الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

لحن الحياة

انت في الصفحة 35 من 97 صفحات

موقع أيام نيوز

السمع لترتسم علي شفتيه ابتسامة خبيثة وهو يستمع لغنائها 
ياطالعة من باب الحمام وكل خد عليه خوخه
يامهرة 
وحرك مقبض الباب وعيناه تلمع بوميض من المكر 
يتبع
رواية لحن الحياة 
بقلم سهام صادق 
الفصل السابع والعشرون 
رواية لحن الحياة 
بقلم سهام صادق 
أنتهت من دندنتها وهي تسترخي أكثر في
المياه الدافئة ومالت برأسها للخلف وأغمضت عيناها 
فحمام كهذا جعلها في قمة الهدوء والراحة حتى عضلات جسدها المتشنجه استرخت كما استرخت هي
انفتح الباب فجأه لتلتف برأسها وعيناها متسعة 
تحدق بالواقف أمامها وتذكرت وضعها 
فهبطت بجسدها بالكامل أسفل المياه حتي أصبحت المياة تغمرها
أخرج بسرعه من هنا
كان صوتها يخرج مخڼوقا من أسفل المياه فأشفق عليها وانتشل نفسه من لحظه هيامه بها أراد ان يلاعبها ويتسلي قليلا وكانت النتيجة عبث بمشاعره 
وأغلق الباب وأخذ يتنفس بصعوبه وهو يدلك عنقه 
هايل ياجاسم نجحت أنك تبان ضعيف قدام نفسك وقدمها 
وانصرف من الغرفة فلم يعد قادر علي مواجهتها
كانت تقف خلف الباب تتشبث بالمنشفة التي تحيط جسدها والمياه مازالت تقطر منها وعندما سمعت باب الغرفه يغلق بقوة علمت أنه غادر 
فتنهدت براحه وخرجت وهي تضم المنشفه بقوة بأيديها حول جسدها تكاد تبكي من فرط خجلها ومما حدث 
وجلست علي الفراش تزفر أنفاسها متمتمه
أكيد مكنش قصدها 
وضړبت علي رأسها بضيق
انا غبية عشان مقفلتش باب الحمام كويس 
ووقفت تدور حول نفسها وهي تتذكر تفاصيل تلك اللحظه تقنع نفسها أنه بالتأكيد لم يري جسدها
جلس في غرفة مكتبه سارحا يغلق الكتاب الذي بيده ثم يفتحه وتنهد وهو ينظر في الساعة التي بجانبه فالوقت قد اقترب من منتصف الليل وهو مازال جالس هكذا يصارع عقله بأن

ينسي تلك اللحظه التي جعلته يدرك أنه راغب بها بشدة 
ونهض من فوق مقعده نافضا عقله من تلك الأفكار 
فمن متي كانت الرغبه تتحكم فيه 
وخرج من الغرفة ليجدها تهبط الدرج بخفة وأرتبكت عندما رأته مازال بالأسفل 
فتنحنح وقد قرر ان يتحدث في ذلك الأمر 
انتي لسا منمتيش
فحركت مهرة رأسها بصمت وأكملت هبوط الدرج
لتقع عيناه علي بنطالها الجينزي الذي تشمر أطرافه لاعلي قليلا ونعل منزلي طفولي مضحك لا يعلم من اين اتت به وسلطت عيناها علي قدميها لتفهم سبب ضحكته فتمتمت بحنق طفولي
بتضحك على ايه 
فأقترب منها وهو مازال يطالع أقدامها 
مش عارف ليه حاسس اني شوفت الشبشب ابو صباع ده قبل كده 
فعقدت حاجبيها بضيق وهي تري تهكمها علي حذائها الذي جلبت منه ألوان عده 
انا لسا أول مره ألبسه معجبتنيش اللي انت جيبهوملي ذوقهم وحش 
فتعالت صوت ضحكاته وهو يرفع حاجبيه
ذوقهم وحش سبحان الله دول ماركة عارفة يعني ايه
فوقفت قبالته 
ميهمنيش انا بحب أجيب الشباشب بتاعتي من ماركة سوق التلات 
فتمتم ضاحكا 
سوق التلات 
لتتخطاه نحو الشرفة الزجاجية التي تطل علي حمام السباحه وتدق الأرض بنعلها
شايف بيترقع ازاي
لم يعد قادر علي كتم صوت ضحكاته وتمتم وهو يجدها تفتح الشرفة وتتجه نحو حمام السباحة 
اظاهر الجوازة ديه ليها فوايد كتيره 
وسار خلفها وهو يعد فوائدها
حړقة الډم الضحك وفقد الأعصاب 
ووجدها تجلس على حافة حوض السباحة وتخلع نعلها لتضعه جانبا وتدلي بساقيها للمياه مستمتعه ببرودة الجو في ذلك الوقت 
ووقف جاسم خلفها يائس من فهمها 
وقرر ان يخرج عن طور الوقار ويفعل مثلها 
وجلس جانبها فتعجبت من أمره 
عجيبة جاسم بيه الشرقاوي قاعد القعده ديه 
فأبتسم لها جاسم وهو يحدق بها بمتعه 
ما مرات جاسم بيه الشرقاوي قاعده برضوه كده فميقعدش ليه ويشارك زوجته استمتعها 
فأبتسمت ف رده قد ارضي شئ داخلها لا تعرف ما هو 
أنت غريب اوي 
فضحك جاسم بتسلية وهو يشيح عيناه عنها 
غريب ليه يامهرة انا إنسان طبيعي جدا 
وتابع بهدوء وهو يلتف نحوها مجددا
جاسم اللي أشتغلتي معاه غير جاسم الزوج لان الإتنين مافيش وجه مقارنه بينهم 
فتنهدت وهي حائرة من حديثه 
مش كل الناس بتقدر تفصل في شخصيتها فشغلها ومع الناس وشخصيتها مع أهل بيتها 
لتشعر بملمس كفه علي وجهها وتأملها بدفئ قد رأته في عينيه
والدي الله يرحمه كان بيعرف يفصل بين شغله وحبه وحنانه ليا ولوالدتي 
واغمض عيناه وهو يتذكر والدته بآلم فكيف تنسى ذكري رجلا كأبيه وتتزوج ولكن حدث ماحدث وانتهى فالحياه أصبحت تعلمه ان لكل شخص أسبابه 
كان ضابط في الجيش ومع ذلك كان بيعرف يحتوي عيلته ازاي 
وتذكر أحد المرات التي ذهب معه لمقر عمله حينما ورغم صغر سنه حين عاش تلك الذكريات الا أنه مازال يتذكر كل شئ 
مرة صممت اروح معاه شغله كنت طفل صغير بس لأول مره كنت أخاف منه وهو بينفذ القرارات بحزم وهو واقف قدام عساكره والكل بيبصله بأحترام رغم أنهم كانوا بيحبوه بس بيخافه منه 
وتابع ومازالت كفه تجول علي وجهها بنعومة ورفق 
تعرفي وانا صغير كان نفسي ابقي ظابط 
فأبتسمت بتوتر وهي تبتلع ريقها من اثر سحره عليها حينما يتحدث بشخصيته الأخرى الحنونه
انت كان نفسك تكون ايه بالظبط 
وتابعت وهي تضحك بخفه بعد ان اشاحت وجهها بعيدا عنه 
ظابط ولا دكتور صيدلي ولا رجل أعمال 
فأبتسم بهدوء وهي يراها تتهرب عنه بعينيها
كان نفسي ابقي إنسان ناجح وبقيت 
فضړبت كفوفها ببعضهم
اه غرور جاسم الشرقاوي رجع 
فضحك بصوت رخيم 
بعض من الغرور لا بأس منه 
واحاطها بذراعه فأنكمشت على نفسها وحاولت ان تبتعد ولكن كالعادة جذبها بحديثه
جدتي كان حلمه
ابقي دكتور صيدلي زي جارنا اللي كاتت بتحبه وبصراحه انا كمان كانت عجباني شخصيته بس لما سافرت كندا لقيت نفسي ناجح في مجال تاني خالص التسويق والبيزنس 
فتسألت وهي ترفع عيناها نحوه 
جدتك اللي ربتك
فأبتسم وهو يتذكر جدته الحنونه 
بعد ما ماما اتجوزت وسافرت مع جوزها 
فعادت تتسأل
وكريم 
فزفر انفاسه وهو يطرد ذكرى تركها له
سافر معاه لأنه كان لسا صغير اما انا كبير وراجل 
تمتم جملته الأخيره بتهكم ممزوج بالألم قد شعرت به حتى انه ارخي ذراعه عنها وابتعد عنه قليلا 
أدركت حينها ان للكل ذكري مؤلمھ حين يتذكرها يتذكر آلامها 
وشعر بيدها تربت علي يده برفق وأبتسمت وهي تخاطبه
والولد اللي جدته العجوزه ربيته بقي رجل أعمال كبير وعنده شركات واسمه بقي ليه وضع في البلد كلها 
لا يعلم لما كلماتها كانت كالبسلم علي چروح ماضيه 
لتنقطع سحر تلك اللحظه قبل ان يقترب من مبتغاه ووجد نفسه يهوي في حوض السباحه ومهرة تركض للداخل 
فضحك بضخب وهو يتكئ بساعديه علي حافة حوض السباحه
يامجنونة كل ده
وتنهد بحب وهو يضع بكفه علي قلبه الذي يخفق بقوة 
كنت محتاجك من زمان يامهرة 
يقود سيارته ويطالعها مبتسما 
سأخذك لكل مكان ذهبت له وأعجبني أريدك ان تشاركيني كل شئ ورد 
فتوردت وجنتي ورد بخجل 
وانا أيضا 
فتعجب من إجابتها فتسأل وهو يغمز لها
هل سافرتي لخارج البلاد ورد من قبل وانا لا أعرف 
فصدح صوت ضحكاتها متذكرة أحلامها التي كانت تقصها على مهرة فكانت مهرة تضحك عليها وتهتف بأستياء 
عايزه تلفي العالم وانتي حتي مروحتيش بلطيم اتغطي ونامي ياورد 
ليلتف نحوها كنان متسائلا
ما الأمر ورد 
فوضعت بيدها علي فمها كي تكتم صوت ضحكاتها 
انا لما أتجول داخل مصر كنان حتي اسافر حول العالم كنت اقصد حينا نسافر لمصر سأخذك لكل مكان تجولت فيه 
فأبتسم بحنو ومد له ذراعه حتى تقترب منه فأقتربت ليضمها له وهو يركز بعينيه علي الطريق متمتما 
سأرفقك لكل مكان تريده ورد أريد ان تأخذني لعالمك الهادئ حبيبتي
فأبتسمت وهي داخل احضانه واتنفست بعمق رائحته 
بحبك كنان 
فأتسعت ابتسامته 
وانا أيضا حبيبتي 
وتذكر أنها إلى الأن لم تخبره سبب ضحكاتها 
لما كنتي تضحكين بقوة 
فضحكت بخفه وهي مازالت على وضعها يحيطها بذراعه 
تذكرت مهرة عندما كنت أقص عليها احلامي في السفر حول العالم
فضحك هو أيضا وهو يتذكر طبيعة مهرة 
وماذا كانت تخبرك
فرفعت عيناها نحوه لتجد يركز في القياده ويحادثها
تخبرني كيف سأسافر حول العالم وانا لم اذهب إلى بلطيم 
فتسأل كنان بغرابه 
بلطيم هل لديكم مكان اسمه هكذا 
فأبتعدت عنه وهي مازالت تضحك 
نعم وسنذهب إليها ونأخذ مهرة وجاسم 
وكانوا قد أخيرا وصلوا إلى مسكنهم لتنفتح البوابة الإلكترونية فيضحك كنان 
نذهب لاي مكان تريديه حبيبتي 
كانت فريدة تقف أمام الشرفة تنظر الي ابنها وهو يهبط من السيارة ثم يذهب اتجاه ورد ويضمها له صاعدين بعض الدرجات نحو المنزل لتضغط علي شفتيها بقوة وهي تتحدث بالهاتف
اخرجي من احزانك سيلا وعودي من رحلتك 
كنان يجب ان يعود لكي انا لا أطيق تلك الفتاه
زفرت رقية أنفاسها بحنق وهي تجد نفسها جالسة مع عروس أخرى اختارتها خالتها لمراد 
وفور ان وصل مراد النادي بعد ان مارس رياضة الاسكواش المفضله لديه جلس علي الطاوله يأخذ أنفاسه ويرتشف من زجاجة الماء 
انسه كارما مش كده
فأبتسمت كارما بأنبهار فهي لم تتوقع ان يكون العريس بمثل تلك اللياقة والوسامة 
ممكن تقولي ياكوكو
فأبتسم مراد وهو يلتف نحو رقية الجالسة معهم 
جميله اوي كوكو ديه 
فنهضت رقية تسحب حقيبتها بغل 
مهمتي كده انتهت هروح اتمشي شوية لحد ماتخلص اللقاء اللطيف ده
لتشير لها كارما بسعاده من انصرافها
باي رقية
فنظر مراد إلى كارما التي تحرك اهدابها له بطريقة عجيبه
انت جميل اوى يابيبي
فأتسعت حدقتي عين مراد 
بيبي 
ظل يبحث عنها بعينيه ليجدها تقف بجوار سيارته تمسك أحدي المثلجات في يدها تلتهمها پشراسه 
ليقترب منها مراد ضاحكا 
ايه الغل ده 
فأبتلعت رقية ما تأكل ونفضت يدها سريعا 
عجبتك العروسه 
ليحرك مراد رأسه بخبث 
لاء معجبتنيش ويلا عشان نروح 
فتهللت اسارير رقية وأتسعت ابتسامتها بعد ان كانت تقف عابسة وتسألت وهي تجلس بجانبه في السيارة بفضول 
ومعجبتكش ليه 
فتمتم مراد بحنق وهو يقود سيارته ويخرج من بوابة النادي
عشان كلمة بيبي 
فطالعته رقية بدهشة من حنقه من كلمة معتاده علي سماعها بل وتقولها لرفيقاتها 
بيبي ! 
ابتسم جاسم وهو يراها تتناول فطورها بحماس تخبره عن سعادتها بذلك التدريب 
هدرب فترة وهتابع مكتبي برضوه في الحي بتاعنا
فحرك جاسم رأسه بيأس فقد كان يود ان تتخلى عن أمر ذهابها لمكتبها بالحي فقد فرح أنها وافقت علي اقتراحه من بدء العمل من بداية الأسبوع وظن أنه يستطيع التأثير عليها
وها هو بداية الأسبوع قد أتي وهي كما هي متشبثه بعنادها
وجودك هنا يبقي قبل ميعاد وصولي مفهوم 
فحركت شفتيها بأستياء
ايه التحكمات ديه 
فتجمدت ملامح جاسم وهو يتناول فنجان قهوته 
مهرة 
فتمتمت بضيق 
انا كان مالي ومالك ومال الجواز واللعب معاك انا كنت قاعده مع نفسي متستته وببني كياني المرموق
لتصدح ضحكات جاسم عاليا
كيان مرموق ايه ده في محل البقالة ولا جحر الفار بتاعك 
فنهضت بضيق 
قولتلك متتريقش على طموحاتي ومشاريعي 
وأولته ظهرها بحنق ليقف خلفها 
يلا عشان
اوصلك ياام مشاريع عريق 
وتقدم أمامها وهو يبتسم فسعادته أصبحت حين يرى حنقها ويسمع تذمرها
رحب بها فؤاد بحفاوة 
اتفضلي اقعدي ياأستاذه مهرة 
فجلست مهرة قبالته
انا عايزاك تعاملني كأي شخص عادي محدش متوسط ليه 
فأبتسم فؤاد بسعاده 
تعرفي ان كلامك ده فرحني انتي كده اثبتيلي
نظرتي فيكي 
فأبتسمت وهي تتذكر تلك القضية التي اوكلها له جاسم 
انتي تلميذتي دلوقتي يامهرة وان شاء الله شغلك هنا هيضفلك خبرة كبيره في حياتك المهنية
فحركت مهرة رأسها بسعاده فهي تعلم ان عملها هنا سيجعلها تتعمق في القضايا الكبري وتفهم خبايا القانون أكثر وأكثر فخبرتها للأسف ضئيلة تتمحور في القضايا الصغيرة 
وأستدعي فؤاد أحدهم يخبره بنضمامها لهم 
لتبدء اول يوم كتعارف وفهم بعض الأمور 
وأنصرفت
34  35  36 

انت في الصفحة 35 من 97 صفحات