الإثنين 25 نوفمبر 2024

روايه للقدر حكايه بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 35 من 105 صفحات

موقع أيام نيوز


البيت... وانا اللي عماله اخدم عليكي من ساعه ما جيتي واقول ضيفه...ياخساره الاكل اللي طبخته وطفحتي
لم تتحمل ياقوت اهانتها فصړخت بوجهها
حرام عليكي كفايه...

انا هدور على شغل تاني مټخافيش يامرات ابويا حريحك مني قريب
رمقتها سناء بأستعلاء
اما نشوف يابنت صباح
وخرجت من الغرفه ټضرب كفوفها وتدعي عليها... قسقطت دموع ياقوت ووضعت يدها على اذنيها

لتقترب منها ياسمين ټحتضنها باكيه
متزعليش ياياقوت... والله بكره هتتعدل... معلش هي ماما كده وانتي اتعودتي عليها
ابتعدت ياقوت عنها وتعلقت عيناها بها وابتسمت بحنان وهي تمسح على وجنتيها
انا مش عارفه انتي بنتها ازاي... ربنا يخليكي ليا يا ياسمين
.....
اقتربت مها من غرفه شقيقتها تحمل بلوزتها التي قطع احد ازرارها واردت ان تحيكها لها 
وقفت تستمع للحديث الدائر بين شقيقتها وجارتهم فكريه 
وبعدين ياماجده هتعملي ايه... اه سالم وافق يرجعلك... بس اختك هتعملي فيها ايه
تنهدت ماجده وهي تركز على طرفي الخيط الذي تعقده فكريه حتى تزيل لها شعر وجهها 
اوديها فين طيب... خالتي ومقطعانه من زمان واهل ابويا اللي ماټ ولا مش فارقين معاه... انا تعبت يافكريه 
فمالت نحوها فكريه قليلا حتى تتمكن مما تفعله 
ماهي اختك متنفعش تقعد معاكي... متسبيش الكبريت جنب البنزين 
زفرت ماجده أنفاسها لتأتي إليها فكريه بالحل 
وديها دار رعايه 
....... 
وقف أمامه شهاب يرمقه بنظرات متعجبه ثم اقترب من مكتبه ومال نحوه مطالعا ما يطالعه بتدقيق
مالك ياشهاب... انت اتهبلت ولا ايه
اعتدل شهاب في وقفته ومسح بكفه على وجهه متسائلا بحيرة
انت مبتتعبش.. ده انت جاي من المطار على الشركه
واردف قاطب حاجبيه
ارحم نفسك
رفع حمزه شفتيه مستنكرا ثم تسأل
صحيح عملتوا ايه مع الموظف اللي امرت برفده
تنهد شهاب بضيق وارخي كتفيه بقله حيله
بلاش تفكرني بسببك خسړت سكرتيرتي... فينك يا ياقوت.
تجمدت عين حمزة على ذكر اسمها فنهض من فوق مقعده
ايه اللي دخل ياقوت في الموضوع ده
وعندما رأي نظرات شقيقه اتضحت الصوره له.. الموظف الذي أمر بطرده دون معرفه اسمه لم يكن الا هي
يتبع بأذن الله 
الفصل السابع والعشرون
تعلقت عين شهاب بشقيقه الذي لم يراه مندفعا بتلك الدرجه علي أحدا بعيدا عن ما يخصه ... لا شئ يجعله قلقا او يشعر بالذعر الا من يهمه ولكن ياقوت كان الأمر عجيبا عليه... 
نظر بتعمق لملامح شقيقه
 حمزه اوعي تقولي أن في حاجه بينك وبين ياقوت
ونفض رأسه سريعا من تلك الفكره... ليحدق به حمزه بعدما وضع الهاتف على اذنه ينتظر إجابة شقيقته
بس تعرف اتمنى ياقوت ترجع شغلها.. مش عايز اقولك اد ايه كانت بنت منضبطه 
دقائق مرت وهو يعاود الاتصال بشقيقته ولكنها لا تجيب زفر أنفاسه وهو يشعر بتأنيب الضمير خاصه بعد فعلته الاخيره معها.. ضحكه ساخره تغللت في اعماقه فأي فعله يتحدث عنها.. انها أفعال كثيره استخدمها معها وماهي الا كالدميه يتلاعب بها 
مره يجعلها هدف لاذاء مشاعر من كانت يوما حبيبته ومره كان سيجعلها عروس لديكور بيته لا ترى ولا تسمع بل ما يجب عليها فقط أن تكون فاضله لما يقدمه إليها... 
انا مش عارف ناديه مبتردش ليه
نظر شهاب نحوه متعجبا
ايه اللي دخل ناديه في الموضوع ده
واردف بعد أستعاب ف ناديه شقيقته هي من وفرت لها تلك الوظيفه لديهم
خلاص ياحمزة... روح لناديه تكلم مدام سلوى تشوفها روحت بلدها ولا لسا هنا
ثم تنهد متدكرا هيئتها ذلك اليوم
مش عارف اقولك اد ايه صعبت عليا... موقف ضياع الورق كان ڠصب عنها.. شنطتها اتسرقت والورق كان فيها وحصل اللي حصل 
تجمدت عين حمزه نحوه زافرا أنفاسه بقوه.. فلا اجابه يتلقاها من شقيقته ليبعد الهاتف عن اذنه متمتما
خليك هنا في عميل مهم جاي يقابلني... قابله بدالي 
لم ينتظر سماع شقيقه... وانصرف على الفور... ليحدق شهاب في اثره متسع العين 
عجيبه اول مره اشوفه كده... الموضوع ده في حاجه غريبه ولازم افهمها 
....... 
جلست على خرقة قديمه تنظر للأوز الذي تربيه زوجه ابيها فوق سطح البيت... مسحت على وجهها بأرهاق من حراره الشمس والصداع بدء يفتك رأسها 
اغمضت عيناها تقاوم ذرف دموعها... فقد عادت الي حياتها القديمه وقد ظنت انها تخلصت منها 
تعلقت عيناها پصدمه وهي تجد احد طيور الغربان يلتقط اوزه ويهرب بها شهقت بفزع ولسوء حظها كانت سناء صاعده للسطح تحمل بعض الطعام لطيورها رأت المشهد فأشتعلت عيناها ڠضبا
نهارك اسود يابنت صباح الغراب اخد الوزه... اه ما انتي قاعده سرحانه 
وألتقطت ذراعها تسحقه بقبضه يدها بعدما تركت الطعام الذي كان بيدها جانبا
انا مش قيلالك لو وزه بس حصلها حاجه هخلي نهارك زي وشك الفقري ده
جاهدت في تخليص ذراعها منها بتعب 
مأخدتش بالي كان ڠصب عني... انتي سيباني هنا تلت ساعات تعبت من الشمس 
لوت سناء شفتيها مستنكره
تعبتي من ايه ياختي...مش كفايه مش بيجي منك نفع.. سبناكي تشتغلي رجعتلنا مطروده... الوزه لو مجتش هموتك انا طيري غالي عليا زي عيالي 
تحجرت عين سناء نحو الغراب المتربص لوزه أخرى دفعتها پقسوه عنها حتى تلحق الأمر دون خساره أخرى
لتسقط منبطحه برأسها على حجرا ضخم 
هللت سناء على طيرها بعويل وكأنه بالفعل احد أولادها.. ورمقت ياقوت بنظرات حانقه وعندما رأت الډماء تسير من جبهتها 
تستاهلي... ده ذنب الوزه بتاعتي 
آلمتها الكلمه فمسحت دماء جبهتها بأكمام عبائتها ونهضت من رقدتها تجر

قدميها بحسره فزوجه ابيها حتى لم تمد لها يدها تنهضها
هبطت من السطح نحو الشقه.. لتنظر لها شقيقتها بهلع 
مالك يا ياقوت... ايه الډم ده
سقطت دموعها فلم تعد تتحمل ثقلها في مقلتيها وركضت نحو الغرفه التي تمكث بها هي وشقيقتها 
فهرولت ياسمين خلفها بقلق 
ايه اللي حصل يا ياقوت 
دفنت وجهها بين كفيها.. لم تؤلمها الكدمه بقدر ما آلمها كلام زوجه ابيها 
أزاحت ياسمين كفوفها ونظرت لجرحها 
الحمدلله جات بسيطه... هقوم اجبلك مطهر وقطنه واجي امسحلك الډم 
تعلقت عيناها بشقيقتها وحسرة جديده كانت تضاف اليها ولسان حال يسأل 
امتى الڤرج هيجي 
.. 
نظرت ناديه نحو شقيقها بعدما هاتفت سميره صديقتها... اقتربت منه ثم جلست جانبه تربت على ساقه 
سافرت ياحمزه... رجعت بلدها
واردفت وهي تلتقط فنجان قهوتها 
سميره بتقولي انها دورت على شغل قبل ما تسافر عشان تسد إيجار اوضتها في السكن لكن للأسف مافيش 
ألقت العبارات عليه وهي ترتشف من فنجان قهوتها 
لتنطر الي ملامحه الجامده وعاتبته
 ياريتها كانت جاتلي كنت اتصرفت 
وحركت رأسها بتقدير وهي تتذكر كلام سميره عندما سألتها لما لم تهاتفها 
تصدق سميره قالتلي مردتش تطلب مساعدتي... البنت ديه بقت تعلا في نظري حقيقي... سلوى شكرتلي في اخلاقها كتير لما شوفت بعنيا صدقت
وأكملت بتلاعب كانت تقصده 
كنت اتمنى تتجوزها... البنت كانت مناسبه ليك وهتتحمل تعلق مريم الزايد 
كانت تتحدث اما هو كانت عيناه جامده نحو وصف شقيقه على حالها عندما اعلمها انه امر بطردها دون رحمه رغم أنها قصت لهم ماحدث لأكثر من مره وهاتفه حتى يجد حلا... وبالفعل قد وجد حل بمعارفه وعلاقاته ودفع المال لتيسير الأمر ولكن في النهايه ذهبت هي ضحيه لخطئ مقدر ان يحدث مع أي حد... حتى هو شخصيا 
حمزه انت ساكت ليه.. اشرب قهوتك بردت 
تعلقت عيناه بشقيقته ثم نهض من جانبها 
انا ماشي ياناديه 
وانصرف دون أن يلتف نحوها رغم ندائها له المتكرر
ياحمزه استنى رايح فين مش هتتغدي معايا 
ولكن لا رد اتي منه فقد كان يشعر بالضيق من نفسه... قطع رزقها وهو يعلم انها أتت من بلدتها للضروره حتى تعمل 
نظرت سماح الي الجريده التي تحتوي على صورتها لاعب الكره للمره التي لا تخصي منذ أن تداول الخبر في الصفحات فلاعب كره وفتاه تعمل بالصحافه وقد اتت من أجل عمل لقاء معه كل هذا جعل قصه يتحاكي بها الجميع ...تجمدت عيناها علي العبارات المكتوبه أسفل الجريده ثم ألقتها على الطاوله التي أمامها ونهضت متجها نحو غرفته... رمقها البعض وهي تغادر ليتهامسوا عما حدث 
طرقت باب غرفته بقوه تهتف بأسمه 
فتح لها سهيل الباب وهو يمسح شعره الذي يتقطر منه الماء أخذا مساره 
اتسعت حدقتيها من هيئته فأغمضت عيناها حانقا 
وانا ماذا ارتدي الان.. لقد افزعتيني يافتاه وصراخك صم اذني 
أزالت سماح كفوفها عن عيناها ورفعت اصبعها نحوه 
هنزل استناك في حديقه الفندق... دقيقتين الايق قدامي... لو عدت الدقيقتين وملقتكاش.. عليا وعلى اعدائي
لم يكن سهيل يستعب جميع مصطلحاتها.... رفع حاجبه الأيمن ساخطا ثم صفع الباب خلفه... انتفضت سماح من أثر فعلته 
وقرعت الباب بقدمها غاضبه ثم انصرفت لاسفل وقد تقطعت شفتاها من أثر قضمهما 
انتظرته على المقعد الخشبي وقد مرت الدقيقتان.. سمعت خطوات خلفها لتجده يتقدم منها ببرود ثم اقترب منها يرمقها 
ماذا تريدي... ليس لدي وقت أمامك دقيقه واحده 
شعرت وكأنه يرد لها حديثها فنهضت من فوق مقعدها تقبض على يداها پغضب 
ليك عين تتكلم... ده انا هفضحك 
طالعها سهيل بأبتسامه عابثه 
اختياري لكي كان صحيح... انتي المطلوبه 
لكمت سماح كفها بقبضتها الأخرى حتى تخلص طاقتها المكبوته في نفسها 
انت مچنون... اختيار ايه وزفت ايه.. خلتني لبانه في كل لسان... علاقه ايه اللي بينا وحب ايه ده اللي خلاك تنزل مصر عشان تيجي تشوفني 
واردفت وهي تزفر أنفاسها بقوه حانقه
انا شوفتك قبل كده يابتاع انت 
تجهم وجهه من سماعه لألفاظ لا يفهم معناها 
اصمتي قليلا... انتي مثل الراديو
عندما وجدها تحرك اظافرها نحوه.. ارتفعت شفتيه ساخرا 
لقد أحببنا بعضنا عن طريق صفحات التواصل الاجتماعي 
أعطاها الاجابه على احد عباراتها فلم تشعر سماح بنفسها الا وهي تلتقط حجرا من الأرض ثم قذفته نحوه 
ليستدير سهيل بجسده بمهاره تليق به 
لم أود اختيار شنعاء مثلك.. ولكن حظك الأسود 
كادت ان تهتف بعبارات سبابها الا انها اتسعت عيناها وهي تسمع اخر شئ ظنت ان تسمعه 
سأعرض عليكي الزواج بمقابل مادي كبير وشهره يتمناها الكثير
.... 
نظرت صفا الي المرأة التي تشاركها الغرفه... ثم سألتها وهي ترطب شفتيها بلسانها 
هو انا عملتلك حاجه عشان تكرهيني 
رمقتها المرأه بأستهزاء وهي تتذكر تحذير عنتر منها لا تعلم السبب ولكن تحذيره أقلقها 
ياريت كل واحد يخلي في حاله... لا صباح الخير ولا مساء الخير سامعه 
اطرقت صفا عيناها وقد ظنت ان عنتر افش بسرها ثم عادت تنظر نحوها 
انا بس كنت عايزه... 
وقبل تكمل صفا عبارتها هتفت المرأة التي تدعي صابرين 
استغفر الله العظيم... ما قولنا كل واحد يخلي في حاله... ده ايه الهم ده 
اتجهت المرأة نحو دورة المياه الخاصه بالغرفه... فطالعتها

صفا بآلم لم تعد تقوى عليه فالسجن كان ارحم عليها 
سقطت دموعها وهي تتمنى العوده اليه
ياريتني كنت فضلت في السچن... ليه سبتني ياحمزة
هوت بجسدها على الفراش الصغير بأرهاق ولم تشعر بنفسها الا وهي تسقط في سبات عميق 
فقد ظن عنتر ان فرض الأعمال
 

34  35  36 

انت في الصفحة 35 من 105 صفحات