لحن الحياة
كانت كالأبنة بالنسبة له فحين ولدت هازان كان بعمر العاشرة ولم يعلم بأن أصبح لديه شقيقه الا عندما عاد من عند جديه لوالده واللذان كانوا لا يحبان والدته ولا يحبون ذكر اسمها
انها شقيقتي عائشة
فشعرت عائشة بحزنه الحقيقي علي توأمها وكم يحبها ابن فريده التي قهرت والدتها وطردتها من المزرعة وهي في نفاسها
فأخيرا رقية وافقت على الخطبه كانت كالطفله وهي تختار ومراد كان تارك الأمر لها ولوالدته التي كانت سعيده للغاية
واقتربت منه رقية تريه ما اختارته
ايه رأيك يامراد
فأبتسم لها مراد بحب لا يعلم اين كان مختبئ
جميل ياحببتي
فأرتبكت ثم نظرت لخالتها التي تطالعهم مبتسمه
فتمتم مراد برفض
بس انا مبحبش ألبسها يارقيه
فحدقت به رقية پشراسه ايقول لها أنه لا يحب ان يرتدي خاتم زواجهم وصك ملكيتها له والذي ستطبع عليه اسمها من الداخل
لاء هتحبها عشان خاطري يامراد
وضغطت على أسنانها بغيظ ليضحك علي أفعالها
ولما اقول عليكي طفله بتزعلي
معتذرين لجانبك ياليدي رقية
فعادت ملامح رقية للرقة وبصوت رقيق تسألت
هتلبس الدبلة صح
فتنهد بيأس
امري لله
اتسعت عين ريم وهي تستمع لأمر ريان في الذهاب معه لرؤية المشروع الذي ينشئ في شرم الشيخ
بس انا يافندم مينفعش اسافر
فطالعها ريان بجمود فهو اختارها لتكون قريبه منه ويستطيع اغوائها بأحكام والان هي ترفض ذلك
فأخفضت ريم عيناها وهي لا تعلم كيف تشرح له أنه أمر يستحيل عرضه علي والديه وهتف بصوت حازم وجاد
عودي لمكتبك
وفور ان خرجت من غرفة مكتبه وجدت ياسر يردف
بشمهندس ريان موجود ياريم
فوجدت ريم الفرصه بأن تترجي ياسر ان يجعل ريان يختار غيرها
فحدق بها ياسر بصمت وهو يعلم ان من كانت ستسافر مع ريان واحده غيرها ف ياسر ازالها من ذلك الموضوع لانه يعلم ظروفها ورفض اهلها للامر
نظرة بسمه نحو مرام التي أخذت تمسد كف كريم بدلال وتارة تطعمه بشوكتها وتقص لها عن زواجهم وحبهم كانت بسمه تسمعها بقلب يتقطر ألما تخبرها عن حياه تمنتها ولكن تبخرت كل احلامها علي يد ذئب لعين اڠتصبها وأبتلعت غصة بحلقها ثم اخفضت رأسها نحو طبقها وهي تتمني ان تنتهي تلك العزيمة سريعا وتفر هاربه تختبئ خلف جدران منزلها وتبكي
هتف بذلك كريم وهو يطالع مرام التي تمضغ طعامها مؤكده علي كلامه
اكيد ياحبيبي بسمه بقت واحده مننا
فطالعتهم بسمه وهي تحاول رسم ابتسامة علي شفتيها
انا معملتش حاجه لكل الشكر ده يااستاذ كريم
وتابعت بهدوء تداري به ما بقلبها
ده شئ يسعدني أن يبقالي اخوات زيكم في الغربه
فأبتسم كريم بلطف وكل يوم يشعر بالتعاطف معها أكثر وأصبح ينظر لها بأنها أمرأة عطوفة حنونه
اما مرام كانت تأكل سارحة في الانجاز الذي حققته وسيسعد جاسم وسيجعلها دوما بالمقدمة لديه
نظر جاسم لمهرة وهي تجلس تتناول عشائها بصمت فسألها بقلق
سكوتك ده لاما مصېبة بتفكري تعمليها او قلقانه على ورد
وضحك وهو يجدها تمط شفتيها بتذمر
انا بعمل مصايب ياجاسم
فأبتسم بحب
مالك يامهرة
فتنهدت بشوق لشقيقتها
ورد مش هتيجي خطوبة أكرم وحشتني اوي
فتناول كفها بحنو ونظر لعينيها الدامعه
أكيد ياحببتي كنان مشغول وكمان ديه خطوبة يعني مش مستهلة اوعدك قريب اخدك تركيا بس لما اخلص من المشروع الحالي اللي انا فيه
فأتسعت إبتسامتها وقفزت من فوق مقعدها تعانقه وتقبله
بجد ياجاسم قول بجد
فصدح صوت ضحكاته
بجد ياقلب جاسم
فخجلت من عبارته وتمتمت برقة
انت طلعت طيب وجميل أوي
فضحك على تلقائيتها التي أصبحت تتحدث بها معه دون قيود مهرة كان ينقصها ان تشعر بالحب والاهتمام الحقيقي وأنها ذو قيمة لدي أحد ثم تعطيه كل شئ داخلها وها هو بدء
يحصد ما زرعه معها فقد كان مزارع ماهر
وعبس بوجهه قليلا
يعني انا مكنتش جميل وطيب
فأبتعدت عنه وطالعته بمشاغبة
عايز الحقيقه ولا بنت عمها
فضحك بأستمتاع
لاء بنت عمها
فطالعته بمكر اكتسبته منه
كنت شرير
ثم فرت بعدها هاربة منه لينهض من فوق مقعده راكضا خلفها
مهرة استني عندك انا شرير
وصعد الدرج خلفها لتقف فوزية تطالعهم بمعته
ياسلام ياولاد يجي المنيل علي عينه جوزي يشوف
وأنتفضت فوزية علي صوت هدي وهتفت بتسأل
بس هو بيجري وراها ليه
ورفعت احدي حاجبيها
عيب يافوزيه
وصدح صوت هدي اليأس منها لتركض لها فوزية حانقة
جلست ورد علي الفراش بحزن الي ان انفتح الباب ودخل كنان الغرفة بأرهاق من كثرة العمل وتفكيره في ربط ماوصل به المحقق فوالدة عائشة من نفس الضيعة التي كان بها احدي مزارع والده وتم بيعها قديما
ووقعت عيناه علي ورد الجالسة
مازالتي حزينه ورد حبيبتي سأبعث لاكرم هدية بمناسبة خطبته لا تقلقي
فرفعت عيناها نحوه
انا لست حزينة علي هذا الأمر كنان انا حزينة لأنك ستسافر شهر وستتركني بمفردي
وبكت بحړقة سيتركها مع والدته التي لا تحبها وتتفنن في اذلالها سيسافر بنفس الليلة التي ستكون بها خطبة شقيقها
فشعر بالألم لما وصلت به حياتهم ولكن كل شئ سيعود
عندما يعود من سفرته ويريح عقله قليلا ويفهم ما تريده نفسه فهو أصبح يشعر وكأنه مريض نفسي وتعالت صوت شهقاتها ليسرع في ضمھا
لا تبكي ورد حببتي ارفعي عيناكي لي
فرفعت عيناها المخبئة بين كفيها فأبتسم لها
حتي وانتي باكية ملاك ورد
فخجلت من مغازلته التي تشعرها بأنه مازال يحبها
وأخذ يمسح دموعها بشفتيه لتسقط حصونها بين دفئ قبلاته
وقفت مهرة تطالع شقيقها وسعادته بخطبته للفتاه التي اختارها قلبه وسهير تسير بالشبكة الفخمه التي جلبتها أمام المدعوين حتي اتت نحوها
محدش يقدر ياخد ابني مني يابنت زينب
وعندما لمحت جاسم قادم نحو مهرة ابتسمت بخبث
منور ياجاسم بيه
فبارك لها جاسم واحتوي خصر مهرة مبتسما بعدما رحلت سهير ممتعضه والي الان لا تصدق كيف اوقعت ابنة زينب رجلا مثل هذا
مالك ياحببتي مكشرة كده
فخبأت سبب عبوسها عنه وابتسمت
انا مبسوطه بس حاسه ان معدتي ۏجعاني
شعر بالقلق عليها ولكن طمئنته
انا بخير متقلقش
وسقطت عيناها علي والدها الجالس بجانب والد ضحي ولم يفكر للحظه ان يرحب بها وكأنها ليست ابنته تشعر باليتم رغم أنه علي قيد الحياه
وسمعت صوت خلفها فألتفت هي وجاسم نحو كرم الذي فور ان رأه جاسم لم يرتاح له فهو مازال يتذكر فعلته ولكن مهرة ابتسمت له بلطف ففي الاوان الاخيره أصبح يهاتفها ويطمئن عليها بعد ان اخذ رقمها من أكرم
ازيك ياكرم
وتفاجأت
من رده فعل كرم الذي احتضنها تحت نظرات جاسم وسهير التي كانت تشعر بالغل داخلها اما أكرم ابتسم بسعاده
تركها في صالة المطار ليحادث المحقق بعد ان بعث له برساله بضرورة مهاتفته
كانت عائشة سعيده بأنها ستسافر معه ذلك الشهر وهنا ستحاوطه بشده وتنفذ مارغبة به عندما عملت لديه وها هي الفرصه اتت بعيدا عن زوجته
ستجعل شقيقها يحبها حب رجلا لأمرأه ثم
وارتسمت السخرية علي شفتيها وهي تتخيل هذا اليوم
ولمحت كنان عائد نحوه ووجهه يطالعها بنظرة غامضة لم تفهمها
حضرت له حقيبة سفره بتعب وهي تتذمر علي سفرته تلك
يامهرة ياحببتي هما يومين بس
وجذبها نحوه يمسح علي وجهها الشاحب
انتي مش عجباني من امبارح فيكي ايه
فدفنت وجهها بصدره
هو ضروري تسافر الإمارات
فتنهد وهو يربت علي ظهرها
لازم ياحببتي
ووجدها فجأه تدفعه وتركض نحو المرحاض تتقئ
فخطي خلفها بقلق
لاء قومي البسي اوديكي للدكتور قبل ما اسافر واطمن عليكي
ورن هاتفه في تلك اللحظه ليتحدث مع شريكه في الإمارات وضرورة قدومه فوجدت نفسها تمسد ذراعه بعد ان اغلق الهاتف وزفر أنفاسه بضيق
سافر ومتقلقش عليا
ليضمها إليه بحب يخبرها بشوقه له وانه لولا ضرورة ذهابه ماكان تركها وهي هكذا
نظرت إلي نتيجة التحاليل بسعاده وخرجت من المشفى وهي تعلم أنه سيأتي اليوم من رحلة عمله الذي غاب فيه أربعة ايام ورن هاتفها لتجد رقم مني فتعجبت وكأن مني شعرت بشوقها فأخبرتها انه أتي الشركه أولا لمطالعة بعض
الاوراق
فقررت ان لا تنتظر قدومه للبيت وستذهب له الشركه
ووصلت للشركه أخيرا بعد ان كانت تعد الدقائق
لم تكن مني موجوده بمكتبها فأتجهت نحو مكتبه وفتحت الباب دون ان تطرقه من شدة شوقها له
ضحكاتهم كانت عاليه ونرمين تخبره أنها أجمل رحلة عمل ذهبت إليها
الفصل التاسع والثلاثون
رواية لحن الحياة
بقلم سهام صادق
تجمدت عيناها علي هذا الموقف وصوت صدي ضحكاتهم مازال يتردد في اذنيها نهضت نرمين من فوق مقعدها عندما رأتها اما جاسم نهض بشوق ظاهر في عينيه وفتح ذراعيه لها
مهرة تعالي ياحببتي
الغيره كانت ټحرقها من الداخل حتي قدميها أبت ان تتحرك من مكانها ك عيناها التي مازالت تحدق بهم بصمت صحيح ان الوضع ليس به شئ مريب ولكن هي تغار بشدة عليه وأخذت تتفحص نرمين المرتبكه من قمة رأسها لاسفل قدميها وتحركت ببطئ نحو جاسم حتي أصبحت أمامه فضمھا بشوق هامسا
كانت مهرة تختلس النظرات نحوها بحنق وتتفحص ملابسها ورقة وجهها نرمين مثال للأنثي ذو الوجه الرقيق الذي يجذب الأعين
وتنهدت داخلها ستستخدم داهئها الأنثوي النابع من غيرتها
وانت وحشتني أكتر ياحبيبي مقدرتش استني لما مني قالتلي إنك وصلت
بلطف ليبتسم
وهتفت بدهشة مصطنعه بعدما ابتعدت عنه وركزت بنظراتها علي نرمين
اوه مأخدتش بالي ان انسة نرمين موجوده معانا ياحبيبي
ونظرت لجاسم برقتها الطبيعيه
استأذن انا يافندم وهفضل موجوده في مكتبي أكمل الشغل اللي طلبته
فحرك جاسم رأسه بأعتراض واحدي ذراعيه كانت تضم تلك التي وقفت تطالعهم بملامح هادئة عكس ما بداخلها
لاء روحي ارتاحي المفروض كنتي روحتي من المطار علطول حقيقي بشكرك يانرمين انتي اثبتي جدارتك في وقت قصير
وابتسم وهو يطالعها بتقدير
هتبقي سيدة أعمال ناجحه
فأبتسمت له نرمين بخجل فأطرائه كان فخر لها
وكادت ان ترد عليه ولكن نظرات مهرة المتفحصه نحوها اربكتها فأخذت الأوراق التي كانت تناقشها معه وتمتمت وهي تنصرف
شكرا يافندم
وأخيرا انتهي المدح والابتسامات اللطيفة وانغلق الباب لتنفض مهرة ذراع جاسم الذي يحاوطها متسائله
هو سؤال واحد وتجاوب عليه
فأبتسم جاسم وهو يعود لمقعده
اسألي ياحببتي انا برضوه كنت شاكك في هدوئك واللطافه اللي كنتي فيها من شويه
فقبضت علي يديها بقوة ثم طرقت علي طاولة مكتبه پغضب
نرمين كانت معاك
طالعها ثم عاد يطالع الأوراق التي أمامه
اه كانت معايا وأكيد مش واخدها نتفسح ده شغل يامهرة
فتذكرت مديح نرمين للرحلة وسعادتها فرفعت حاجبيها بضيق وقلدت صوتها بحنق
ديه أجمل رحله انا روحتها
وتابعت بغيره
ديه كانت رحلة عمل ولا فسحه بتستجموا فيها
فرفع جاسم عيناه نحوها بملل
تعرفي انا بقالي يومين مبنمش ومش مستحمل يامهرة
وسألها بجمود
انتي جيتي الشركه ليه مش المفروض تستنيني في البيت زي اي زوجه بتستني زوجها ولا جايه تحققي معايا
وقبض علي الأوراق التي أمامه پغضب فأرتخت اهدابها وقاومت دموعها وهي تتذكر سبب قدومها اتت لتخبره عن حملها عن الجنين الذي داخل رحمها عن سعادتها وترى سعادته بالخبر
وحملت حقيبة يدها بصمت ونظرت له وهو يحرك