شط بحر الهوى الجزء الثانى لسوما العربى
كانت الأسرع في استوقاف سيارة أجرة صعدت بها وتحركت سريعا.
فوقف ينظر لأثرها بحزن وڠضب يركل الأرض بقدمه .
سوما العربى
وصل للبيت أخيرا بتعب يفكر في تلك الشيطانه التى غزت حياته تسدد له كل ضربه واخرى اقوى من الأولى.
صعد الدرج وهو يلاحظ أن الخادمه تبدأ فى وضع الغداء على الطاولة الكبيرة.
تنهد بتعب واكمل صعوده لغرفته يرى أخرى تخرج من غرفة فيروز.
الخادمهلا ده انا بعرف الهانم انها لازم تنزل عشان الغدا.
امأ لها برأسه يأمرها وهو يرى فيروز تخرج من غرفتها طب روحى انتى.
رأها ترمقه بنظره ساخره وتتخطاه متجهه للسلم كى تهبط لأسفل.
بحركه سريعه منه جذبها من ذراعها يوقفها أمامه ينظر لها ومازال صامت.
ابتسمت ياستمتاع تردداهليييين أخويا ماجد .
ارفقت حديثها بغمزه عابثه وابتسامه متشفيه .
لم يهتم بالرد عليها وإنما سأل سؤال يشغله كثيرا إيه الى مسكتك يا فيروزليه لحد دلوقتي ماقولتيش كل حاجه!
الشاة سلخها بعد ذبحها يا ميجو .
نظر لها بړعب فابتسمت تكمل ده غير أنى لما يجيبلى موقف يعلم لازم اتعلم منه وانت الشهاده لله علمتنى يا ميجومش انت الى ثولتلى اعرفى عدوك واعرفى ايه قدراتهزى ما زوت تحاليلى هتقدر تزور ١٠٠ تحليل يثبت انك ابن محمود.
كان ينظر لها پألم يرددعدوك!انتى وخدانى عدو ليكى يا فيروز!
صړخ بها يرددعشاان صمت بعجز يزم شفتيه پغضب وهو يرى ندى تتقدم تنظر لهم باستغراب وعدم ارتياح.
وقفت تكتف ذراعيها حول صدرها تسأل بحاجب مرفوع واقفين كده ليه!
نظرت لها فيروز من اسفلها لأعلاها بإذدراء ثم غادرت دون التفوه بحرف.
زفر بضيق واضح منها في وجهها وتركها غادر مصدومه تردد لااا ده انا اتهزقت اووى.
بعد دقائق كان قد بديل ثيابه لترننج بيتى مريح يهبط الدرج يقترب منهم يراها وهى تقلب فى صحنها شارده ينظر لها كأنه يود أخذها فى أحضانه أمام الجميع يعتذر لها.
كان مصطفى هو من بادر بقطع ذلك الصمت الذى لا يتخلله شوى صوت المعالق يقول مبتسما بعد الى حصل لازم نعمل حفله كبيره اوى نعزم كل قرايبنا ومعارفنا وكل الصحافة كمان عشان نعرفهم ببنت عيلة الدهبى الى رجعت لها بعد سنين .
نظر على فيروز يقول بحنان كبير هتبقى على شرف فيروز محمود مصطفى الدهبىده اقل حاجه نقدمها.
أشاح بوجهه عن فيروز ينظر ناحية ماجد يأمرهرتب كل حاجه يا ماجد عايز حفله تليق ببنت عيلة الدهبى الجميله دى.
ابتلع رمقه بصعوبه يقولعيونى حاضر.
كانت عيناها متبلدهولا شئ مما يفعلوه سيعوضها يوما من المعاناة والحرمان وسكن المقاپر ومرض والدتها الذى كان يأخذ كل ما تعمل به بالكاد عمل والدها شعبان كان يكفى خبر وجبن .
رفعت عيناها تتجنب النظر لمحمودحتى لو هو للأسف فعليا والدها البيلوجى لكنها للأن لا تستطيع تقبل الأمر ولا الأعتراف به.
بل نظرت لمصطفى تقول أنا عايزة اكمل تعليمي.
زوى ماجد مابين حاجبيه يردد هو انتى مش مكمله تعليمك!!
لم تنظر له إنما كانت عيناها على مصطفى جدها.
ابتلع لعابه بمراره يرى انه يزيد من كرهها له بكل ما يفعل كى يحافظ على المال ويضمنه.
زادت مرارة حلقه وۏجع قلبه وهو يسمعها تقص حكايتها وأنها اضطرت لترك التعليم فلم تكن تملك مصاريفه قالت ذلك فقط لا تقص كل شيء لنهايته ابدا .
متحفظة دائما يرونها القريبه البعيدة ايضا.
أبتسم محمود يقول وعايزه تدخلى كلية إيه
نظرت له بعدم تقبل وأشاحت بوجهها تنظر لجدها أنا كنت جايبه مجموع هندسه .
أبتسم عليها ماجد يناظرها بفخر وحنان كذلك محمود مصطفى اما ندى وفريال فعلى النقيض تماما.
تشدق مصطفى يقولأمرىشوفى عايزه تدخلى انهى جامعة وأنا من بكره ادفع كل المصاريف.
تدخل ماجد بفرحه شديدة ولهفه يقولانا من بكره هجيبلك ليسته بأحسن واغلى الجامعات الخاصة إلى فى مصر واختارى منها براحتك.
نظرت له بصمت ثم اتجهت بأنظارها لمصطفى تقول لأ أنا عايزة اقدم فى كامبريدج.
كانت الصدمة من نصيب ماجد الذى هوى قلبه بين قدميه ينتفض من على مقعده بقوه جعلت المقعد يرتد من خلفه ويسقط أرضا مصدرا صوت عالى ينظر لها كمن تسحب روحه منه
الفصل السادس عشر
كان كمن تسحب منه روحه تسحب ببطئ يصاحبه سقراتينظر لها بقلب ملتاع.
أتتركه بعدما وجدها هذا هو شعوره الحقيقي والمنطقى ناحيتها يشعر أنه و أخيرا قد وجد توأم روحهنصفه الثانى حواء التى ستكمله.
وهو فى أمس الحاجة لها كى يكتمل.
كان رد فعل غريبمثير للريبه يبتلع رمقه ينظر لهم وهو يحاول إيجاد سبب وحجه لما فعل وإلا افتضح أمره وكشف عشقه المريب لها.
زاغت عينه يمينا ويسارا وبسرعه ردد بصوت مهزوز لكنه حاد كامبريدج إيهاحنا أكيد مش هنسيبك تعملى كدهماعندناش بنات تسافر تعيش برا لوحدها .
نظرت له رافعه حاجبها بتهكم ساخر بمعنىحقا ثم وبضحكه ساخره رددتوالنبى ايه ده أنت امبارح بس جبت تحليل تقول بيه أنى مش بنت العيله دى.
صك أسنانه بغيظ منها تعيد فتح موضوع يحمد الله أنه اغلق وقد فلحت تبريراته الواهيه .
تحدث من بين أسنانه يقولده موضوع وقفلناه وانتى اثبتى انك بنت العيلهلكن
صمت ينظر على محمود ومصطفى ثم قال بمكر قاصدا إشعال الڼارلكن أكيد والدك وجدك مش هيوافقوا إن بنت صغيره زيك تسافر برا مصر لوحدها.
بالفعل صدح صوت محمود يردد ايوه يا حبيبتي أنا مش هوافق بكدهوبعدين هو انا لحقت أشبع منك عشان عايزه تسبينا وتسافرى!
زمت شفتيها تضحك ساخره ثم نظرت لصحنها بصمت دام ثانيتين وسط توتر الأجواء ثم رفعت وجهها تنظر له تشبك اصابع يديها بحركه تدل على الثقة بالنفس وشن هجوم على الطرف الآخر .
وبالفعل بمنتهى الثبات والسخرية الاذعه
رددت تشبع منى!ههههه ضحكتنى والله شوف
اخذت نفس طويل يدل على الإجهاد والملل ثم قالت انا مش هقول واحاسب فى إلى فات وأنك كنت سايبنى لا أنا هكلمك بس فى حاجه وتافهه وبسييييطه زى مثلا انى قربت على اسبوعين فى البيت هنا و ولا مره شوفتك فيها ولا جيت قعدت معايا او دخلتلى اوضتى تشوفنى عامله ايه عايزه حاجه ولا لأ بلاش يعنى أقل ما فيها تيجى تحاول تتعرف عليا وعلى تربيتى وطباعى وتشوف بنتك دى عاشت الاتنين وعشرين سنه الى فاتت ازاى وفى إيه .
ابتلع محمود رمقه بتذبذببالفعل هو أكثر من مقصر .
مازلت تنظر فقط على مصطفى تقريبا هى تحدثه وتعنيه هو فقطهو الشخص الوحيد الذي تشعر نحوه بالحنان الأسرى تشعر أنه جدها حقا.
فتحدث يقول بهدوء أنتى لسه صغيره يا فيروز على إنك تروحى تعيشى فى بلد غريبه خطړ أصلا.
وقفت عن مقعدها تقول أيوه بس ده حلم حلم كبير بالنسبة لى نفسى احققه يعوضني عن سنين عمرى الى راحت وماعرفتش اكمل تعليمى فيها زى كل الى من سنى.
أمام تلك الحاله صمت ماجديراها لثانى مره بهذه الحالة و على وشك الاڼهيار
لكن صدح صوت مصطفى وهو أيضا يلاحظ حالتها تلك وقال أنتى يابنتى مش كان المفروض تروحى تعملى جلسات عند الدكتور إسمه إيه
صمت يضرب مقدمة يجعد ما بين حاجبيه محاولا التذكر يرددالجدع ده إسمه إيه
رفع نظره لماجد يطلب منه تذكيره به وهو يكمل متسائلاالجدع الجته الحليوه ده ابو عيون زارقه .
رفع ماجد شفته العليا مشمئزا يردد ولا حليوه ولا حاجة أنت الى نفسك حلوه ياجدى.
اجفل بأعين تقدح شرر ينظر لوجه صاحبة العيون الرماديه وهى وتردد بخبث ايوه إسمه أنس يا جدوانا فعلا حاسه اني محتاجه اروحله .
ابتسم مصطفى يردد بحنان كبير الله اول مره تقوليلي يا جدى .
نظر لها محمود بحزن يقولحتى أنا لسه مش بتقولى لى بابا.
كان ماجد ينظر لهم بغيظ يرددانتو ده الى سمعتوه بس ! الهانم حافظه إسم الشخص ده الى جه هنا لأ وبتقول عايزه تروحله تروحى فين هانم.
كانت تنظر له بلا مباله متلاعبهلكن مصطفى رددطب وفيها ايه ده دكتور نفسى وصراحة الواد يشرح القلب هااااه ماحدش عارف النصيب.
اتسعت أعين ماجد حتى استدارت يحاول إيجاد اى معنى لحديث جده غير ما يجول فى خاطره بسبب الغيره لكنه لا يجد.
وقف عن كرسيه يترك الطعام پغضب تنهش الغيره احشاءه بلا رحمه ترمقه بنظرات متشفيه تشعر بلذة لا وصف لها .
لكن قڈف صوت مصطفى خلفه يناديه ولد يا ماجد.
توقف مرغما يعطيهم ظهره يصك أسنانه وفكه العلوى يهتز من شدة الغيره والغيظ.
حاول التحلى بأى شىء من الهدوء يسيطر على ذلك الشعور البشع ويستدير ببطئ يناظر جده بعدما رمقها بنظره سريعه ورأى عليها علامات الانتصار والتشفى.
نظره كانت كفيله بأن تجعله يستعيد وعيه ويستدرك حالهانه ماجد عقله لا يستهان به ابدا.
تحدث مصطفى يقول ماجد انت المسؤل قدامى عن الحفله خليها بكره او بعد بكره بالكتير .
ماجد بكره إيه بس يعنى لازم أسبوع قبلها حتى عشان الناس الى هنعزمها أكيد مش بايته ورا باب البيت كل واحد فيهم عنده مشاغل .
تشدق محمود بعنجهيهالى عايز ييجى لعيلة الدهبى لازم يفضى نفسه والى مش هايز بقا براحته .
هز مصطفى رأسه وقالهييجوا يا ماجدهتشوفهيتصرفوا وييجوشوف انت بس شركة كويسه من بتوع تنظيم الحفلات عشان عايز كل حاجه تبقى من الأخر.
أخذ نفس عميق يهز قدمه ثم قال بإذعان حاضر.
رمقها بنظره غامضه وهو يغادر مرددا أنا طالع أنام.
صعد لغرفته يختفى داخلها طوال اليوم كله عمل على عدم رؤيتها او التعرض لها .
يجلس مفكرا بعمق وتركيزالى أن جاءه اتصال من صديقه يطلب منه الذهاب له سريعا.
وصل لعند هارون فى بيته يراه وهو يجلس أمامه زجاجه من الشامبين الفاخر مغلقه ولجوارها زوجى من الكؤوس.
المكان مزين بشموع حمراء وبيضاء وبعض بتلات من الورد الأحمر ملقاه أرضا.
كأنها ليله مثيره وقد أحبطت من مهدها.
وضع يده على فمه يكتم ضحكته الساخره الشامته لكن جزء منها خرج رغما عنه وهو ينظر لهارون وهو يجلس كمن سكب طبخه أرضا يردد الليله باظت ولا ايه.
رمقه بنظره غاضبه ثم قال محذرا انا على اخرى والى فيا مكفينى هتعمل فيها ظريف هقوم اطلع فيك كل غيظى سامع ولا لأ.
قفز ماجد على المقعد الوثير محدثا صوت عالى يسترخى براحه وبرود فى جلسته مرددا باستهزاء وأنا وبقا