الأربعاء 27 نوفمبر 2024

روايه للقدر حكايه بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 55 من 105 صفحات

موقع أيام نيوز


يخفف عنك ويشفيكي هي امك اسمها ايه صحيح عشان ادعيلك بأسمها
صلاه ودعاء هي لا تتذكر يوما دعت ربها ان يخفف عنها شئ او اقتربت منه كما يحق
اسمها ثريا
نطقت حوريه الاسم تجرب نغمة نطقه بين شفتيها
صفا بنت ثريا
اغمض عيناه بمقت لعله يطرد الصراع الذي داخله شعورا يقوده اليها يريد لمسها مجددا رغم انه قرر عدم فعل ما اقترفه بها وسينسي ماحدث بينهم يتخيل لحظه نيله منها وكيف كان يشعر لم يحتقرها او يقرف من لمسها إنما كان راغب بشده يظهر لها عكس ما بداخله

تنهد بأنفاس مثقله واخذ يحرر رابطه عنقه يهتف داخله يقنع نفسه
فرات النويري مش بيضعف
رفع عيناه عن الورقه التي وضعتها أمامه رمقها بجمود لأول مره رغم صرامته مع الجميع الا انها تشعر بلطافته دوما عقلها ديما يفسر لها بحس نية انه توفيق من الله لا اكثر
ايه ده ياهناء
سألها محدقا بها لتنظر اليه بتردد 
ديه استقالتي يافندم 
لم تكن ترغب بذلك ولكن منذ ذلك اليوم الذي اتي فيه مراد للفندق مع نغم والقرابه التي أصبحت تعرفها جعلتها تخشي ان يكشف امرها تذكرت ذلك اليوم وقد تساهل معها خالد ووافق على خروجها بنصف دوام بعد أن تظاهرت بالمړض 
عارف انها استقاله واستقالتك مرفوضه 
قالها بصوت اغضبها فهتفت بضيق 
انا عايزه استقيل واخد مستحقاتي وشهاده خبره 
ردت فعله لم تكن طبيعيه ولكنه لم يرد رحيلها أصبحت جزء من يومه يطالعها خلسه حتى أنها بدأت تظهر في أحلامه 
مش لعب عيال ده وشهاده خبره هتاخديها علي شهرين شغل بس انتي لو قولتي لأي مكان اني اشتغلت شهرين متوقعش انه هيقبلوكي غير أن الفندق اسمه معروف 
واردف وهو يتحكم في نبرته حتى يظهر بمظهر المدير الصارم 
اكيد محدش هيفسر ان العيب في الفندق العيب فيكي انتي 
احتدت عيناها وهي ترمقه وتسمع غلاظة حديثه 
حضرتك قصدك اني موظفه مش اد المسئوليه 
مش انا اللي بقول كده يا هناء ده سوق العمل
حاول أن يكون هادئا عندما شعر ان حديثه لم يعجبها 
الفندق داخل على توسعات ياهناء وانتي محتاجه خبره بلاش تضيعي اللي بدأتي اعتبريها نصيحه اخ بلاش مدير لموظفه عنده 
تعجب عنتر من دلوف سيارة فرات عبر بوابه المزرعه اتجه نحو سيارته بعدما وقفت ليصعد جانبه في المقعد الخلفي 
انت مش قولت انك مش جاي لفتره يابيه 
تجاهل فرات سؤاله فأرتبك عنتر وداعب شاربه حرجا
هتروح بيت المزرعه ولا هتشوف المحصول 
اتي من أجل شئ يجهله وجد قلبه يخبره بالاجابه فهو اتي من أجلها لينفض رأسه من الدوامه والمشاعر التي تقتحمه
اطلع على حظيرة المواشي 
وقفت صفا خلف حوريه تتعلم منها حلب الأبقار عندما وجد عنتر لا فائده لها في الحقل وضع مهمتها مع المواشي انهت حوريه حلب البقره لتعطيها الدلو المملوء 
خدي بالك ياصفا لعنتر يطلع عنينا 
انحنت بظهرها حتى تتمكن حوريه من وضعه فوق رأسها 
مټخافيش ياحوريه ما انا لسا كنت بحمل منك قبل كده 
رمقت حوريه شحوب ملامحها مشفقه عليها 
بس انتي لسا تعبانه 
هو انا امتى هعرف احلب زيك 
ضحكت حوريه على سؤالها ورغبتها الشديده بالحلب
يابنتي خليكي في الاسطبل ولا اقولك مع الفراخ احسن انتي غاويه تعب 
انتبهوا على صوت العامل الذي يخبرها بالاسراع في حمل الدلو 
ثبتته حوريه فوق رأسها لتسير به ببطئ نحو الغرفه التي تقف خارج الحظيرة الواسعه 
تنهدت وهي تقترب من العربه لتلتوي قدمها بالحجر لتسقط ويسقط الدلو معها تنظر للبن الذي يسيل على الأرض بفزع واعين العاملين عليها 
اقترب منها العامل المسئول ېصرخ بها 
أنتي عاميه مخصوم منك تمنه
توقفت سياره فرات في نفس الوقت وخرج عنتر وقد لمح المشهد اسرع في الخطى نحوها يرفع عصاه فهو ينتظر الفرصه لضربها 
العصا كانت ستسقط على جسدها ولم يفزعه الا صړاخ فرات بقوه 
عنتر 
تجمدت قبضه عنتر علي العصا وفرات يتقدم منهم جامد الملامح ينظر إلى ملامحها الخائفه
وقفت تشب على قدميها حتى تتمكن من ربط رابطه عنقه والتعلم فيه تنهد بضجر من اصرارها علي ان تتعلم فيه اليوم ولديه مقابله مع شركاءه لتغير بعض بنود في الصفقه
ياقوت مش وقته 
كانت متحمسه لما تفعله ناسيه انه يحني رقبته نحوها 
سيبني احاول قربت اعملها اه
بقالك ساعه بتجربي
صدح رنين هاتفه ليميل قليلا نحو الفراش يلتقطه وقد لمح اسم مريم فضغطت على زر الاجابه على الفور
اخيرا عملتها عشان تعرف بس 
صاحت بعلو صوتها دون قصد منها وهو يفتح الخط فضحك رغما عنه 
شايفه ياقوت يامريم معذباني ازاي كل ده عشان تتعلم تربط الكرافته 
رابطه عنقه التي كانت تهوى فعلها فكانت والدتها تضحك على فعلتها تخبرها انها هي زوجته وليست هي وكانت تتذمر منها وهو يضحك على مناكفتهم 
تمالكت حالها ونظرت نحو سيلين القادمه اتجاهها 
هتيجي امتي عشان وحشتني يابابا 
ابتسم على فعله ياقوت بعدما لثمت خده وضمھا إليها 
مش عارف لسا يامريم هعرفكم اكيد قبلها 
أنهت مريم الحديث بعدما وجدت سيلين أمامها وبعد تفكير طويل في اقحام امرأة اخري بحياته وبعد مكالمه اليوم هتفت دون مقدمات 
بتحبي بابا 
اتسعت حدقتي سيلين وهي تسحب مقعدها لتهتف مريم ثانية 
عايزه تبقى حرم حمزه الزهدي 
الفصل الواحد والأربعين
مشهد صراخه جذب أنظار العاملين الكل وقف ينظر إلى رب عملهم كيف يتحرك صوب تلك الفتاه الملقاه ارض تعجب عنتر من زمجرته القويه به ونظراته الحاده ازاح عصاه جانبه قبل سقوطها عليها
انحدرت دمعه فوق خدها الأيسر ازالتها سريعا وهي تسمع صوت حوريه الراكضه نحوها تهتف بأسمها 
كل واحد يروح على شغله 
قالها عنتر پحده ببعض العاملين الواقفين حولهم حينا أصبح فرات أمامه اطرق رأسه خزيا لينظر نحوه فرات بجمود وحدق بصفا يمد لها كفه فعلته جعلت حوريه وعنتر ينظرون للأمر بأعين متسعه وخاصه عنتر الذي عاشره لسنوات طويله 
تعلقت عيناها بكفه ثم انتقلت لعينيه استنكرت رحمته العجيبه ولم تنطر لفعلته الا متهكمه
احتدت عيناه من تجاهلها له وقبض على كفه بقوه يراها تنهض بمفردها تتجاوزه
أنتي يابت ازاي البيه يمد ايده ليكي وتمشي وتسبيه 
عنتر 
عاد ېصرخ به ثانية متجاوزا فعلتها بجمود 
اقتربت منها حوريه تنفض لها عبائتها تنظر لفرات الذي اتجه نحو سيارته
ايه اللي عملتي ده ياصفا ده صاحب المزرعه وممكن يطردك 
لم تهتم بما تخبرها به حوريه فهي تكرهه وتكره لمسه
يكفيها ما عاشته معه دمغ جسدها ونالها اقتدارا وڠصبا سارت أمام حوريه بخطي واثقه تعجبت حوريه من امرها لتهتف بها
أنتي مش خاېفه انه يطردك ياصفا 
ألتقت عيناهم والسياره تتحرك ببطئ من جانبهم لتلتف نحو حوريه تجيبها 
الأرزاق بيد الله ياحوريه
جلسه كانت فيها الأخرى مجرد مستمعه تستمع في صمت شعورها كان يتبدل بين الدهشه والحزن والأمل وبين ان الشخص الذي تمنته أصبح زوجا وليست هي من تفكر في رجلا زوج لأخرى يوم ان اعجبتها شخصيته كان ارملا وكان الأمل ينبت داخلها ولكن اعطائه لها عملا في فرع أخر من شركته بعيدا عنه جعلها تتأكد انه لا أمل كي يشعر بمشاعرها وان حكايات الروايات وقصص الأفلام ماهي إلا خيال
انتهت مريم من نسج الحكايه التي ساعدتها صديقتها رؤى في تأليفها وتمتمت بوداعه تليق بسنها الصغير وليس ك ماكره 
انا خاېفه على بابا من البنت ديه انتي متعرفيش بتعمل ايه عشان تبعده عننا كانت طيبه وفجأة ظهرت نيتها 
واردفت بوداعه اكثر
تعرفي ان سمعتها بتكلم راجل غريب وقولتلها بابا لو عرف كده هيكون ردت فعله قويه عملت تمثليه عليه وصدقها كان ناوي ياخدني معاهم في سافريته بس ده كان عقاپي عشان زعلتها 
وسقطت دموعها وقد اجادة الخطه كما اتفقت هي وصديقاتها وساعدتهم فيها زوجه عم رؤى في احكامها
مريم مش معقول حمزه بيه يتخدع في حد حمزه بيه انا اشتغلت معاه وعارفه دماغه كويس
ومدت كفها تربت على يديها المتشابكه ببعضهم 
انا ممكن اكلم حمزه بيه واقوله على سوء الفهم ده 
ارتجف قلبها خوفا من تلك الفكره وخشت ان تفعل سيلين ذلك
لا ارجوكي هيزعل مني وعمتو ناديه كمان عمتو ناديه شايفه اني عايزه اخرب حياتهم
واطرقت عيناها صوب مشروبها البارد تكمل حديثها الذي بدء يتوغل داخل عقل الأخرى 
أنتي مش معجبه ب بابا  
واردفت ببرأه تجيدها بملامحها الطفوليه 
من كلامك عنه الكتير حسيت بكده شكلي فهمتك غلط 
ألقت عبارتها وهي تنظر لملامح سيلين المرتبكه وتوترها لتدرك انها تسير نحو هدفها 
مريم مش معنى اني بتكلم عن حمزه بيه بفخر يبقى جوايا حاجه 
تمنت سيلين ان تستطع إخفاء مشاعرها التي فهمتها مريم طردت وسوسة شيطانها فهى لا تريد ان تكون أمرأة لعوب بشعه تسرق رجلا ليس لها 
أنتي ليه بتداري مشاعرك بعد ما فهمتك حقيقه جوازهم عمتو ناديه هي اللي جابتها حياتنا وهي اللي أصرت على بابا يتجوزها ديه لعبه رسموها سوا هي والبنت ديه يرضيكي بابا يعيش مع واحده بتستغفله 
ونهضت تحمل حقيبتها الصغيره والأمل قد تلاشي داخلها ف سيلين تظهر لها صوره المرأة العفيفه وهذا ما لا ترغب به تنهدت سيلين ووجدتها تتحرك من أمامها وشيئا داخلها يحركها يخبرها ان تفعل شئ لذلك الرجل الذي تقدره وتخلصه من زوجته اللعوب كما افهمتها الصغيره ضميرها ورغبتها تحركوا معا ولم تدرك ان رغبتها هي التي قادتها وان الضمير ماكان الا القناع المزيف 
مريم استنى 
اتسعت ابتسامه مريم وهي تسمع ندائها لتخفي ابتسامتها سريعا وتلتف نحوها حدقت بها سيلين بتوتر تفرك يداها ببعضهم 
انا موافقه اساعدك وبس 
اقتربت منها مريم ټحتضنها تشعر بالزهو مما حصدته اليوم تهتف داخلها
ياقوت بس تطلع من حياتنا وانتي كمان هتطلعي وترجع عيلتنا زي ما كانت 
نظرت نحوه ونحو تلك السيده التي تحادثه ببارعه بلغتها الأم ويبدو انهم يتناقشون كانت عزيمه مع شركاءه هنا وكل منهم اتي بزوجته
جلست بينهم لا تفهم الا كلمات بسيطه من حديثهم الذي تحول إلى مناقشه نحو الأعمال والاستثمار 
خجلت من تناول طعامها واكتفت بأحتساء الشربه واكل القليل من السلطه مضي وقت الطعام ليأتي دور ارتشاف المشروبات وهي
جالسه تنظر حولها تارة وتاره تنظر اليه الي ان جذبت عيناها طفله تركض في المطعم ببلونتها وعلى وجهها ابتسامه صافيه
المشهد جعلها راغبه في رسمه تذكرت مفكرتها الصغيره في حقيبتها ولكن الأمر توقف عند حاجتها للقلم تنهدت بأحباط لتقع عيناها على قلم الكحل الذي يعد هو زينة وجهها الوحيد 
شردت في الراحه التي تحتل ملامح الطفله مع ركضها بحلم بسيط وهي تتعلق ببلونتها فكلما فقدت الخيط من بين اصابعها قفزت لتلتقطه فرحه بصنيعها 
أحدهم اخبره ان زوجته تجلس بينهم منعزله فرغب بالاعتذار منها لان حديثهم بات مملا دار رأسه نحوها حتي يسألها عن رغبتها في المغادره مدام لم يعجبها الأمر  
عيناه وقفت على اصابعها وهي تتنقل بالقلم واتجه بعينيه نحو ما تطالعه لتقع عيناه على الطفله ببلونتها 
ابتسم لما خطته اصابعها فحتى رسوماتها تشبهها 
تشبهك البنوته 
وقفت يدها علي القلم لتلتف نحوه تنظر اليه والي شركاءه المندمجين مع زوجاتهم وتخضبت وجنتاها خجلا
تشبهني ازاي انت كده بتظلم البنت 
طالعها بنظرة لأول مره تراها في عينيه ولكنها
 

54  55  56 

انت في الصفحة 55 من 105 صفحات