حى المفربلين للفراشه شيماء سعيد
كل حاجة حصلت! حبيت عثمان و أنا في سن المراهقة و لما عرفت أنه بيحب بنت عمه بعدت مۏت والدتك ده على ايد أخوها أنا برة اللعبة دي كلها ابعد عني يا فارس عشان فاروق لو عرف إن البنت اللي كانت معاك في الليلة اياها اخته هيبقى آخر يوم في عمرك
جذبها من ذراعها بغل واضح مثل الشمس قائلا بټهديد
و أظن لو فوزي عرف إنك معاكي بنات منه و كمان عينك من الحارس بتاعه رقبتك هتبقى التمن أخرجي برة فورا
يبدو أن القادم سيكون بداية العاصفة التي لن يستطيع أحد الخروج منها سليم لم يهدأ على رؤيته لملامحها بل زاد غضبه أضعاف على ضحكتها مع زميلها في الإعداد
قبل خمس دقائق دموعها كانت تزين خدها منذ حديثها مع فارس بالصباح صڤعته بعد شعورها بالنقصان و الإهانة إلا أن رده كان أكثر استفزازا من أي شيء أنتي فهمتي غلط أنا أقصد عقد جواز دماغك راحت فين على العموم أنا مسامح يا ستي
بروده و بساطة رده چحيم بداخلها لا يشعر به غيرها كأنه يقولها صريحة أنتي الآن تحت قدمي أفعل بك ما أريد
الله الله من أول يوم شغل القمر زعلان معقول مش عاجبك الشغل معانا و الا
ايه
ابتسمت إليه بمجاملة مردفة
لا الشغل هنا جميل بس شوية إرهاق مش أكتر
أومأ لها بابتسامة معجبة فهذه الفتاة علم من أعلام الجمال سحر لعدة ثواني بملامحها الرقيقة قائلا
لم يعجبها طريقته بالحديث فهذا الغزل الواضح تكرهه بشدة اختفت إبتسامتها و حل مكانها الضيق قائلة
مش بحب الطريقة دي في التعامل يا أستاذ سامي و إحنا مش أصحاب إحنا زمايل شغل مش أكتر
فعلا معاكي حق أنا آسف بس قولت أخفف عنك أصلي عارف فارس باشا و غروره فاكر نفسه شارو خان
كلمة بسيطة جعلتها تضحك و ترتاح فهي تتمنى أن تمسح بذلك المغرور تراب الأرض ثم ثواني أخذت نفسها قائلة بهدوء
احنا دايما في خدمة القمر
جاءت لتوبخه على كلماته أتت إليهم العاصفة انتفضت من مكانها على أثر صوته الحاد
و الله و عايز تقول ايه كمان يا أستاذ سامي اتفضل غور على شغلك قبل ما تاخد نهاية الخدمة
تمنت أن لا يتركها الآخر معه بمفردها إلا
أن خاب أملها مع رحيله السريع عادت بمقعدها للخلف تحاول الهروب منه إلا أنه جذب المقعد و حصرها بداخله ابتلعت لعابها من نظراته الغير مفهومة
اثبتي لو تقدري القلم الصبح له حساب هاخده قريب قومي معايا مفيش شغل في المكتب ده تاني تعالي اتدربي في مكتبي
شيماء سعيد
عاد فاروق لمنزله بإرهاق يبحث عن قطعة الشوكولاتة خاصته يتسلى قليلا و ينسى ما حدث بيومه كاد أن يصعد إليها إلا أنه وقف على أعتاب مكتبه مع سماع صوت أحدهم بالداخل
فتح الباب و دلف ليرى أزهار تجلس على مقعده و بيدها أحد الكتب تعجب هل هي لها في قراءة التاريخ! ما تعجب إليه أكثر انتفاض جسدها على أثر دخوله و كأنها تفعل کاړثة
تسرب إليه بعض الشك إلا أنه رسم على وجهه ابتسامة قائلا
ايه الجبروت ده ليك عين بعد ليلة امبارح تقعدي تقرى اوعي تكوني مثقفة يا شوكولاته!
سندت ظهرها على المقعد بغرور مثلما يفعل ثم وضعت ساق على الآخر واضعة إحدى السچائر الفاخرة لديه مردفة بنفس نبرة صوته الخشنة
أنا فاروق المسيري مفيش ست تقدر عليا
أزالت السېجارة مكملة حديثها بنبرتها التي تحمل بها الكثير من السخرية
أهو أنا بقى الست اللي علمت عليك يا أبن المسيري
أغلق باب المكتب و اتجه إليها بخطوات بطيئة لذيذة تلك الفتاة و متعة التحدي و الانتصار معها لها معنى خاص مع رؤيتها يتسرب إليه مشاعر مختلفة أهمها الأشواق عيناه دائما على أقل تفصيلة تصدر منها
مبسوطة و أنتي معلمة عليا بس خدي بالك الشاطر اللي يكسب في الآخر يا شوكولاته إنتي مختلفة في كل حاجة حتى في قربك و نهايتك لازم تكون مختلفة اوعي تخسري مكانتك في قلبي يا أزهار
ابتعدت عنه قليلا متوترة من نبرته لا تعلم ماذا يقصد أو إلى أين يريد الوصول بها! ألقت ما بيدها على الأرض قائلة بنبرة بها رقة الأنثى و هذا جديد عليها
إحنا مش في حرب يا فاروق عشان يبقى فيه خسران أقولك على حاجة أنا بدأت أتقبل وجودي في حياتك مش بس كدة أنا قربك بقى بيحسسني بالأمان و دي حاجة غريبة عليا خصوصا بعد مۏت أبويا
ابتسم لها بعيون معسولة مردفا بحنين
أديني قلبك من غير خوف
قلبي بقى في ايدك بس خاف عليه
شيماء سعيد
استغفروا الله لعلها ساعة استجابة
الفصل السابع عشر
بداية الرياح نسمة
حي المغربلين
الفراشة شيماء سعيد
خرجت من مكتب فارس و هي لا ترى أمامها من
شدة انفعالها ذهبت إلى مكتبها و عقلها يسب و يلعن بتلك العائلة بالكامل جلست على مقعدها مغلقة عينيها ترتاح قليلا إلى متى ستظل كبش فدا بينهم!
أحبت عثمان نعم لا تنكر إلا أن ذلك كان من سنوات بالماضي كانت مجرد مراهقة لا تعلم بالحياة شي و هو كان بطلها الصعيدي علمت أنه يحب غيرها ابتعدت عنه حتى وقعت بين براثن فوزي الخولي ما ذنبها باختفائه!
عضت على شفتيها بۏجع نفسي يصاحبه ثمرة أفعال فوزي بها يكفي عنقها الذي وصل إلى مرحلة التشويه أردفت بحسرة على حالها
ربنا ياخدكم كلكم عشان أرتاح بقى من اللعڼة دي فوزي و عيال اخواته شياطين الإنس فعلا يا رب اقف جانبي أنت عالم بحالي
رفعت رأسها مع فتح الباب فجأة دون إذن تفاجأت من مظهر كارم الغير مبشر بالخير عيناه حمراء و وجهه غارق بالعرق مڼهار قدمه تتحرك بصعوبة بالغة اندفعت إليه مع تخلي ساقه عنه ليسقط على الأرض يود الصړيخ
كارم مالك كنت مختفي فين من الصبح و ليه عامل في نفسك كدة!
هل ما وصل إلى مسامعها صحيح! هل بالفعل هو يبكي و هذا صوت شهقاته كارم بقوة شخصيته مڼهارا باكيا ضائعا! أصابها الهلع من حالته تلك لتسأله بتقطع
ابتعد عنها قليلا إلا أنه مازال يأخذ قوته المسلوبة منها قائلا بضعف
تحاملت على نفسها تسنده ليجلس معها على الأريكة يتحرك معها مثل قطعة القماش بلا أدنى روح أغلق عينيه و سند ظهره على الأريكة قائلا
عشان أرفع راسي بعد كدة و أقدر أنام مرتاح بس الست جليلة أخدتها مني في آخر لحظة طول ما هي عايشة أنا مش قادر آخد نفسي لازم واحد فينا يخرج من الدنيا عشان التاني يعيش
وضعت يدها على ذراعيه تبث بداخله القليل من القوة لن تستطيع خسارته هو الآخر بعدما أصبحت تشعر معه بالأمان أزالت دموعها سريعا و هي تقول إليه بقوة
أنت قوي و هتكمل
ڠضب من إصرارها على قوته التي أصبحت مثل التراب قائلا بصړيخ
اسكتي أنا مش قوي أنا مش راجل أساسا الست لما تبص برة بيبقي اللي جوا ناقص و معيوب بقيت في عين الحارة كلها معيوب مش مالي عين مراتي فاهمة يعني إيه هي ټموت و كل حاجة هترجع أحسن من الأول ده شرفي اللي هي مسحت بيه الأرض
حركت رأسها نافية مردفة بضعف
لا أوعى تعمل كدة فكر فيا أنا يا كارم من غيرك هانتهي أنا ما صدقت لقيتك فكرت في نفسك بس طيب و أنا!
نظر إليها پضياع قائلا
إنتي ايه! عايزة مني إيه أنتي كمان
أنا بحبك بحبك أوي أوي
شيماء سعيد
بحي المغربلين
بمنزل جليلة
اهدي و كفاية عياط عشان أفهم منك حصل ايه بينك و بين جوزك
أقولك ايه يا ست
جليلة إني وقعت في عصابة هو و أمه كمان الله ينتقم منهم الاتنين
وضعت جليلة يدها على ظهر الأخرى قائلة بهدوء
وطي صوتك انا مش بحب شغل خدوهم بالصوت ده قوليلي حصل ايه يخلي كارم اللي حاطك فوق رأسه و هو أمه يعمل فيكي كده ده
انتفضت نجوى من مكانها و ڠضبها يزيد معها لا تعلم أمام من
هكون عملت إيه يعني يا جليلة طبعا لازم تقفي معاهم ما أنا غلبانة و مفيش ليا أهل
وضعت فتون يدها على رأسها بړعب لا تعلم ماذا سيكون رد جليلة حاولت إنقاذ الموقف إلا أنها جلست مكانها مثل الخرساء بإشارة واحدة من يد شقيقتها التي وقفت بصرامة قائلة
اسمي الست جليلة يا قليلة الأدب أوعي تنسي فرق السن اللي بنا مش عايزة أسمع منك حصل ايه لسانك كفاية اوي عشان يقطعه ادخلي اتخمدي جوا و لما تصحى ليا معاكي كلام تاني
الو أيوة يا حبيبي تعالى خدني من هنا أنا خلاص أتطلقت و بقيت ملكك تعالى على قرب الفجر كدة هيكون الكل نايم
بالخارج أخذت فتون يد جليلة ثم أجلستها على المقعد قائلة بتوتر
اهدي يا جليلة هي بس من ۏجعها غلطت في الكلام ربنا عالم بحالها دلوقتي
رمقت جليلة شقيقتها بسخرية مردفه
أنتي هبلة يا بت و الا إيه الزفتة اللي نايمة جوا دي عاملة مصېبة عشان كدة جوزها خرج عن شعوره أنا بس عشان هي ولية و أنتوا ولايا مش عايزة أشوف فيكم يوم وحش نيمتها هي بدال ما تقعد في الشارع لحد ما تلقى لنفسها مكان قومي افتحي الباب يا فالحة
أومأت لها بهدوء ثم قامت من جوارها متجهة إلى الباب و يا ليتها لم تفعل وقفت مكانها بقدم متجمدة تتمنى لو يقف الزمن حتى يتم فتح الأرض و أخذها إلى القاع
عابد يقف أمامها بإبتسامة رقية ابتلعت لعابها و هي لا تعرف ماذا تفعل نظرت خلفها لتقول لها جليلة بتعجب
أنتي واقفة كدة ليه مين اللي على الباب
أجابها عابد بهدوء
ده أنا يا ست جليلة عابد شكل فريدة مكسوفة مني
لم تجد أمامها حلول إلا إزاحة الطريق إليه و هي تضع يدها على قلبها جسدها ينتفض و روحها تنسحب رويدا رويدا تعجب من حالتها ثم دلفت لتقهقه جليلة قائلة
آه يا موكوس بقى مش عارف خطبتك من أختها دي فتون أما فريدة