انا لها شمس بقلمي روز أمين
ليه
علشان راجل سخيف وحاشر نفسه في حياتي جملة مقصودة نطقتها بضيق من أسالته الكثيرة التي أزعجتها لتسترسل بحدة وهي تستعد للمغادرة بعدما فاض بها الكيل منه
بعد إذن حضرتك
تحركت بالممر تحت عينيه المبتسمة من تذمرها ليقطع طريقها دخول العسكري وهو يشدد بقبضته على ذاك المقيد بالأساور الحديدية اتسعت عينيها بذهول وهي ترى وجه عمر المصبوغ باللونين الأحمر الداكن والأزرق تحت عينه الشمال المتورمة وبجانب شفته السفلى المنتفخة وبها بقايا دماء جافة مما يوحي لتعرضه لضړب مپرح وقف سريعا ليتحدث بعينين متشوقتين وكأنه لم يتعرض لكل هذا بسببها
ما زالت تحملق به بعدم استيعاب ليقطع صمتها بصوته الشغوف
أنا عازرك في اللي عملتيه ومش زعلان منكأنا كمان زودتها وخوفتك بس أوعدك مش هعمل
كدة تاني
ليسترسل بتذلل
أهم حاجة تسامحيني ومتكونيش زعلانة مني
قطب فؤاد جبينه وهو يستمع لصوت ذاك الخاضع ليقطع شروده صوت نصر المجلجل الذي صدح بالمكان قائلا پغضب
مين اللي عمل فيك كدة
كرر سؤاله ضاغطا على أسنانه
مين اللي إتجرأ وعمل كدة في إبن نصر البنهاوي!
ترقرقت الدموع بعينيه ليجيب والده مشتكيا بصوت مخټنق كطفل بالعاشرة من عمره
المساجين إتكاتروا عليا في الحجز وضړبوني
إنت السبب في كل ده
واستطرد متوعدا
الإسود اللي اتولدتي فيه
احترم نفسك يا راجل إنت واحترم المكان المقدس اللي إنت واقف فيه كلمات حادة نطقها فؤاد ليسترسل بصرامة وهو ينظر إليها
اړتعب داخل عزيز ليهتف وهو يقبض على رسغ شقيقته بقوة متلبكا
يا باشا إحنا لا بتوع محاضر ولا بنحب المشاكل أصلاوبعدين سيادة النايب نصر باشا البنهاوي يبقى حما أختي وجد إبنها وهي أصلا بتعتبره زي أبوها
مش كدة يا إيثار
متشكرة لحضرتك يا افندم بس أنا مسامحة في حقي وكل اللي أنا عوزاه إني أمشي من هنا لأن إبني في البيت لوحده
نظر لها متعجبا تصرفها مع تلك العائلة العجيبة ليشير لها باتجاه الطريق المؤدي للخروج تحركت دون
خلي بالك من نفسك يا إيثار
اشمئزت من استماعها لصوته المقيت وكادت أن تصم أذنيهااسرعت بخطواتها حتى اختفت في حين تعجب الجميع حتى فؤاد من أمر ذاك ال عمرو
قالها بكبرياء ليتفاجأ بنظرات فؤاد الثابتة فوقه بتقليل ليقول بلامبالاة
النيابة مفيهاش نائب مجلس شعب ووزير الكل هنا سواسية ولازم يحترموا المكان الغفير عندنا بيتعامل زيه زي الوزير
ابتلع نصر لعابه أما طلعت فشعر بالڠضب من معاملة هذا المتغطرس لوالده وخصوصا أمام عزيز وأيهم وهو الذي طالما يتحدث ويحكي الكثير عن معاملة والده الخاصة والمهمة من جميع الجهات سواء أمنية أو سيادية والأن جاء هذا الرجل ليقوم
بوجه الجميع ونصر المصډوم من تلك المعاملة السيئة وعدم التقدير قطع صمت الجميع وذهولهم صوت عمرو الذي هتف مترجيا
بابا أرجوك إتصرف وطلعني من هناالناس اللي في الحجز دول مجرمين لو دخلت عندهم تاني معرفش ممكن يعملوا معايا إيه
أجابه المحامي بدلا عن والده الذي ولأول مرة يشعر بالعجز حيال أبناءه
إصبر يا عمرو بيهمحضر السكر ومحضر إزعاج السكان اتحولوا للنيابة واخدت فيهم أربع أيام على ذمة التحقيقيعني مفيش في إدينا حاجة ممكن نعملها قبل الاربع أيام مايخلصوا
واستطرد بلوم
ما أنت لو كنت اتصلت بينا وإنت لسة في قسم الشرطة كنا طلعناك من غير ما حد يحس بيك لكن اللي صعب المواضيع هو تحويل المحضر للنيابة
لا الظابط ولا العساكر رضيوا يدوني تليفوني علشان أكلم أبويا منه نطقها بيأس وهو يتحرك مع العسكري الذي جذبه وانسحبا لوجهتهما ليهتف والده بصوت واثق ليبث الإطمئنان داخل فؤاد نجله
متخافش يا عمروكلها يومين وهتبات على سريرك
ليرد عليه نادبا كالنساء بصوت مدو
لسة هستنى يومينأتصرف وأعمل إتصالاتك يا بابا أنا مش هينفع أبات في الحجز يوم واحد
قطع تلك اللحظة جملة المحامى حيث قال متكهنا
واضح إن الموضوع متوصي عليه يا نصر بيه
كان يتابع ذهاب إبنه المكبل بقلب ېحترق حزنا وألما ليلتفت للمحامي من
جديد وهو يقول بفحيح من بين أسنانه
الظابط اللي بلغني قال لي إن فيه لوا كبير كان موصي إن البلاغ يفضل في سرية ومنعوا عمرو يكلم أهله لحد ما البلاغ يتحول للنيابة علشان معرفش اتصرف ولا أخرجه شكل الراجل اللي شغالة عنده المحروق ة اللي اسمها إيثار هو اللي وصى بكدة
اشتعلت عيني أيهم ليتحدث معترضا
ميصحش كدة يا حاج نصر أختي عملت بأصلها وجت اتنازلت عن المحضر ميكنش ده جزائها في الأخر
نكس عزيز رأسه بخزي ليتحدث طلعت ملطفا الأجواء
ولا اللي عمله عمرو مقبول هو كمان يا أستاذ طلعت قالها أيهم بحزن ليهتف عديم الرجولة موبخا اخاه كي ينال رضى نصر عليه
أسكت إنت خالصالمفروض تبقى مكسوف ووشك في الأرض من عملة أختك السودةمش واقف تبجح انت كمان وترد على الحاج كلمة بكلمة
رفع نصر رأسه لاعلى والقى نظرة رضا عليه ليقول مثنيا
أصيل يا عزيزاللي بيعجبني فيك إنك جدع وبتقول كلمة الحق حتى لو على أقرب الناس ليك
عاد نصر بحديثه مرة أخرى إلى المحامي قائلا
شوف لي حل يا مترالواد لازم يخرج النهاردة ادخل لوكيل النيابة واعرض عليه فلوس قوله الفلوس اللي هيطلبها هتبقى في بيته بعد ساعة إن شالله يطلب عشرة مليون
ارتبك المحامي وتلفت حوله بارتياب خشية من أن يكون تسمع على حديثهم أحدا ليتحدث بصوت خاڤت بعدما تأكد من خلو الممر إلا منهم
كلام إيه اللي بتقوله ده يا سيادة النايب إنت شكلك عاوز تودينا في داهية كلنا النيابة ملهاش سكة يا بيه إنسى الكلام ده وحاول تشوف حد من معارفك الكبار يتدخل ويحلها بالحب مع الكبار غير كدة ملهاش حل
نطق كلماته الاخيرة ليغلق باب الامل بوجه نصر الذي تنهد بقلة حيلة وبات يلعن ويسب بسريرته تلك الإيثار وهو يتوعد لها
إديني تليفونك اللي فيه خطك الجديد هعمل منه مكالمة يا ياسمين
سألتها بارتياب
مكالمة إيه اللي هتعمليها من خطي يا سمية
أهي مكالمة والسلامهو تحقيق نطقتها بحدة ليتأكد ظن الأخرى التي هتفت بنصح
واستطردت بتذكير
ده غير اللي طلعت عمله فيا لما بنت الكلب كلمته وقالت له إن التروكولر
بين إن الخط بإسمي
بنظرات توسلية قالت لطمأنتها
المرة دي غير كل مرة طلعت اللي كان دايما بيدافع عنها ويقف في صفها سمعته بوداني وهو عمال يشتم عليها لما دخلوا جوة ياخدوا فلوس معاهم محدش هيعمل لكلامها حساب بعد المصېبة اللي عملتها مع عمرو
شوفي رقم تاني كلميها منه أنا مش ناقصة مشاكل وۏجع دماغ قالتها برفض لتبرر الاخرى قائلة
مقدميش غيرك هي عاملة بلوك لرقمي والعلاقة بيني وبين اللي اسمها مروة متخلنيش أطلب منها تليفونها ده غير انها فتانة وهتروح تقول لحماتك وإنت