الثلاثه يحبونها بقلم شاهندا
كويسة يارءوف
إبتسم رءوف بهدوء قائلا
إطمن يايحيي..مدام رحمة بقت كويسة الحمد لله..السم كان شديد والحمد لله إن اللى وصل معدتها منه كمية قليلة أوى..وإنها كمان تقيأت..وده قلل من تأثيره..وخلانا قدرنا ننقذها فى الوقت المناسب.
ظهر الإرتياح على ملامح كل من يحيي ومراد..ليقول يحيي
الحمد لله.
قال الطبيب فى حزم
بس الموضوع فيه شبهة جنائية ..فيه حد كان قاصد ېموتها..وأنا لازم أبلغ يايحيي
لأ يارءوف..مفيش داعى لتدخل البوليس..اللى عمل العملة السودا دى أنا هوصله بنفسى.. وهيكون عقابه عندى أنا..وصدقنى مش هرحمه..ده تارى يارءوف ويحيي الشناوي مبيسيبش تاره أبدا.
تنهد رءوف بقلة حيلة وهو يدرك صلابة وعناد يحيي..ليقول بهدوء
تمام..إحنا هننقل مدام رحمة دلوقتى لأوضتها..وياريت تبقى فى راحة تامة وبعيد عن التوتر..وحمد الله على سلامتها.
هتعمل إيه يايحيي
قال يحيي وعيونه تملؤها القسۏة
هطمن على رحمة الأول وبعدين هوصل للى عملها..وهخليه يتمنى لو كان فى آخر الدنيا عشان مطولوش..وبرده هجيبه ولو كان فى سابع أرض..وساعتها... صدقنى مش هرحمه.
تأمل يحيي ملامح رحمة الساكنة..يتخيل حياته من دونها ليجدها مستحيلة التخيل..فلا حياة له وهي خارجها..يسرح فى كل ما مر بهما..من بداية تعارفهما وحتى تلك اللحظة..لتتردد فى آذانه كلماتها الأخيرةحرام عليك كفاية ظلم..لو كنت دورت جوة قلبك كنت هتعرف الحقيقة..إنت زيهم كلهملينتفض واقفا وهو يقول
كلام جدى وهشام اللى إعترف إنكوا على علاقة من زمان وإنه مستعد يصلح غلطته دلوقتى..شفت قهرة فى عيونك وإنتى بتبصيلى وأنا ساكت مبقلش حاجة ..واقف جامد ببصلك وأنا مش عارف أشرب من دمك ولا أسيبك تتجوزى هشام وتغورى من وشى..دلوقتى بس شفت ده كله..دلوقت حسيت فعلا بكل ده..بس إزاي متكلمتيش إزاي مدافعتيش عن نفسك..أكيد هشام خدرك وأخدك أوضته..أكيد عمل حاجة عشان نقع كلنا فى الفخ ونجوزهولك..وده اللى حصل..أد إيه كنت ساذج وقتها..أد إيه كنت غبى.
بس وعد منى هعرف إيه اللى حصل زمان ومين السبب فى اللى جرالك النهاردة ومش هرحمه..ولازم أرجعلك حقك من كل اللى ظلموكى حتى لو كنت أنا بينهم..بس أهم حاجة دلوقتى..تفوقى وترجعيلى يارحمة..أنا بحبك أوى.
توقف قلبه عن النبض ثم عاد لينبض مجددا وهي تقول بهمس
يحيي.
تأمل ملامحها ..وعيونها المغلقة..ليدرك أنها تناديه وهي مازالت تحت تأثير البنج ليذوب قلبه وهو يهمس بدوره قائلا
رددت إسمه مجددا بهمس لتشتعل دقات قلبه يهمس بجانب أذنها قائلا
عمره كله.
لتبتسم بضعف هامسة بإسمه
يحيي.
لتتسع عينيها بدهشة..ثم يرفع رأسه قائلا بعيون ظهر بهما عشقه خالصا لتنظر إلى عيونه بحيرة قائلة بضعف
يحيي أنا.. إنت..
وضع يحيي إصبعه على شفتيها قائلا بعشق
أنا بحبك..بحبك أوى يارحمة.
نظرت إليه رحمة فى صدمة لإعترافه الصريح هذا بعشقها.. لتتسع عينا رحمة فى دهشة و....سعادة.
مراد....
أنا مش مستعدة أتخلى عن طفلى حتى لو خيرتنى بينك وبينه
..أنا بختاره هو ..تعرف ليهلإنى مستحيل هختار واحد باعنى بالرخيص وفى أول موقف مر علينا..وكأنى مهمكش يامراد ولا يهمك مصيرى ..سواء أموت ..أو..أعيش..مش هتفرق معاك..أنا كنت موجودة فى حياتك ليه..عشان أكون مجرد بديل ..مرة أكون بديل لمراتك اللى مبتحبهاش..ومرة بديل لحبييتك..حبيبتك اللى مقدرتش توصلها.. مش كدة ..للدرجة دى يامراد كنت بالنسبة لك ولا حاجة..للدرجة دى محسيتش بية وبقلبى اللى كان بيتعذب كل يوم وأنا عندى أمل واحد فى المليون إنك تحس
بحبى وتحبنى ولو شوية..الأمل ده النهاردة إنت قټلته زي ما كنت عايز إبنك..ضناك..معاه..لكن انا هعيش ..هعيش عشان خاطر إبننا..متحاولش تدور علية عشان مش
هتلاقينى..ومتقلقش مش هتشوفنى تانى ولا هتشوف طفلك ..إنسانا يا مراد وأظن إن ده سهل عليك... أوى..شروق.
جلس مراد فلم تعد قدماه قادرتان على حمله..يشعر بالإنهيار بداخله..تمزقه كلماتها تمزيقا..يدرك فيم تفكر الآن وبما تشعر..لقد كانت تعلم..تعلم بحبه لأخرى ولم تلومه ولم تعاتبه..فقط تحملت ألمها بداخلها ووارته ..لترسم إبتسامتها على شفتيه وتسعده..كم كان غبيا حين أعماه عشقه المزيف عن رؤية كل مشاعره تجاهها..عن منحها ما تستحق..فقط السعادة والحب..فهي تستحقهما ..
ليظهر التصميم على وجهه ..سيجدها ..وسيفعل المستحيل لتسامحه..وسيعلنها زوجة له أمام الجميع حتى وإن واجه بذلك أعاصير بشرى ..ورفض عائلته..سيربى طفله بينهما وسيمنحهما كل ما حرمهما منه ..نعم هذا ما سوف يفعله..لينهض سريعا ويركب سيارته يقودها بأقصى سرعة متجها إلى حيث يمكن أن يجد شروق..ولن يهدأ له بال حتى ...يجدها.
الفصل الثامن عشر
دلفت رحمة إلى الحجرة تتأملها بلهفة..فلقد قضت بالمستشفى يومين كاملين..وحقا إشتاقت إلى تلك الحجرة وإشتاقت إلى المنزل بأكمله..بمن فيه..خاصة ذلك الصغير هاشم والتى ما إن دلفت إلى المنزل حتى إتجهت إلى حجرته على الفور لتشبع شوقها إليه..تغمره يقابلها بضحكات مرحبة بها ونداءه الذى تعشقهرا را..لتقول مابين القبلة والقبلةقلب رارا وعمرها كلهليدلف يحيي إلى الحجرة ويبتسم لهذا المشهد..ثم يأخذ منها هاشم..يخبرها أنه سيخلده إلى النوم بينما تأخذ هي حماما تريح به جسدها المتعب ..لتوافق على الفور فهي تحتاج فعلا إلى هذا الحمام.
..إبتسمت بحنان وهي تتذكر معاملة يحيي لها منذ أن إستيقظت فى تلك المستشفى وألقى إعترافه بحبها أمامها..لقد عاد يحيي كما كان بالماضي ..هذا المحب المندفع.. الشغوف الحنون..يعاملها مجددا كأميرته الصغيرة المدللة..لم يعد يعبس فى وجهها أبدا..بل تشمل ملامحه دائما نظرة العشق التى كانت تراها بالماضى..وهاهي دقات قلبها تعلوا عندما تتذكر تلك النظرات التى يرمقها بها..لتضع يدها على خافقها تهدئه قليلا قائلة بهمس
إهدى ياقلبى..كل ده من نظرة ..أمال لو...
لتنفض رأسها قائلة
لأ طبعا ..إنتى أكيد إتجننتى.. نسيتى وعدك لأختك..طيب لو كنتى نسيتى وعدك..فنسيتى كمان إنه إتخلى عنك زمان..مش يمكن يتخلى عنك تانى..ويجرح قلبك من جديد..قلبك اللى دلوقتى هيطير من نظرة عشق أو كلمة بحبك اللى قالها..ما هو كمان قالها زمان..وفى أول إختبار لحبكم نساها ..وفشل فيه..خليكى عاقلة يارحمة وإوعى تضعفى..عشان فى الآخر متندميش.
لتتنهد بضعف وهي تتجه إلى الحمام لتأخذ حماما ..ربما يريح جسدها المتعب ولكن روحها المنهكة..ماذا يريحها
قالت بشرى بغيظ ما إن دلفت لشقة مجدى
نفدت منها بنت الأبالسة..إزاي..أنا هتجنن
عقد مجدى حاجبيه قائلا
مين دى ونفدت من إيه
نظرت إليه بشرى قائلة بحنق
بقولك إيه يامجدى متجننيش معاك إنت كمان..هيكون مين غيرها..ست رحمة طبعا.
إتسعت عينا مجدى پصدمة قائلا
إنتى عايزة تفهمينى إن رحمة نجت من جرعة السم اللى
إديتيهالها..مستحيل طبعا.
نظرت إليه قائلة بغيظ يأكل قلبها
حظ أبالسة..تقول إيه..من حظها إن واحد وقع الكاس من إيدها فمكملتش كوباية العصير وكمان رجعت شوية ..فاللى فضل فى
معدتها حاجة بسيطة متموتهاش..وأهي راجعة الفيلا النهاردة وكأننا معملناش أي حاجة.
قال مجدى بدهشة
وعرفتى منين
قالت پحقد
من فتحى.
قال مجدى
حظ أبالسة فعلا..ليها عمر صحيح.
قالت بشرى پغضب
لازم أشوفلها حاجة تانية تغورها فى ستين داهية..أنا خلاص مش قادرة أستحمل العيشة فى الشقة دى وعايزة أرجع بيتى يامجدى.
قائلا
طب إهدى بس..روقى أعصابك وتعالى نشرب كاسين..نظبط بيهم دماغنا ونفكرلها فى حاجة تانية.
إبتعدت بشرى عنه وهي تقول بضجر
مش هينفع أقعد وأشرب..مراد اليومين دول حالته حالة ومتعصب على الآخر..مش عارفة ماله بس..بيتلككلى ع الفاضية والمليانة..أنا عايزة ألحق أرجع البيت قبل ما يرجع.
عقد مجدى حاجبيه وهو يقول بضيق
والباشا بيرجع إمتى
هزت كتفيها قائلة
ملوش مواعيد..اهو بيطب فى أي وقت.
ليرن هاتفها وتشير إليه بالصمت ليدرك مجدى فى ضيق أنه مراد.. وبشرى تجيب بهدوء
أيوة يامراد.
إستمعت إليه لثوان قبل أن تقول
طيب تمام..متقلقش..سلام.
أغلقت الهاتف لينظر إليها مجدى بإستفهام لتعقد حاجبيها قائلة
ده مراد..بيقولى إن وراه شغل متأخر..وإحتمال يبات فى الشركة.
وإحنا مستنيين إيه بس ..تعالى معايا.
قالت بشرى
إستنى بس يامجدى...
أدخلها مجدى حجرته وأغلق الباب
خير يايحيي
..لتقول بضعف
يحيي أنا..وإنت....
إحنا لازم ننسى كل حاجة تانية ومنفتكرش غير حاجة واحدة وبس..إنتى بتحبينى..وأنا بحبك..صح يارحمة..قولى إنك بتحبينى أد ما أنا بحبك..قوليها.
شعرت رحمة بأنها تفقد كل ذرة مقاومة تمتلكها ولكن وعدها لأختها وقف حائلا دون إستسلامها لتطرق بحزن قائلة
مش هينفع يا يحيي ..صدقنى مش هينفع.
ليرفع ذقنها بيده قائلا
لأ هينفع..متنكريش إنك بتحبينى ..عيونك بتقولها..
لتلبى رجاءه
على الفور قائلة بعشق
بحبك يايحيي..بحبك.
لتلتمع عيناه ويدق قلبه طربا لسماعه كلمات الحب
إزاي ..فهمينى..أنا هتجنن..إنتى كنتى....طيب واللى حصل وجوازك من هشام..يارحمة فهمينى .أنا هتجنن.
نظرت إلى عيونه لثوان تبغى هروبا ولكن ما من مهرب.. لتقرر أن تعترف بكل ماحدث بالماضى لتقول پألم
الحكاية بدأت من زمان..من اليوم اللى حبيتك فيه وإنت حبيتنى..كنت دايما أقولك هشام بيضايقنى ..وكنت دايما باعده عنى..بس جه اليوم اللى طلبت فيه منى الجواز وأنا وافقت..كان هو للأسف سامعنا..وقرر يوقف الجواز ده بأي تمن..حتى لو بڤضيحة..خطته كانت إنه يخدرنى بمنوم فى عصير ويجيبنى أوضته ويتظاهر بإنى معاه أدامكم بعد ما حد معين يجمعكم..وطبعا خطته نجحت قدر يخدرنى ويجيبنى لحد أوضته ولما فقت..لقيتكم كلكم بتتهمونى بالخطيئة معاه..إنصدمت حاولت أشرح إنى بريئة وإنى مش زي أمى بهيرة اللى خانت أبويا بعد سنة من الجواز وهربت مع السواق..بس بصة واحدة لعنيك خليتنى أسكت..شفت فيهم إنك شايفنى هي..وده صدمنى ..خلانى عرفت إنى لوحدى..وعرفت إنى بالنسبة لك ولا حاجة..بالنسبة لكوا كلكم ولا حاجة..أنا بس بنت بهيرة وهفضل طول عمرى بنت بهيرة.
ترقرقت الدموع بعيونها ليجلس يحيي فلم تعد قدماه قادرتان على حمله..لقد
كان يشك بأن هذا بالفعل ماحدث ولكن تأكيدها شكه أصابه بطعڼة فى قلبه..فقط لو كان وثق بها وبحبه لها لأنقذها فى هذا اليوم وأنقذ نفسه من كل هذا العڈاب الذى مرا به..ليلوم نفسه على ضعفه ويدرك أنه حقا لا يستحقها..ليعقد حاجبيه وهو يدرك أنها تزوجت هشام بعد تلك الليلة البغيضة ومع ذلك هي كانت ماتزال حتى اليوم...كيف
وكأنها قرأت ملامح وجهه وأدركت ما يحيره..لتقول بهمس مرير
هشام كان مريض يايحيي..كان عاجز .
إتسعت عينا يحيي پصدمة لتستطرد قائلة پألم هدج صوتها
مع الأسف دى الحقيقة..هشام حبنى..بس كان عارف إنه مريض ومرضه ملوش علاج.. حبه كان
مرضي..مقدرش يشوفنى غير مراته..مقدرش يتخلينى لحد غيره..وخصوصا أخوه.. وفضل يعمل ده كله فى سبيل إنى أكون ليه لوحده..حتى لو هكون فى حياته زوجة بالإسم..المهم مكونش لغيره وبس.
تأمل ملامحها المټألمة بحزن هز كيانه..يعلم أنها ضحېة ..ضحېة لأمها ولجدها ولهشام وله..ضحېة للجميع..كم تمنى لو حماها من أن تكون ضحيتهم ولكن ليس كل يتمناه المرء يدركه..تجعد وجهها ألما ليدرك أن القادم أسوأ وهي تقول
بكى ليلة فرحنا..إعترفلى..وإعتذرلى..طلب منى أسامحه ووعدنى إنه هيسعدنى..هيحققلى أحلامى ..قاللى إن الجواز مش سرير وبس..ولإنى متخيلتش حد غيرك ممكن ..رضيت أكمل معاه وأنا مع الأسف ..فرحانة من جوايا بعجزه..مش قادرة أتخيل