الإثنين 25 نوفمبر 2024

لحن الحياة

انت في الصفحة 19 من 97 صفحات

موقع أيام نيوز

جاسم 
الا تري هيئتها
ولوت شفتيها بأمتعاض وهي تعبث بخصلات شعرها 
رفيف انا في الشغل بأحترم موظفيني بذكائهم مش شكلهم ولا لبسهم 
وتخطاها وهي يعود لمكتبه
روحي كملي شغلك 
فأبتسمت وهي تقترب منه تجلس على حافة مكتبه 
سنسهر سويا اليوم أليس كذلك
فأبتسم جاسم فرفيف ذات سحر طاغي بأنوثتها
ووجدها تنحني نحوه تطبع علي وجنته قبلة سريعه ثم أبتعدت عنه
اذا أراك بعد دوام العمل 
كل شئ في المنتجع أصبحت تجربه هي وجواد ما يريده جواد ينفذ علي الفور 
نظرت إلى القاعه الضخمه وشاشة العرض 
وتقدم أمامهم أحد الموظفين بأحترام 
فأخذت ورد تجول بنظراتها في المكان جواد امس اراد ان يذهب للسينما ويحضر أحد أفلام الخيال العلمي ويأكل الفشار 
وعندما أخبره كنان أنه يستطيع ان يري الفيلم في الجناح علي
شاشة التلفاز ويصنعوا له الفشار رفض بطفوله واصر ان يري الفيلم بالسينما 
وكانت القاعه المخصصه للسينما في المنتجع لاول مرة تفتح بعد ان تم تجهيزها 
وأبتسمت ورد بأرتباك بعدما جذبها جواد من يدها كي تنتبه 
ووصلوا للصف الثالث وجلس جواد بسعاده علي المقعد المريح وقدميه لا تصل للأرض يحركهما بمتعه ويصقف بيديه بحماس منتظرا عرض الفيلم والفشار والكولا 
وأبتسم كنان بحنان وهو يراه بتلك السعاده 
ونظر إلي ورد فوجدها تفرد المقعد ثم جلست بخجل علي يمين جواد 
اجلس هنا خالو
وأشار الصغير نحو جهة اليسار فجلس كنان وهو يشير للموظفان بأن يبدئوا العرض 
وأنطفئت الأنوار وبعد دقائق بدء الفيلم يعرض واحد الموظفين اقترب بعلبتين من الفشار بجانب الكولا 
كنان أعد كل شئ من أجل جواد وهذا ما كان يجعل ورد ټغرق بحبه أكثر حنانه جميل وعجيب يصبح كالطفل مع جواد رغم أنها تعلم شخصيته الجامده وتعامله الصارم مع موظفينه ولطافته التي يخصها بها ماهي الا 
وأبتسمت وهي تجد قلبها يرسم الأحلام وقد نسيت أنه قديما قد رسم وحلم وانكسر 
وحدقت بالفيلم واسترخت بجسدها فالمكان رائع بشده واختلست النظرات نحو جواد 
فوجدته يأكل حبات الفشار ومندمج مع الفيلم وتمتمت داخلها
طفل وبيتفرج علي افلام خيال علمي وانا اللي بتفرج علي برامج الاطفال 
وفاقت علي يد جواد يربت على يدها يحثها علي الأنتباه
أنظري ورد أريد ان أصبح رائد فضاء مثل هذا 
فأبتسمت على حماسه المحبب وتمنت ان يكون لها طفلا مثله ذات يوم
ونظرت نحو كنان بعد ان حاربت كثيرا رغبة قلبها في النظر إليه فوجدته يعبث بهاتفه وكأنه ليس معهم
فشعرت بالأحباط وعادت تركز في مطالعة الفيلم ولا تعلم ان كنان يركز معهم وابتسم وقد رأي نظرتها الأخيره نحوه فقد قرر ان يلعب قليلا معها
سنري ورد الي متي الهروب 
كان يحادث نفسه وهو يبتسم وعادت ورد تختلس النظرات نحوه فوجدته يبتسم وهو يعبث بهاتفه 
فأصابها الأحباط مجددا فيبدو أنه لا يطيق تلك الجلسة ومندمج مع شئ آخر 
ومر الوقت واندمجت ورد مع الفيلم وقد أصرفت فكرها عنه وأخذت تأكل من علبة الفشار بتلذذ
وتستمع الي حماس جواد 
ونهض كنان من مقعده بعد ان رن هاتفه وهتف بالمتصل
دقيقه وسأكون معك 
وصعد الدرجات برشاقة نحو باب الخروج فألتفت ورد تنظر لأثره ثم عادت تطالع الفيلم وهي تزفر أنفاسها بفتور 
ومرت الدقائق الي ان وجدت يد بجانب يدها داخل علبه الفشار فسحبت يدها سريعا ونظرت الي من يجاورها فوجدت كنان يأكل حبة الفشار متمتما
رائع 
فأرتبكت ورد ومدت له علبه الفشار ليأخذها
تفضل
فأبتسم كنان وهو ينظر لوجهها المتورد من الخجل 
سنأكل سويا ورد 
فأزداد أرتباكها ونظرت نحو جواد فوجدته مندمج بمطالعة أحداث الفيلم 
ورد 
فألتفت نحوه بخجل ثم وضعت علبة الفشار علي حافة المقعد بينه وبينها 
ليضحك كنان بمتعه 
لا أفضل تلك الأفلام
فأبتسمت وهي تخبره
وانا أيضا 
فسألها كنان بأهتمام عن نوع الأفلام المفضله لها وقد ظن أنها تفضل الأفلام الرومانسية ولكن 
احب الأفلام التاريخيه 
وتابعت بحماس
الحروب والخيل والسيوف 
فأتسعت أبتسامة كنان وهو يتأملها بمتعه وشغف
أنهت مهرة لقائها مع المرأه التي جات إليها توكلها في أمر قضية زوجها وجلست علي مقعدها بأسترخاء ثم تأوهت بآلم
انتي فاكره الكرسي الخشب بتاعك زي كرسي جاسم الشرقاوي
وأعتدلت في جلستها تسجل عنوان الشركه التي كان يعمل بها زوج تلك السيده وقد حدثت له إصابة عمل ولم يحصل علي تعويض وطردوه من عمله
ليردف اليها شيكا كأس الشاي وهو يتسأل 
هتساعديها ياست الأستاذه 
فأبتسمت مهرة وهي تأخذ منه كأس الشاي تتذوقه بمتعه
تسلم أيدك ياشيكا
وجلس شيكا أمامها وهو يخبرها بظروف تلك المرأه 
متقلقش ياشيكا هساعدها 
ليتسأل شيكا بقلق من أمر المال
بس هي معهاش فلوس ديه ست علي حد حالها
لتنظر مهرة لعنوان الشركه متمتمه
قولها متقلقش من حاجه
فطالعها شيكا بأرتياح بعد ان علم أنها
ستتولي الأمر دون مقابل 
تعجبت مني من سؤال مهرة علي اسم تلك الشركه المعروف صاحبها بجشعه وسمعته السيئه وأخبرتها بالمعلومات التي تعرفها فتحجرت عين مهرة وهي تعلم ان المهمة ليست هينه 
ودخل جاسم وهو متعحب من جلوس مهرة تدق علي الأوراق بتركيز 
مهرة 
فلم تنتبه لندائه وأخذ يهتف بأسمها مجددا ولكن لا حياة 
لتفزع من صوت الضربه التي ضربها علي مكتبها ونهضت بحنق وقد نست أنها بالعمل 
هو الواحد ميعرفش يفكر 
ونظرت حولها لتتذكر أنها بالشركه وجاسم يقف امامها ومني تطالعها بدهشة 
ومسحت علي وجهها وهي تشيح عيناها عن جاسم الذي وقف يطالعها بجمود عاقدا ساعديه أمام صدره 
اسفين لحضرتك تحبي تدخلي مكتبي تقعدي مع نفسك وتفكري كويس
فأحتقن وجهها من تهكمه فهي قد نست وجودها بالشركه 
ولم ترد علي سخريته 
ليعتدل في وقفته ثم سار نحو مكتبه 
ورايا ياأستاذه 
وأتبعته وهي تنظر لمني التي تحدق بها 
عايزني في ايه ده 
فضحكت مني فكل يوم أصبحت تكتشف بها أشياء كثيره رغم تهورها الا أنها علمت معدنها الطيب
وقف جاسم يزفر أنفاسه بحنق ثم ألتف لها بعد هدأت أعصابه وقبل ان يوبخها او يسخر منها 
من غير تجريح بس انا عندي قضية وبفكر فيها
وتابعت وهي تضبط من وضع نظارتها
اكيد بتمر بلحظات زي ديه

وبتحتاج هدوء 
فضحك جاسم بتهكم وهو يطالعها
أحجزلك في فندق خمس نجوم تستجمي يومين وتفكري كويس في القضيه
فتنهدت بأمل وحلم 
ياريت ولو كسبت القضيه هعزمك علي كوباية عصير قصب 
وعندما وجدت ملامحه قد تبدلت زفرت أنفاسها بتأفف فكل شئ معه بحساب 
قولي عايزني في ايه عشان نخلص بدل ما انا
وقبل ان تكمل كلامها صړخ بوجهها 
مهرة 
فهمست پخوف 
أفندم 
ليحدق بها جاسم للحظات ليلقي عليها أصعب مهمه في حياتها وهي مرافقة رفيف في البحث عن قاعة تلائم فكرها وتصلح لحملة التصوير للدعايه عن المنتج الجديد 
نظرت سهير لزوجها وهي تفكر في كيفيه تزويج مهرة لأحد التجار 
ايه رأيك ياعزيز في الحج صبحي 
فأبتسم عزيز وهي يرتشف من قهوته 
راجل جدع وابن سوق وجزار ليه مركزه
فأتسعت أبتسامة سهير وهي تقترب منه بمكر تهندم له عبائته
طب ايه رأيك نجوزه لمهرة
ارتسم الحزن علي محياها ومعاذ يخبرها ان المنتجع لم يتبقي عليه الا شهر ونصف ويصبح مجهز وهنا سيرحل جواد وينتهي عملها 
حقيقه جاهدت علي نسيانها كي تستمتع بيومها 
ولكن لا مفر من الحقيقه مهما كان 
بجد ياورد انتي من الناس اللي متتنسيش
وتابع بتفكير
أيه رأيك تشتغلي في خدمة العملا بعد عقدك في الوظيفه الحاليه ينتهي
فأبتسمت ورد بشحوب وهي تنظر لبهو الفندق 
ولم تجد ماتقوله 
القاعه التاسعه ولم يعجبها شئ كانت مهرة تحادث نفسها بحنق وهي تتبع رفيف ومعها سكرتيرتها
وجلست علي أقرب مقعد قابلها تنتظر ان تنتهي رفيف من تفحص المكان مع المشرف 
وزفرت أنفاسها وهي تتمني ان ينتهي هذا اليوم 
فأقدامها قد تورمت فهي من تأتي لهم بالمسئول وترشدهم على الأماكن التي أخذت قائمتها من مني 
وتسألت داخلها وهي تنظر لعلو كعب حذاء رفيف 
هي مبتتعبش 
لتجد سكرتيرة رفيف تركض نحوها بتعب 
انا هنقل نفسي من قسم السكرتارية خالص ماله الرد على التليفونات 
فأبتسمت لها مهرة وأشارت للمقعد الآخر 
أقعدي يانشوي لحد ماالليدي تخلص فاكره نفسها في 
وكات ان تكمل باقي عباراتها الا ان صوت رفيف أفزعها
نشوى 
لتنظر نشوي للمقعد ومهرة وذهبت نحو رفيف فهي سكرتيرتها وقد تم نقلها من أجلها
وبعد دقائق كانت رفيف تخرج من المكان ترتدي نظارتها السوداء وتهندم من خصلات شعرها المصففه بعنايه 
وتأملت مهرة المكان قبل ان تغادر
والله حلو المكان مبتفهمش في فن الأختيار
واتجوا نحو السياره المخصصه بالطبع لرفيف 
وصعدت مهرة بجانب السائق تتمني أن تنال القاعه العاشرة مواصفات السيده رفيف
وبالفعل حدث ماتمنت وأنقضي اليوم 
وعادت للمنزل لتجد السيد عادل والد مرام يصعد اول درجه من الدرج بتعب يحمل بعض الطلبات 
هات يااستاذ عادل عنك 
فألتف عادل لها بأبتسامته الطيبه 
ازيك يامهرة يابنتي
وتابع بعتاب 
كده الشغل ينسيكي عمك عادل 
فتناولت مهرة منه مايحمل 
ڠصب عني انت عارف غلاوتك عندي أنت وأبلة صفاء
وصعدت معه لشقته وهي تحمل الأعراض ويسألها عن حالها ففتحت لهم صفاء باب الشقة تنظر لمهرة مرحبة 
تعالي ياحببتي ده انا النهارده عامله كيكة الجيلي اللي بتحبيها وكنت هنزلك نصيبك انتي و ورد 
فوضعت مهرة الأغراض أرضا وقد نست أرهاقها مع كعكة السيده صفاء 
نظر كريم إلى مشيرة التي تجلس معه في مكتبه يشرح لها بعض الأشياء في الصفقة الجديده 
لا يعلم لما أختارته هو فالصفقه بها شركاء أخرين 
وأخرجت سيجارتها تدخن 
مسموح أدخن 
وضحكت بأنوثه ليتمتم كريم بأستياء وهو يرسم أبتسامة مجامله علي شفتيه
أكيد 
أطرحوها أرضا فتأوهت بآلم وهي تنظر للرجلان ذو الأجساد الضخمه يتجهون نحو الشركه التي أتت لها لتتحدث مع صاحبها بخصوص مستحقات الرجل الذي لم يهتموا بأمره ولا بأمر أسرته 
وتذكرت كيف كان لطيف معها عندما علم أنها مندوبة من شركة جاسم الشرقاوي 
ولكن بعد ان عرف سبب قدومها إليه كانت هذه هي نهايتها تفترش الأرض تتأوه پألم من ذراعها 
وأشفق عليها أحد الماره وساعدها في النهوض 
ربنا ينتقم منهم يابنتي
اڼصدمت مني من ذراع مهرة الملفوف برباط وتعلقه برابطه علي عنقها 
ايه اللي حصلك 
فنظرت لها مهرة بۏجع وهي تتذكر ماحدث 
ماتخديش في بالك حاډثه بسيطه 
وتسألت وهي تتمني ان لا يكون قد سأل عنها جاسم وأكتشف تأخيرها 
سأل عني 
فحدقت بها مني بأسف
للآسف وقال عايزك اول ماتوصلي
فأتجهت نحو مكتبه وهي تزفر أنفاسها بقوه تدعي علي 
الرجلان وصاحب الشركه
ودلفت لغرفته لتجده يطالع بعض الأوراق 
مدام مني قالتلي انك عايزني 
فلم يهتم جاسم بالرد عليها فقد أخبرته رفيف في الصباح أنها سيئه في عملها ولم تنفعها بشئ غير سلوكها وما ساعد كلام رفيف من حنقه منها انها أيضا لم تأتي للعمل في وقته المحدد حتي أنها لم تخبر مني بأمر تأخيرها
جاسم بيه
الفصل السادس عشر 
رواية لحن الحياة 
بقلم سهام صادق 
أندفع واقفا وهو يري حالتها تلك ونظر لذراعها بقلق
ايه اللي حصلك
فأرتبكت مهرة من نظراته ومسدت علي ذراعها برفق 
مجرد حاډثة بسيطه 
وأقترب منها وهو يحرك رأسه بيأس 
حاډثة ولا مصېبة عملتيها يامهرة 
فأتسعت عيناها ثم أشاحت وجهها بعيدا عنه متمتمه بحنق 
انا بعمل مصايب 
وأبتسم وهو يمسك ذراعها يفحصه برفق فتأوهت وهي تسحب ذراعها 
ليطالعها جاسم بضيق وهو يبتعد عنها
من ساعة معرفتك وانتي يااما بتدخلي للمصايب برجلك او هي اللي بتجيلك
ولم يجد منها رد الا نظرة الأستياء التي ظهرت على ملامحها 
ردي عليا غلطان انا 
فهمهمت بصوت هامس لم يسمعه فمال نحوها متسائلا وهو يرفع أحد حاجبيه
سمعيني صوتك 
فأزداد حنقها وهي تشعر
18  19  20 

انت في الصفحة 19 من 97 صفحات