أبناء يعقوب بقلم ولاء رفعت
الصح
نفض يدها ثم عاد إلى هدوئه مرة أخرى ثم رفع يده ليمسكها من ذراعها فقامت بدفع يده وقالت
أنا بكرهك
ألقتها عليه وغادرت سريعا
داخل مبنى مكون من طابقين يقف في البهو يتأمل المكان من حوله وصديقه يشير له نحو الغرف ويشرح له ماذا سيضع هنا وهناك ويخبره بكل خطوة
سيتم تنفيذها
وبرغم السعادة التي تبدو على ملامحه لكنه يخبئ خلفها حزن مرير تذكر أمر حبيبته التي لا يعلم عنها شيئا فقام بالاتصال بها وكانت هي على الجانب الأخر تترك هاتفها على الوضع الصامت داخل حقيبة اليد خاصتها
انتبه إلى هذا الصوت الأنثوي الناعم فألتفت إليه وجد أمامه فتاة عشرينية ذات ملامح رقيقة تنضح بأنوثة تجذب من ينظر إليها ابتسم وتذكر إنه رآها من قبل لكن كانت أصغر من الوقت الحالي سألها
آية أخت ماجد
أومأت إليه وقالت
ذاكرتك قوية ما شاء الله
حك ذقنه مبتسما فأجاب
مش قوي بصراحة خمنت كمان لما ماجد قالي إنك الشريك التالت لينا
بإذن الله مع ال plan أنا حطاها في خلال شهر من بعد ما نبدأ شغل اسم الشركة هيسمع فى السوق
وضع يديه في جيبي سرواله الجينز قائلا
أنا واثق بإذن الله هنعمل حاجة جامدة طالما ماشيين صح ومعانا كل الإمكانيات اللي تنجح أي مشروع
حدقت إليه بنظرة مطولة ثم قالت
كفاية أنك معانا دا حافز كبير للنجاح
إن شاء الله هيكون بينا إحنا التلاتة من أنجح المشاريع
تتمدد على مضجعها وتتذكر منذ يومين عندما ذهبت إلى هذا الشيطان وقامت بتوبيخه حيث أخبرته أنها غير موافقة على الزواج منه فقابل رفضها التام بالټهديد كالعادة
وإذا بصوت طرقات عڼيفة على الباب جعلت عرفة الذي كان نائما يستيقظ بفزع وزوجته خرجت من المرحاض تقول
أشار إليها زوجها قائلا
استني أنا هروح أفتح الباب
فتح الباب فوجد رجلا فارع الطول عريض المنكبين ذو ملامح حادة يسأله بصوته الأجش
دا بيت عرفة سيد الطوخي
أومأ إليه بالإيجاب وقال
أيوة أنا يا بيه فيه حاجة
أخبره الضابط بحدة
متقدم فيك بلاغ سړقة فلوس من محل الجاسر للمفروشات اللي أنت بتشتغل فيه
رد الضابط وقال
يبقى يقول الكلام دا في القسم ونشوف مين الصادق هو ولا اللي مقدم فيه البلاغ والشهود اللي معاه
وقفت مريم التي خرجت للتو من غرفتها ترى ما يحدث ركضت إلى الضابط تخبره برجاء
يا حضرة الظابط خالي والله العظيم بريء اللي اسمه جاسر عمل كدا عشان يتجوزني أنا رفضته فعمل كدا في خالي عشان أوافق عليه
أنا مليش دعوة بالقصة دي كلها أنا ليا شغلي وبس يا آنسة خدوه على البوكس
دخل رجال الشرطة وتم القبض عليه فأخذت هويدا تصيح
وتنوح على زوجها وأخذت تردد
خالك هيضيع يا مريم أبوس إيدك وافقي على جوازك من جاسر بدل ما نتشرد من غير خالك أنقذي خالك بالله عليكي
ينفث دخان النرجيلة فأصابه نوبة من السعال فقام بالنداء على أحد العمال
تعالى يا بني غير لي الحجر دا بواحد جديد حتى المعسل بقوا بيغشوا فيه يا لهوي يا جدعان ما بقاش فيه ضمير ولا أمانة
أنا موافقة
أخبرته وهي تنظر إلى الأسفل لا تريد أن يراها في حالة الضعف والانكسار هذه ضحك بسخرية قائلا
ومالك بتقوليها وانتي باصة في الأرض ليه زى ما
يكون ماسك عليكي ذلة أو لوي دراعك مثلا
لم تكترث إلى سخريته اللاذعة فأخبرته
بس بشرط تطلع خالي من القسم وتتنازل عن المحضر الأول
ترك عصا النرجيلة ووقف ليقول بإصرار وحسم
لحظة التنازل عن المحضر هيكون معايا المأذون وهنكتب الكتاب ودا آخر كلام عندي
حقك علي يا خالو أنا السبب في الپهدلة اللي حصلت لك
ربت عليها وحدق إلى جاسر بامتعاض وقال
لا يا مريم مش
انتي السبب حقك علي أنا مش عارف أحميكي من شياطين الأنس
صاح جاسر بسخرية
اخلص يا عم الملاك المأذون وراه ناس بعدينا عايزين يكتبوا
ذهبوا إلى المتجر وتم هناك عقد القران وقلبها يذرف دمائه في تلك اللحظات الأشبه بالحكم
عليها بالإعدام سوف تعيش معه كالأموات
أفاقت من شرودها ومن هذه اللحظة العصيبة على ترديد المأذون
بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما على خير إن شاء الله
13
الفصل الثالث عشر
أن يطعنك أحدهم في ظهرك فهذا أمر طبيعي ولكن أن تلتفت وتجده أقرب الناس إليك فهذه هي الکاړثة
بدأ يوسف وصديقه في إطلاق حملة إعلامية مكثفة للشركة التي أطلقوا عليها اسم YMA للتسويق و الشحن كما لاقت صدى في عالم التسويق الإلكتروني
وفي ذلك الحين أيضا كان شقيقه يعد لحفل زفافه على مريم وكذلك زفاف حمزة على رقية ولم يرد جاسر أن يمر حدث زفافه دون أن يعلم ردة فعل شقيقه عندما يعلم إنه سيتزوج من الفتاة التي أحبها وبذلك يكون قد سلب منه كل شيء
وفي ظل يوم عمل شاق لدى يوسف طرقت آية عليه الباب ثم فتحت وسألته
فاضي ولا مشغول
توقف عن الكتابة على لوحة المفاتيح المتصلة بالحاسوب ابتسم وأشار إليها
اتفضلي حتى لو مشغول هفضي نفسي
ابتسمت أيضا بخجل ثم قالت
تسلم أنا حابة أخد رأيك في موضوع مهم بالنسبة ليا
أومأ إليها وقال
اتفضلي أنا تحت أمرك
الأمر لله الموضوع وما فيه أنا
جالي عرض من شركة فرنسية مشهورة لأدوات التجميل شافوا شغلي من على السوشيال ميديا وتواصلوا معايا أنت إيه رأيك أسافر ولا لأ
أمعن التفكير في سؤالها وأدرك ما ورائه يبدو ذلك واضحا من نظراتها إليه والتي
تنم عن الإعجاب أو ربما الحب بينما هو لا يملك قلبه وكلما أراد أن يتواصل مع مريم لم يجد إجابة منها على اتصالاته قام بمهاتفة خالها فقدم إليه أعذار غير مقنعة إطلاقا لذا قرر أنه سيذهب لرؤيتها
انتبه إلى آية التي أخذت تناديه وكان شاردا اعتدل وأجاب
معلش يا آية سرحت شوية كنتي بتاخدي رأيي هتسافري ولا لأ بصي اعملي اللي هتلاقيه في مصلحتك يعني لو السفرية دي فيها نجاحك وإنك تحققي نفسك هناك يبقي ليه لأ
حدقت إليه بنظرة وكأنها تريده أن يمنعها أو يطلب أن لا تبتعد فسألته
يعني انت عايزني أسافر
تنهد واستند بساعديه على المكتب فألقى عليها بجوابه على سؤالها الحقيقي
أنا عايزك تشوفي مصلحتك يمكن تلاقي فرصة أحسن ما تعلقيش نفسك
ازدردت ريقها وشعرت بالصدمة من إجابته التي أدركتها جيدا نهضت ووضعت أمامه مجموعة من الأوراق قائلة
دي أوراق من البريد نسيت أديهالك من أول امبارح عن إذنك
وقبل أن تغادر أوقفها قائلا
أنا مبسوط إنك بتعتبريني زي ماجد أخوكي
أومأت إليه بابتسامة تخفي خلفها حزن عميق وانكسار أشاحت وجهها سريعا لمغادرة الغرفة حتى لا يرى عبراتها المترقرقة
زفر بين كفيه وشعر بالذنب لكنه قال لنفسه هذا أفضل لها
وقعت عيناه على ظرف من بين الأوراق التي أمامه يبدو إنها دعوة لحضور حفل زفاف أمسكها ثم قام بفتح الظرف وأخرج الدعوة إنه حفل زفاف شقيقه لكن اسم العروس مختصرا في أول حرف من اسمها لم ينشغل بهذا ووجد هناك دعوة أخرى مرفقة مدون بها اسم العريس حمزة أمين الحلاج والعروس رقية يعقوب عبد العليم الراوي برغم حزنه مما فعله شقيقه معه لكنه يشعر بالسعادة من أجل شقيقته التي ستصبح عروس أمسك بكلا الدعوتين وغادر الشركة لكي يستعد
لحضور الحفل لعله يرى مريم هناك لقد عزم أنه سوف يشتري خاتما سيقدمه إليها ويتفق مع خالها عن موعد زواجهما يا له من مسكين ليس لديه علم بالمفاجأة لنقل بالأحرى الصدمة
بدأت مراسم الحفل ما بين رقص وغناء داخل قاعة كبيرة تضم الكثير من الحضور توجد أريكتان يجلس على أريكة حمزة الذي يتراقص مكانه وبجواره رقية ويبدو على وجهها
الحزن جاءت والدته لتعانقه وتهنئه نظرت إلى ابنة شقيقتها بسخرية ثم دنت منها لتخبرها
أفردي وشك يا رقية عايزة الناس تقول على ابني متجوزك ڠصب!
عارفة يا مريوم أنا محضر لك حتة مفاجأة هاتعجبك قوي
مازال يقف ويشاهد هذا من بعيد أخرج من جيبه علبة الخاتم الذي كان سيقدمه إليها دقات قلبه تسابق عقرب الثواني الذي يتحرك في ساعة يده أمسك بقوة العلبة التي في قبضته انتبه إلي عرفة القادم نحوه وعلى وجهه آلاف الاعتذارات وعندما توقف أمامه أخبره
ما تزعلش يا يوسف كل واحد بياخد نصيبه وفي الأول والآخر دا أخوك
هز رأسه مبتسما ولم يستطع منع هذه الدمعة التي انسدلت من عينه وفي التو قام بمسحها فقال
عندك حق يا عم عرفة
قرر أن يظهر صموده وقوته أمامهما لذا بدلا من أن يرحل ذهب إلي شقيقته أولا وقام بتهنئتها وصافح حمزة الذي قال
عقبالك يا چو
ثم نظر إلي جاسر الذي كان ينتظر ردة فعل شقيقه يظن أنه سيعاركه أو يوبخه وتمنى أن يحدث ذلك حتى يجد سببا للقيام بلكمه لذا كور قبضته استعدادا لهذا وقد خيب الأخر ظنونه عندما مد يده إليه وقال
ألف مبروك يا جاسر
رد بسخرية مبتسما
الله يبارك فيك يا يوسف نورت الفرح
حدق إلي مريم التي كانت تصرخ وتخبره بعينيها إنها مرغمة على ما يحدث تخبره في صمت إنها ليست خائڼة كما تقرأ في عينيه
مد يده إليها وقام بتهنئتها بنظرة تنضح بلوم وعتاب
مبروك يا مريم
رفعت يدها وكادت تبادله المصافحة مد جاسر يده وأمسك يدها قائلا
معلش يا يوسف مراتي ما بتسلمش على أغراب أصلي بغير عليها
هبهرك
كاد يحملها على ذراعيه فتركته واتجهت نحو رواق حيث تتفرع منه الغرف فسألها
رايحة فين يا حب دا أنا كنت لسه هشيلك كدا ضيعت لي اللحظة اللي كنت بحلم بيها مش مشكلة نعوضها في اللي جاي
ذهب وراءها وقبل أن يقترب من الغرفة أغلقت الباب فصاح
قفلتي الباب ليه
أجابت بحدة من الداخل
هغير هدومي
ذهب إلى الردهة قائلا بصوت خاڤت
لما ألف ليا سجارتين عقبال ما تخلص
قام بإعداد سجائر ملفوفة محشوة بالتبغ وبمادة أخرى أشعل سېجارة بالقداحة ثم نفث دخانا كثيفا في الهواء ينظر نحو نقطة وهمية و يتحدث إلي نفسه داخل عقله
كدا الدنيا كلها ماشية زي ما أنا عايز وهرجع حق أمي اللي نهبتوه يا ولاد يعقوب ولسه لما أخلص منك يا جاسر وأختك تحت سيطرتي
مر أكثر من ساعة ونفث أكثر سېجارة لم يسمع صوتا لها فشعر بالقلق ذهب إليها وحاول فتح الباب لكنه كان موصدا من
الداخل
روقه بت