للقدر حكايه بقلم سهام صادق
ووضعت يدها على زجاج السياره تنتظر مساعدته لها
ترجل من سيارته ثم ساعدها على الهبوط منها
شريف انا مش عايزه اكل... مبعرفش اكل بره بيتنا
كانت كالطفله الصغيره وهي تخبره عن عدم رغبتها في تناول الطعام حتى لا تشعر بالحرج... تألم قلبه فكيف سينساها ويزيلها من حياته
قبض على يدها مطمئنا
متقلقيش طول ما انا معاكي
جعلها تتعلق به وتبني أحلاما ظنت لسنين ان الأحلام حرمت عليها
حاضر... قولي بقى شكل المطعم ايه
دلفوا لداخل المطعم فرحب بهما النادل
حاضر هوصفهولك... بس تعالي نقعد... على فكره انا حاجز المطعم لينا لوحدنا
هتفت بطفوله
ابتسم على طفولتها وازاح لها المقعد ليجلسها عليه
طلب وجبتهما وجلس يصف لها المطعم... الي ان اتي النادل بوجبة الطعام
عايزك تاكلي براحتك يامها ومتتكسفيش مني
ارتسمت ابتسامه واسعه على شفتيها
انا مبقتش اتكسف منك ياشريف... عشان عارفه لو شوفتني بأي وضع عمرك ما هتبصلي بشفقه وهتمد ايدك ليا وتساعدني
انا اسف يامها
تعجبت من اعتذاره وانكمش وجهها وهي تسأله
اسف على ايه... انت عملت ايه يزعلني عشان تعتذر
اغمض عيناه بقوه ثم ابعد عيناه عنها
اسف على أول لقاء بينا.
ضحكت وحررت احد كفيها من راحتي كفيه
ياا انت لسا فاكر... ده انا نسيت
بدئوا يتناولوا طعامهم... اخذ يساعدها في تناول الطعام ووضع الأطباق أمامها...الي ان أنهوا طعامهما
طلب لها كأس من المثلجات وطلب لنفسه فنجان قهوه
وجلس ينظر لها وهي تتناول كأس المثلجات بنهم ويستمع إليها
انت مش هتتكلم بقى... انا من الصبح بتكلم
ارتسمت ابتسامه باهته على شفتيه ومال نحو الطاوله
عايز اسمعك النهارده يامها
توردت وجنتاها خجلا
حرك رأسه وداخله يتمنى ان يكون اختيار شقيقتها بسالم صحيح
اخرج العلبه التي تحتوي على العقد الذي اشتراه لها من جيب سترته.. وأخرجه من علبته
ممكن يامها ألبسك السلسله
اندهشت مما أخبرها به ونهض من فوق مقعده ثم وقف خلفها وازاح خصلات شعرها
وضعت يدها على العقد مبتسمه
مش هقلعه خالص
من رقبتي
......................................
وقعت عيناه عليها وهي جالسه منكبه علي بعض الملفات
وجوده اليوم بالشركه التي يديرها شقيقه كان من أجلها
تقدم من مكتبها.. فرفعت عيناها نحوه ليتعمق بالنظر إليها وقبل ان يهتف بشئ... نهضت من فوق مقعدها بثبات
اتفضل يافندم.. بشمهندس شهاب في مكتبه
هتفت عباراتها وهي تتحاشا النظر إليه... طالع شحوب وجهها يسألها
مشيتي ليه امبارح
تعلقت عيناها به ثم اطرقتهم سريعا نحو الأوراق الموضوعه فوق سطح مكتبها.. كانت تظن انه لم ينتبه اليها ولكن حدث ما تمنت عدم حدوثه
لم تعرف الجواب فظلت صامته.. تفرك كفيها ببعضهما بتوتر لم يخرجها من مأزقها هذا إلا خروج شهاب من مكتبه
ياقوت هاتي الملف ال....
انتبه لوجود شقيقه
حمزة انت هنا... غريبه
تقدم حمزة من شقيقه
كنت قريب من الشركه .. فقولت اعدي على الفرع هنا
اماء شهاب برأسه نحو شقيقه بتفهم ثم طالع ياقوت التي مازالت تقف تخفض عيناها حرجا
اطلبنا اتنين قهوه يا ياقوت
دلفا الشقيقان للغرفه... فزفرت أنفاسها المحپوسه.. ف خروج شهاب هو من انقذها
جلبت القهوه ثم طرقت باب الغرفه ودلفت بعدها
وضعت الفنجانين أمام كل منهما... فصدح رنين هاتف شهاب
ففتح الخط ثم خرج من الغرفه يتحدث
كادت ان تخرج من الغرفه الا ان صوته اوقفها
مش هتقوليلي ايه اللي مشاكي امبارح
ابتلعت ريقها بتوتر وهي تطالعه ثم اشاحت عيناها بعيدا عنه
مافيش سبب يافندم
تنهد وهو يضع فنجان قهوته على الطاوله بعدما ارتشف منه رشفه بسيطه
ياقوت مبحبش اقرر سؤالي كتير
صمتت فلا اجابه لديها تخبره بها
ياقوت
تعلقت عيناها به... اليوم علمت الحقيقه التي وقعت بها
سقطت في لعڼة الحب .. الشخص الذي كانت تهابه وتخشي بطشه قلبها بدء يخفق پجنون بل وبدء يهواه...حلمت به امس وهو حلم استيقظت منه تلطم وجهها رافضه اياه
تحركت شفتيها بصعوبه متمتمه
معرفش
ثم هربت من أمامه.. لتتسع ابتسامته وهو يعلم أن ما ارده تم ولم يظل الا التنفيذ !
يتبع بأذن الله
الفصل العشرون
انحدرت دموعها وهي تحكي لسماح عن مشاعرها المضطربه
أصبحت لا تعي ما ينتابها في جوده.. حب يقنعها به قلبها ولكن عقلها يرفضه.. اغمضت عيناها تلوم نفسها علي تفكيرها به ورسم أفعاله معها وكأنها بطولات وقد نست انه في البداية كان يعاملها اسوء معامله
في حاجه غلط ياسماح.. انا مبقتش قادره افهم نفسي
واردفت بعدما مسحت دموعها بقسۏة من فوق وجنتيها
هو اللي انا فيه اسمه ايه ياسماح.. متقوليش انه حب
اطرقت سماح عيناها نحو الوساده التي تضعها فوق فخذيها شارده مفكرة في أفعال حمزة اللطيفه مع صديقتها في الآوان الاخيره.. لطفه انبت املا داخل قلب تلك المسكينه التي تنظر إليها تنتظر نصيحتها
زفرة طويله خرجت من بين شفتيها ثم تعلقت عيناها ب ياقوت
اللي انتي فيه ده سراب يا ياقوت ومحدش هيتوجع غيرك انتي... فوقي دلوقتي احسن ما الأحلام تاخدك وتلاقي نفسك قدام الحقيقه
واردفت وهي تعلم بقسۏة كلماتها
حمزة الزهدي بعد مراته الأولي اكيد يوم ما هيجي يتجوز هيتجوز واحده من العالم بتاعه... قلوبنا هشه وضعيفه يا ياقوت وبتدور على اللي پيجرحها
كلماتها أعادت الذكريات لكلا منهما سماح التي أحبت يوما
اما ياقوت عادت لها ذكرى حبها الصامت لابن بلدتها
قصص الروايات مبتتحققش غير في الروايات يا ياقوت.. الأمير بيروح للاميره اللي زيه اقنعي قلبك بكده
ضغطت ياقوت على شفتيها بقوة تذكر قلبها بالآلم الذي ستحصده اذا ظلت في أحلامها وخرج صوتها بضعف
انا مش محتاجه ۏجع فوق ۏجعي ياسماح
واخذت تردد داخلها
فوقي يا ياقوت
اخذتها سماح بين ذراعيها تربت على كتفها
احنا جاين هنا ومغتربين ليه
دمعت عين ياقوت وهي تتشبث بها
جاين عشان نشتغل
واردفت سماح تسألها وكأنها طفله صغيره
الحب ده ايه
ابتعدت عنها ياقوت تطالعها لتبتسم إليها
رفاهية متصلحش لينا
فأبتمست سماح ومدت كفيها تمسح على خديها
كل ما تلاقي قلبك بدء يرسم ليكي أحلامه واحتياجه اوجعي قبل ما يوجعك
اماءت لها ياقوت برأسها وقد جفت دموعها داخل مقلتيها... لن تجني من الحب إلا ۏجعا اخر يضاف الي اوجاعها
...................................
تعلقت عين ريما بذلك القادم نحوهم بخطي ثابته يتحدث في هاتفه بحزم.. ابتسمت ريما وهي تهندم خصلات شعرها وتعدل من سترتها لم تنتبه مريم لقدومه فقد كانت غارقه في حل المسأله الحسابيه ولكن حينا صدرت نحنحه رجوليه رفعت عيناها نحوه ثم اتجهت انظارها نحو ريما الغارقه في تأمله بهيام
مساء الخير
هتف بها حمزة مبتسما لتنهض ريما من فوق مقعدها هاتفه
مساء النور
تعلقت نظرات مريم بينهم تتخيل لو تزوج والدها بمعلمتها ولكن نفضت رأسها من أفكارها ونهضت سريعا تاركة ما كانت تفعله
بابا وحشتني
ألقت نفسها فأحتواها اليه متسائلا
مريم عامله ايه في مذاكرتها
طالعته ريما بأحلامها الورديه المتعلقه به
متقلقش مستر حمزة اوعدك أن مريم هتقفل الماده السنادي.. ومش مادتي بس باقي المواد كمان
طالع حمزة صغيرته بفخر
وانا متأكده من كده.. شكرا ميس ريما
هتفت ريما معترضه من منادتها بالالقاب
ريما بس يافندم.. واتمنى انك تسمحلي
اقولك كمان حمزة من غير ألقاب
ألقت عبارتها الأخيرة وهي تضغط على شفتيها بحرج وتضع خصلة شعرها خلف أذنها
اتسعت عين مريم ذهولا وانتقلت بعيناها نحو ملامح ريما
حدق بها حمزة متعجبا
أكيد مافيش مشكله من ناحيتي انك تندهيلي من غير ألقاب ميس ريما
تمتم كلمته الأخيرة بحزم ليجعلها تدرك انه لا يراها الا معلمه صغيرته وانه سيناديها كما يناديها دوما دون رفع الكلفة
تصبغت وجنتي ريما حرجا من الموقف الذي وضعت نفسها فيه..أما مريم ابتسمت بزهو
لينسحب حمزة من بينهم متمتما لصغيرته
كملي مذاكرتك ياحببتي
اماءت له برأسها سعيده وتنفست براحه وطالعت ريما التي عادت تجلس على مقعدها متوترة واخرجت ما بجبعتها ولكن بمكر وهي تعاود الجلوس لمقعدها هي الأخرى
تعرفي ياميس ريما عمتو ناديه حولت كتير تخلي بابا يتجوز ولكنه رفض
واردفت بخبث وهي تشبع عيناها بملامح ريما التي تبدلت
اصل بابا كان بيحب ماما اوي وقال انه هيعيش على ذكراها
كانت ندي تلك اللحظه قادمه نحوهم ولكن وقفت مصدومه من سماع عبارات مريم
....................................
أنتفضت فزعا من متمتمه
حرام عليك ياشهاب خضتني
كانت رقيقه وهي تهتف عبارتها تلك ولكن هي دوما كانت رقيقه ناعمه
داعب وجنتاها بيديه مبتسما
مالك بقيتي رقيقه كده ياندي
مطت شفتيها مستنكره وابعتدت عنه
انا متغيرتش ياشهاب انت اظاهر كنت أعمى
ضحك بقوة وهو اليه ثانية
لو انا أعمى في رقتك بس طول لسانك ده بقى جديد ياندي
صمتت للحظات تفكر في خطوتها معه..
لاا ياحبيبي انا لساني مطولش بس انا بدلع عليك حرام يعني الست تدلع على جوزها شويه
رفع شهاب احد حاحبيه وقد ادهشته طريقتها
انا مبقتش فاهمك ياندي... بقيتي كتاب مقفول قدامي
ابتسمت بآلم لم يخفى عليه
ما انا كنت قدامك كتاب مفتوح.. وانت اللي قفلته ورميته ياشهاب
لم يمهلها إكمال عبارتها وكأنه يعبر لها أن حبه لها هكذا.. مادام يريدها بين ذراعيه هكذا يكون الحب
...................................
بدأت صفا عملها في شركة الحراسات الخاصه كموظفة إستقبال
تجيب على الهاتف وتستعلم عن البيانات... تعلم أن تلك الوظيفه اكرمها فيها حمزة فمن سيوظف لديه خريجة سجون
انسدلت اهدابها تخفي دموعها الحبيسه.. أعوام قضتها ظلم وثمن تدفعه عن اب وزوج لم يرحموها حتى بعد موتهم
وقفت جانبها إحدى الموظفات تلتقط بعض الأوراق من جانبها لتسألها صفا بلهفه
هو حمزة مش هيجي النهارده
طالعتها الفتاه بنظرات متعجبه من منادتها بأسم صاحب الشركه مجردا.. فأدركت صفا خطأها سريعا
اقصد حمزة بيه
رمقتها الفتاه ثم رتبت الأوراق وهي تجيبها ببرود
حمزة بيه مش بيجي هنا غير يومين في الأسبوع وممكن يوم واحد.. ياريت تكملي شغلك من غير اسئله كتير
وانصرفت الفتاه التي تدعي مروه تلوي شفتيها ممتعضه
تنهدت صفا تضغط على كفوفها بقوة حتى لا تنساب دموعها
يعني رمتني هنا ياحمزة عشان متشوفنيش.. لدرجادي مش طايق وجودي
..................................
طرق حمزة على سطح مكتبه منتظرا قدومها... استدعاها بحجه انه يريد بعض الأوراق الهامه من لدي شقيقه ولابد ان يجلبها معها هي لأهمية الأوراق.. لم يعلق شهاب على الأمر ولم يركز بشئ
فأبعد شئ سيفكر به أن شقيقه لا يريد الأوراق إنما يريد من ستبعث معها الأوراق
مر الوقت ببطئ الي ان طرقت غرفة مكتبه ودلفت بعدها
نهض فور رؤيتها مطأطأة عيناها نحو الأوراق التي
اتفضل يافندم ده الورق اللي حضرتك طلبته
مدت يدها نحوه بالاوراق دون أن تطالعه.. فألتقط حمزة منها الورق ثم نظر إليها
أنتي مخصماني ولا ايه يا ياقوت
هتف بلطف ممازحا حتى يعيد لعبته اليه بعد ما حدث
وهخاصم حضرتك ليه يا فندم..اي أوامر تانيه
تعجب من لهفتها في المغادرة وتركيز عيناها بعيدا عن مطالعته
تجمدت ملامحه ثم هتف بصرامه
اتفضلي
كادت ان تنصرف من أمامه الا ان صوته اوقفها
استنى يا ياقوت
عاد لمقعده خلف مكتبه وجلس يطالع الأوراق حتى يعيد لنفسه حصونه.. انتظرت ان يتحدث الي ان خرج اخيرا من ثورة أفكاره
هند مرات مروان صديقي عندها مركز