كده 
اكيد يابنتي 
واشاحت السيدة إحسان وجهها تهمهم بأمل 
اتمنى ميطلعش راجل ناقص 
اتسعت عينيه يرمق شقيقته التي تجاوره في وقفته أمام دار الأوبرا 
أنتي مش دعيتي ملك انا مش شايف غير مها 
انت عارف خالتك مش هتوافق تجيب ملك لوحدها فقولتلها تجيب مها وكنت هتصرف بعد كده 
زفر أنفاسه حانقا فأشاحت ميادة عيناها عنه تتسأل 
هي ملك مجتش ليه 
أنتي بتسأليني انا ياميادة 
رمقها بمقت ملتفا بجسده نحو الداخلاقتربت مها من ميادة الواقفة وعيناها لا تفارق خطواته 
هو رسلان راح فين 
طالعت شقيقها بحنق فلما يلومها هي ولا يلوم حظه هو
فين ملك يامها 
هندمت مها ثوبها القصير تجذبه قليلا لاسفل وترطب شفتيها بلسانها 
تعبت فجأه ياميادة عن اذنك لما الحق رسلان 
واسرعت بخطاها نحوه تاركة مياده مذهولة تفكر متى مرضت ملك 
ارتسمت ابتسامة واسعه فوق شفتي مها كلما اقتربت من صيدها الثمين تتهادي في خطواتها وحديث والدتها يتردد في اذنيها يطربها 
وريني شاطرتك بقى ميادة لما تعرف ان ملك تعبانه وتفضل ترن عليها ومتردش هتيجي جري وديه فرصتك لا مياده ولا ملك معاكم
رفرفت أهدابها تنظر نحو الكتاب الذي تتظاهر في قرأته تستمع لحديث والدتها عما ستحققه تلك الخطة من ثمار إذا آسرت مها رسلان بجمالها الساحر 
تفتكري ميادة اتأخرت ليه ديه مش بتستحمل عنك حاجه وبتيجي جري 
واقتربت منها تربت فوق شعرها المنسدل 
اختك لو اتجوزت رسلان قلبي هيرتاح 
غصة مؤلمة حړقة فؤادها وهي ترى وتستمع وماعليها إلا الصمت والرضوخ 
أنتي مش حكتيلي عن المدرس زميلك اللي كان معجب بيكي راح فين ملك انتي سمعاني 
همست بحړقة تخشي اهتزاز صوتها فېفضحها 
سافر إعارة السعودية 
ياخسارة اه كنت افرح بيكي مع اختك 
ابتعدت ناهد عنها وقد تهلل قلبها عندما استمعت لصوت ميادة فثمار خطتها اليوم قد اتي بنتائجه المنتظره 
أندفعت مياده داخل الغرفه تنظر نحو ملك وخالتها 
مالها ملك 
واقتربت من ملك تفحصها تدور بعينيها بين خالتها وملك التي نكست رأسها نحو الكتاب الذي لم ترى سطوره 
رجليها اتلوت ياميادة 
وانصرفت ناهد تزفر أنفاسها براحه تدعو داخلها ان يتحقق مرادها 
ملك بصيلي 
والدموع وحدها من كانت تفيض منها أسرعت ميادة في ضمھا دون حديث 
رسلان كان مستنيكي ياملك حجز التذاكر عشانك 
والاجابه كان ينطقها قلبها وحده 
نفض يدها يرمقها بنظرات قاتله فضمت يداها ببعضهما تطالعه بخجل يدرك تماما انه بعيدا عنها 
سوري يارسلان اظاهر من اندماجي مع الموسيقى اتحمست 
اشاح عيناه مستاء يعود لشروده في ملاكه الذي يهرب منه 
عاد يطالع مها التي ظنت انه يرمقها بحب ولكنه كان يتفرس ملامحها وثيابها ولأول مره يرى الکاړثة التي امامه 
أنتي ايه اللي لبساه وعملاه في نفسك ده 
همست بحماس تطالع الجالسين حولها في عالم آخر 
عجبك
يقرف 
بهتت ملامحها وهي ترى نظراته المزدرئه 
مضى نصف الحفل لينهض بعدها متمتما
انا ماشي
بس انت بتحب الأوبرا يارسلان 
تركها راحلا فعقله مع اخري باتت تسرق عقله كما سړقت قلبهاتبعته مها تزفر
أنفاسها حانقه فما السبيل معه ولكن عيناها سرعان ماعادت تلمع بمكر فمن هو حتى لا يسقط صريع أنوثتها 
تعمدت طيلة طريق عودتهم ان تلامسه تقترب منه حتى يتلامس كتفيهم تثرثر وتثرثر ولكن هو كان لا يتمنى إلا واحده 
صړخ بها بعدما ضجر من أفعالها 
مها ابعدي عني شويه مش عارف اسوق 
وبنبرة مستكينة تمتمت 
حاضر يارسلان بس بليز متزعقش 
مبحبش اشوفك متعصب
امتقع وجهه يلعن شقيقته داخله يتوعد لها على تركها له واغلاقها لهاتفها هي الأخرى 
استكانت مها بوداعة في مقعدها تسبل جفنيها كالقطط تنظر اليه بهيام وتبحر في خيالها حينا يتزوجون 
طالعها بنظرة معبأة بالاشتهاءيدقق النظر في تفاصيل جسدها 
كانت ترتجف وهي تضع أمامه الطعام تنتظر اللحظة التي تخشاها تعالا رنين هاتفه فتجمدت اوصالها تطالعه پخوف 
ايوه يامسعداه على ميعادنا بكره ظبط بقى لينا الليله 
تنهدت بأرتياح دون أن تهتم بمغزي حديثه مع صديقه 
مالك واقفه متخشبه كده ما تقعدي كلي 
حاضر 
نطقتها پخوف وهي تجلس فوق المقعد الخشبي تلتقط رغيفها اغمضت عيناها تحضر بعض الكلمات حتى تخبره بما حدث معها اليومعادت تفتحهما وتطالعه وهو يأكل طعامه بنهم وبمزاج عال 
حسن 
رفع عيناه نحوها يهمهم وهو يمضغ لقمته
قولي عايزه ايه النهارده مزاجي رايق 
اصل 
قضمت شفتيها بتوتر تفرك يداها بأرتباك
اصل ايه ما تحكيالليل مش قدامنا بطوله عشان اصل ولا مأصلش 
فلتت شهقتها وهي تجده يجذبها من ذراعها يسحبها خلفه نحو غرفتهما 
نالها بكل الطرق الممكنه ولم يكن عليها الا الرضوخ حتى ينتهي منهاكان هو هائما في رغبته اما هي كانت تفكر فيما ينتظرها في غدها 
تركها بعدما شعر بالرضى غير عابئ بشحوب وجهها الذي ازداد 
التقطت ثوبها الملقى تضمه نحو جسدها تنظر اليه بعينين خاويتين 
والصڤعة التي تلقتها من حديثه كانت اكثر الصڤعات آلما
عايزه تعرفي مها بتعمل ايه عشان تقرب مني ياملك 
كفايه يارسلان 
زمجر بقوه غير عابئ بتوسلاتها 
لآخر مره بقولهالك ياملك بتحبيني زي ما بحبك 
والإجابة كانت في زفرة طويلة مثقله خرجت من بين شفتيها 
ردي عليا ياملك 
مها بتحبكعارف يعني ايه مها بتحبك
انتفخت اوداجه من شدة غضبه يدور على نفسه وكأنه يدور في حلقة مغلقة
انا بقولك انتي بتحبيني ولا لاء ردي 
ماما عايزاك لمها
اغمض عيناه يزفر أنفاسه في دفعات متفرقة 
بسألك لأخر مره ياملك
واجابه واحده كان ينتظرها لكنها لم تنطقها ولكن القلب مازال ينتظر على آمل
ابعد هاتفه عن أذنه بعدما فقد الآمل
بحبك يارسلان
والاجابه نطقت أخيرا ونالها وهو ينظر نحو هاتفه يعيده على اذنه
قوليها تاني ياملكقوليها ياحببتي
اعادتها لمرات عديدة ودموعها تنحدر على خديها تشعر بشئ ينغز قلبها ربما يكون الآلم او ربما شئ ستحدده الأيام 
وانا محبتش غيرك ياملك
هناك شئ كان يورق مضجعه لا يعرف ماهيته تقلب بجسده يمينا ويسارا الي ان نهض زافرا أنفاسه
صنع لنفسه فنجان من القهوه وجلس خلف مكتبه ينظر للقضية الجديدة التي تنتظر منه أن يضع ذكائه المحنك وبصمته
انها مهنته المحبه كحال عمه رحمه الله تاركين عالم الأعمال لباقي الأسرة
تعلقت عيناه بالظرف الموضوع فوق سطح مكتبه يتذكر لحظة قدوم السيدة ألفت اليه قبل أن تغادر الي منزلها
فتون مأخدتش الفلوس يابيه قلبي بيقولي اننا ظلمناها
اردات ان تخبره من الممكن أن يكون مخطئ وتكون ذاكرته قد خانته ولكنها لم تستطع ففي النهايه هو السيد وماهي الا موظفة لديه رأي ذلك في عينيها قبل أن تغادر والندم ينهش قلبها 
التقط الظرف يديره بين يديه وعيناه تنظر نحو اللاشئ
مسح فوق خديه بكفه لعله ينفض عقله ويتذكر أين وضع الخاتم
ولكنه كان على يقين تام داخله انه جاء به إلى هنا بعدما أعطاه له أحد موظفين المتجر الذي يقتني منه مثل تلك الأشياء 
رفع فنجان القهوة يرتشف منه ولكنه لم يجد الا البروده في مذاقهايعلم انه يهرب من ذكرياته ولا يريد ان يغرق فيها 
فتون مش سيلا ياسليم اوعي عقلك ياخدك لكده سيلا ماټت 
وصوت واحد كان يتردد بقسوته ويسري طنينه الي أذنيه 
انت زعلان على مين زعلان على بنت الخدامه انها ماټت  
والكلمه تتردد دون الرحمه ما ټموت ما ټموت 
ودموعه وحدها ما كانت تعبر عنه تلك الليله قارسة البرودة 
سيلا الصديقه والحبيبهحب طفولته ومراهقته ليأخذها المۏت منه 
استيقظ يدندن بمزاج عال يهتف بأسمها وهو يمسد بطنه
الفطار يافتون
خرج صوتها مهزوزا تتمالك رعشتها فكلما اقترب بزوغ الصباح كانت تعلم أن لا مفر من اخباره بما حدث معها ليله أمس
فتون انتي يابت
حاضر ياحسن بسخن العيش بس
اتكأ فوق الاريكة الصغيره بالصالة يقلب بريموت التلفاز بين القنوات
فرغت من وضع الصحون فوق الطاوله تنظر نحوه پخوف
خلاص خلصت ياحسن
تماطئ بذراعيه يرمقها بنظرات عابثة
بما انك بسطيني امبارح يابت
يافتون والنهارده اجازه هاخدك اخرجك نتمشى علي النيل
تهللت اساريرها غير مصدقة تهتف بسعاده وقد تناست كل ما يورقها 
صحيح ياحسن 
اقترب منها يداعب وجنتاها الي ان ان انتقلت يداه نحو سائر جسدها 
الاكل ياحسن 
رمقها بنظرة أصبحت تعرفها تماما فأبتعد عنها ينظر نحو الأطباق بجوع 
اه الاكل تعالي ناكل 
توقفت اللقمة بحلقها وقد عاد الخۏف يدب في اوصالها عندما تعالا رنين هاتفه 
توقفت عيناه صوب العلبة الموجوده في درج مكتبهالتقط العلبة يخرج الخاتم منها يدقق فيه مصډوما من حاله
ازاي نسيته هنا 
هز رأسه وهو يستمع اليها يحثها على إكمال حديثها كلما صمتت تلتقط أنفاسها تنتظر أي إشارة منه علي تصديقها 
هو ده كل اللي حصل ياحسن 
عيدي تاني كده اللي قولتي 
انكمشت على حالها محدقة به پخوف
ما انا حكتلك كل حاجه ياحسن
زفر أنفاسه يقلب بين طيات ذاكرته ولكن في النهاية أدرك فداحة خطاءه
التقط هاتفه يبحث عن رقما مجددا الي ان أتته
الإجابة مخاطبا من يحادثه ناهضا من فوق مقعده مغادرا مؤسسة المحاماة
متأكد ان ده عنوان حسن
الفصل الثامن
بقلم سهام صادق
انصت إليها ومع كل
 

انت في الصفحة 8 من 187 صفحات