الأربعاء 27 نوفمبر 2024

لحن الحياة

انت في الصفحة 49 من 97 صفحات

موقع أيام نيوز

أشعر بأنك بعيد عني هذه الأيام 
فحدق بها كنان للحظات صامتا ثم ضمھا إليه 
مشاكل بالعمل ليس أكثر ورد 
وعاد يغمض عيناه متذكرا تلك الفتاه وعقله شارد لا تشبه شقيقته بالمثل ولكن الشبه بينهم كبير للغاية
فتحت الغرفة بنعاس لتجد جاسم مازال مستيقظا فأقتربت منه تتسطح فوق الفراش بجفون متثاقلة 
نام أكرم 
فتمتمت مهرة بثاوب 
آه نام في اوضه كريم
فحرك جاسم رأسه ومال نحوها بعد ان اغلق الكتاب الذي كان بيده 
انت منمتش ليه 
فأبتسم بخبث وهو يجذبها اليه
مستنيكي ياحببتي 
فطالعته ومازالت تتثاوب بكثرة 
فكرني بكره أشكرك علي اللي عملته مع أكرم تصبح علي خير بقي
ومع نهايه تلك الجمله لا تعلم ما حدث سوا انه هتف 
تصبح علي خير مين ياختي 
وقفت تهندم حجابها بخجل من نظراته العابثه التي تحاوطها فكان يقف خلفها يمشط شعره الاسود وينثر عطره
هتتظبط ازاي وانتي بالتوتر ده
وقرص وجنتيها بخفة فهتفت بحنق 
ما انت طول ما بتبصيلي كده وبتغمزلي انا بتوتر 
فضحك بمتعه على خجلها 
حقيقي انتي تهبلي يامهرة 
وقبلهاعلي احدي وجنتيها 
شكرا علي السعاده اللي لقتها معاكي 
وتركها وانصرف لتنظر لأثره بذهول من تصرفاته
انا كده ھموت في ايدك يا ابن الشرقاوي 
وضحكت على نفسها وقلبها الذي بات يدق سريعا بوجوده 
وقفت ريم بأرتباك أمام ريان الذي كان منشغلا في مطالعة الأوراق التي أمامه 
الملف اللي طلبته يافندم
فرفع ريان عيناه نحوها ببطئ متأملا خجلها وارتباكها الذي يحبه ومد يده إليها لتعطيه الملف وهي تتحاشا النظرات اليه
شكرا ياريم 
وأبتسم لها فأنصرفت سريعا من أمامه ليسترخي ريان بمقعده 
هذه من ابحث عنها فتاة ضعيفة هادئه انجب منها فقط 
وفور ان خرجت ريم اتجهت نحو الممر الذي به مكينة القهوة لتجد ياسر يقترب منها بعد ان اعطي لأحدهم بعض الاوراق
مبسوطة في شغلك مع مستر ريان
فتنهدت ريم بعبوس وهتفت بصدق 
مستر ريان لطيف اوي بس انا حابه أرجع اشتغل مع حضرتك 
فأبتسم ياسر لها رغم مافعله بها تريد العمل معه 
والله انتي عجيبه ياريم عايزه تسيبي مدير لطيف وتيجي عند مدير كشړي ورخم 
فهتفت سريعا وبتلقائيه 
لاء حضرتك مش رخم بس عصبي شويه 
وأكملت وهي تحرك يدها 
شويتين تلاته كده يعني
فصدحت ضحكات ياسر التي تعجبت منها وطأطات رأسها بخجل فيبدو انها تجاوزت بحماقة ولكن ياسر وقف يطالعها ولاول مره يكتشف انها رائعه ببساطتها حتي خجلها وارتباكها ولكن عاد ما بداخله يذكره ان قلبه قد ماټ منذ زمن 
ضحك كريم من قلبه وهو يري صغيرته تلطخ وجه بسمه بطعامها فنظرت بسمه بعبوس مصطنع
كده ياشهد 
ليعطيها كريم الصغير ويأخذ شهد معنفا لها بحنان 
حببتي عيب كده 
فمدت الصغيره يديها لبسمه تعانقها وتداعبها فلمعت عين بسمه بۏجع وهي تعلم أنها لن تكون اما يوما واغمضت عيناها وهي تكاد تبكي علي ذكرى كلما تذكرتها شعرت بكرهها للحياه 
ووضعت الصغير علي مقعده المخصص له وابتعدت راكضه نحو الشرفه فوق يطالعها بحيرة من أمرها ونده علي المربية لتأتي اليه علي الفور ثم ذهب نحوها 
ليجدها تضع وجهها بين كفوفها تبكي بحړقة 
بسمه 
وعندما هتف بأسمها ألتفت إليه تنظر له وعيناها غارقة بدموعها مرت الدقائق وهي تطالعه هكذا الي ان وجدها تقترب منه تحتضنه بآلم 
أرجوك احضڼي
طلبها لم يكن رغبه بل كان خوف من ماضي قتل روحها وعاد الماضى وصوت صړاخها يقتحم عقلها وهي تطلب الاستغاثه ولكن في النهايه 
أصبحت ضحېة ذئب مغتصب 
وجدها تجلس علي مقعده في غرفة مكتبه تطالع أوراق ما فتسأل 
اوراق قضية
فرفعت مهرة عيناها له وابتسمت بسعاده 
أستاذ فؤاد أخيرا اداني قضيه لوحدي بس صعبه اوى 
فأبتسم لها بتشجيع ثم وقف أمام المكتبه التي تضم الكثير من الكتب 
اكيد شايف انك ادها ياحببتي 
فأخذتها قدميها نحوه ووقفت امامه لتقبل أحدي وجنتيه بشكر
ديه عشان اللي عملته مع أكرم امبارح 
هي القضيه مهمه أوي كده
فحركت رأسها بخجل ليضحك علي ارتباكها فور ان بدء بحرجها 
روحي كملي شغلك 
فرفعت عيناها نحوه بأمتنان وداخلها يحمد الله علي ماهي فيه الان
وعادت للمقعد متسائله 
مش مضايق اني قاعده مكانك 
فطالعها وهو يجلس علي الأريكة التي تقبع في أحدى جوانب الغرفة
ركزي ياحببتي في شغلك وبطلي هبل 
فضحكت وهي تعود إلى مطالعة أوراق القضية الغامضه ومر الوقت ومن حين لاخر جاسم يتأملها ويضحك فتارة تمد ساقيها على سطح المكتب وتارة أخرى تضم ركبتيها لصدرها واخري ټضرب جبينها بيدها وتارة تحادث نفسها 
فنهض من جلسته واقترب منها هاتفا 
مهرة يلا ننام عشان انتي لو قعدتي مع نفسك اكتر من كده ھتتجني 
فحركت رأسها بأقتناع فأبتسم لها غامزا 
ياسلام علي الهدوء ياناس 
وتسأل بمغزي 
أكرم فين صحيح
فأجابته علي الفور 
اخد مفتاح شقة ماما وهيقعد هناك مرضاش يبات تاني هنا 
فعاد يتسأل وهو يحاوطها بذراعه
واتصلتي ب ورد
فهزت رأسها بأرهاق 
اه كلمتها 
فلمعت عيناه وفي لحظة كان يحملها بين ذراعيه 
لاء ديه فرصة عظيمه 
وفور ان نطق بتلك الجمله صدح رنين هاتفه في جيب سرواله لتعانقه بمشاكسه 
تليفونك بيرن يااستاذ عظيم
فطالعها بحنق وهو يسطحها علي الفراش وأخرج هاتفه ليري من يتصل به وكانت نرمين من تهاتفه كي تذكره بموعد المناقصة صباحا 
ديه نرمين
وعندما سمعت مهرة اسمها ألتقطت الهاتف ووضعته أسفل الوساده وجذبته إليها واسبلت اهدابها فضحك وهو لا يصدق ان الغيرة تجعلها تنسي خجلها منه 
يعني انتي الجراءة بتجيلك على سيرة نرمين 
ومال نحوها يغرقها بين ذراعيه
طب نرمين نرمين بقي 
نظرت ليليان الي ورد التي جلست شارده بعد ان انهت عملها بالمطبخ لتسألها ليليان 
ما خطبك ورد هذه الأيام 
فتنهدت ورد بحزن متسائله
ليليان أخبريني عن علاقة كنان ب سيلا ولما كرهها وابتعد عنها 
فنظرت لها ليليان بعدم استعاب لسؤالها ولكن اجابة عليها لعلها تريحها 
ما اعلمه ان سيلا هي من اقتربت منه إلي ان جعلته يرتبط بها واهتزت علاقتهم مع مۏت هازان 
كنان كان يعشق هازان بشده كان يعدها وكأنها ابنته 
فطأطأت ورد رأسها بحزن وهي تخشى ان يكون كنان قد فاق من مسكن حبه لها والذي اتي في وقت ضعفه واحتياجه لشخص ينسيه ما مر به 
وقف بشير متعجبا من المساعدة الجديده لكنان وبعد ان انصرفت تسأل دون تصديق 
من هذه كنان إنها تشبه هازان كثيرا
فحرك كنان رأسه بموافقة ليجلس بشير متمتما 
أنت متأكد ان فريده خانو لم تنجب توأم ل هازان 
وعندما شعر بأن مزحته ليست بمحلها 
كنان لا تعود لانتكاستك مجددا وتنعزل
زفر مراد أنفاسه بحنق وهو ينتظر رقية بجانب سيارته وسألها بضيق وهو يفتح باب سيارته لها
مكنتش محتاجه تأجلي ميعاد مقابلتنا تاني
فطالعته رقية ببرود مصطنع 
كان عندي ميعاد مهم أمبارح 
فأبتسم مراد وهو يضغط علي اسنانه
ماشي يابرنسيسة رقية هحاول اصدق ان بقي عندك مواعيد مهمه
فدفعته رقية بحنق من أمامها 
انت بتتريق عليا لو سامحت أبعد مش عايزه أخرج 
فحدق بها مراد بقوة
رقية اتعدلي وبطلي شغل الجنان اللي بقيتي ماشية عليه ده
وكلمه منه ومنها عادت راكضه الي منزلها ليفتح والدها
الباب متعجبا 
انتي مش كنتي هتقبلي مراد 
فخطت للداخل بتأفف 
اتخنقت انا ومراد 
وعلى نطقها لتلك الجمله جاء مراد خلفها حانقا من تصرفها 
رقية اعقلي ويلا 
فوقفت خلف والدها 
انا عاقله على فكره ومش عايزه أخرج مع واحد همجي زيك
لتتسع عين والدها فنظر لها مراد بعتاب واصطنع الحزن وعندما وجدته سينصرف حزين 
خلاص انا جايه 
فزفر أنفاسه بتعب محدثا نفسه 
هتتعبيني معاكي يارقية بس ديه غلطتي ولازم اتحمل نتايجها
ذهبت مهرة مع أحدي زميلاتها في مكتب السيد فؤاد إلى أحد المطاعم كان مطعم فخم وكان ملك لزوج زميلتها هذه التي بمجرد ان وصلوا اعتذرت منها وذهبت إلى غرفة زوجها واخبرتها انها ستعود لها سريعا
فجلست علي احدي الطاولات مع ترحيب لطيف لانها اتت برفقة زوجة صاحب المطعم 
وجلست تنتظر قدومها 
ومرت دقيقتان لتجد جاسم يردف للمطعم بصحبة نرمين وكان يتحدث بهاتفه ولم ينتبه لاشارة يدها نحوه فهي فور ان رأته وقفت تلوح له بيدها 
ووجدت نرمين تقترب منه تخبره بشئ ما فأنصرفوا من المطعم قبل ان يختاروا طاوله يجلسوا عليها 
ظنت أنه رأها ولم يعيرها اي اهتمام فحملت حقيبتها وقبل ان تغادر وجدت زميلتها تسألها 
مهرة رايحه فين
فأجابتها وهي تتحرك صوب الباب 
معلش ياهالة تعبانه شويه نعوضها مره تانيه 
لتقف هالة متعجبه ووجدت زوجها خلفها يسألها 
فين صاحبتك 
فألتفت اليه مع ابتسامه هادئه 
مشيت 
كان كرم يجلس مع رفيقه يشم البودرة التي امامه ثم استرخي بسعاده
الواحد حاسس أنه مبسوط
فضحك رفيقه 
الفلوس بقي ياكرم
فأخرج له كرم المال 
فأبتسم صديقه وبعد ان نظر للمال تسأل وهو يحك ذقنه 
هي مش اختك برضوه مرات جاسم الشرقاوي 
فمسح كرم علي انفه متعجبا من سؤال صديقه 
اختي

ومش اختي بس بتسأل ليه 
فطالعه صديقه بمكر 
ازاي اختك ومش اختك 
فهتف كرم وهو يميل برأسه علي ظهر الأريكة
خلافات عائليه
ليبتسم نادر صديقه وهو يجلس جانبه 
لاء خلافات ايه انت لازم تستفاد من جوازه أختك ديه 
وجدها تجلس علي الفراش
عاقدة ساعديها بصمت أمام صدرها وتضغط على اسنانها وانفها وجفونها احمران ليتسأل وهو يخلع سترته
مالك يامهرة 
فطالعته بشړ فمال للخلف بظهره ضاحكا 
لاء كده يبقى في حاجه جامده 
ووجدها تقف فوق الفراش 
قولي عملت ايه من ساعة ماخرجت لحد ماجيت
فضحك جاسم علي طريقة سؤالها 
مهرة انا تعبان وأكيد انتي عارفه اني في الشركه
فحدقت به بجمود 
انت كداب 
سقطت الكلمه علي اذنيه فوقف ثابت بمكانه 
واقترب منها بهدوء غير مبشر
كداب اظاهر اني اتهونت كتير فلسانك مبقاش عارف يفهم ويستوعب اللي بيقوله 
ووقف أمامها محذرا 
انا بعملك بما يرضي الله لكن بلاش تشوفي قلبتي يامهرة هتكرهيني 
وعندما رأت عيناه تلمع بالڠضب وجدت نفسها تخبره أنها رأته وقد أشارت له ولم يعيرها اي اهتمام 
فوقف للحظات يتذكر وجوده وسبب انصرافه السريع من ذلك المطعم
تعرفي أنك غبية 
وجذبها من لياقة منامتها لتهتف پبكاء 
انا غبية عشان حبيتك 
فأتسعت أبتسامته وهو يسمع اعترافها بحبها له
يتبع
رواية لحن الحياة 
بقلم سهام صادق 
الفصل السابع والثلاثون 
رواية لحن الحياة 
بقلم سهام صادق 
كلمة نطقت في اوهج لحظات حنقه منها فرفع كفيه يمسح علي وجنتيها بهدوء متنهدا بيأس 
سبحان الله حتي يوم ماتنطقي وتعبري عن مشاعرك مختاره اكتر لحظه انا عايز اخنقك فيها
مهرة حياتنا لازم يبقي فيها ثقة أكتر من كده
وعندما أرادت ان تبتعد عنه ضمھا أكثر إليه 
يعنى ازاي اشوفك في المطعم واسيبك وامشي انتي مراتي يامهرة عارفه يعني ايه يعني لو انا مش عايزك في حياتي هتجوزك ليه هكمل جوازنا ليه 
فرفعت عيناها نحوه تتسأل
روحتوا فين بعد ما سيبتوا المطعم
فضحك وهو يعلم أنها تنتظر تلك الإجابة فقط وأخذ يخبرها بتوضيح كي يريح عقلها وقلبها من الغيره 
نرمين نسيت ملف المناقصه في العربيه ولما خرجنا نجيب الملف جاني إتصال من مني بلغتني ان الوفد الإيطالي غير مكان اللقاء ده كل حاجه حصلت 
ولطم خدها برفق ثم ضړب جبهتها
فهمتي يا ام عقل خارق 
فلمعت عيناها بغل من تذكرها اقتراب نرمين منه ثم اشاحت وجهها بحنق وهي تهتف
هي لازم نرمين ديه تكون علطول معاك فين ياسر او جيب اي راجل وخلاص 
فضحك بمتعه وهو يري غيرتها المفضوحه
انت بتضحك علي ايه
فعادت تتعالا صوت ضحكاته فتمتم وهو يشاكسها بمتعه
بضحك عليكي ياحببتي قولي انك بتغيري وخلاص 
فعادت تطالعه بحنق وهتفت بصياح
مبغرش
وكلمه منه ثم منها الي ان صړخت بتأفف 
ايوه بغير ارتحت 
بحبك يامجنونه 
بعد ساعه
48  49  50 

انت في الصفحة 49 من 97 صفحات