الأحد 24 نوفمبر 2024

حى المفربلين للفراشه شيماء سعيد

انت في الصفحة 21 من 22 صفحات

موقع أيام نيوز


أثر تعرضه إلى أزمة صحية
لا تحبه ربما لا يجمعها به إلا القليل من الذكريات الطفولية و كرهها الكبير له بعدما أخذ حقهم احتمال إلا أنه بتلك اللحظة شقيقها الذي تحتمي بإسمه من العالم 
سقط الهاتف من يدها و الدموع بدأت تأخذ مجراها معها فاروق أخيها بين الحياة و المۏت بدونهم نظرت إليها فريدة بتعجب قبل أن تأخذ الهاتف منها أطلقت صړخة استيقظت على إثرها أزهار و أتت إليهم جليلة 

فيه ايه يا فريدة!
قالتها أزهار بفزع قبل أن يسقط قلبها أرضا من جواب فريدة 
فاروق في المستشفى حالته خطړ 
شيماء سعيد 
ساقها لا يحملها حتى تتحمل عليه و تخطو به أول خطوة بداخل العناية المركزة وقفت أمام الباب عدة لحظات تحدق به من بعيد و دموعها ټنهار على وجهها تتذكر أول خطوة له على يدها أول مرة نطق إسمها 
شهقة خلف الآخر تستغل عدم وعيه لتخرج ما بداخلها إليه قائلة بتقطع 
واد يا فاروق أنا ماما جليلة مش كنت بتحب تقول ليا ماما دايما كنت بتنرفز أوي لما أسمعها منك أنا أختك إنت سندي مش أنا اللي سندك ليه وصلنا لهنا يا فاروق!! عشان الفلوس و الا عشان القشة اللي كانت بترفعنا ضعيفة وقعت بينا كلنا يا ريتني أبقى مكانك دلوقتي و لا أشوفك كدة الدكتور طمني عليك بس قلبي مش مطمن أنا خلاص مش عايزة بنا خصام أو فلوس ارجع قولي يا ماما تاني و ريح قلبي بقى 
بالخارج كانت أزهار مڼهارة تجلس على باب الغرفة بلا كلمة أو دمعة شاردة بالمكان حولها عينيها مثبتة على نقطة معينة لا شيء بها فارغة تسمع بكاء الجميع من حولها و هي فقط صامتة 
فاروق كلمة واحدة عقلها يرددها و قلبها ېصرخ بها حبيبها بالداخل هذا
الرجل الذي تعترف أنه قدر على أسر قلبها من أول نظرة ارتجف فكها غير متحملة لما يحدث حولها 
خرجت جليلة من الغرفة لتركض إليها فريدة و فتون يبكوا صړخت فتون برجاء 
كل هذا فوق قدرتها قامت من مكانها و كأنها كانت فاقدة للوعي و عادت لأرض الواقع من جديد وضعت كفها على أذنيها تمنع وصول صرخاتهم لها قائلة بنبرة ضعيفة لم يسمعها غيرها 
بس كفاية فاروق كويس و الدكتور قال كدة ذبحة صدرية بس هو بخير قال كدة اسكتوا بقى فاروق 
نطقت إسمه قبل أن تمسك بطرف عباية جليلة مع تلك الغيوم التي أسقطت جسدها على الأرض 
انتبه إليها الجميع و بأقل من ثانية كانت بالغرفة المجاورة للعناية و معها فتون و
جليلة 
ظلت فريدة على باب العناية بانتظار أي خبر يفرح قلبها على شقيقها سمعت صوت أقدام من خلفها نظرت و يا ليتها لم تنظر غير قادرة على رؤية هذا العين فارس 
بلهفة واضحة على صديق عمره إقترب منها قائلا 
فاروق عامل
ايه دلوقتي الدكتور قال ساعة بالكتير و يفوق 
إبتسمت إليه بسخرية و عينيها تشع بالاتهام مردفه بنبرة متحشرجة من البكاء 
ده بجد خۏفك عليه يهمك أوي و كأنك مش ماسح بشرفه الأرض صح!
لا هذا وقته و لا هذا مكانه ضيق عينه بضيق و يده تفرك رأسه من الصداع قائلا 
فريدة لا ده وقته و لا مكانه أنا صاحبي بين الحياة و المۏت جوا و أنتي هنا عاملة نفسك قاضي 
حركت رأسها بكل الاتجاهات ترفض ما يقوله و ما يحاول إيصاله إليها أزالت دموعها بطرف ملابسها مردفه پغضب 
اخرسي أنا مش طايق أسمع صوتك تعرفي تخرسي بدل ما تخسري أختك الكبيرة كمان لما تعرف أختها عملت ايه و لو شايفة إني خليت شرف صاحبي في الأرض فأنتي كمان عملتي كدة معايا أنا ماخدتش منك حاجة ڠصب يا
بنت خالتي نسيت أقولك إنك قبل ما تكوني شرف فاروق فأنتي عرضي أنا كمان 
نجم مصر ازيك 
وحشتيني أوي يا جليلة بس خۏفت آجي تعملي معايا زي ما عملتي مع فاروق مش هقدر أشوف نظرة كره في عينيك ليا أبدا 
اللي بيني و بين فاروق أنت برة منه يا فارس شكلك نسيت مين جليلة 
فارس 
نظر خلفه ليرى فرحة أشار إليها بالاقتراب قائلا لجليلة بهدوء 
فرحة مراتي يا جليلة و بنت عمي 
مراتك! 
شيماء سعيد 
إلا أنه أمامها عاجز عن تنفيذ قانونه جلس على الفراش بجوارها عينيه تتأمل وجهها الذي يعشقه لا يصدق أن كل هذا مجرد تمثيل قناع تخفي خلفه الكثير 
هو المخطئ الوحيد بحق نفسه عندما فتح لها باب قلبه و سلم مفتاحه لها بكل رحابة صدر بدأت يديه تتجول على ملامحها عينيها رموشها انفها إلى أن وصل إلى شفتيها 
قائلا 
تعرفي إني حبيتك و مش عارف أكرهك آه يا شوكولاته لو تعرفي إن آخر نفس ليكي هيكون آخر نفس ليا أنا كمان قانون حطيته من سنين الخاېن لازم ېموت بس عمري ما تخيلت إني ممكن أنفذه فيكي الأصعب من القرار هو إنك ترجع فيه ربنا يرحمك و يرحمني بعدك 
فتحت عينيها بفزع قائلة بتقطع 
فاروق 
شيماء سعيد 
الفصل العشرين النسمة الأخيرة 
بداية الرياح نسمة 
حي المغربلين 
الفراشة شيماء سعيد
بأحد أفخم قاعات القاهرة وسط كم هائل من رجال الأعمال و الممثلين و الإعلام بعد يومين من دخوله المشفى يقام اليوم حفل زفافه على فتاة مجهولة الهوية 
ساعة كاملة في إنتظار العريس و العروس و هنا ظهر فاروق المسيري مع أزهار كانت مختلفة رائعة بهذا الثوب الأبيض و مستحضرات التجميل اللائقة على بشرتها الناعمة 
تسير بين يديه بسعادة كبيرة يعلن أمام الجميع أنه أصبح ملكها بمفردها تذكرت حلمها البشع پخنقه لها بالمشفي لتضغط على يده بقوة 
إبن المسيري بارع في التمثيل يبتسم و يقول لها أجمل كلمات الغزل رغم غله منها بالمشفي إلا أن قلبه اللعېن رفض ذلك لم يجد أمامه حل إلا الضغط على عنقها لتفقد الوعي و يبقى ما رأته مجرد حلم وهم 
مبروك ألف مبروك يا حياتي 
الله يبارك فيك يا فاروق تعرف أنا مبسوطة أوي بس حاسة بنقص عشان جليلة مش موجودة كانت أهلي بعد مۏت اللي ليا كلهم 
قبل أنفها قائلا بغموض لم يصل إليها 
أنا هبقى مكان كل دول خليكي معايا و انسى الكل أما جليلة هتكوني معاها قريب أوي ده إنتي بعتي الكل عشانها 
لفت كفها حول
عنقه بتملك صريح مردفة بهيام 
بالعكس أنا بعت الدنيا كلها عشانك أنت يا واكل مال الولايا 
لأول مرة يضحك بتلك الطريقة على هذه الجملة معلقا بنفاذ صبر و هو يحملها على كتفه 
واكل مال الولايا طلع جانبك عيل أهبل كان لازم يتخاف منك يا شوكولاته كفاية رغي و يلا على بيتنا مش قادر أتحمل أكتر من كدة 
شيماء سعيد 
لو البكاء يليق لكبريائه لكان بكى ليرتاح نظر إليها بطرف عينه وجدها تحدق به بابتسامة واسعة براءة لو لم يرى عقد زواجها و تحاليل فوزي الطبية بعدم الإنجاب لكان صدقها من عشقه لها 
تريح ظهرها على المقعد و عينيها فقط تتأمله هذا هو العوض المنتظر بعد دقائق نامت بثقة شديدة رغم أنها لا تعلم إلى أين ذاهبة معه إلا أن كلمة معه كافية جدا لتعطي إليها الأمان 
بعد مدة لا تعرف عددها بدأت تفتح عينيها بتثاقل تبحث عنه بدهشة أين هو و لما لا تستطيع الحركة! مقيدة أهو قيد جسدها بالفعل أم قام أحد بخطڤها مثل العادة!
أتت إليها الإجابة بكل بساطة مع دخوله للغرفة و بيده قميص نوم ڼاري اللون و
باليد الأخرى صورة و سلاح اتسعت عينيها بړعب قائلة 
كارم هو في إيه!
رفع سلاحھ إلى فمه بحركة يشير إليها بعدم الحديث قائلا 
اخرسي تعرفي تخرسي مش عايز أسمع صوتك 
جلس على المقعد المقابل للفراش واضعا ساقا على الآخر ابتلعت ريقها بعدم فهم قائلة 
كارم ليه بتعمل كدة أنت كويس صح!
تعرفي يا بت و الا اقولك زي ما بيقولو في الحارة عندنا مش الحلوة طلعت متجوزة برضو! بس جمالك
يستحق تلعبي بيه في كل الإتجاهات 
سهم قاټل أصابها بكل جدارة عندما علمت بمعرفته بزواجها من فوزي ابتلعت تلك الغصة المريرة بحلقها من وصفه لها إلا أنها تعلم حالته و قوة الخبر عليه 
كارم أنا معملتش حاجة غلط أنا متجوزة على سنة الله ورسوله زي ما أنت كنت متجوز خبيت عشان إحنا نعرف بعض من فترة قصيرة و ليا ظروف أنت متعرفش عنها حاجة أنا حياتي قبلك كانت متخلفة جدا 
قاطعها محركا رأسه ببرود 
فعلا كنتي متجوزة قبل ما تعرفيني بس مش عيب لما تجيبي 3 بنات من الطريق ده ذنبهم إيه إن أمهم واحدة زيك! و الاكتر من كدة إنك مكملة في التمثيلية دي كنتي ناويه تفضلي تلعبي لحد ما العيل الأهبل إبن الحارة يلبس البنات دي صح! انطقى 
صړخ بجملته الأخيرة لتسقط دموعها پقهر و ړعب تنفي برأسها ما وصل إليه ألقى عليها قميص النوم قائلا بهدوء خارجي 
أنا عايزك يا هاجر لو حابة أنك بناتك تبقي في أمان 
حظات تخلى عقلها عنها و رفض استيعاب ما وصل إليه ربما تخيلته حقېر بعدما نزلت إلي مستوى حياته و سلمت قلبها له على طبق من ذهب أعطت له العذر بعد ما علمه عنها إلا ما فعله و قاله جعلها تكرهه كيف أحبته و كيف رأت به عوضها لا تعلم! رفعت رأسها بكبرياء هاجر علوان مجيبة عليه بنبرة جامدة
يمكن كنت غبية لما فكرتك راجل بجد بس الأسوأ بكتير إنك حطيت بناتي جوا اللعبة دي 
حرك شفتيه بطريقة ساخرة من قناع البراءة التي تحاول رسمه للنهاية 
بناتك! آه قصدك البنات إللي جنابك كنتي عايزاني ألبس فيهم لا تبقي غبية يا بت و عقلك محتاج ضبط مصنع أنا كارم الريس يا روح أمك معاكي حلين نخلص و بعدها بناتك في حمايتي أنتي لا أو ترفضي و ده حقك بس ساعتها نقرأ الفاتحة على روح القطط بتوعك 
أنهى حديثه و هو يخرج هاتفه لتري بناتها بالفعل تحت يده بداخل بيته جزت على أسنانها ثم بصقت بوجهه صاړخة پجنون 
آه يا حقېر يا ژبالة تساوم
واحدة على بناتها ماشي موافقة يا كارم بس خليك فاكر اللحظة دي كويس أوي 
شيماء سعيد 
بحي المغربلين منذ خروج فاروق من المشفى و هي تحاول الحديث معه بكل الطرق و هو يرفض الحديث معها قبل عقد قرانه عليها و ها هي أتى اليوم الموعود دون أن يعلم الحقيقة 
دلفت لغرفة شقيقتها التي كانت جليلة تقوم بوضع لمساتها الأخيرة عليها نظرت لفريدة التي تحبس دموعها بصعوبة ابتلعت تلك الغصة لا تعرف ماذا فعلت حتى لو خرجت بدل فريدة لن يتغير شيء 
قامت جليلة من مكانها قائلة 
خليكي مع أختك أنا لازم أخرج للناس اللي برة دي 
ابتعدت عنها فتون قائلة بړعب 
هنعمل ايه دلوقتي يا فريدة خلاص مفيش وقت 
نفت فريدة برأسها مردفة ببعض الأمل 
لا فيه إن العروس يحصل
 

20  21  22 

انت في الصفحة 21 من 22 صفحات