قطة في عرين الأسد
قائله
أما أشوف الحجة دى اتأخرت فى الأكل كده ليه
توجهت مى الى المطبخ لمساعدة والدتها وقالت لها
متحرمش منك يا ماما
ابتسمت أمها قائله
ده مش عشانك ده عشان مريم
ربنا يكرمك انك سمعتى كلامى ووافقتى نعزمها
قالت أمها بحزن
دى بنت غلبانه ربنا يصلح حالها والله قلبي بيتقطع عليها ربنا يرزقها بإبن الحلال اللى يعوضها
هى لسه عايشة لوحدها
قالت مى
أيوة هتعيش مع مين يعني ملهاش حد تعيش معاه
ولا حتى أهل أبوها أو أهل أمها يعني ملهاش أعمام خيلان خالات
لأ ملهاش حد خالص أهل مامتها ميتين ومامتها كانت البنت الوحيدة ليهم وأهل باباها
مش عايشين هنا
قالت أمها بسرعة
طيب يلا شيلي الأكل معايا نحطه على السفرة اتأخرنا فى الغدا أوى وعندنا ضيفه ميصحش
مريم حبيبتى كلى مبتاكليش ليه
ابتسمت لها مريم بخجل قائله
باكل يا طنط
هتفت الأم
ده أكل عصافير يا بنتى كلى كويس يا حبيبتى ولا مكسوفة انتى زى مى بنتى
لأ أبدا يا طنط مش مكسوفة بس أنا أكلى كده
لا يا حبيبتى كده مينفعش لازم تاخدى بالك من أكلك وصحتك
هتفت مى
عاتبها أمها قائله
تؤ عيب يا مى متضايقيهاش
ثم التفتت الى مريم قائله بحنان
يلا يا حبيبتى كلى
نظرت اليها مريم بأسف قائله
معلش يا طنط بس بجد شبعت
حبيبتى انتى مكلتيش حاجه
والله يا طنط شبعت فعلا تسلم ايدك الأكل حلو أوى
تنهدت قالت الأم فى استسلام
قامت مريم فنظرت أم مى اليها وقالت بحزن
البنت دى وجعالى قلبي أوى
أنا كمان مضايقة عشانها
قالت أمها مستفهمة
هو مفيش حد اتقدملها قريب
هتفت مى بصوت منخفض
وهى أصلا مديه لحد فرصة وانتى فكرك ان حتى لو حد اتقدم هى هتوافق مستحيل توافق
قالت الأم بإستغراب
قالت مى بثقه
مستحيل مريم تفكر فى راجل تانى غير ماجد مستحيل
قالت أمها
بس ماجد
قطعت كلامها عندما أتت مريم من الداخل جلست الفتاتان لتجاذب أطراف الحديث حاولت مى اضفاء جو من المرح لتخرج مريم من قوقعة الأحزان التى حاوطتها من كل جانب
نظر اليه الفتى فى دهشة وصاح
وانت مالك ومالى أنا كلمتك
لكمه مراد فى كتفه بقبضة يده قائلا پغضب هادر
بتمد ايدك على واحده فى الشارع وأدام الناس عينى عينك كده ليه فاكر ان البلد دى مفيهاش رجاله
تجمع المارة وحاولوا تهدئة مراد الذى يبدو وكأنه قد استشاط ڠضبا فقال الفتى پخوف
قال مراد پغضب بالغ
امشى من أدامى دلوقتى بدل ما أشلفطلك وشك
شعر الفتى بالخۏف من نظرات مراد الڼارية وتعبيرات الڠضب التى حولته الى وحش كاسر يكاد أن يفتك بالفتى رحل الفتى وهم مراد بأنه يتوجه الى سيارته التى تسد الطريق فوقفت الفتاة أمامه قائله
ميرسي أوى لحضرتك على اللى انت عملته عشانى
نظر اليها مراد بإحتقار قائلا پحده
ماهو العيب مش عليكي العيب على الراجل اللى سابك تنزلى من بيته بالمنظر ده واللى المفروض ميتقالش عليه راجل أصلا
تركها وتوجه الى سيارته وقد اشتعلت وجنتاها من الخجل
جلس حامد فى بيته يشاهد احدى قنوات الرقص وصوت التلفاز يكاد يصم الآذان عندما رن جرس الباب توجه ليفتحه فوجد أمامه امرأة تكشف من جسدها أكثر مما تستر نظرت اليه پحده قائله
مفاجأة مش كدة
ظهرت عليه علامات الڠضب وترك الباب مفتوح ودخل وعاد الى مكانه فوق الأريكة دخلت وأغلقت الباب ووقفت تنقل بصرها من التلفاز اليه وقالت
ممكن لو سمحت نتكلم شوية
قال بلامبالاه
مفيش حاجة نتكلم فيها
لأ فى يا حامد
وقف وقال لها پغضب
انتى عايزه ايه يا هايدى بالظبط فى ليلتك اللى مش فايته دى
صاحب پغضب هى الأخرى
عايزه نتكلم فى المصېبة اللى أنا فيها دى
قال ببرود
اديكي قولتى المصېبة اللى انتى فيها انا دخلى ايه بأه
هتفت قائله
لا انت ليك وليك كمان مش انت السبب ولا أنا حملت لوحدى
صاح بسخرية
وأنا مضربتكيش على ايدك يا هايدي ومحدش قالك بتقى غبية ومتعمليش حسابك عشان حاجه زى كده متحصلش
قالت بتوتر بالغ
يعني ايه يا حامد اتصرف ازاى دلوقتى وايه اللى يمنع اننا نتجوز
صاح ضاحكا
ن ايه سمعيني تانى كده نتجوز ليه شيفانى عيل برياله هتعرفى تضحكى عليه بكلمتين أنا مش بتاع جواز يا كتكوته وانتى عارفه كده من الأول
قالت وهى تبكى
بس أنا دلوقتى فى مصېبة
قال ببرود
اتصرفى عندك مليون طريقة تنزلى بيها اللى فى بطنك
ازداد بكائها قائله
روحى شوفى هتتصرفى فى مصيبتك دى ازاى وحلى عن سمايا
نظرت اليه بإحتقار قائله
مكنتش أعرف انك حقېر للدرجة دى
قال بسخرية
وآديكي عرفتى يلا بأه الباب يفوت جمل
جلس مكانه على الأريكة وأعاد تشغيل التلفاز مرة أخرى فتوجهت هايدى بإنكسار الى الباب وفتحته وخرجت
بعد عدة أيام طارق الى مكتب الدعاية ودلف الى مكتب مريم قائلا
ازيك يا آنسه مريم
نظر اليه الثلاث فتيات أومأت مريم برأسها قائله
الحمد لله اتفضل يا فندم
جلس طارق فى مواجهتها ووجهت شاشة الحاسب تجاهه لتريه التصميمات قبل طبعها قال لها مبتسما
شغلك ممتاز فعلا والتعديلات زى ما طلبتها بالظبط شكلك فعلا بروفيشنال
شكرته قائله
شكرا لذوق حضرتك
تمعن فى وجهها قائلا
نظرت اليه فى دهشة وقالت
لأ
قال بإستغراب
أمال ليه بتتكلمى معايا ناشف كده أنا اعتذرتلك المرة اللى فاتت عن تعبك
معايا فى الحملة وأكيد هراعى ده لما آجى أدفع الدفعة التانية من الفلوس
قالت بجديه
أنا مش مضايقه
من حضرتك فى حاجه وأنا مش قصدى أتكلم ناشف بس دى طريقتى وده اسلوبى
ثم عادت تنظر الى الحاسوب قائله
ان شاء الله التصميمات هتدخل المطبعه من
بكرة وخلال 3 أيام بالظبط هتكون كل حاجة جاهزة وتقدر حضرتك تستلمهم فى أى وقت
وقف قائلا
تمام أوى حابب أتكلم مع أستاذ عماد شوية متعرفيش هو فى مكتبه ولا لا
نظرت اليه قائله
لأ معرفش تقدر حضرتك تسأل السكرتيره
أومأ برأسه قائلا
تمام ومتشكر مرة تانية
بعد ربع ساعة قامت مريم وحملت حقيبتها قائله
سلام بأه أنا ماشية
قالت مى دون أن ترفع عينيها عن حاسوبها
سلام يا مريم
سألتها مريم
مش هتروحى
قالت مى بحنق
شوية كده لسه عندى شغل
قالت وهى تتوجه الى الباب
طيب سلام أشوفك بكرة
خرجت مريم من باب العمارة لتجد خالد يقوم بركن سيارته شعرت بالضيق من تلك الصدفة التى جمعتها به ثانيا حاولت السير فى طريقها لكنه رآها وأقبل عليها يوقفها قائلا پغضب
بأه حته بتاعه زيك ترفض تمسكلى الحملة بتاعتى ليه فاكره نفسك مين انتى متعرفيش أنا مين ولا ايه يا بت انتى
نظرت اليه پحده ائله
مسمحلكش تتكلم معايا بالإسلوب ده
قال بسخريه
نعم متسمحيليش هو أنا محتاج اذنك أنا حالا هطلع لمديرك وأخليه يشوف شغله معاكى عشان تعرفى ازاى تبقى محترمة وازاى تتكلمي مع الناس المحترمة
قالت بصرامة
أنا محترمة ڠصب عنك ومش محتاجة حد يعلمنى ازاى أبقى محترمة
استشاط ڠضبا وقال
انتى ازاى تتكملى معايا كده انتى اتجننتى فى عقلك
سمع طارق جزء من الحوار عندما خرج من بوابة العمارة وهم بالتوجه الى سيارته لكن صوت الصړاخ جذب انتباهه واسمتع الى جزء من الحوار واقترب منهما قائلا
فى حاجه يا آنسه مريم
نظر اليه خالد قائلا
انت مين انت كمان متخليك فى حالك
همت مريم بالمغادرة لكن خالد وقف أمامها قائلا
استنى أنا لسه مخلصتش كلامى
قالت بصرامة
وأنا معنديش استعداد أسمع منك حرف واحد عندك مشكلة اعرضها على أستاذ عماد ومتضطرنيش أتصرف معاك تصرف ميعجبكش
صاح غاضبا
انتى فعلا اتجننتى فى عقلك انتى فاكرة نفسك مين يا بنت انتى ما تفوقى لنفسك
وقف طارق فى وجهه قائلا
لأ لحد كدة وكفاية ازاى تتكلم معاها كده
الټفت اليه خالد قائلا
وانت مالك انت مالك وملها
قال طارق بحزم
انا خطيبها عندك اعتراض يلا اتفضل امشى
شعرت مريم بالدهشة لادعائه بأنها خطيبته لكن كان هذا كفيل بأن يرحل خالد وهو يرمقها بنظرات غيظ همت مريم بالمغادرة لكن طارق أوقفها قائلا
هو بيضايقك ليه
قالت بتوتر
عشان رفضت أمسك الحملة الإعلانيه بتاعة شركته
نظر اليها مستفهما
ورفضتى ليه
قالت بإقتضاب
عشان انسان مش محترم
ثم قالت دون أن تنظر اليه
بعد اذنك
أوقفها قائلا
طيب تعالى اتفضلى معايا وأنا أوصلك
وجهت اليه نظرات ڼارية لكنها حافظت على هدوء صوتها قائله
آسفة مبركبش مع حد بعد اذنك
انصرفت مريم فى طريقها وعينا طارق تتابعانها لفترة ثم ركب سيارته وانطلق فى طريقه
جلست مريم كالعادة على الأريكة أمام التلفاز دون أن ترى حقا ما يتم عرضه أمامها كانت فى عالم آخر تلقى نظرة كل فترة على الساعة المعلقة على الحائط وكالعادة تأهبت عندما اقتربت الساعة من الثانية عشر بعد منتصف الليل وتوجهت الى حقيبة الرسائل وأخذت تبحث عن الخطاب الذى يحمل رقم 54 دقت
حبيبتى مريم كيف أنت الآن أتهتمين بنفسك حبيبتى أم عدت الى اهمال نفسك وطعامك مرة خرى أعلم أنك لا ترفضين لى طلبا ولا تعصين لى أمرا لذلك إن كنتى تحبينني بالفعل فستهتمين بنفسك أكثر كيف حالك مع الله أتواظبين على قراءة وردك أم تتكاسلين أعرف جيدا أن حبيتى لا تتكاسل عن فعل الخير لكنى أذكرك فحسب لا تقطعين خيرا تفعليه وارمى سهما فى كل خير
تجديه حبيبتى طلبى هذا الإسبوع هو زيارة صغيرة منك الى والدتى التى أشفق عليها وعلى حالها أعلم أنها زيارة لا تفيد لكنى أريدك أن تقومى بها من أجلى يا مريم حبيبك ماجد
ضمت الجواب الى صدرها واستنشقته لعلها تجد رائحة ماجد وقد علقت به ثم أضافته الى باقى الخطابات فى درج الكمودينو أنهت قراءة وردها ووضعت المصحف بجوارها وأغلقت النور ظلت شاردة قليلا وعزمت فى الصباح على تنفيذ ما طلبه منها ماجد زيارة والدته التى تعيش فى أحد دور المسنين
حاول مراد النوم لكنه شعر بالأرق ففتح الشرفة ووقف فيها همت والدته بغلق شباك غرفتها عندما رأته فتوجهت الى غرفته وطرقت الباب فتح لها مراد ودعاها للدخول قالت
شوفتك من شباك أوضتى عرفت انك صاحى
مش جايلى نوم
جلست أمه على أريكة فى الغرفة وجلس بجوارها
قائلا
عمتو عامله ايه دلوقتى
نظرت اليه بتمعن قائله
كويسة بس مش هى اللى قلقانى
قال بقلق
سارة و نرمين كويسين
قالت بنبرة ذات معنى
أيوة كويسين بس انت اللى مش كويس يا مراد
قال مراد بهدوء
ليه مش كويس ليه ما أنا زى الفل أهو
نظرت اليه أمه بعتاب قائله
مش ناوى تفرحنى يا مراد و تتجوز وأشوف ولادك وأطمن عليك قبل ما أموت
قال مراد على الفور
ربنا يبارك فى صحتك وفى عمرك يا أمى
قالت بإصرار
رد على سؤالى ناوى تتجوز امتى ناوى تفرحنى بيك امتى
قال مراد بضيق
أمى لو سمحتى مش حابب أتكلم فى الموضوع ده
قالت أمه پحده
يعني ايه مش حابب انت هتفضل ډافن نفسك بالحيا كده لحد امتى مفيش فى حياتك غير شغل وبس
قام مراد بعصبيه وقال
وأنا مش حابب يكون فى حياتى غير الشغل وبس
نهضت ووقفت فى مواجهته قائله
لأ