السبت 23 نوفمبر 2024

حلم ولا علم

انت في الصفحة 11 من 64 صفحات

موقع أيام نيوز

آنسه هبة عارفة اسم الشخص اللي اتقدم لك امبارح ولا لأ 
بلعت ريقها بصعوبة وقالت وهى تهرب بنظراتها منه 
غريبة السؤال دا لازمته ايه السؤال دا يعني 
أجابها وهو ينظر اليها وهى مشيحة برأسها جانبا تتهرب من النظر اليه 
لانى لاحظت انك ولا مرة قلت اسمي دايما يا اما حضرتك او تكلميني من غير اسماء خاالص اييه هو انا بالنسبة لك اللى ما اتسمتش ولا ايه 
ابتسمت ورفعت عينيها اليه مجيبة 
لالا طبعا ايه اللي ما تسمتش دا انت اتسميت اكيد واتسننت كمان  
اطلق أمجد ضحكة عالية استغربت لها هبة واستغرب هو شخصيا لضحكته فمنذ وقت طوييل لم يضحك مثل هذه الضحكة الصادرة من القلب
كلما مر الوقت عليه تأكد أكثر ان اختياره لهذه الفتاة الانثى في شكلها والطفلة في طبعها صحيح مائة بالمائة قال بعد ان هدأت ضحكته 
ممكن بأه طالما سمونى وسننوني اسمع اسمى علشان اتأكد انك عارفاه ومن غير تزويق اسمي لوحده من غير القاب ولا سيادتك ولا حضرتك ولا حاجه ابدا ممكن 
نظرت الى عينيه واحست بارتعاشة في قلبها بينما لم يستطع هو ازاحه عينيه عن عينيها وكأن مغناطيس جذب عينيه اليها ومهما حاول لا يستطيع ابعاد عينيه عنها سمع همس رقيق كهمس العصافير يقول 
أمجد  
ومالبثت ان فتحت باب المكتب وانصرفت مسرعه تاركة اياه واقفا مكانه وقد أغمض عينيه وكأنه يريد ان يحبس نظرتها في عينيه وهمس شفتيها في أذنيه
بعد انتهاء الدوام وانصراف الموظفين قاد أمجد سيارته بعد ان استأذنه سائقه بالانصراف مبكرا لظروف خاصة فأذن له سار في طريقه حتى ابتعد مسافة صغيرة عن الشركة وما لبث ان لاحظ سيارة صغيرة من الصعب اطلاق لقب سيارة عليها فهى اقرب الى عربة أطفال لعبة صغيرة فمن شكلها يظهر كم هى متهالكة قد اكل عليها الزمان وشرب تذكر انه رآها قبل ذلك في الجراج المخصص للشركة وتساءل في دهشة عن صاحبها وكيف يأمن على نفسه لدى ركوبه هذا الشئ ومالبث ان ضغط على مكابح سيارته بقوة جعلت عجلات السيارة تصدر صريرا عاليا وهو يقف بعرض الطريق قاطعا الطريق أمام هذه اللعبة الكرتونية المسماة مجازا سيارة مطلقا زمورا قوي وقد تبين له قائد هذ المركبه  
ترجل سريعا من سيارته وذهب الى مقعد السائق وفتح بابه بشده هاتفا پغضب شديد 
انت بتعملى ايه بالضبط 
رفعت هبة نظراتها اليه پغضب
واضح وأجابته بعصبية شديدة 
والله انا لدقيقتين فاتوا كنت سايقه عربيتي في طريقي لغاية ما وحش كاسر وقف قدامى فجأة وكان هيتسبب لنا في کاړثة لينا احنا الاتنين السؤال هو انت اللي فاكر نفسك بتعمل ايه بالضبط
كاد أمجد ان يشد شعره من العصبية والغيظ لن ينسى ابدا الذعر الذي انتابه فور ان تبين له ان هبة هي سائقة هذا الكائن المسمى سيارة فقال بعصبية وشبه صړاخ 
ايه عربية انت بتسمي الشئ دا عربية دا عربية الآيس كريم أكبر منها ازاى والدك يسمح لك تسوقي البتاعه دى 
اضطرت هبة للترجل من سيارتها فرؤيتها له وهو مشرفا فوقها كالطود بينما هي جالسة أمامه تكاد رقبتها أن تتيبس من طول نظرها اليه لم يعجبها أر ادت أن تشعر أنها توازيه وتنظر اليه عينا بعين ولكن ما ان خرجت من عربتها حتى تبينت خطأ ما فعلته فقد اقتربت منه حتى كادت تلمسه ولم يلحظ هو ذلك فلم يحاول ان يبتعد عنها فغضبه قد أعماه عن اي شئ آخر ولكنها استجمعت نفسها وقالت بجدية وهدوء بالغين 
أولا مش علشان ربنا مديك وراكب وحش الشاشة دا يبقى اى عربية تانية ماتعجبكش تتمسخر عليها مهما كان لازم نحترم ظروف بعض وثانيا بأه والدى عارف انى سواقتى كويسة وجدا كمان علشان كدا سمح لي انى اسوق زوبة لو ما كانش كدا عمر ما كان هيسمح لى انت مش هتخاف عليا زيه
ارتفع صوتها قليلا في نهاية حديثها و لم تنتبه لهذا ولكنها فوجئت به يبتسم ابتسامته التى ټخطف انفاسها وهمست في سرها
بيت ضحتك يا اخي لالالالا لازم يمنعو ابتسامتك دي انت ممكن تخلى واحد يطب ساكت لو قلبه ضعيف شوية انا قلبي بينط زى الفيشار كل مرة بتبتسم بس فيها يوووه واخرتها بأه  
افاقت من شرودها على صوته وقد تغيرت نبرته فبانت أهدأ قليلا حيث قال 
مين بأه زوبة دى 
أجابته باستغراب 
ها زوبة عرفت منين  
وبترت عبارتها وقد تذكرت انها في خضم انفعالها قد ذكرت الاسم الذي اطلقته على سيارتها الصغيرة من باب الدعابة
عقدت ساعديها أمامها واجابته بتحد
ايوة زوبة عربيتي عندك مانع الاسم مش عاجبك تحب أغيره تحب أسميه ايه هايدي ولا باكينام 
قال وهو يبتسم 
لالا باكينام وهايدي اييه انت عاوزاهم يرفعوا عليك قضية سب وقڈف علني هي زوبة وما ينفعلهاش الا زوبة
سكتت وهي مغتاظة منه ثم ما لبثت ان قالت 
طيب ممكن تحرك الۏحش بتاعك دا علشان اعرف امشي كويس اننا في طريق فرعى مش رئيسي كان زمانك متخانئ مع الناس كلها دلوقتى بوقفتك دي
قال بهدوء 
وحش طبعا بالنسبة للخنفسة بتاعتك دى عربيتي تعتبر وحش عموما اركنيها كويس وانا هكلم ميكانيكي اعرفه هييجي يقطرهالك لغاية البيت والعربية دى مش هتتركب تانى مفهوم وياللا علشان اروحك في سكتى هاتى شنطتك وحاجتك
سكتت هبة قليلا تحاول ان تعي ما سمعته ثم رفعت رأسها قليلا ونظرت اليه باستفهام وقالت 
ايه معلهش ممكن تقول تانى كدا اصلي سمعي على أده اقفلها واركنها وتروحنى ومش هركبها و و و و معلهش انا في حلم ولا علم اذا كان بابايا اللي اسمه بابا اللي مهما كان عمرى ما اكسر له كلمة عمره ما امرنى كدا ولا قالى تعملي وما تعمليش ولو كان شايف ان في سواقتى لعربيتي فيها خطړ هو اول واحد كان مانعنى وماكنتش هقدر اخالف امره مهما كان دا لأنه هو بابا لكن حضرتك بأه بأي صفة تقولى اعملى وما تعمليش ها 
اقترب برأسه منها ونظر في عينيها وقال بتصميم وجدية 
بصفتى خطيبك ولو بشكل مش رسمي وزوجك المرتقب اظن واضح ياللا احنا ضيعنا وقت كتير ووقفتنا في الشارع هتبتدي تلفت الانتباه  
أجابته حانقه 
انا لسه ما قولتش رأيي في موضوع الخطوبة دا وبعدين لو دى طريقتك اوامر وهتنتظر منى انى انفذها من غير ما اقول رأيي فاحنا لسه فيها وانت قلت بلسانك لسه مش رسمي يعني ماحدش
يعرف حاجه يبقى خلاص
الټفت لها بعد ان كان بدأ يسير باتجاه سيارته واقترب منها بهدوء خطړ وهمس بلهجئة هادئة ولكنها مرعبة وعينيه تبرقان ببريق مخيف جعل الذعر يدب في اوصالها ولكنها حاولت ان تتمالك نفسها والا يظهر عليها خۏفها بينما تكلم هو قائلا 
ايه ماسمعتش سمعيني تانى كدا لسه مش رسمي وترجعي في كلامك صدقيني تبقى غلطة عمرك وبعدين لو والدك عرف انك رفضتيني علشان خاېف عليك من ركوب الشئ دا هو اول واحد هينتقد كلامك دا  
ما ان همت بمقاطعته حتى امسكها من ذراعها بقوة وهتف بنزق من بين اسنانه 
كلمة زياده مش عاوز اسمع هتجيبي شنطتك وتعملى اللي قلتلك عليه والا
10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 64 صفحات