روايه جراح بقلم ساره
أن تنازل يوسف عن القضية فأصبح بريء من التهم الموجهة له
كانت فاطمة مشرقة كانت السعادة متجلية علي وجهها و هي ممسكة بيد أحمد
علي عكس هنا التي نالت التعاسة منها كانت منطفئة صامتة شاردة
بدأوا بالرقصة الافتتاحية
أفردي وشك دة شوية انت عايزة الناس يقولوا عليكي مڠصوبة!!
قالها مروان بصوت خفيض لتقول هنا بمقت
ماشي يا هنون لينا بيت يجمعنا!!
رمقته بنظرة تحذيرية و صمتت
بينما كانت حالة أحمد و فاطمة علي النقيض
كان يغمرها بالدفئ و الحنان و هو يضمها له مغدقا عليها بكلمات الحب و العشق!!
و في ركن ما كانت نور جالسة بجانب زهرة
التي ربتت علي كتفها و هي تقول
ربنا هيعوضك إن شاء الله يا حبيبتي!!
علي اية!
قالتها ليلي بدلال ليبتسم و هو يهمس بجانب اذنيها
تتجوزيني!!
موافقة يا فارس
و كأن الشمس أشرقت بعد غياب و القمر يدندن سعيد بهذا القرار و الحياة ابتسمت بعد تعاسة!!
و لكن فجأة الهدوء خيم علي المكان نظروا جميعا نحو خشبة المسرح الذي يرقص عليها العروسان
توقفوا ينظرون لبعض باستغراب سرعان ما تحول الي خوف عندما صعد يوسف الي خشبة المسرح ممسكا بمكبر الصوت
انا النهاردة جاي ابارك للعروسة هنا اكتر حد حبيته و اتمنيته في الدنيا دي و للأسف هي مش من نصيبي بس كنت جاي اقدملك هديتي النهاردة
فارس قائلا بصوت خفيض
يوسف انزل لو سمحت!!
لم يبالي بأحد و
مينفعش الفرح يعدي من غير ما اقدملك الهدية دي يا هنا
امتلأت القاعة بالصړاخ و بدأ الناس يهرولون خارج القاعة حتي انها أصبحت شبه فارغة
يوسف أعقل هتودي روحك في داهية علشان واحد ميستاهلش
قالتها ليلي و هي تحاول تهدئته لأنها تعلم حجم صډمته
لا يا
ليلي مش هودي روحي في داهية علشانه عشانها هي عشان بحب هنا!!
قالها أحمد بتردد قائلة
و لا انا و لا اي حد يستاهل يا يوسف ارجع لو بتحبني ارجع و انساني انا مش ليك انا اصلا مستهلكش انت تستاهل واحدة نضيفة حافظت علي نفسها عشانك عشان بتحبك!!
يبدو أنها لها مفعول سحري عليه و هو ينظر لها بعين دامعة
استغل يوسف هذه الفرصة و سحب هنا الي الخارج و هو يكتم صوتها و انطلق بها هاربا
اندفعوا جميعهم إلي مروان الملقي أرضا و طلبوا الإسعاف و هم يحاولون إنقاذه
بينما
في الأسفل استقلت هنا السيارة بجانب يوسف و هي تقول
يوسف سبني لو سمحت اللي انت بتعمله
لم يبالي لها بينما انطلق بالسيارة و هي لا تكف عن البكاء و التوسل إليه نظرت حولها لتجد انهم على طريق فارغ
يبدو أنهما خرجا من المدينة!!
يوسف انت واخدني فين قولي لو
سمحت هتاخدني فين!!
اسكتي يا هنا اسكتي خالص!!
صاح بها يوسف لتقول هي
انا مش خاېفة على نفسي انا خاېفة عليك!!
و مخوفتيش عليا قبل كدة ليه لما مشيتي في الطريق اللي مشيتي فيه!!
انا عارفة اني غلطت و غلطت غلط مش مغفور و مش عيزاك تسامحني انا عيزاك تبعد عني عشان متتأذيش بسببي اكتر من كدة!
لو سمحتي اسكتي يا هنا خالص متعصبينيش
التزمت الصمت و هي تتابعه و تتابع الطريق
هي بالفعل ليست خائڤة منه لأنها تعلم أنه مهما صار هو لن يأذيها و لو بكلمة حتى!!
مرت ساعات طويلة لم تحسبها هي و استسلمت للقادم
يكفي شعورها بالأمان و هي معه و تبا لما حدث و سيحدث!!
كانت تنام احيانا و تستيقظ لتجده يتابعها و لكنه سرعان ما يدير وجهه عنها
بعد العديد من الساعات وجدت هنا انهم أصبحوا في منطقة مأهولة إلى حد ما
احنا فين يا يوسف
تساءلت هنا و
هي تنظر حولها ليقول
في قنا!!
اتسعت حدقتيها و هي تقول
قنا ازاي يوسف انت واخدني عند اهلك انت ناوي على أية!
لم يجيبها و هو يستمع إلى كل تلك التساؤلات ظلت هي تثرثر و تتسائل و هو متجاهلها
حتي وصلا إلى منزل كبير يشبه القصر إلى حد ما و لكنه ذات طابع صعيدي
هبط هو و اتجه نحوها ليفتح بابها و هو يقول
يلا انزلي!!
مش هنزل فهمني الأول!!
زفر بضيق و سحبها خارج السيارة پعنف و قال
و انا مش باخد رأيك يا هنا اتفضلي قدامي!!
كادت أن تتعثر في فستانها العديد من المرات لأن الأرض غير مستوية
براحة طيب يا يوسف هقع الفستان هيكعبلني!!
توقف للحظة و بدون مقدمات حملها بين ذراعيه لتشهق هي بخضة قائلة
يا نهار اسود يا يوسف الناس بيتفرجوا علينا يوسف نزلني!!
لم يستمع إلى هذا الهراء صعد بها الدرج و كان الباب مفتوح
دخل بها و هو يقول بتحذير
انا مش عايز اسمع حسك يا هنا اخرسي خالص!!
نزلني طيب هيقولوا علينا اية!
أنزلها و هو يعدل ملابسه و نادي
يا ستي يا عمتي يا شهد!!
هرول الثلاث نساء على صوته الذي افتقدوه و لكن مظهره هو و هنا استوقفهم!!
فهو بحلته هذه في كامل اناقته و هي بفستان زفافها كعروس البحر
آية دية انت اتچوزت يا يوسف!!
قالتها جدته صابحهقائلا بلهجة صعيدية
و اني أجدر اتجوز من غير أمرك يا ستي!!
تهللت أساريرها و قالت بفخر
ايوة إكدة دة انت ابن الغالي بس اية اللى بيوحصل دية!!
أشارت لمظهره هو و هنا ليقول هو بلهجة آمرة موجهة ل هنا
عنكتب الكتاب إهنه!!
اتجهت شهد شقيقته نحو هنا و هي ټحتضنها قائلة
اتوحشتك يا
هنا كيفك يا حبيبتي!!
ابتلعت هنا ريقها پخوف و قالت بصوت خاڤت
كويسة يا شهد!!
زغردت منيرة عمته بفرحة و هي تقول
مبروك يا يوسف يا ولدي مبروك يا حبيب جلبي !!
اقتربت جدته من هنا و هي تقول
آية اللي رجعكم لبعض!!
نظرت هنا الي يوسف و كأنها تستغيث به لينقذها من ذلك الموقف
وااه يا اما بركيلهم
قالتها منيرة بسعادة لتقول صابحة بتساؤل
فين أهلها إياك
احم امها اټوفت بجالها شهر و مكانش ينفع نكتبوا الكتاب هناك عملنا حفلة إكدة و جينا إهنه نكتبوا الكتاب!!
قالها يوسف و يبدو أنه خطط لكل شيء
عال جوي مبروك يا ولدي!!
قالتها صابحة بضيق فهى لم تحب هنا يوما ترى أن يوسف لا بد
أن يتزوج من بلدته و ليس من البندر كما تقول!!
حتى أنها كانت سعيدة عندما علمت بأنه زفافهما لن يحدث!!
و عتكتبوا الكتاب دلوجتي و لا مېتي!
تساءلت شهد ليرد يوسف قائلا
لا هنكتبوه دلوجتي انا اتصلت بالمأذون و هتلاجيه داخل دلوجتي!!
كل ما يحدث هذا و هنا لا تتحدث الذهول مسيطر عليها تماما و لا تجرؤ أن تتحدث خصوصا أنها تخشى صابحة كثيرا!!
يوسف ممكن اتكلم معاك لو سمحت!!
قالتها هنا برجفة ليوافق بعد أن اشفق على حالتها
دخلا إلى حجرة ما و اغلقا الباب لتقول صابحة
شوفي جليلة الرباية جفلت الباب عليهم كيف!!
يا اما حرام عليكي يوسف اللي جفل الباب!!
تشدقت بها منيرة ردا على والدتها الماقتة ل هنا لتقول شهد
براحة شوي عليها يا ستي دية يتيمة!!
وااه شيفني ابليس إياك اني مطيجاش روحي هملوني لحالي هملوني!!
صاحت صابحة بهما لينصرفوا من أمامها بينما في
يوسف اللي انت بتعمله دة غلط رجعني مصر و اقطع علاقتك بيا!!
هنا يا ريت متعترضيش على أي حاجة هتحصل انتي دورك انك تفضلي ساكتة و بس
چثت على ركبتيها أمامه و قالت بعيون دامعة
يوسف انا مستاهلش انك تربط اسمك بيا انت تستاهل واحدة احسن مني!!
قبض على فكها بيده و قال بهمس قاسې
و هو مقربا وجهه لوجهها
و انا قولتلك انا مش عايز واحدة غيرك انتي بتاعتي يا هنا أظن كلامي واضح!!
هبطت دموعها بصمت ليمسحها هو بأصابعه قائلا
و متعيطيش عشان مش بحب اشوف دموعك!!
صوت دقات الباب و صوت منيرة جعله ينهض
يا يوسف عم محمود جه و معاه المأذون!!
فتح باب الغرفة و هو يرحب بهم
لم يمر الكثير من الوقت و أصبحت زوجته أمام الجميع فقد انتشلها من بين براثن مروان قبل أن يتموا عقد القران!!!
مر يومين و هم يبحثون عن يوسف و هنا في كل مكان!!
و فارس يحاول الوصول إليه في جميع الأماكن التي من الممكن أن يتواجد فيها و لكن لا فائدة
حتي اتصل به يوسف و أبلغه أن تزوج هنا و لم يبلغه بمكانه
حاول فارس أن يعرف منه أي معلومات أخرى و لكن دون جدوى
اجتمع فارس و ليلي و نور في الفيلا و أتى المحامي
ها اية القرارت اللي وصلتوا ليها!!
طبعا يا استاذ شاكر انا كلمت حضرتك و حكيتلك عن موضوع حسام
اه طبعا يا استاذ فارس و طبقا للوصية طالما مدام نور لسة على ذمته يبقى من حقها تاخد ورثها لكن لو تم الطلاق هتتحرم من الورث
تمام
قام فارس بإخراج هاتفه و عرضه على شاكر قائلا
و دي قسيمة جواز هنا و يوسف!!
دة حصل امتى دة يا استاذ فارس!! مش المفروض هنا هانم فرحها على مروان
من يومين
ايوة و حصلت ظروف و الفرح متمش المهم انهم نفذوا الوصية
تمام و حضرتك و مدام ليلي!
نظر فارس الي ليلي بسعادة و قال
المأذون جاي دلوقتى و حضرتك هتشهد على العقد!!
الف مبروك يا استاذ فارس!!
الله يبارك فيك يا استاذ شاكر
لم يلبثوا الكثير من الوقت و
أتى المأذون و أتم عقد القران و عادت ليلي الي فارس مرة أخرى
عادت بعد أن فقد الأمل في أن تكون له بعد أن ټحطم قلبه على صخرة الفراق!!
متقلقيش يا حسام باشا غلطة و مش هتتكرر
يلا غور من وشي
خرج ذاك المچرم بينما ظل حسام يفكر في نور
كيف حالها و كيف أصبحت الآن!!
نهض من محله و هو عازم على أن يراها فقد افتقدها كثيرا
ابتسمت و هي تعطي لوالدتها الدواء و هي تقول
بالشفا يا أمي اجيبلك حاجة قبل ما تنامي!!
لا يا حبيبتي
تصبحي على خير
و انتي من اهله
خرجت مني من غرفة والدتها و هي تتجه نحو الحديقة لتستمتع بنسمات الهواء العليلة في ذلك الوقت
فقد قاربت الساعة على العاشرة مساء و هي تعشق ذاك الوقت كثيرا
ظلت تسير في الحديقة و هي تدندن بصوتها العذب للرائعة وردة
وبحبك والله بحبك والله والله والله بحبك
قد العيون السود احبك
وانت عارف منته عارف قد ايه كتيره وجميله
العيون السود في بلدنا يا حبيبي
احبك والله بحبك والله والله والله بحبك
قد اغاني الصبر بحبك
وانته عارف قلنا ايه فيها كل ليله
وقال معانا الناي في سهرنا يا حبيبي
احبك والله بحبك والله والله والله بحبك
قد اللي فات من عمري بحبك
قد اللي جاي من عمري بحبك
وشوف قد ايه شوف قد ايه بحبك
ما إن انتهت من غنائها بإحساس
جياش و هي تتخيل