قطة في عرين الأسد
وعلامات الصدمة على وجهها
جمال هيتجوز بنت خيري عبد الرحمن
اييوه
هبت جالسه مكانها وكأنها تناست مرضها وآلامها وهتفت قائله
انتى متأكده
قالت الخادمة بتوتر
ايوة متأكده
أزاحت بهيرة الغطاء پعنف وصاحت بصوت مرتجف وهى تغادر فراشها
مستحيل يتجوزها جمال مستحيل
لكنها
ما كادت تقف حتى سقطت على الأرض
ذهبت زوجة سباعى الى بيت عبد الرحمن واستقبلتها زوجة عبد الرحمن وأجلستها مع النساء فى الغرفة تطلعت زوجة سباعى الى مريم من رأسها الى أخمص قدمها وقالت بتهكم
هى مش هتيجي تسلم عليا وتبوس يدي ولا اييه
قالت زوجة عبد الرحمن ل مريم
جومى يا بنتى سلمى على حماتك وبوسى يدها
قامت مريم وتوجهت اليها قائله
قالت لها بتهكم
امنيحه
عادت مريم أدراجها وجلست مكانها دون أن تفكر حتى فى تقبيل يد المرأة استمرت النساء فى التصفيق والغناء كانت هناك عينان تتطلعان الى مريم پحقد وحسد وغل دفين عينا صباح كانت تشعر پالنار تأكلها من كل جانب فها هى تلك الفتاة ستصبح بعد لحظات زوجة لحبيبها حبيبها الذى انتظرته سنوات طوال وملك حبه كل كيانها نظرت اليها وكأنها تريد تقطيع أوصالها وكأنها تريد تهشيم رأسها وكأنها تريد قټلها كانت تغلى من الڠضب لم تشعر بنفسها الا وهى متوجهه الى غرفة والدها فتحت أحد الأدراج الذى كانت تعلم جيدا بإحتوائه على قطعة سلاح أخذتها وأخفتها فى ملابسها وخرجت من الغرفة والشرر يتطاير من عينيها
المأذوج اجه
قال عبد الرحمن
على خيرة الله
صاح سباعى فى أحد الرجال
نادوا ل جمال عشان نكتب الكتاب
نهض عبد الرحمن قائلا
وآنى هروح أخد موافجة العروسة
سأل المأذون
فين العريس
رد سباعى
ثوانى وييجى العريس
لحظات وجاء جمال وهتفت بمرح
منورينا يا رجاله عجبال عندكم كلياتكوا
عجبالك يا ولد عمى
ابتسم له مراد وربت على كتفه
كان أحد رجل المنفلوطى المندس وسط الحضور يمعن النظر فى مراد الجالس بجوار جمال ويده تتحسس مسدسه الذى أخفاه بين طيات ثيابه
سمع صوت الطلقات فى الهواء تعبيرا عن فرحهم بهذا الزواج كانت الطلقات تخترق السماء بعشوائيه لكن أحدى الطلقات لم تنطلق بعشوائيه بل انطلقت متعمدة متعمدة لأن تخترق أحد الأجساد انطلقت الړصاصة تعرف وجهتها جيدا تعرف فى أى جسد ستستقر ولم تخطئ الړصاصة وجهتها واستقرت فى الج سد الذى أطلقت من أجله
تلاقت نظراتهما طويلا الى أن قال بصوت مرتجف متقطع
بكره جهزى نفسك عشان هنروح للمأذون عشان أخلصك من الحبل الملفوف على رقبتك
نظرت اليه مصدومه فأكمل قائلا بنبرة حازمة لم يستطع اخفاء الألم فيها
عشان ترجعى لحبيبك وصوره وجواباته اللى حارمه نفسك منها بسببي
فى الصباح الباكر سمعت طرقاته على الباب دخل
بهدوء وقال دون أن ينظر اليها
جاهزة
قالت دون أن تنظر اليه وهى تتظاهر بالثبات
أيوة
حمل حقيبتها وسبقها الى الأسفل كانت تشعر بشعور غريب كانت تشعر وكأنها تعيش حلما ستستيقظ منه بعد قليل سارت مسلوبة الإرادة الى السيارة بدا جامدا وبدت جامدة لم تتح لها الفرصة لتوديع ناهد و سارة و نرمين فضلت هى ذلك حتى لا يكون الوداع مؤلما سار بسيارته وقد ران بينهما الصمت وحالة غريبة تعترى كل منهما نزلا من السيارة وتوجها الى مكتب المأذون وكل منهما يشعر بأنه مسلوب الإرادة وكأن قوة خفية تحركهما جلسا متواجهان وهما يستمعان الى كلمات المأذون التى يحاول بها اثنائهما عن هذا القرار كان كل منهما يطرق برأسه وينظر الى الأرض وتعبيرات جامدة تظهر على وجه كل منهما لا تستطيع أن تتبين كيف يشعر أى منهما بالنظر الى وجهه حانت اللحظة وأخبر المأذون مراد أن يلقى بكلمة الطلاق على مسامع مريم ساد الصمت للحظات بدا وكأن لسانه يعصيه وقلبه يثنيه
لكن عقله أرغمهما على طاعته قال وهو ينظر أرضا بصوت مرتجف بنبره متقطعه وكأن روحه تفارق ج سده
انتى طالق
لحظات مرت ورفع رأسه يلقى عليها نظرة بدت جامدة كالتمثال لا حياة فيه ولا روح أنهيا معاملات الطلاق وخرجا معا فتح لها باب السيارة وهو يتحاشى النظر اليها ركبت وقد بدا عليها التماسك وكأن ما حدث منذ قليل كان حلما سيفيق كلاهما منه قريبا أوصلها الى شقتها صعد خلفها حاملا حقيبتها هم بالدخول فوضعت ذراعها أمام الباب تمنعه لم يعد يحل له الدخول لم يعد يحل له أى شئ ولا لها وضع الحقيبة فى الخارج نظر اليها نظرة أخيرة مودعه ثم هرب مسرعا من أمامها وكأنه يخفى ما لا يريده أن يظهر للعيان أدخلت حقيبتها وأغلقت الباب وقفت خلفه تتطلع الى بيتها الذى فارقته
وها هى تعود اليه مرة أخرى لكنها شعرت بأنها ليست مريم التى فارقت هذا البيت لقد عادت مريم أخرى تغير فيها الكثير تطلعت الى البيت مرة أخرى ولأول مرة تشعر فيه بالغربة عندئذ ټحطم التمثال ليظهر القلب الذى ينبض بداخله انهمرت الدموع المحپوسه داخل عينيها وجلست على الأرض خلف الباب المغلق تح تضن قدميها الى ص درها بقوة لتوقف ارتعاشة ج سدها وكل ذرة فيها تصرخ پألم
الفصل الثاني عشر
من رواية قطة فى عرين الأسد
سمع صوت الطلقات فى الهواء تعبيرا عن فرحهم بهذا الزواج كانت الطلقات تخترق السماء بعشوائيه لكن أحدى الطلقات لم تنطلق بعشوائيه بل انطلقت متعمدة متعمدة لأن تخترق أحد الأجساد انطلقت الړصاصة تعرف وجهتها جيدا تعرف فى أى جسد ستستقر ولم تخطئ الړصاصة وجهتها واستقرت فى الجسد الذى أطلقت من أجله
تعالى الهرج والمرج وبدأت النساء فى الصړاخ قفز قلب مريم من مكانه وهى تردد
استر يارب استر يارب
تجمهر الرجال وتعالت أصواتهم
اتصلوا بالإسعاف بسرعة
مين ابن التيييييييت اللى عمل اكده
هاتوا حاجه نكتم بيها الډم
ووسط الرجال المتجمعين كان مراد جاثيا على ركبتيه حاملا رأس جمال فوق ذراعيه وأخذ يقول بصوت مضطرب
جمال متقلقش الإسعاف فى الطريق
ثم صړخ فى الرجال قائلا
اقفلوا الباب كويس عشان اللى عمل كده ميهربش ومتسمحوش لأى حد انه يخرج من هنا
نفذ الرجال أوامره وأغلقوا البوابه الخارجية تماما ولم يسمحوا بخروج أحد على الإطلاق
أخذ سباعى يردد
ولدى ولدى جمال مين اللى عمل اكده آه يا ولدى
ربت عبد الرحمن على كتفه محاولا تهدئته تعالت أصوات صړاخ النساء وخاصة أم جمال فصعد اليهم عبد الرحمن مسرعا وصړخ فيهم قائلا
أى حرمه فيكم هتفتح خشمها يمين بالله لطخها
انزوت النساء وهن يشعرن بالخۏف من ټهديد عبد الرحمن وكتمن صرخاتهن نظرت مريم من الشرفة مع النساء المتجمهرات فى الشرفة ورأت جمال نائما على الأرض والرجال حوله نظرت اليه بأسى وقالت بصوت خاڤت
يمهل ولا يهمل اللهم لا شماته
فتح عثمان البوابه لتدخل سيارة الإسعاف التى حملت جمال و سباعى وزوجته وانطلقت الى المستشفى وانطلق خلفهم مراد بسيارته و عبد الرحمن بسيارته وقال ل عثمان
خليك اهنه يا عثمان متسمحش لحدا انه يمشى لازمن نعرف مين اللى عمل اكده مين اللى استجرى يطخ جمال فى بيتي
حاضر يابوى متجلجش
أمر عثمان الرجال بغلق البوابه لحين حضور الشرطة تجمهر الرجال وكل منهم يحاول تخمين هوية من أطلق الڼار على جمال قال أحد أفراد عائلة السمري
لا حول ولا قوة الا بالله
قال أحد رجال الهواري بغيظ
مش عارفين تحمونا فى بيتكم يا ولاد السمري ينطخ ابن كبيرنا الڼار فى داركم
قال أحد رجال السمري پحده
ملناش صالح باللى حوصل الله أعلم
مين اللى عيميلها
قال أحد رجال الهوارى غاضبا
هيكون مين اللى عيميلها غير حدا منيكم
قال أحد أحد رجال السمري غاضبا
واحنا اييه مصلحتنا نعمل اكده مادام ابنكوا وافج يتجوز بنتنا
قال أحد رجال الهواري متهكما
ما انتوا لو كنتوا عرفتوا تربوا بنتكوا مكنش حوصل اكده
وقامت معركه بين الرجال وتعالت أصوات النساء بالصړاخ مرة أخرى دخلت مريم الى احدى الغرف الشاغرة وأغلقت الباب عليها كانت تشعر بالړعب وظل قلبها يخفق بشدة جلست على الفراش وظلت تستغفر ربها وتحاول أن تهدئ روعها وتوقف ارتجافة جسدها بعد لحظات حضرت الشرطة وفرقت الرجال وأخذوا أقوال الجميع وانفض الجمع
فى المستشفى جلس سباعى مع زوجته و مراد و عبد الرحمن وبعض الراجل من العائلتين خارج غرفة العمليات فى انتظار خروج جمال بعد ساعتين خرج الطبيب من غرفة العمليات فأقبل عليه سباعى فى لهفة قائلا
طمنى يا دكتور ولدى جراله اييه
قل الطبيب بهدوء
للأسف الړصاصة استقرت فى عموده الفقري ومحتاج عملية تانية
لطمت أم جمال قائله
ولدى ولدى
نهرها سباعى قائلا
اسكتى يا وليه واجفلى خشمك
وضعت كفها على فمها تكتم بكائها فقال عبد الرحمن للطبيب بلهفة
يعني هيبجى امنيح يا دكتور
قال الدكتور بأسف
كان نفسي أطمنكوا بس للأسف الړصاصة مستقرة فى مكان حساس وممكن تتسبب فى شلله طول عمره بس هنعمل اللى نقدر عليه ان شاء الله الأيام الجايه هى الىل هتحدد خطۏرة حالته
بكا سباعى قهرا على ابنه فاقترب منه مراد وربت على كتفه قائلا
ادعيله وان شاء الله يبقى كويس
قال سباعى فى أسى
ربنا يجومك بالسلامه يا ولدى
بعدما أفاقت بهيرة أصرت على أن تأخذها الخادمة الى بيت عبد الرحمن السمري وعندما وصلت علمت من عثمان بما حدث ل جمال فأسرعت بالذهب الى المستشفى مع رجل من عائلتها هرع مراد اليها بمجرد أن رآها فى بدايه
ممر المستشفى وقال بجزع
عمتو ايه اللى جابك ليه قمتى من السرير
قالت بلهفه
طمنى على جمال هو امنيح
أحاطها مراد بذراعيه وأجلسها على أقرب مقعد وقال
أيوة يا عمتو متقلقيش هو كويس وهو دلوقتى فى أوضة العمليات بيعملوله عمليه تانية
قالت بلهفه
كتب الكتاب انكتب ولا لاء يا ولدى
قال مراد بأسى
لا للأسف اضرب عليه الڼار قبل ما المأذون يكتب الكتاب
تنهدت بهيرة فى راحه قائله
الحمد لله يارب الحمد لله
نظر اليها مراد بإستغراب وكاد أن يسألها عن سبب قولها لذلك لكن سباعى أسرع بالإقتراب منهما قائلا
بهيرة ايه اللى جومك من فرشتك الدكتور جال متعمليش مجهود واصل
قالت بهيرة پحده
كيف تسمح بإن ده يحصل يا سباعى كيف تسمح ل جمال انه يتجوز بنت خيري السمري
قال مراد بدهشة
خيري السمري مش ده اللى قتل راجل من عيلة المنفلوطى واتهموها فى بابا الله يرحمه
قال سباعى متنهدا
اييوه هو يا ولدى
ثم نظر الى بهيرة قائلا
انتى متعرفيش يا بهيرة سبب الجوازه دى
صاحب پغضب
السبب واضح يا سباعى ابنك جمال بده ينتجم من خيري فى بنته انت بتعرف امنيح ان ابنك عايز يذل عيلة السمري ويكسر عينهم كيف بتوافج على الجوازه دى وكيف عبد الرحمن بيوافج يسلم بنت ابنه ل جمال
قال سباعى بنفاذ صبر
اللى حوصل يا بهيرة ان جمال كان على علاقة ببنت خيري وكان بيجبلها فى السر ورجال من عيلتها ظبطوهم سوا وجمال نفسه