قطه في عرين الأسد
لينعمان بليلتهما الأولى فى هذا الزواج الباطل والذى افتقد شرطين مهمين من شروط الزواج الصحيح .. الشرط الاول هو الاشهار بين الناس والذى لم يتحقق فى هذا الزواج السري الذى اخفياه عن أعين الجميع .. وأما الشرط الثاني هو اذن الولى .. فلا يجوز للمرأة ان تزوج نفسها بنفسها فلابد لها من ولى كأب أو أخ أو
عم أو خال حتى ولو كانت المرأة بالغة .. فقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل فنكاحها باطل فنكاحها باطل كررها ثلاث مرات .. وقال الله عز وجل فى سورة النساء فانكحوهن بإذن أهلهن .. لم يكن الشيطان ثالثهما فحسب .. بل كان الشيطان
أوقف مراد السيارة أمام قسم الشرطة تحت انظار مريم التى أخذت تنظر الى ملابسه الممزقة الدامية وهى لا تدرى اهذه دمائه أم دماء حامد .. كانت تشعر بالفزع لكنها خشيت الحديث معه وهو فى هذه الحاله .. خرج من السيارة دون أن يلتفت اليها وأحكم اغلاق السيارة .. ظلت قابعه فى السيارة لأكثر من ساعة الى أن رأته يعود أدراجه بعدما قدم البلاغ .. سار بالسيارة فى صمت .. التفتت تنظر اليه بدا أهدأ وان كانت مازالت علامات الڠضب على وجهه .. توقف بالسيارة فى مكان خالى تجهله .. ساد الصمت .. لم تحاول قطع هذا الصمت .. نزل من السيارة ووقف يستند على مقدمتها وقد أولاها ظهره .. تركته لفترة طويلة واقفا هكذا .. ثم نزلت من السيارة وتقدمت منه ببطء وحذر .. وقفت بجواره .. ثم قالت بصوت هادئ
لم يجيبها ولم يلتفت اليها .. فقالت
ممكن لو سمحت موبايلك أطمنهم علينا زمانهم قلقانين
بدا وكأنه لم يسمعها .. ثم بعد لحظات .. أخرج هاتفه من جيبه وأعطاه لها دون أن ينظر اليها .. أخذت الهاتف وبحثت فى سجل المكلمات الصادرة فقد تذكرت انه اتصل ب سارة وهو على الطريق .. ثم ابتعدت قليلا واتصلت بها
................
أنا معاه
................
ايوة كويس
.................
راح للراجل ده وبعدين راح القسم قدم بلاغ
................
طيب ماشى
لو فى جديد هبلغكوا .. بس طمنى طنط ناهد زمانها قلقانه
................
ماشى .. مع السلامة
أنهت مريم المكالمة وعادت ل مراد مدت يدها بالهاتف .. فلم يلتفت اليها .. أعادت يدها الممدودة وهى تتطلع اليه .. كانت تعلم بأنه يشعر بشعور قاسى للغاية .. صډمته فى تصرفات أخته و فى تصرفات هذا الرجل الذى يقول أنه صديق مراد .. بالتاكيد لم يكن ليتخيل ان يصدر منه شئ كهذا .. ثم خوفه وفزعه على اخته وما كان سيحدث لها لولا ان نجاها الله وحفظها .. ظلت واقفه بجواره ساكنه للحظات .. ثم تركته وعادت الى السيارة وهى تشعر بالوهن والإرهاق من تلك الاحداث المتلاحقة .. امضى عدة دقائق واقفا ساكنا .. ثم رأته يلتف ويركب بجوارها .. ظنت بأنه سينطلق بالسيارة .. لكنه نظر اليها وتطلع الى ملابسها قائلا بصوت هادئ
نظرت مريم بإضطراب الى ملابسها .. فقد كانت ترتدى عباءة استقبال داكنة اللون .. تصلح لأن ترتديها أمام الناس لولا أنها مخصرة قليلا فأبرزت القليل من تفاصيل ج سدها الأنث وى .. قالت بتوتر
دى عباية .. يعني فى ناس بتلبسها عادى
قاطعها مراد قائلا
ضيقة متخرجيش بيها تانى
تلاقت نظراتهما .. لمحت نظرة غريبة فى عيناه لم تألفها من قبل .. أشاحت بوجهها بسرعة وهى تشعر بقلبها تتعالى دقاته .. فعل المثل وأشاح بوجهه ونظر أمامه وانطلق فى طريقه الى البيت.
ضيقة متخرجيش بيها تانى
تلاقت نظرات هما .. لمحت نظرة غريبة فى عيناه لم تألفها من قبل .. أشاحت بوجهها بسرعة وهى تشعر بقل بها تتعالى دقاته .. فعل المثل وأشاح بوجهه ونظر أمامه وانطلق فى طريقه الى البيت.
سبقته الى الداخل .. استقبلتها ناهد قائله بلهفه
ايه اللى حصل يا مريم
قالت مريم وقد بدا عليها الإرهاق
دخل مراد البيت ودون أن يتفوه بكلمة دخل مكتبه وأغلق الباب خلفه .. صعدتا الى غرفة نرمين حيث كانت سارة جالسة بجوارها على الفراش .. قالت نرمين بلهفه
ايه اللى
حصل يا مريم
جلست مريم على أحد المقاعد وقالت
خرج من هنا وهو تعصب جدا كنت خاېفة يتهور أو يعمل حاجة غلط .. معرفش لقيت نفسي بجرى وراه وبركب معاه العربية .. راح للراجل ورجع بعد فترة وهدومة مبهدلة وعليها ډم بس أعتقد ده ډم الراجل مش دمه هو
حثتها ناهد قائله
هااا وبعدين
قالت مريم
راح بعدها القسم يعني أكيد قدم بلاغ فيه
قالت ناهد بحرقه
حسبي الله ونعم الوكيل فيه .. أنا مش عارفه مراد عرف الأشكال دى منين
قالت سارة
ما هو يا ماما الراجل ده يبان محترم وابن ناس ..مراد هيعرف منين يعني ان أخلاقه كده .. أنا واثقه لو مراد كان عرف مكنش اتعامل معاه أبدا
التفتت ناهد الى نرمين قائله بأسى
آخر حاجه كنت أتوقعها يا نرمين هى انك تعملى كده وتخونى ثقتنا فيكي بالشكل ده
اڼفجرت نرمين باكية وهى تقول
والله معرفش عملت كده ازاى .. أنا فعلا غلطت جامد .. عشان خاطرى متزعليش منى يا ماما مش هيبقى انتى كمان كفايه مراد
المهم انك تكونى عرفتى غلطتك يا نرمين ومهما حصل متكرريهاش تانى أبدا .. أنا عارفه ان مراد شديد عليكوا بس ده لمصلحتكوا يا بنتى .. الدنيا معدتش أمان .. ودلوقتى متقدريش تميزى بسهولة بين الكويس والۏحش .. ربنا يحفظكوا يا بنتى انتوا وبنات السلمين
رفعت نرمين رأسها وقالت بأعين دامعه
مراد عمره ما هيسامحنى أبدا
ربتت ناهد على رأسها وهى تقول
اصبري عليه اكيد اللى حصل مكنش سهل عليه
قامت مريم لتتوجه الى غرفة مراد .. ما كادت تدخل الغرفة حتى انتبهت أنها مازالت تحمل هاتف مراد فى يدها .. فتركته فوق الكودينو .. ودخلت لتأخذ دشا علها تريح أعصابها قليلا .. خرجت وهى تفكر فى الأحداث التلاحقة التى حدثت فى اليومين الماضيين .. توقفت أمام هاتف مراد الذى يضئ ويطفئ فى صمت .. ترددت للحظة ثم أمسكته وتوجهت الى الأسفل .. طرقت الباب بهدوء .. لم تسمع صوتا .. همت بالمغادرة عندما فتح الباب .. نظرت اليه كانت تبدو علامات التعب واضحة جلية على وجهه .. وكأن هما كبيرا يؤرقه .. قالت بصوت خاڤت وهى تمد يدها بالهاتف
موبايلك
أخذه مراد منها وقال وهو يفسح لها الطريق
ادخلى عايزك
توجست خيفه ودخلت وهى تشعر بالتوتر .. سبقها وجلس الى أحد الأرائك آمرا اياها أن تغلق الباب .. فعلت فأشار لها بالجلوس على مقعد أمامه ففعلت وهى تشعر بالتوتر .. نظر اليها قائله
عايز أسمع منك اللى حصل بالتفصيل
قالت مريم
نرمين قالت كل حاجه
قال بحزم
عايز أسمع منك انتى
تحدثت مريم وروت له كل ما حدث وكل ما أخبرتها به نرمين .. ساد الصمت بينهما الى أن قال
انتى واثقه انه معملهاش حاجه
قالت مريم بسرعة
أيوة واثقه أنا كنت شيفاهم من فوق .. وأول ما لقيتها خرجت من الفيلا وبتفتح باب العربية
نزلت جري .. وأول ما خرجت من البوابة شوفته وهو بيخدرها وساعتها جريت وقفت أدام العربية وصړخت لحد ما فى اتنين كانوا ماشيين ساعدونى
كان مراد يستمع اليها وهو يمعن النظر اليها .. ثم قال وكأنه يلوم نفسه
دى غلطتى انى مش حاطط سيكيوريتي على البوابة
قالت مريم
قدر الله وما شاء فعل .. الحمد لله ان الموضوع جه على أد كده
أومأ مراد برأسه فقالت مريم بشئ من التردد
تسمحلى أقول حاجة
نظر اليها وأومأ برأسه .. فقالت
أنا معاك ان نرمين غلطت وغلطت جامد كمان .. بس ده ميمنعش انك مشترك معاها فى الغلط ده حتى لو كان بنسبه بسيطة
عقد مراد ما بين حاجبيه قائلا
ازاى يعني
قالت مريم بثبات
أنا عارفه انك پتخاف على اخواتك البنات ومعاك حق فى كدة .. بس مبتصاحبهمش ليه بدل ما تخليهم يخافوا منك بالشكل ده .. نرمين كانت مړعوپة منك وخاېفه انك تموتها .. أيوة لازم تخاف منك وتحترمك بس مش لدرجة الړعب اللى هى عايشة فيه
ده .. انت لو كنت صاحبتها كانت حكتلك ومخافتش أوى من رد فعلك .. كانت هتحس انك هتتفهمها وتعرفها غلطها .. انت بتتعامل مع اخواتك بطريقة ناشفة أوى .. هما بنات وتقدر تكسبهم بسهولة لو بقيت لين شوية معاهم
انهت كلامها وهى تشعر بالتوتر غير قادرة على تنبؤ ردة فعله .. بدا وكأنه يفكر فيما تقول .. فأضافت
أنا اسفه لو كنت اتدخلت فى حاجه متخصنيش .. بس أنا بحب سارة و نرمين جدا ويهمنى مصلحتهم
قال فجأة وهو ينظر اليها ويضيق عيناه
ليه
قالت بدهشة
ليه ايه
قال مراد
ليه بتحبيهم أوى كدة لدرجة انك تعملى كل ده عشان نرمين
قالت مريم بصدق
لانى بحس انهم اخواتى فعلا .. وبعدين أنا معملتش حاجه .. أى حد مكانى كان اتصرف كده
أسند مراد ذراعيه الى قدميه وأمال بجسده مقتربا منها ناظرا اليها بتمعن قائلا
أيوة كان أى حد هيتصرف زيك لو شاف نرمين واحد بيخطفها .. لكن أنا مش بتكلم عن كده .. أنا بتكلم عن انك دريتي عليها أدام أحمد وفهمتيه انها أغمى عليها .. واهتميتي بإنها تحكيلى بنفسها اللى حصل عشان عقابها يكون أقل وعشان وقع الأمر عليا يكون أخف لما أسمعه منها هى
صمتت ولم تدرى ما تقول فأكمل
معقول حبتيهم الحب ده كله وخوفتى عليهم كده وانتى مبقالكيش اسبوع فى البيت ده .. ده غير ان المعاملة اللى عاملتهالك كانت ممكن تخليكي تتصرفى العكس عشان تبينيلى ان أختى مش محترمة زى ما كنت فاكر
قالت مريم بحماس
نرمين محترمة فعلا .. هى غلطت أيوة بس عرفت غلطها واتراجعت عنه . بلاش تقسى عليها
لمحت فى عيناه نفس النظرة التى رأتها فى السيارة فأشاحت بوجهها بسرعة .. لحظات وقال بصوت هادئ
اطلعى نامى انتى تعبتى النهاردة
خرجت مريم من الغرفة وعينا مراد تتابعانها الى أن أغلقت الباب .. قضى مراد ليلته ساهرا فى غرفة المكتب الى أن حان موعد صلاة الفجر فصلى وصعد الى غرفته .. كانت مريم قد أنهت صلاتها وجلست فى الشرفة تقرأ وردها .. سمعت صوت خلفها فإلتفتت لتجد مراد حاملا ملف فى يده وهو يقول
لقيت الملف ده على السرير
قالت مريم
أيوة دة الملف اللى نرمين خدته من مكتبك
قال بإستغراب
مش حامد خده منها
نهضت ووقفت قبالته قائله
لأ لما زقها من العربية الملف كان معاها ووقع