روايه اهابه
بتتابعه في الأنصراف
أنت ازاي معرفتش حاجة عن القضية دي يا مصعب مش انت كنت مراقب تصرفات سعيد منصور قالها فياض بخفوت بعد أن دن من مصعب
رد مصعب بغيظ
مش عارف يا فياض أنا أنشغلت بمشكلة ياسين
قال الآخر
بهتت ملامح مصعب ليرد بتوجس
لا يا فياض أستحالة
ربت فياض علي كتفه وهو يقول
ماشي خلينا نتفاوض معاه ونشوف حل
لم يخفي حديث مصعب وفياض عن مسامع ديمة التي أيقنت من ملامح ذلك المدعو معاه لا محال له فقررت أن تنهي الموضوع وان لا تضع مصعب في المشاكل أكثر ولكنها تمهلت في الحديث حتي تري ذلك الحديث الذي دار بين مصعب وفياض وسعيد
انا هاجي معاك بس بشرط متاذيش بابا مصعب و تتنازل عن قضية التزوير اللي انت رافعها عليه كانت تلك جملة ديمة التي دخلت بخطآ ثابتة يعكس ما بداخلها من حزن يتقطع له نياط القلب تتمسك بتلك القلادة الذي جلبها لها ليث وكانها تستمد منها القوة
وهو يقول بتوجس
لا يا ديمة مش هتروحي ردت بحزن وتألم
لا يا بابا انا هاروح ثم دنت منه واستطردت بخفوت
فاضل كام شهر واكمل 21 سنه وساعتها ماحدش هيقدر يكون ليه حكم عليا خليني اروح الكام شهر دول ووعد مني هارجع اول لما اكمل السن القانوني
لم تروق له الفكرة ولكن الاصرار الذي شاهده في عينيها الجم الكلمات بداخله
رد حضرتك ايه على كلامي قالتها ديمة وهي تنظر الى سعيد وعلى محياها يرتسم الجمود والثبات يعكس ما بداخلها وهي تضمر ذلك الاحساس بالاسى والتالم
انا ممكن ردى يكون انك هتيجي معي بمزاجك او ڠصب عنك بس انا مش عايز كده انا عايزك تيجي بمزاجك وانا موافق انى أتنازل عشان خاطر هم راعوك و عملوك كأنك بنتهم
قالت بمضض
انا هطلع احضر شنطتي ثم استدارت متجهة الى الدرج دون النظر الى احد حتى لا تضعف مشت بتخبط وهي تكتم تلك الحشرجات التي تطبق على اوداجها فتشعرها بالاختناق وغصة مؤلمة تكبت حلقها
انا مش عارف هتستفيد ايه لما تاخدها انت مش شايف مدى الحزن اللي البنت فيه
رد سعيد ببرود
هتبقى كويسة في بيت جدها مش هتفضل عالة على حد
ساد جو من التوتر بين الجميع ولكن صمت الجميع عند تطلعهم الي الدرج ليجدوا ديمة ومازالت ممسكة بذلك القلب المتدلي من تلك القلادة وبجوارها أحدي الخدمات تحمل حقيبتها
أنا مش عارف وافقتك أزاي!! بس أنا واثق في كل قراراتك بس خليك عارفة اني انا سندك وضهرك في أي وقت ده بيتك ومفتوح ليك دايما لو حد فيهم فكر يآذيك تتصلي عليا وانا هجي أخدك علي طول فاهمة كانت تلك توصيات مصعب الذي القها علي مسامع ديمة
ولم تخلو تلك التوصيات من
خرجت من القصر وهي تجر ألمها وأحزانها ويتمها نعم فهي ولأول مرة تشعر باليتم لأول مرة بعد أن تركت عائلتها أن تشعر باليتم وصلت الي السيارة لتجد سعيد مستقلا إياها وأمجد يقف ينتظرها وقد حانت منه إبتسامة وهو يعتدل ويفتح لها باب السيارة أستقلت السيارة دون نطق أي كلمة فقط دموعها تنساب وتمسحها بكفيها من الحين الي الآخر
أنزلي يا ديمة
يا حبيبتي واصلنا كانت تلك جملة جدها الذي ترجل من السيارة قالها ليحثها علي النزول
ماذا!!!!واصلنا!!!!! أكان الطريق قصيرا لهذا الحد ام أنها كانت غارقة في أحزانها و وحدتها ترجلت من السيارة بتردد وارتباك وتقدموا جميعا الي داخل القصر
أعرفك يا شريف ديمة بنت أخوك حازم الله يرحمه قالها سعيد وهو تلوح علي محياه السعادة والفرح
تقدم منها بسعادة مصتنعة قائلا بترحيب
نورتي بيتك يا بنت أخوية
أكتفت ديمة بالأيماء مع إبتسامة شاحبة
قال سعيد بنظرة ذات معني موجه الي منيرة
إيه يا منيرة مش هتسلمي علي بنت أبني ديمة
لا أزاي طبعا هسلم تعالي يا ديمة مرات عمك قالتها وتمثل الود والترحيب بعكس ما يكمن بداخلها من ضغينة وبغضاء
شعرت ديمة بالغربة والوحدة وقالت بصوت مجهد
أنا تعبانة ومحتاجة ارتاح
رد سعيد بحنان
ماشي يا حبيبتي أنا جهزتك أوضة يارب تعجبك ثم هتف علي الخادمة التي أتت مهرولا تلبي طلب رب عملها لتقول بأحترام
أمرك يا سي سعيد
أستطرد سعيد بأمر
خدي ديمة وصليها أوضتها
رد الخادمة
حاضر يا سي سعيد ثم استرسلت وهي تتطلع الي ديمة وتقول بأحترام
أتفضلي يا ست ديمة
تقدمت معها
وهي تحث قدميها علي المشي تكبت ذلك الاحساس الذي ېصرخ بداخلها ويقول أركضي وأهربي من هذا المكان فأنت لا تنتمى اليه
صعدت مع الخادمة لينتهي بها الحال داخل غرفة واسعة بالديكوار التركي المتناسق ولكنها شعرت بالغربة وعدم الراحة أخذتها عينيها في جولة تنظر الي أثاث تلك الغرفة الخاوية من الدفء والحنان والجو الأسرى التي كانت تحسه مع عائلتها نعم هي لا تقبل بأي أحدا آخر إلا العائلة التي تربت في كنفها خرجت الخادمة ويبدو أنها ألقت علي مسامع ديمة شيء ما ولكن عند عدم استجابتها أنسحبت الخادمة باحترام وقررت تركها علي انفراد تنهدت وأنهمرت العبرات من مقلتيها بل وأصبحت شهقات مخڼوقة وتأوهت باكية بعد أن وعلي
حين غرة وجدت هاتفها يصدع بالرنين أمسكته وهي تجفف دموعها لتجد أخر أسم توقعت أن يتصل في ذلك الوقت فإذا علم ما حدث سوف يترك كل شىء وېخرب مستقبله ويأتي إليها نعم فهي أصبحت تقرأه وتفهمه جيدا فهو أصبح كالكتاب المفتوح لديها ضغطت علي زر الأيجاب و ردت بصوت حاولت جاهدة أن تخرجه طبيعي
ألو
تأكد أحساسه نعم فهو كان يشعر بغصة في قلبه بعد ان راي كابوس لها وهي تجلس في مكانا ما وتصرخ مناديا عليه ولكن كانت بينهم مسافات ليقوم من النوم متعرق الجسد وهو يصيح بأسمها ليلتقط الهاتف سريعا ويجري لها اتصال للأطمئان عليه
أستطرد بقلق
أيوا يا روحي مال صوتك في حاجة ولا إيه!!
أغمضت عينيها پتألم ثم ردت بثبات
لا يآبيه مفيش حاجة
تبا!!!! عن أى آبيه تتحدث ماذا يعني هذا أهي لم تتقبله كحبيب ماذا يقول لها بعد ذلك
رد بحزن واستنكار
آبيه!!!!! هو أنت مقرأتيش الورقة اللي سبتهلك يا ديمة!!
رافعت كفها وقبضت علي القلب المتدلي من قلادتها وقالت بمضض
قراتها يا آبيه
أغمض عينيه وبهتت ملامحه وفاهما أنها لم تتقبل عشقه لها ورد بحزن
تمام يا ديمة فهمت وأنا مش هضغط عليك أكتر من كدا وأحنا هنفضل أخوات سلام
فتحت فمها لتتحدث سريعا
أستني بس يا ولكن سمعت صفارة غلق الهاتف
رمت بجسدها علي الفراش وأخذت تبكي وتبكي حتي تقطع