انا لها شمس بقلمي روز أمين
لتستطيع الوصول قبل حلول الوقت المحدد كي لا تدع للمدعو فؤاد فرصة مضايقتهاأخيرا وصلت قبل الميعاد بخمسة دقائق سألت على مكتبه فارشدها أحدهماقتربت من رجل الأمن الواقف أمام باب المكتب وطلبت منه إبلاغ وكيل النائب العام بحضورها وناولته بطاقة تعريفها طلب منها الرجل الإنتظار لحين اتخاذ الإذن لهاولج للداخل مغلقا الباب خلفه ليتحدث بتوقير وهو يقدم البطاقة لذاك المنكب على أوراقه بتمعن
رفع رأسه وبسط كفه ليأخد البطاقة مدققا النظر بها إبتسامة ساخرة خرجت من جانب ثغره ثم ضيق عينيه وهو يحك ذقنه بأصابع يده ليقول بعد تفكير
خليها واقفة برة لحد ما أضرب لك الجرس
خرج العامل ليبتسم بخبث بعدما عقد النية لمعاقبتها على المعاملة التي لم تلقى استحسانه بالأمس بالخارجتمللت بوقفتها بعدما مر أكثر من نصف ساعة وهي بالانتظار دون حدوث جديد شعرت ببعض الألام بساقيها لتنظر لذاك الواقف قائلة بامتعاض
الباشا قال لي مدخلكيش غير لما يضرب الجرس قالها باقتضاب كتمثال لتهتف هي بحنق
أنا مالي ومال جرس الباشا بتاعكمأنا ميعادي الساعة 11 والساعة الوقت 12إلا ربع
واسترسلت بعينين غاضبتين
تدخل تقول للباشا بتاعك إني لو مدخلتش حالا همشي وابقى أجي له وقت تاني يكون فاضي يشوف شغله فيه
إيه اللي بيحصل برة يا أمينومين دي اللي إتجرأت وعلت صوتها في حضرت النيابة
دي الاستاذ قطع حديثه اقټحام تلك الغاضبة للمكتب حيث قالت بنبرة صوت لاذعة تنم عن استيائها الشديد
تراجع فى مقعده وضيق عينيه ليرمقها بازدراء قائلا بلهجة متعجبة
إنت إزاي تدخلي عليا من غير ما أذن لك!
لم تهتم بحديثه اللاذع ولا بنظراته الڼارية بل تحدثت بثقة وحنق أظهرا كم إستيائها
أنا واقفة برة ليا ساعة إلا ربع منتظرة حضرتك تطلبني علشان أقول شهادتي وأمشيبس وقفتي طالت ومش عارفة هفضل مستنية لحد إمتى!
المفروض إننا في نيابة يعني المواعيد ليها إحترامها وقدسيتهامش واقفة في فرنة بلدي علشان أستنى ساعة واتنين لما صاحب الفرنة يحن عليا ويديني دور في طابور العيش
أعرف ناس حياة العباد متوقفة على شغلها حرفيا ومع ذلك انتظرت ساعة بحالها
ابتسمت ساخرة بجانب فمها بعدما تأكدت من حدسها لتتحدث بذات مغزى
طب كويسكدة يبقى صفينا حساباتنا ممكن بعد إذنك نبدأ التحقيق علشان ألحق ميعاد شغلي
رفع سماعة الهاتف الأرضي دون أن يلتفت إليها قائلا بجمود
تعالى لي في مكتبي حالا يا سامي
اغلق الهاتف ثم أشار بكف يده بغرور كي تجلس دون أن يتفوه بحرف رمقته ثم جلست بحدة ليحضر كاتب النيابة بعد قليل ويبدأ بأخذ أقوالها بجدية وموضوعية وكأن شخصا أخر تلبس شخصيتهشخصا حكيما عاقلا عادلسألها بجدية
الإسم
والسن والعنوان والحالة الإجتماعية
اجابته بثقة
إيثار غانم محمد حسان الجوهري
عندي ثمانية وعشرين سنة ساكنة في مدينة نصر عنواني بالكامل موجود في البطاقة
اللي مع حضرتك
نظر للبطاقة التي أمامه فوق سطح المكتب ليناولها للكاتب لمليء البيانات لتسترسل هي
الحالة الإجتماعية مطلقة
ضيق عينيه مستغربا لينفض سريعا تلك الافكار التي اقټحمت مخيلته ليلقي عليها سؤالا تلو الأخر
إنتهت من تقديم إفادتها ليتحدث بجدية
كدة خلصنا
نهضت بحدة ثم تحدثت وهي تستدير للمغادرة
بعد إذنك
أوقفها صوته البارد حيث قال قاصدا استفزازها وكأنه أعجب بحالة التنافر والتجاذب التي خلقت بينهما منذ أن إلتقيا بالأمس
هتمشي من غير ما تدوقي قهوتنا
إلتفت تنظر عليه بجبين مقطب وعقل غير مستوعب نهض وإلتف حول مكتبه ليقف أمامها لقد كان مظهره جذابا للغايةتطلعت لطوله الفارع وجسده الرياضي الذي ظهر من خلال ثيابه حيث كان مرتديا بدلة سوداء وقميصا مماثلا محكمان على جسده مع وضعه لربطة عنق رمادية اللون ورائحة عطره المميزة التي ملئت أرجاء المكان ليتعمق بمقلتيها بعينيه الحادتين اللتان تتابعاها بدقةليتحدث بنبرة هادئة وكأنه تحول لأخر
سبق لما زرتك في مكتبك طلبتي لي قهوة وضيفتيني بيها أنا كمان عاوز أضيفك وأشربك قهوةبس قهوة بجد
قهوة فؤاد علام زين الدين
كان ينتظر رضوخها لسطوة وسامته كغيرها من النساء اللواتي قابلهن بحياته فجميعهن يذوبن بمجرد رؤيته وكعادته لم يبالي بهن وكأنهن والعدم سواءفما بالك بتلك التي يقف أمامها ويحدثها بكل ذاك الإهتمام لكنها فاجأته بنظراتها الحادة حيث تحدثت بذات مغزى
ضيافتك وصلتني يا سيادة المستشار متشكرة لأفضالك
ابتسم باستفزاز وتحدث قائلا
إنت مش لسة قايلة من شوية إننا صفينا حساباتنا
ليسترسل بمداعبة في محاولة منه بتلطيف الاجواء
خلينا نشرب قهوة على الأقل مايبقاش ليك جمايل عليا
أنا متأخرة على شغلي يا افندم فياريت لو مفيش حاجة خاصة بالتحقيق تسمح لي أمشي قالتها بملامح وجه حانقة ليشير بكف يده باتجاه الباب بملامح تحولت لمقتطبة بفضل إسلوبها المنفر لتقول هي باستياء
بعد إذنك
خرجت كالإعصار ليتأكد حينها بأنها وصلت للمنتهى مما فعله به تنفس بهدوء ليعود لمكتبه من جديد متابعا عمله ولكن بذهن شارد بتلك الفرسة الجامحة وهذا النوع من النساء الذي يصادفه للمرة الأولى بحياته
في تمام الساعة الثانية عشر ظهرا
دخل منزله كالإعصار المدمر حتى استقر بمنتصف البهو ليهتف بنبرة صاخبة زلزلت أركان المنزل بأكملها
سمية إنت ياللي إسمك سمية
خرجت من المطبخ لتهرول إليه لتتبعها ياسمين ومروة اللتان كانا يتابعان تجهيز الغداء تحت ارتيابها من عدم إجابة زوجها إلى الأن على إتصالاتها المتكررة لكنها كبتت إنزعاجها بناءا على تعليمات إجلال الصارمة وقفت أمامه بجسد مرتجف بعدما رأت ڼارا مشټعلة بعينيه الغاضبة ليمسكها من ذراعها يهزها پعنف شديد وهو يقول بسخط
جوزك فين خ
إبتلعت لعابها وظهر الړعب بعينيها لمحت إجلال قد خرجت من غرفتها لتنظر إليها بنظرات مستنجدة استشاط داخله من صمتها لېصرخ بوجهها
ماتردي يا بت جوزك فين
فيه إيه يا حاجبتزعق ليه جملة قالتها إجلال بداخلا مړتعب ليهتف الاخر صارخا
فيه إن بنت ناصرة ضحت علينا وقالت لك إمبارح إن جوزها نايم فوق وهو بايت برة البلد كلها
اتسعت عيناه عندما رأى عدم تفاجيء زوجته بالموضوع بل أنها أمسكت كفه لتفلته من فوق ذراع تلك التي تكاد تفقد أنفاسها من شدة رعبها
سيبها وتعالى نتكلم في أوضتنا يا حاج
قطب جبينه وسألها بتشكيك
أسيبها إزاي بقول لك البت قرطستني
هي جت الفجر خبطت علينا وقالت لي وانا محبتش ازعجكوقولت أكيد سرح في الوقت مع أصحابه ونام عند حد منهم قالت كلماتها بهدوء كي تحسه على الاسترخاء لكنها فوجئت باحتدام ملامحه ليهمس مذهولا
يعني مرات إبنك كانت جاية تقول لنا علشان نشوف البيه بيتسرمح في انهي داهية تاخده لوش الفجر وإنت اللي منعتيها تتكلم
زفرت بضيق مع تقليب عينيها بضجر لتهتف ناهرة إياه بنبرة حادة
هو كان حصل إيه للغاغة اللي إنت عاملها دي