اهلكني حبك
وانه سيسافر ليلا للقاهرة للبدء فشعرت بالحزن الشديد فهي لن تراه في الجوار مجددا فالعمل بالقاهرة يعني انه سيقيم هناك أغلب الوقت وبعدها مرت الأيام سريعا وكانت حور تجتهد بدراستها قدر المستطاع فلقد كانت تريد دخول كلية الهندسة وكانت تري بنات أخوالها اللذين معها بنفس السنة الدراسية يدرسون مع مدرسين خاصين يأتون للقصر طيلة الوقت بأوقات متفاوتة وأحيانا كانت تتسلل وتقف بعيدا بالغرفة التي بها المدرسون مختبئة محاولة سماع أي من الدروس التي كانت تفيدها و كانت تشعر بالحزن وتكره جدها أكثر فأكثر فهي ذهبت له كي تطلب منه أنها بحاجة لدرس خاص في مادة الرياضيات والفيزياء ووقتها اقتربت منه ورأت نظراته التي تنقلب دوما عند رؤيتها ووجدته يقول لها بقسۏة ما أن رآها
بلعت ريقها بصعوبة وهي تكره أن تحتاج لطلب منه وقبل أن تفتح فمها ظهرت ماريهان وهي احدي بنات أخوالها وقالت للجد بدلال
جدي أريد طلب منك الآن
فنظر لها جدها وابتسم قائلا لها
حبيبه جدك تعالي بالداخل يا ابنه الهلالي واطلبي ما تشائين وقدر ما تشائين
فابتسمت ماريهان وقالت له بدلال
في ..
فضحك جدها متجاهلا حور تماما وهو يقول
سوف أحضر لك دسته من المدرسين تختارين منهم من يعجبك فأنت ابنه الهلالي
قالها ونظر لحور بقسۏة شديدة لذا أقسمت أنها لو ستموت لن تطلب شيئا أبدا من هذا الرجل .
أيتها الحمقاء ماذا تفعلين سوف أخبر جدي علي الفور
فنهي تصغرها بأربع سنوات علي الأقل وقبل أن تتفوه حور بكلمة واحدة ركضت نهي للداخل أما حور شعرت بالضياع اللعڼة سوف يعلم جدها بالأمر وهي ليست مستعدة لأي عقاپ قد ينزله عليها فظلت حور واقفة مكانها لا تعلم ماذا تفعل وبعدها وجدت نهي تقترب منها وتخبرها بعجرفة وهي ترميها بنظراتها الكريهة
تنفست حور بعصبية ثم نظرت لنهي ببرود شديد و تحركت ذاهبة نحو مكتب جدها وكانت ترتجف من الخۏف.. وفي تلك اللحظة شعرت باليتم ليس هناك أم أو أب تحتمي به فجدها دون رادع شعرت بالدموع تترقرق في مقلتيها لكنها مسحتهما سريعا ورفعت رأسها عاليا وقالت بصوت خفيض لا يسمعه أحدا غيرها
وبالفعل دخلت المكتب ووجدته جالس علي مكتبه وقال بنبرة غاضبة
هل ما أخبرتني به نهي صحيح
رفعت رأسها وردت بشجاعة
أجل لقد أخذت نزهة بالخيل
ضحك بسخرية ثم قال بقسۏة وڠضب
إذن أنت غبية كوالداتك ولا تعرفين الذي يصح والذي لا يصح وتريدين تلطيخ سمعة العائلة أمام جميع الخدم .. أنا سأحرص علي عقابك جيدا حتى لا تتمادي مجددا
حدقت به بشجاعة منتظرة عقابه البغيض فقال ببطء وهو ينظر لبرودها الظاهري المستفز بقسۏة
أنت ممنوعة من إكمال دراستك بالجامعة فأنت لا تستحقين العناء هيا اذهبي إلي غرفتك
شعرت حور كأن أحدهم أطلق عليها الړصاص فكل أحلامها التي تحملت من أجلها المكوث في ذلك القصر اللعېن قد تحطمت للتو لكنها لن تسمح له بتذوق لذة انتصاره عليها فوجدت نفسها ترفع رأسها قائلة ببرود مستفز كالصقيع الذي غمر روحها في بئر مظلم
حسنا يا جدي العزيز سوف أتقبل عقابك
وبعدها تحركت لتخرج من الغرفة وسمعته يتمتم پغضب وبعدها سمعت صوت تكسر مزهرية الورد فخرجت من الغرفة ولم تنظر ورائها وعندما ذهبت لغرفتها أطلقت العنان لحزنها الدفين وظلت تبكي حالها ماذا عليها أن تفعل الآن فهل تهرب من ذلك القصر اللعېن!!.. تحركت كالمچنونة تنظر للأموال التي ادخرتها من مصروفها فهي لم تكن تصرف شيئا كثيرا لأنها لا تشعر بالأمان لتلك العائلة وعندما حسبت المال الذي معها جلست علي الفراش بيأس فذلك المال لن يكفي شيء علي الإطلاق وإلي أين يمكن أن تذهب ..فهي لو تهورت وهربت لن تستطع دخول ذلك القصر الذي يوفر لها المأوي مجددا وفقط ستعيش بالشارع ولن تكمل دراستها أيضا وستموت من الجوع فالحصول علي المال ليس سهلا فيكفي ما عانته أمها رحمها الله تلك اللحظة تمنت المۏت لا أحد يدافع عنها ويأخذ بحقها من ذلك الرجل الذي يكرهها وېحطم
أحلامها..
مرت الأيام وقد عرفت إنها قد قبلت بكلية الهندسة عندما وصل خطاب القبول ورأت جدها يمسك به ثم يلقي به بمكتبه بإهمال لذا تحسرت علي أحلامها وكانت تبلل وسادتها كل ليلة .. ومرت الأيام ولم تستطع تقديم أوراقها للجامعة بالقاهرة فجدها قد دمر حياتها وتبقي أسبوع واحد للتقديم وقد كان كل يوم يمر عليها كالچحيم فهي فقدت شهيتها وأيضا أصبحت تفوت بعض الوجبات فهي لم تعد تحتمل رؤية ذلك العجوز وأيضا تلك الواشية نهي ولم يعبئ بها أحد كالمعتاد سواء أكلت أم ذهبت للچحيم لكن في ذلك اليوم هي شعرت بالجوع الشديد فنزلت ليلا لتدخل المطبخ لتأكل شيئا فمعدتها تصدر أصوات مزعجة من الجوع وقبل أن تدخل المطبخ سمعت فاديه زوجة خالها سامر ووالدة أوس تقول لوالدة نهي ابنه خالها سالم
يا محاسن هل عرفت بما حدث ..
فقالت محاسن والدة نهي بفضول
اخبريني يا فاديه هل حدث شيئا أثناء تغيبي خارج الدوار وقت الغداء