انا لها شمس بقلمي روز أمين
تراه مازال معلقا مقلتيه بإيثار ليتحدث مستفسرا بعدما فقد سيطرته جراء شغفه لمعرفة شخصها
أنا شفتك النهاردة في الموقف هو أنت تقربي لخالتي منيرة
قطبت جبينها متعجبة جرأته لتهتف منيرة بإيجاب لتشبع رغبته الملحة في المعرفة والتي ظهرت بينة بمقلتاه
هو انت مش عارفها يا عمرو دي إيثار بنتي
التمعت عينيه ذهولا ليقول
ليسترسل منبهرا
شكلك إتغير قوي عن زمان
ماما إيه اللي بتقوليه ده!
ابتسم عمرو على خجلها الذي زاد من توهج وجنتيها ليزيد من اشتعال قلبه وحرارته لتهتف الأخرى بلامبالاة غير عابئة بمشاعر صغيرتها البريئة
مكسوفة من إيه ده عمرو زي أخوك وجدي بالظبط
اغتاظت من والدتها وتحدثت بحدة أظهرت كم حنقها
برغم سعادتها باعجاب عمرو الظاهر عليه إلا أنها كانت تشتعل داخليا لتخشب تلك الحمقاء ونظراتها الحادة تغاضت عن ڠضبها لتتحدث وهي تشير بيدها نحو منزل العروس
يلا يا حبيبتي
أوقفها متلهفا ليقول باهتمام
الفرح معمول على السطوح فوق يا خالتي
واسترسل وهو يتقدمهم
اتفضلوا أوصلكم
تعيشي يا ام كريم مبروك وربنا يتمم لكم بخير وتفرحي بعوضها إن شاءالله
التفتت المرأة إلى تلك الجميلة لتقول بانبهار ظهر بعينيها
صلاة النبي أحسن كبرتي واحلويتي يا إيثار
متشكرة يا خالتي عيونك الحلوين
اشارت بكف يدها للداخل
تعالوا ادخلوا
تعرفت على صوتها من الوهلة الأولى إنها سمية صديقتها المقربة بالثانوية العامة تفرقا بالجامعة حيث إلتحقت إيثار بكلية التجارة بجامعة القاهرة بينما سمية فالتحقت بكلية الأداب جامعة المنصورة ولكن ظلت علاقتيهما قوية كالسابق حيث تتبادلتان الزيارات
بمنزليهما كلما سنحت لهما الفرصة وتتحدثتان عبر الهاتف بشكل شبه يومي لذا اسرار كلتاهما لدى الأخرى أنير وجهها بابتسامة سعيدة لتقول بحبور تجلى بصوتها الناعم
سمية
اعتدلت لتهب واقفة لتلتف لتلك المبتسمة وتبادلتا عناقا حميميا لفت أنظار الجميع تجاورتا الجلوس بعد أن صافحت منيرة وزوجتي نجلاها وبدأتا الفتاتان بالهمس لتقول سمية مستفسرة
جيتي إمتى
لسة واصلة العصر نطقتها ببشاشة وجه لتنهرها الاخرى بلوم مصطنع
ومتكلمنيش يا ندلة عشان أجي أشوفك
أطرقت برأسها قائلة بحزن
اسكتي يا سمية أنا من ساعة ما وصلت البيت وأنا في حوارات
ليه إيه اللي حصل إحكي لي نطقتها بعينين يملؤهما الفضول لتجيبها الاخرى بإيجاز
هحكي لك بعدين
ثم ضيقت عينيها لتسألها باستغراب
بس أنا متوقعتش ألاقيكي هنا في الحنة
ليه يعني قالتها باقتطاب لترد الاخرى
يعني أصل لا العريس ولا العروسة قرايبك فاستغربت بصراحة
غمزت لها بعينيها لتقول بانتشاء وهي تهمس بالقرب منها دون حياء
أقولك الصراحة أنا جاية أشقط عريس
لتسترسل بانتشاء
بصي يا إيثار مش هكذب عليك أنا طول عمري بحلم إني ادخل عيلة البنهاوي واتنغنغ في عزهم وابقى غبية لو أضيع من إيدي فرصة زي فرح بنت جمال البنهاوي علشان كدة أول ما عرفت إن الحنة النهاردة
كانت تستمع إليها بعقل غير مستوعب حديثها لتسترسل الاخرى وهي تتناقل النظرات بين سيدات الحفل
معظم الستات اللي قاعدين دول عندهم شباب في سن الجواز مش يمكن حظي يضرب وأعجب واحدة منهم وتخطبني لابنها
هزت رأسها بتعجب لتجيبها باستنكار
وستات عيلة البنهاوي هيختاروكي على أساس إيه يا سمية
تنهدت حين رأت استنكار صديقتها لتسترسل بإبانة
خليكي إنت في تفكيرك الفقري ده لحد ما هتلاقي نفسك لابسة في سليم إبن خالك أبو دبلوم نطقتها بازدراء ولوم لټغرق الاخرى بدوامة أحزانها فقد اصبح هاجسها الأكبر مؤخرا هو أن يجبرها شقيقها على زواجها من ذاك السليم الذي لا يختلف كثيرا بطباعه عن عزيز
لتسترسل الاخرى بتطلع وعينين حالمتين
أما أنا بقى هحقق حلمي وبكره أفكرك لما اتجوز واحد من شباب البنهاوية وأعيش معاه في العز تعرفي وأنا جاية وقفت عند الصوان بتاع فرح الرجالة وعملت نفسي بربط في الكوتشي بتاعي
لوت فاهها باحباط لتسترسل
كنت متأملة حد من شباب البنهاوية يطلع ويشوفني وأعجبه بس حظي طلع فقري وقفت أكتر من نص ساعة إن حد يطلع وأخر ما زهقت طلعت على هنا
أطلقت ضحكة بريئة على تلك الحالمة وتابعتا حديثيهما المسمر إلى أن قطع انخراطهما صوت تلك البشوشة التي اقبلت باتجاه الطاولة لتقول وهي تجذب إيثار من كف يدها لتحثها على النهوض
تعالي إرقصي مع البنات يا إيثار
تفاجأت بفعلها لتقول بكثيرا من الإرتباك المصحوب بالخجل
مش هينفع يا خالتي أنا مبعرفش أرقص
هتفت نوارة زوجةوجديالتي كانت تقابلها الجلوس بالطاولة لتقول بحماس وتفخيم
لما أنت مبتعرفيش ترقصي أنا اللي بعرف
والټفت للسيدة لتسترسل بمشاكسة
إنت هتقولي لي ما أنا شفتها في حنة عزيز ووجدي قومي يلا علشان تفرفشي أمل قالتها المرأة وهي تجذبها لتحثها منيرة على النهوض حيث قالت لابنتها وهي تلكزها برسغها
قومي ارقصي مع العروسة يا إيثار عيب تكسفي خالتك
أما نسرين فكانت تتابع الحوار بقلب يغلي من شدة حقده على تلك التي استحوذت على كل ما حرمت هي منه وهو إتمام دراستها الجامعية والذي جعلها تشعر بالدونية بجانبها وكذلك سمية التي شعرت بالغيرة من عدم تقدير والدة العروس لها وكأنها غير موجودة بالأساس
خاصة بالمطربة شادية اعيد تلحينها ليواكب العصر وتغنى بها المطرب محمد منيرشيء من بعيد نداني
كانت هناك عينين مختبئتين في الظلام لتراقب تمايلها بقلب يدق كطبول الحړب وجسد متصلب ينتفض مع كل حركة تقوم بها برقصتها الرائعة التي جعلت من الجميع مشدوها بازبهلال ويتمعن النسوة بالنظر لحركاتها المتقنة بالرقص الشرقي تنفس عاليا ذاك المختبيء يتلصص عليها بعدما صعد على سطوح منزله د الموسيقى حبست انفاسه ليستعيدها من جديد وهو يرى والدة العروس وبعض الفتيات يتوسلن لتلك الإيثار بأن تمتعهن برقصة أخرى بالفعل بدأت برقصتها تحت سعادة منيرة التي تخطت عنان السماء واحتراق روح ذاك اللص المختبيء واشتعال روحه