حواء بين سلاسل القدر
أما غوايش فبدأت بالسير أمامهم بطريقه بذيئه تظهر تضاريسها
اتفضلوا معايا على أوضة الضيوف مع إنكم صحاب بيت
بما إننا صحاب بيت فندخل على أوضة النوم على طول
التفتت له بتساؤل ذو بسمه
الباشا بيقول إيه
تدخل هشام بجديه
متاخديش في بالك جواد باشا بيحب يهزر
طب على ما يخلص هزار هروح أجيبلكم حاجه تبلوا بيها ريقكم عشان شكلكم عطشان أوي
إيه اللي قولته دا ميصحش كدا الست تقول علينا إيه
لوي فمه ببسمه ساخره
ست مين ياعم هشام يابنى الوليه دي نيتها مش سالكه مش شايفها ماشيه قدامنا إزاي إسمع منى الصنف دا بيمر عليا منه كتير في القسم
بس يا جواد قفل علي السيره دي خلينا ندخل نستناها جوه على ما تجيب المشروب
تنهد الأخر بجدية
البنت عجبانى والستغوايش ربنا يصلح حالها
مش بقولك نيتها مش سالكه قابل بقي جيبالك منكر ياعم الشيخ
نظر هشام الى غوايش التى عادت وتحمل صينيه فوقها زجاجة خمر وبجوارها ثلاث كؤوس
مالكم واقفين كدا ليه إتفضلوا جوه
قبل ماتفضل جوه فين الحمام
هتفت ببسمه خليعه
تحرك جواد إتجاه الطرقه فوجد ثلاث حجرفدخل إلى أول غرفه وأغلق الباب خلفه. وفتح النور ف تفاجئ بذاته يقف بحجرهصغيرهب منتصفها تختت غفوا عليه أنثى مثل الحوريات بمنامتها الحريريهوشعرها الذهبي الذي يغفوا بجوارها علي الوساده. يتحرك ليذهب لكنه وجدها تمسك بيده. فحاول سحبها منهابرفقلكنه ايقظها بحركته ففتحت عينيها التى إتسعت پخوف وذادت ضربات قلبها بانفاس متلهفهوبدأ جسدها بالإرتجاف
أما لديه فقد أغلق الباب عليها قبل أن يري ما حدث لها وسند بظهره عليه يلهس أنفاسه بلهفه لم تسبقه وذاد الأمر غرابه عليه عندما إرتفعت نبضات قلبه تأبي المكوث معه تود الرجوع لمن بالحجره فأنكر ذلك الشعور المريب بحركه رأسيه يتمتم بربكه
بتلك اللحظه العصيبه خطړ عليه حديث العرافهحينما قالت
هتجابل إصغيره هتشعلجك بعشجها
أنكر حديثها الصاخب داخل عقله. قائلا برفضا تام
إستغفر الله العظيم كذبوا المنجم ونولو صدفواإستغفر الله العظيم
نفى جميع ما راوده وذهب إلى الحجره الأخري حيث يجلس هشام برفقة غوايش وتقدم ثم جلس بجواره. فرمقه الآخر مستفهما بسبب هيئته المشتته
تحمحم ببعض الثبات الإنفعالي ينكر بصوت أصبح أشد رزانه
كله تمام متشغلش بالك بيا المهم قولى فتحت الست غوايش فى الموضوع اللي جايين عشانه ولا لسه
نظرت لهم ببسمة أنوثه. أثناء تناولها من كأس الخمر
خير موضوع إيه
من الآخر كدا يا ست غوايش أنا جاي أطلب منك إيد ريحانه بنت جوزك
بصقت الشراب من فمها بزعر
تتطلب إيد مين ريحانه
قطب هشام جبهته بتأكيد
ايوه مالها ريحانه إيه أنا مش قد المقام ولا إيه ياست غوايش
تلبكت بغيره تأكل قلبها.
لاء طبعا هو إحنا نطولبس يعنى ريحانه عيله صغيره دا غير إنها تعبانه
تعبانه إزاي يعنى مالها
قوت بصرها بشماته تبوح بصوتها الحيانى
بتتشنج. لما بتقعد مع حد أو تقابل حد متعرفوش بتفضل تترعشو تعرقولو الحاله شدة عليها بتتشنج و تتمرمغ في الأرض يا إما يغم عليها
تلقى جواد الصدمه بعين إتسعت بقلق هز قلبه عليها. أدرك سبب أفعالها حينما إستيقظت علي رؤيته. تبدلت ملامحه للتشتت من جديد. كان يود أن ينهض ليطمئن عليها. لكنه حاول الإسترخاء وتجاهل تلك المشاعر الإلاهيه التى نبتت بقلبه الجش أما الآخر فقال لها بتمسك غير مهتم لما قيل
معنديش مشكله أنا موافق أتجوزها
أكلتها الغيره من جديد و شعرت بقلبها يعتصر من الضيقفتمسكه بالأخري ذاد من حدة كراهيتها لهاوهتفت بعد دقيقه برسميه
بس ممكن هى متوافقش
تبسم بتساؤل يصحبه التعجب
ليه متوافقش ياتري عندك تفسير !
لاء معنديش أنا بقولك ممكن
بصي يا ست غوايش أنا معجب ببنت جوزك و هتجوزها على سنة الله ورسوله وإنتوا هتوافقه يا إما مفيش قعاد ليكم في البلد دي تانى متنسيش إنكم قاعدين على أرضي وبكل سهوله أقدر أمشيكم من البيت
تجحظت عينيها بزمجره
هو الجواز بالعافيه يا هشام بيه
لاء مش بالعافيه بالرضا بس واضح إنك مش موافقه بس أنا متعودتش إنى مخدش حاجه عيني منها و ريحانه عجبتنى وعاوزها في الحلال ومظنش إن الحلال يزعل حد
تهديده الصريح من نشلها من بيتها و دمار حياتها جعل الخيار بالنسبه لها معډوم مما جعلها تكتم غيرتها داخلها وتبدلت ملامحها القاسيه إلى بسمه تزين وجهها
لاء طبعا ميزعلش حد ماشي يا هشام بيه إحنا موافقين و هنستني حضراتكم تشرفونا عشان تطلبها رسمى
تنهد بجديه
أنا جيت وفعلا طلبتها رسمى والفرح هيبقي يوم الخميس الجاي
فرح ايه اللي الخميس الجاي النهارده الحد
وماله أنا مش عاوز منكم حاجه ريحانه هتنور بيتى من غير حتى شنطة هدومها انا هجيب لها كل اللي هي عايزاه
لوت فمها بحنق
ما تآنسنا يا جواد بيه في الكلام اللى بيقوله إبن عمك
إختنق صدره بتلك الأقاويل التى تحكي من حوله. حول من سكنت العقل و القلب وتنهد بجمودا يهتف
حاجه ماتخصنيش مش أنا اللى هتجوز.
نهض هشام قائلا
بكره المغرب هبعتلكم العربيه بتاعتى عشان تجبكم البيت الكبير. عندنا بكره مناسبه هضم اهل البلد وكل العائله وبما انكم بقيتوا نسايبنا فلازم تحضروا
هتفت ببرود
إن شاء الله
نهض جواد يبوح برسميه
ياللا خلينا نمشي
هشام ببسمه
سلام يا ست غوايش
لم تجيب عليهمأما هما فذهبو ركبا السياره الخاصه بجوادتاركين غوايش تشتعل من الغيره
أما بمنزل السوالمىداخل حجرة نوم خليل كان يقف كالعادهويتشاجر مع زوجتهثريا
أنا مش قادر أفهم إنت عايزه إيه نفسي أفهم إنت مبتزهقيش من كتر الخناقوالطلبات اللى بتطلبيها
زمجرت بعدم رضا
والله يا حضرة المحامى المحترم أنا مبطلبش حاجه خارج حقوقي إنت جوزيوواجب عليك تجبلي كل حاجه عايزاها
فرك لحيته بحنق
أنا بجبلك اللى بقدر عليه مدام فى مقدرتى إنما ساعتك بتطلبي حاجات تفوق مقدرتى
مش مشكلتى يا خليل مقدرتكوالكلام دا ميخصنيش
حرك رأسه يمينا بيأس
إنت عمرك ما هتتغيري هتفضلى طماعه كدا ثريا هانم معندهاش مشكله إنى أسرق مدام هنفذلها كل طلباتها إنما بقي إذا كان الموضوع حلال أو حرام ملهاش علاقه
جلست علي مقعد مرآتها تهندم خصلاتها السوداء بجمودا
مقولتلكش إسرق إنت محامى شاطر بس عيبك إنك بترفض القضايه اللي كلها فلوس.
تجحظت عينيه بحنق
قصدك القضايه اللي كلها رشوه وأساليب زباله خارجه عن القانون زي إنى أنجى مچرم من حبل المشنقه وأوصل بداله برئ عشان يتشنق ظلم مقابل الفلوس يا شيخه يلعن ابو الفلوس اللى ټموت ضميرنا و تخلينا حيوانات.
حذفت الممشطه من يدها بزمجره
اهو دا اللي باخده منك الضمير. تقدر تقولي الضمير دا عملنا إيه لما جت علينا أوقات مكنش بيبقي معانا جنيه.
تنهد ببعض الهدوء
والحمدلله ربنا صلح الحالوالرزق الحلال معيشنا في احسن عيشه عندنا شقة تمليك فخمه وعربيه وأدم بيدرس فى أفضل مدارس دا غير الداده اللى جبتى هالوا المفروض بقى إننا نحمد ربنا مش نسعى لطريق الشيطان
فزعت من فوق مقعدها
خليل كل الكلام اللى قولته ماليش علاقه بيه إنت كزوج مطلوب منك تجبلي كل طلباتى دي مسئوليتك. تسرق بقي متسرقش تمشي في طريق الشيطان أو ما تمشيش دي كلها حاجات متخصنيش نهائي.
تبسم بجفاء
طبعا إنت كل اللى يهمك الفلوس واللبس والفشخره الكدابه أقولك على حاجه يا ثريا أنا هسبلك الأوضه كلها وهروح أنام فى أوضة آدم إبننا يمكن لما تنامى لوحدك تفكري بضمير شويه
غادر الحجرة ليغفوا بجوار صغيرهيتركها ټتشاجر مع محتويات الحجره بعدم حمد لتلك العيشه التى يحلم غيرها بها
أما بمنزل الهلالى بعدما عاده الشباب من الخارجوجلس هشام معوالدته يخبرها بأمر زواجه من ريحانه نفرت الأم برفضا
إنت بتقول إيه بقي هشام إبن الحسبوالنسب يتجوز بت إتربت علي إيد غوايش الغازيه اللى سيرتها على كل لسان
أنا مالى ومال الزفته غوايش أنا هتجوز البت مش غوايش وبقولك إيه ياأمى أنا هتجوزها يعنى هتجوزها إنت عارفانى كويس مبرجعش في كلمتى وخلى في معلومك إنهم هيحضروا الليله اللي هنعملها بكره بمناسبة نجاح فارس
فض الحديث معهاوذهب دون أن ينتظر حتى إجابتها مما جعلها تتمتم بكراهيه قد زرعت بقلبها
ماشي يا تربيت الغازيهأنا هوريكى شغلك
توعدت لها بداخلها تنوي أن تلقنها درسا لن تنساه
أما باليوم التالى بالصباح الساعه الحادية عشر صباحا. داخل قسم الشرطه بمكتبجواد كان يجلس على مقعده يتحدث مع العكسري مرعى الذي يقول له
زي ما بقول لساعتك خڼاقه شديده بين عائلة غفرانوبسيونى
أشاح بيده بلامبالاه
خليهم يموتوا بعض العائلتين أعر من بعض
قول غيره
فى متهم بره بسړقة جاموسة الحاج سعيد
نفر بزمجره
يلعن الجاموسه على الحاج سعيد هو الراجل دا عايش عشان يتسرق مش لسه من كام يوم جايبله الواد اللى سرق العجله بتاعته. خلص يا مرعى قول غيره
فى حاډثة عربية واد من العيال ولاد الكبارات خبط عيل غلبان من نواحى البلد ومسكناه بره تحب ادخله ولك
خبط الطاوله بقبضته بضيقا
بالله لو مخرجتش من وشي دلوقتي هقوم أعدي عليك بعربيتى عشان أخلص من غبائك
تلبك بقلق
حقك عليا يا باشا دقيقه والواد يبقى قدامك
ذهب مرعى فخرج جواد سېجاره من علبته وأشعلها بين شفتيه يستنشق دخانها بصدره فأتى إليه مرعى ومعه شاب بمنتصف العشرنيات يعافر بخشونه صوتيه
إبعد إيدك عنى إنت متعرفش أنا مين
شيل إيدك من على النانوس يا مرعى خلينا نشوف أبوه مين رئيس الوزراء ولا حد من السفراء.
هتف بخشونهفقال له الشاب معترضا
أنا إسلام إبن الريس همام أكبر مقاول فى بر الصعيدولو أبويا عرف إنكم قابضين عليا مش هيسكت
زم فمه بخشونه صوتيه
ويسكت ليه خليه ييجى يسمعنا صوته بقولك إيه ياللا. إنت خبط عيل على الطريق وهتتحاسب غصبن عن عين أبوك
زمجر إسلام برفضا
أتحبس إيه مش هيحصل
ضړب الطاوله بقبضته بحنق
هو أنا باخد رأيك يا روح أمك دا أمر خدو يا مرعى على الحبس متخلنيش أقوم أصبح على وشك يالا
وتبقي تورينى أبوك هيخرجك إزاي بالله ماهتخرج من هنا غير بمزاجى عشان تبقي تتحامى في أبوك تانى يا ننوس غوروه من هنا يا مرعى
أخذ مرعى الفتى للحبس أما هو فنهض يطفئ السېجاره بحذائه وأخذ سترته الجلد السوداء وإرتداها ثم أخذ السلاح ووضعه خلف ظهره ببنطاله الإسود وبدأ بالسير حتى خرج من مكتبه. يذهب للخارج فقابله صديق طفولته خليل الذي صافحه ببسمته كالمعتاد
اهلا يا جواد باشا سامع
صوت زعيقك منو أنا بركن العربيه
هتف بجديه
أعمل ايه شغال مع بهايم دا غير العيال اللى شايفه نفسها عشان معاهم قرشين
عاتبه بفظاظه
قولتلك إبقي محامى زيي. بس أقول إيه إنت اللى صممت تدخل الشرطه. عاملى فيها كونان
ماشي ياعم الفاهم. أنا همشي دلوقتي عشان عندي مأموريه هخلصهاوراجع سلام
سلام يا