الخميس 28 نوفمبر 2024

لهيب الهوى بقلم شيماء الجندى

انت في الصفحة 4 من 17 صفحات

موقع أيام نيوز

 


مبتعدا عنها خطوات نظرت إليه بارهاق واضح ثم أغمضت عينيها لتجده حضر بعد قليل من الوقت مستكشفا جبهتها التي شعرت أنها تحترق ثم ابتعد عنها بعض الوقت ليعود لها مرة ثالثة لكنه وضع شيء أعلى رأسها تشنجت ملامحها وعقدت حاجبيها برقه 
بعض الشيء ..
كاد أن يخرج من الغرفة لكن صوت بكاء الرضيعة أوقفه متشنجاا..ماذا يفعل الآن..كيف يوقظها وهي بتلك الحالة..!!..

اتجه إلى غرفة الأطفال ثم توجه إلى الرضيعة التي ما إن وجدته يطل عليها في مهدها حتى هدأت من صړاخها قليلا تنظر إليه بلبنيتيها التي ورثتها عن أمها ثم رمشت عدة مرات ترفع
يديها بالهواء بطلب صريح منها ليحملها..
بس بس..واضح إنك مش واخدة منها عنيها بس.. لا كمان عندها وعياطهااا!!
أغمضت عينيها تتذكر ذلك اليوم حين دخلت إلى ذلك المكان مخدرة بعد أن حقنها عمها بإبرة مخدر ليسهل دخولها إلى هناك دون جلبة تجمعت الدموع بعينيها حين تذكرت كيف صړخت أنها ليست بمچنونة وأنها تريد الخروج لن تعود إلى قصرها لكن لتخرج فقط.. تذكرت مقايضة عمها لها بخروجها مقابل تنازلها عن أموال والديها وكيف أخلف وعده معها واهما الجميع أن قواها العقلية ليست على مايرام لم تكن لتتوقع مدى خبثه هو وابنه 
هبطت دمعاتها مغلقة عينيها بقوة وكأنها توقف سيل الذكريات وبالفعل أتتها النجدة حين استمعت إلى ضحكات صغيرتها قريبة منها اندهشت وفتحت عينيها مسرعة مسلطة لبنيتيها على مصدر الصوت ثم وقفت متجة إلى الأريكة بأعين متسعة رضيعتها أعلى الأريكة محاطة بألعاب غريب الشكل عليها.. كيف وصلت إلى هنا هل دخلت المربية الجناح بدون علمها !!كيف لها أن تترك الفتاة هكذا ! اتسعت لبنيتيها حين تذكرت ومضات من أحداث أمس هو اسعفهااا واعتنى بالطفلة !!!
اتجهت إلى غرفة ملابسها..لأول مرة منذ 5 أشهر تشعر أنها تريد انتقاء ملابسها فكانت أيامها السالفة غير مهندمة بالمرة بل عشوائية إلى درجة كبيرة اتجهت إلى ذلك الفستان اللبني بأكمام من قماش الشيفون الرقيق..
ارتدته
أيه ده قمرات القصر متجمعين مع بعض !!
إنتي عارفة إني حبيتها هي وعمرأوي..!!
ابتسمت إليه رنيم وأجابته بهدوء
وهما حبوكم أوي..جوان مش بتضحك لأي حد خلي بالك..!
عارفه أنا كان نفسي في بنت جدااا..بس ربنا أراد أن البيبي ده يبقى ولد 
نظرت له رنيم بابتسامة هادئه تقول
المرة دي ولد والجاية بنت إن شاء الله .!!
اتسعت أعين سيف يقول
لااا جاية أيه..كفايه أوي دي ريماس طلعت عيني !!
ضحكت رنيم علي عفويته وقالت
معلش هي فترة الحمل بتبقى صعبة كده.. بس أول مايجي البيبي هتنسى كل ده !!
ابتسم لها سيف يقول
أتمنى ده فعلاا..علي العموم أنا عندي جوان اهي بنتي الكبيرة..!!
نظرت رنيم إلى ابنتها التي تداعب أزرار قميص عمها بمرح طفولي ثم ابتسمت بحزن 
لاحظها سيف وقال
آسف مكنش قصدي أضايقك !!
تنهدت رنيم وقالت بحزن
أنت مقولتش حاجة غلط ياسيف.. دي حاجة تفرحني.. !!
أراح الطفلة على صدره ثم وقف نهاية الدرج مواجها لها يقول
كلنا كنا متعلقين بشهاب مش إنتي بس يارنيم !!
تجمعت الدمعات بمقلتيها تقول
عارفة عشان كده بعذر أيهم في تصرفاته معايا.. !!
ثم التفتت إلى غرفة مكتبه تقول
معلش يا سيف ممكن تخلي جوان معاك دقايق وجاية !!
أومأ بالموافقة على الفور وقال
أكيد أنا هروح بيها الجنينة وإنتي حصلينا !!إنتي داخله لأيهم !!
أومأت له بابتسامة هادئة تقول بخجل
أنا زودتها معاه امبارح هروح أعتذرله !! وأشكره على اللي عمله مع جوان امبارح وأنا محمومة !!
نظر لها سيف باندهاش
هو أيهم رجعلك بعد ماسبناكي مع صافي !!
أومأت بالموافقة ثم قالت
أيوه عشان كده حابة أشكره !!
ابتسم لها سيف بدوره وقال
برافوا عليكي يارنيم..يلا أنا هسبقك أنا وجوجو قلب عمها !!
ثم اتجه إلى الجنينة وهو يدعو أن يمر الأمر بسلام 
اتجهت إلى غرفة المكتب تطرق الباب بهدوء لتسمع صوته الصارم يسمح لها بالدخول ويبدو أنه 
إنتي هتصورينا ماتقولي جاية ليه !!
رفع أيهم نظراته حين وصلت إلى أنفه تلك الرائحة التي انعشت خلاياه مندهشا من توبيخ صافي.. ليفهم على الفور حين وجدها تقف أمامه تزيح خصلاتها الحريرية خلف أذنها تتوجه إليه بنظرات هادئة نوعا ما..
نظرأيهم إليها ثم جابت رماديتيه ذلك الرداء الذي ارتدته..لأول مره يلحظ لون عينيها المميز هكذا.. هل أبرزه ذلك الفستان الرقيق الذي نا
أيه اللي إنتي لابساه ده.. أيوه طبعا عرفتي إن فيه ضيوف جايين قولتي أبدأ أستغل الفرصة !!
اتسعت أعين رنيم من كلماتها الحادة تنظر لها بأعين متسعة ألجمتها الصدمة عن الحديث لتكمل الأخرى مستغلة صمتها
بقولك أيه إحنا مستحملين عمايلك المچنونة لكن توصل إنك تحاولي تغري الرجالة وهنا في القصر ده لاااا !!
لايعلم لما تصاعد الڠضب بداخله هل ارتدت هكذا بالفعل لتغوي الضيوف القادمين هل هكذا فتنت أخيه وهل أتت إليه الآن لتفعل المثل معه !!!.. نظر لها پغضب شديد حين وصل تفكيره إلى تلك النقطة بالتحديد هل عاونها وسهر بجانبها طوال الليل ليكون ذلك رد الجميل له أفاق على صوت رنيم المرتفع تحاول إزاحة أظافر صافي عن كدماتها..حاولت
الابتعاد لكن الأخرى استغلت
ضعفها وعلتها غارسة أظافرها بقوة لتصيح رنيم
ابعدي عني ياحيوانة انتيييييي !!
ابتعدت بالفعل لكن بعد أن صاح بها أيهم غاضباا يقول
كفاااايه كده.. أيه اللي بتعملوه ده !!
ثم اتجه إلى رنيم يلقيها بنظرات محتقرة
وهو يقول بصوت رعدي غاضب
اطلعي برة ياصااافي !!
ارتعدت الأخيرة من نبرته لكنها ابتسمت بشيطانية حين وجدت نظراته الڼارية
علي الجانب الآخر ..
وقف سيفيداعب وجنه ابنه أخيه التي تكركر ضاحكه بين بين وهو يبتسم لها ويضاحكها
ياريتني كنت جوان دلوقت !!
ابتسمت له بخجل وهي تلكزه بتوتر بكوعها هامسه
سيف اتلم..
نظر لها وهو يتأوه من لكزتها قائلا
اتلم اكتر من كده مش كفايه الدكتور بتاعك عليا !!
سيف لم نفسككك 
كاد أن يجيبها بعبث لكن انقطعت كلماته حين لمح ابنه عمه تخرج من المكتب وتلك البسمه تزين ثغرها من يعرف صافي جيدا يعلم أن تلك البسمه تخفي كارثه ما تنبه عقله إلي تواجد زوجه
أخيه بالداخل لينظرإلي زوجته ويهمس بتوجس فور أن تبدلت ملامحه للقلق يقول
إيه ده صافي طالعه من المكتب ليه هي كانت جوا عند أيهم !!
هزت ريماس كتفيها بعلامه لامبالاه وقالت باندهاش
مش فاهمه واحنا مالنا ده يضايقك في ايه !!
عقد حاجبيه وهو يقول بتلقائيه
رنيم لسه داخله وأنت عارفه صافي !
عقدت حاحبيها وقالت پغضب طفيف
مش ملاحظ أنك مهتم زياده عن اللزوم برنيم !!
رفع سيف حاجبه الأيسر وأردف بإندهاش
ريماس أنت غيرانه من رنيييم !!
تأففت پغضب وقالت بقلق
وماغيرش ليه أنت مش شايف اهتمامك بيها وبولادها شكله ايه ! وبعدين هي صغيره وحلوه وانا دلوقت حامل وشكلي بقي وحش..
رفرت أنفاسها وهب تطالع ملامحه الجامده بتوتر لتجده اخيرا يقول بلوم
وأنا عيني فارغه وهبص لمرات أخويا المېت مش كده أنت مش شايفه معامله أيهم ليها !! مش شايفه أن البيت كله بيعاديها بدون سبب رغم أنها في حالها أنا عشان بهتم بولاد
اخويا اللي مايعرفوش حاجه عن ابوهم وواتحرموا منه بدري أبقي عيني علي أمهم مكنتش
أعرف ان ثقتك فيا مهزوزه كده 
زفرت ريماس پغضب وهر تراقب انصرافه الغاضب بالطفله يعطيها للخادمه ثم اغمضت
عينيها تهمس لحالها
منك لله ياصافي أنا ايه يخليني اسمع كلامك بس !!
فتحت عينيها علي وسعها حين اسمعت إلي تلك الصرخه المدويه من تلك التي أتخذتها غريمه لها بلاداعي لتهرع خلف زوجها إلي مصدر الصرخات ..
عوده إلي غرفه المكتب ذات الأجواء المشتعله .
اندهشت رنيم من نظراته هل يلومها هي عل تصرفات تلك الرعناء!! ثم نظرت إلى ذلك الأثر الذي تركته الأفعى أعلى يدها بحزن..وماذا تنتظر هل كانت تنتظر ردعه إلى تلك الأفعى المسماة ابنه عمه من أجلها هي !!!!
إنتي فاكرة إني عملت ومن لا يهاب ذلك القاسې حاد الطباع !! أكانت تريد شكره على معروفه صنيعه بالأمس !! ليته لم يفعل ليته تركها تحترق حتى تلفظ أنفاسها وترتاح من جحيمهم الأبدي أكمل مزمجرا پغضب
أيه تخيلتي إني ضعيف عشان سكتلك علي جنانك.. أنا ساكت عشان عارف كويس إنتي مكانك الصح فين.. بس إنتي صح انتي مكنش ينفع تطلعي من هناك وأنا بقي هرجعك بأيدي عشان اطمن إنهم مش هيسيبوا مچنونة زيك تاني !!
فاكرة إني هصدق الحركتين دول .كام مرة أقولك أنا مش زيهم.. مش هصدقك أبداااا أنت حشرة لو حبيت أمحيها هعمل كده . فاكرة إنك ممكن تغريني أنت ولا حاجة النهارده هتكوني في مكانك الصح !!
ارتعدت بشدة
وضعت يدها أعلى أذنيها تصدها.. لا تريد سماع كلماته السامة لا تريد إعادة تلك الفترة القاسېة.. لا تريد تلك الكهرباء التي صعقټ بها بذلك المكان أغمضت عينيها تبكي 
پقهر تاركة شهقاتها ترتفع دموعها ټحرق وجنتيها لتصرخ پخوف..تنادي بأعلى صوتها
شهااااب..شهااااب !!
تركها
بقلق طفيف وقد توتر حين رأي جديه الأمر تصل إلي ذاك الحد معها !! لتسقط أرضا على الفور..انفتح الباب وتجمع أفراد العائلة على صريخها.. اتجه إليها سيف
مسرعاا محاولا إيقاف صريخها..عادت إلى الخلف ترتعد پخوف
رنيم ده أنا مټخافيش.. تعالي معايا !!
ظلت تبكي وتتمتم بتلك الكلمات الغريبة وتقول پخوف
كهرباا.. مش هرجع سيبوني بلااااش !!
اقترب سيف منها ممسكا ذراعها المليئ بالكدمات لاحظ أنها حديثه لتوها ليجدها
تبكي بړعب واضح أعينها جاحظة پخوف.. ليمسك يديها محاولا فك تشنجها وهو يصيح ب أيهم
أنت عملت أيه يا بني آدم أنت كل ده عشان جاية تعتذرلك وتشكرك!!
ظل يهمس لها بكلمات مطمئنة وأنه لن يأخذها أحد إلى أي مكان أمسك طرف فستانها جاذبا إياه
عقد أيهم حاجبيه ناظرا إلى أخيه يقول باستنكار
مين دي اللي جاية تعتذر أنت معترفش..آآآ !!
قطع حديثه حين هب سيف واقفا بعد أن أسندها إلى الأريكة يصيح پغضب..
أنا متخيلتش إن هتوصل بيك لكده..إزاي توصلها لحالة الاڼهيار دي..ياريتني كنت منعتها تدخلك يا أخي .. اسمع أنت ناسي إن دي مرات شهاب مهما كان كرهك ليها متعملش فيها كده النهارده هنفتح الوصية وبعدها أنا هرجعها شقة شهاب بنفسي أرحم لها من القصر الملعۏن ده !!
لحد ماتتفتح الوصية..ملكش دعوه بيها !!
ثم اتجه إليها يحملها بين ذراعيه صاعدا بها إلى الأعلى بخطوات سريعة وقد بدى شعور الندم يؤرقه بعض الشيء دخل بها إلى جناحها يضعها داخل الفراش ..
حل الليل على القصر الهادئ جاذبا معه أحداث تقلب الموازين وتغير مستقبل جميع ساكنيه.. حيث انفتحت وصية شهاب وانفتحت أبواب من النيران لم تنغلق أبداا
حيث كان نصها أوصي أنا شهاب بدر الدين الرفاعي وأنا
 

 

انت في الصفحة 4 من 17 صفحات