بقلم ايمان حجازى الجزء الثاني 3
وهو يدعو ربه بأن لا يستسلم امامها .. زادت من ارتجافها وبكائها بكل شوق وحب ولهفه قائلهرجعني ليك يا عبدالله ارجوك .. خلاص طاقتي نفذت ومش قادره اعافر اكتر من كده .. انا بحبك قوي ومش عايزه غيرك .. وحشتني يا عبدالله اوي ارجوك متبعدنيش كفايه.. كتير عليا أوي اللي بتعمله ده كتير..
وهنا اڼهارت حصونه ولم تعد لديه طاقه المقاومه امام قلبه النازف شوقا لها
وبعدها اتت صوره چثه اخيه امام عينيه فأغمض عينيه في الم وهو يبتعد عنها ثم تذكر ناجي واعلانه الصريح للحرب ضده .. تجمعت امام عينيه كل ما يحول الوصول الي متطلبات قلبيهم..
في حين مدت مرام يدها اليه في شوق وهي تناديه ولكنها صعقټ من رده فعله .. نهض دفعه واحده وخرج من غرفتها دون النظر اليها وهو يغلق الباب خلفه في حده .. هبط الي الاسفل واسند رأسه علي حائط خلفي للقصر وبدأ في التقاط انفسانه ولكنه شعر بمدي قله الهواء داخل رئتيه وكأن ما يأخذه من هواء لا يكفيه ..
انت اللي بتتعب قلبك بأيدك .. في حين ان الموضوع مفيش اسهل منه .. ربنا يكون في عون المسكينه اللي فوق دي..
عبدالله صوته ولم يعد به طاقه للرد عليه فأسرع من امامه دون النطق بكلمه بينما قال مسعد طب اقفل الاول قميصك ده واعدل هدومك عشان الحرس اللي هنا ميشوفكش بالحاله دي
اما هي مازالت كما تركها تنظر للأمام فقط دون ان تنطق حرفا او تذرف دمعا .. مازال عقلها لا يترجم ما حدث وقلبها لا يستوعب تلك الصدمه التي تلقتها منه .. حبيب عمرها وايامها التي طالما حلمت به بين ايام عڈابها وهجرها له .. قدمت له نفسها علي طبق من ذهب وهو رفضها وكأنها لم تكن .. وفي تلك اللحظه هاجمتها ذكريات مريره بين فراق والم وتعب وشوق وحزن ووحده .. وشرعت في البكاء وكأنها لم تبك من قبل اوصدت باب غرفتها جيدا واطلقت العنان پقهر لسيول العبرات التي كانت تنهمر من عينيها ..
وبعد ان تخطت الساعه الثانيه عشر منتصف الليل تسلق شخص ما جدران غرفته مرام بأحترافيه شديده وقفز داخلها .. ثم اخذ يتحرك ببطئ شديد جدا كي لا يصدر صوتا حتي وصل الي داخل الغرفه .. بحث سريعا بعينيه من تحت القناع الذي كان يرتديه فوجدها جاسيه علي الارض تفتح عينيها وتغمضهم ولم تنتبه اليه حيث كانت شارده بعالم اخر .
الجزء الثاني
حلقه 19
لم يكن الحب يوما مجرد كلمه بل كان أكبر الزام..
في صباح اليوم الجديد لم تشرق الشمس وكست الغيوم السماء بكثره لم يدري كم من الوقت مر عليه وهو علي تلك الحاله يستجمع ذكريات واحداث كثيره مرت عليه الي ان توصل لكل جواب يدور بعقله .. اخذ نفسا عميقا واطلقه ببطئ والم .. لمحت عينيه الساعه في يديه فوجدها تعدت الثامنه صباحا فردد الساعه 8 ازاي! .. دي الشمس لسه مطلعتش !
نظر الي هاتفه فوجدها بالفعل الثامنه والنصف فتحرك بسيارته مسرعا الي القصر
وصل بسيارته الي داخل القصر وامن علي طاقم الحرس ووجد ان كل شئ طبيعي .. ما ان دلف بداخل القصر حتي التقي مع مسعد الذي ردد يا تري هديت وعرفت انك غلطان ! .. عملت فيها ايه خليتها مش راضيه تطلع من اوضتها لحد دلوقت !..
كاد ان يصعد عبدالله الي غرفته دون الرد عليه ولكنه توقف عند تلك الكلمه فأستدار له قائلا بدهشه هي لسه مطلعتش من اوضتها !
مسعد بلوم لا طبعا مطلعتش وحقها والله
.. اول مره احس اني مش فاهمك ومش عارف جبت القسۏه دي منين !
عبدالله بلهفه قسوه ايه ونيله ايه دلوقت !.. انتو ازاي تسيبوها يوم كامل من غير اكل ومن غير ما حد يشوفها .. امال انتو قاعدين معاها ليه !
مسعد بعتاب الله يسامحك ومش هرد عليك .. بس متغلطش الغلطه وتلبسها لغيرك ..
تركه عبدالله ولم يرد عليه وصعد مسرعا الي غرفتها .. طرقها ببطئ قائلا مرام افتحي ارجوكي ..
اتي خلفه جميع من في القصر تباعا حينما سمعو صوته ونبرته المرتفعه ..
لم يتلقي ردا منها وتوقع انها فقدت وعيها من شده الحزن وعدم التغذيه .. فجلب مفتاح الغرفه الاحتياطي وفتحها .. نظر بداخلها نظره خاطفه ولكنها كانت كفيله بأن ترعبه بشده حين لم يجدها امامه .. ذهب الي الحمام الملحق بالغرفه ولم يراها وسمع صوت زهره تصرخ مرااااام .. مرااام مالك فوقي ! ..
هوي قلبه بين قدميه واسرع بأتجاهها وهو يبعد زهره عنها ويتلقاها هو بلهفه وخوف قائلا مراام .. فتحي عينيكي .. يا بابا انا اسف والله حقك عليا انتي عارفه اني معنديش اغلي منك
زهره بلوم وحزن الله يسامحك يا عبدالله .. دلوقت جاي تعتذر لها !
قال عبدالله وهو ينظر اليهم پغضب الجم الجميع وتحديدا سمر ومسعد انتو جايين تلوموني ! .. مش انتو دكاتره ما تشوفوها فيها ايه!
كانت نبره صوت عبدالله كفيله بأن تجعل سمر ترتعد من الداخل ورددت بغير وعي وتلقائيه مفيهاش حاجه يا عبدالله والمفروض تكون فاقت من بدري اصلا !
انتبه عبدالله علي حديثها ولكنه لم يعلق في حين تدخل مسعد وأمسك بساعدها ولكنه لم يتلقي نبضا فشعر بالقلق وتوجهت يديه مباشره الي وضغط عليه ببطئ وتنهد بأرتياح حين وجد النبض مازال موجودا .. قال مسعد زهره جيبيلي جهاز الضغط والسكر بسرعه وحد يعملها حاجه مسكره عشان تقريبا عندها هبوط
اسرعت سمر الي المطبخ تعد لها كوبا من العصير في حين عادت زهره ومعها جهاز الضغط والسكر .. انتهي مسعد من فحصها قائلا السكر واطي والضغط واطي وكان لازم يحصلها هبوط متقلقش ثم وجه حديثه الي زوجته ياريت تعمليلها حاجه تاكلها يا زهره وشويه عصير نظر الي عبدالله وانت اتفضل هاتلها المحاليل والمقويات دي
وضع عبدالله مرام علي الفراش ثم اتجه لمسعد ونظر له نظره شعر وكانه سيقتله بها والتي بالفعل اخافت مسعد .. اخذ منه الورقه پعنف وخرج من الغرفه وامر حارسا بان يحضر تلك الادويه مسرعا .. ثم عاد هو مره اخري بجوار مرام وقبل ان يرتخي قليلا وجد من يدلف الغرفه مسرعا صباح الخير يا اونكل .. مامي لسه نايمه !
قال ذلك دومي في حزن بينما قال عبدالله معلش يا حبيبي ماما تعبانه شويه .. انزلو العبو في الجنينه كبيره وانا عملت لكم
فيها مراجيح جميله ومنطاط كبير والعاب تانيه حلوه
ابتسم دومي في مرح وقال متشكر يا اونكل .. ممكن ابوس ماما !
وهتفت تمارا ايضا ممكن انا كمان يا اونكل ابوسها!
قال عبدالله ماشي بوسوها يلا وبعدين سيبوها ترتاح
قبل ادم يد والدته في حين قبلتها تمارا علي خدها واسرعو الي الاسفل ..
بعد انتهاء دوام عمل اليوم نظر اسلام الي ادهم ففهم مقصده وما ان هم الجميع بمغادره الاجتماع استوقف ادهم عمر قائلا استني يا عمر متمشيش .. انا عايزك
توقف عمر مكانه واستدار اليه قائلا بأحترام تحت امرك يا فندم !
ادهم وهو يضع يده خلف رقبته قائلا لأ .. مش شغل .. انا عايز اتكلم معاك
اومأ له عمر بالايجاب وجلسو حول مكتب ادهم وردد عمر خير يا فندم !
ادهم بهدوء اولا الموضوع بخصوص اسلام .. هو جالي امبارح وعايزني اجي معاه نتقدم لايمان بنت عمك
اشاح عمر بوجهه وهو يزفر في حنق وعصبيه قائلا انا مش فاهم هو ليه مصمم عليها ما انا قلتله لا !
ادهم قصدك قلتله ميستاهلهاش .. ثم ان انت مين عشان تقول لا او ايوه !
عمر پحده وهو يهب واقفا طالما انا مش حاجه يبقي عن اذنك بقه انا ماشي واللي انتو عايزينه اعملوه
ادهم بحزم اولا انا لسه مخلصتش كلامي عشان تقولي هستأذن .. وبعدين انت هتفضل تهرب لأمته هه !! ..
عمر بعصبيه انا مبهربش وبقول اهوه اعملو اللي انتو عايزينه .. عايزين ايه تاني !
ادهم انا اللي عايز اسمع رأيك .. انت فعلا شايف ان اسلام ميستاهلهاش ولا ... حاجه تانيه !
عمر بضيق مكتوم لا تانيه ولا تالته .. ولو علي الكلمه دي فهي طلعت عفويه مني مش اكتر مكنتش اقصد .. ولو اسلام عايز يتقدم حضرتك مش تايه عن عنوان بيتنا لكن انا اعفيني من الموضوع ده انا اصلا سايب البيت
ادهم وسايب البيت ليه !
عمر وهو يزفر مخڼوق مش طايق نفسي .. ارجوك يا ادهم بيه حضرتك عارف معزتك عندي ..
سيبني في حالي انا باجي عشان الشغل وبس ومش مستعد اتكلم او افكر في اي حاجه تانيه ..
ادهم بضيق وڠضب من استسلامه ذلك فقال طيب ماشي اتفضل امشي براحتك واعمل حسابك بقه ان انا اللي هسعي في الجوازه دي ومش هرتاح ولا يهدالي بال الا لما اجوز اسلام لبنت عمك .. حلو كده ! يلا امشي شوف انت رايح فين
نهض عمر من مكانه قائلا براحتكم .. عن أذنك
غادر عمر بينما نظر ادهم ادراجه قائلا في ضيق دا اي شويه الأغبياء دول بس ياربي !
في صباح اليوم التالي فتحت عينيها ببطئ وهي تحاول تذكر ما حدث لها بالامس ومن بين غفلتها استدارت برأسها فرأت عبدالله بجوارها نائما فأبتسمت بشوق وحب ونهضت بجسدها معتدله وهي تنظر اليه بأبتسامه وكادت ان تلمس خده ولكنها توقفت فجأه وهي تتذكر اخر لقاء بينهم حتي أعتصر كل ما بداخلها فجأه......
بعد مرور ساعه كانت مرام تتناول كوبا من النسكافيه وهي تحمله متجهه الي غرفتها بعد ان فكرت جيدا واخذت قرارها ..وجدته مازال مستغرقا في النوم .. هتفت بصوت