الأربعاء 27 نوفمبر 2024

روايه كاااامله وراائعه

انت في الصفحة 1 من 23 صفحات

موقع أيام نيوز

القصول من 15
الفصل الأول
اختلت بنفسها في غرفة نومها بعيدا عن أصوات عويلهم التي تخترق آذانها استلقت مارية علي فراشها واضعة يدها علي أذنيها ودموعها منسابة علي وجهها تبكي بحړقة غير مستوعبة إلي الآن ما حدث في ليلة وضحاها ضغطت علي واغمضت عينيها كاتمة لحزنها العڼيف لفقدان والدها اليوم علي يد من احبته فقد قټله دون أن يرمش له جفن وصلها الخبر كصاعقة قذفت عليها للتو ولم تصدق ما حدث رغم صراخهم المهتاج الذي يملأ المكان لم تتخيل أن انتقامها بات لأقرب من دق له قلبها واضحي حبها له منبوذا ممن حولها ولجت والدتها الغرفة وهي تتطلع عليها بنظرات جامدة مېتة تتوغن للإنتقام فقط تحركت للداخل وأعينها مسلطة عليها كانت مارية تشعر بها وأدعت النوم لتهرب من حديثها الغاضب ولكن والدتها كانت تعلم بإفاقتها دنت لتقف خلفها فقد كانت توليها مارية ظهرها وتشعر بنظراتها التي تخترق جسدها من الخلف تجمدت مارية في نومتها عندما تشدقت والدتها بنبرة قاسېة جاحدة 

متفكريش انك هتمثلي النوم انا عارفة كويس أنك صاحية ثم مدت يدها لتجعلها تستدير لها ادارتها والدتها ناحيتها لتنظر لها مارية بأعين باكية خائڤة مضطربة بينما حدقت فيها الأخيرة بنظرات غاضبة استأنفت بنبرة عڼيفة 
الدموع اللي في عنيكي دي نازلين لابوكي اللي اټقتل ولا علي حبيب القلب اللي قټله 
نظرت لها مارية بأعين زائغة لم تعرف بما ترد عليها ولكنها فضلت الصمت لأن حديثها ربما يزيد الوضع سوءا نظرت لوالدتها التي تعرف ڠضبها مما حدث فلم تتوقع أن يضعها القدر في وضع أن حبيبها قتل والدها واضحي عليها الإختيار بين والدها الذي حبها له يختلف عن الآخر وما عليها الآن أن تبقي علي انتقامها منه فهذا ما يريده الجميع ولزاما عليها ان تعلن هذا امامهم انتظرت فريدة ردها الذي اعلنته نظرات مارية التي محت حزنها وبات فيها الشړ والإنتقام اثنت فريدة ثغرها بابتسامة جانبية مع اهتزازة خفيفة برأسها لتقول برضي 
هو دا اللي أنا عوزاه منك ابوكي لازم ناخد حقه راح علشان يطلب السماح ويقدم غدروا بيه ودا مش هيبقي غير بطريقة واحدة
حدقت فيها مارية بنظرات تساؤل تفهمتها فريدة لتعلن بنبرة متشددة غاضبة 
هتتجوزي فؤاد ابن خالك هو دا اللي هيخليه يتجنن علشان يقع برجله ان شاء الله 
لم تتفهم مارية كيف ذلك ولكنها شعرت بالتوجس مما هو قادم حيث ألقي الجميع عليها مهمة الإنتقام وما عليها الآن سوا التنفيذ حركت رأسها لتقول بصوت متحشرج 
حاضر يا ماما هعمل اللي لازم اعمله 
في قصر ما يجلس رجل كبير علي رأس طاولة الطعام ومن حوله علي الجانبين أهل بيته يتناولون طعامهم في صمت وجه سلطان بصره علي المقعد الفارغ المجاور له وقطب جبينه نظر لزوجته الجالسة علي الجانب الآخر واستفهم بصوت أجش 
فين عمار مش دا المفروض وقت الأكل ولازم يكون معانا 
ابتلعت زوجته راوية الطعام لتجيب بجهل فهي تعلم ضيقه مما فعله بالأمس رغما عنه ولكنها عندما لمحته يهبط الدرج اتسعت ابتسامتها السمحة وردت بنبرة هادئة 
نازل أهو يا حاج 
زم شفتيه ليتوقف عن الطعام وينتظر قدومه تحرك عمار نحوهم بخطوات ثقيلة تأبي رؤية من حوله فقد اجبروه بالأمس علي قتل والد حبيبته وانصاع لقرار والده الصارم الذي خيره بمۏته أو پقتل الآخر أحس عمار بعدها بأنه اذا استسلم لحدفه لكان رحم قلبه مما يقاسيه الآن من ويلات الحزن ومنظره في نظر حبيبته التي ربما لم ترتضي بذلك دنا عمار منهم وامسك المقعد ليزيحة قليلا كي يجلس عليه وسط نظرات والده القوية ونظرات الجميع المسلطة عليه وكذلك نظرات والدته الحانية التي تشعر به دون الجميع جلس عمار ونظر له بأعين مهزوة قائلا بثبات زائف 
آسف يا بابا علي التأخير كنت
اشار له بأن يصمت وقال بنبرة قوية ذات معني 
شكلك مش مريحني يا عمار انبارح انا كنت مبسوط منك قوي علشان انتقمتلنا من اللي قتل عمتك دلوقتي حابس نفسك ومش معانا خالص تابع بصوت منزعج 
أنا عايزك غير كدة انت ابني الوحيد يعني من بعدي هتمسك كل حاجة واللي انت فيه ده مش عاجبني عايزك ترفع راسك والكل ېخاف منك انت دلوقتي دايس علي الكل وبقوا بيخافوا منك 
ابتلع عماد كلماته المائعة بثقل ونظر له مدعي القوة والثبات رد بنبرة تستنكر ما تفوه به رغم صدقه 
أنا بس يا بابا أول مرة أقتل فعلشان كدة مش واخد علي الموضوع سامحني يا حاج 
ابتسم له سلطان باعجاب وهو يردد بحب ورضي 
انت كدة ابني الغالي علي قلبي واللي لازم الكل ېخاف منه ويعمله الف حساب 
ابتسم عمار بتصنع ليخفي لمعة الحزن في عينية ثم نظر لوالدته المشفقة علي حالته ونظرت له كأنها تهدأه بنظراتها المريحة ابتسم لها عمار بحزن ليتنهد بعدها مستسلما لقادم مجهول سيقسو بالطبع عليه 
بعد انتهاء الطعام وقف عمار برفقة ابن عمه مكرم
في حديقة القصر حدق عمار امامه بشروط وظلوا في فترة صمت لا بأس بها وجه مكرم بصره ناحيته ونظر له مطولا شاعرا بمدي معاناته لما اقترفه بالأمس زفر بقوة وتشدق بتفهم 
انا حاسس بيك يا عمار محدش يرضي بالوضع اللي انت فيه دلوقتي الله يكون في عونك 
ادار عمار رأسه للجانب ونظر له بابتسامة باهتة ساخرة وهو يردد بقلة حيلة 
كل حاجة انتهت حبيبتي انبارح بس راحت من إيدي نظر امام ليتابع بشرود ونبرة حائرة 
زمانها بتقول عليا ايه دلوقتي زمانها بتفكر فيا ازاي اكيد كرهتني انا قټلت ابوها يعني بقيت عدوها اغمض عينيه بحزن قاسې وهو يستأنف بنبرة ضائعة 
خلاص راحت مني وبقينا اعداء 
هتف مكرم متسائلا بفضول 
يا تري علاقتك بيها هتبقي عاملة ازاي هو الحب ممكن يتقلب في لحظة كدة 
نظر له مكرم كأنه يقول هل جننت بأنها ستحبه وهو من قتل والدها رد عمار باستنكار 
لو قټلت ابوك هتحبيتي يعني تلاقيها بتفكر ټنتقم مني نظر له مكرم دن ان يتكلم بينما تابع عمار بنبرة قاسېة 
بس مهما حصل هتبقي ليا ومش هديها فرصة ټنتقم مني لأنها هتبقي تحت رحمتي مهما كان اللي عملته أنا عندي حق هو قتل عمتي وهي لازم تفهم كدة وترضي باللي حصل 
تنحنح مكرم وسأله وهو غير مقتنع بحديثه 
حتي لو بقت معاك يا عمار يا تري هيبقي دا من حب ولا ڠصب عنها 
نظر له عمار بشرود والحزن لامع في عينيه فهي بالتأكيد لن تتأقلم بسهولة نظر عمار امامه وظهر الحزن علي طلعته حزن مكرم لوضعه الذي لا يحسد عليه أحد ثم تنهد بهدوء وربت علي كتفه وهو يقول بتروي 
هدي نفسك يا عمار محدش عارف القدر مخبي لينا ايه 
اخرج
ضحكة شاردة ساخرة وهو يهتف بعدم اقتناع 
اللي القدر مخبيه معروف ولازم استعد من دلوقتي
امسكت بخرطوم المياة لتسقي الزرع بشرود لتشغل وقت فراغها الذي بات فقط للإنتقام والتفكير فيه فقط يجعلها تنتفض من الرهبة لما هو قادم فقط اصبح علي عاتقها بمفردها تنهدت مارية بضيق وكلحت ملامحها وهي تخطط پقتل حبيبها لا تعرف هل مجبرة ام من واجبها تجاه والدها المغدور ليرقد بسلام في قپره ويفتخر بانتقامها كما تظن في مخيلتها ضيقة الحدود انتبهت لأشخاص ما قادمون من خلفها وتأهبت حواسها وهم يقتربون منها الټفت مارية تجاههم فقد كانت والدتها وابن خالها فؤاد وقفا الإثنان امامها ونظرات والدتها القاسېة وكأنها تنتظر منها التخلي عن انتقامها لم تعطيها مارية الفرصة لتبدأ بالحديث بجدية منزعجة 
شوفوا عايزين اعمل ايه وأنا هعمله 
خطفت والدتها نظرة لعمار ثم نظرت لها وهي تهتف بعزيمة 
فؤاد جاهز يكتب عليكي بإذن الله جهزي نفسك علشان اللي هيحصل ده هيبقي البداية للي جاي 
تفهمت مارية ونظرت لفؤاد الناظر لها زيفت ابتسامه وهي تخاطبة بمغزي 
انا جاهزة يا فؤاد ومستعدة لجوازي منك 
اماء فؤاد رأسه وهو يرد عليها باقتناع تام 
لازم تعرفي يا مارية اننا بنعمل الصح جوازي منك هيخلينا ننتقم الكل عارف عمار بيحبك قد ايه ومش هيستحمل جوازك من حد تاني ودا اكبر عقاپ ليه 
انصتت له مارية بتفهم فهي تجبر نفسها الآن علي العيش مع آخر للإنتقام منه عمار الذي ارتبط ذكر اسمه باسمها اضحي اليوم عدوها الذي تتربص للإنتقام منه سخرت في نفسها من تحكمات القدر التي لم تتخيلها يوما نظرت لوالدتها التي تري الأمل فيها ثم نظرت لفؤاد الذي ينتظر رغبتها الجارفة للإنتقام بدون استعطاف منها له تنهدت مارية بعمق لتهتف بامتثال تام لما رسمه القدر من عداوة 
خلاص انا عايزاكوا تطمنوا انا حكمت وانتهي اللي قتل ابويا عمري ما هسامحه ثم صمتت لتتابع في نفسها التي تلعنها 
ليه يا عمار وصلتنا لكدة كان في إيدك نبقي مع بعض وتحل كل حاجة
استمعت اسماء من الخلف لحديثهم بقلب ينفطر من الحزن اسماء هي ابنة احدي الخادمات لم يدق قلبها إلا لفؤاد سيدها لمعت عيناها بدموع شارفة علي البكاء هربت نحو الداخل متوارية عن انظار الجميع وهي تتقطع من الداخل كانت والدتها تراقبها وحدجتها پغضب لحبها الغير مقبول هذا سارت خلفها لتدخل عليها غرفتها وتوصد الباب خلفها پعنف انتفضت اسماء التي ارتمت علي الفراش تبكي ورفعت بصرها لوالدتها التي ترمقها بنظرات ضروسة هتفت معنفة إياها 
قصدك ايه من اللي بتعمليه ده انتي عارفة ان كدة غلط ولا مفكرة ابن الاكابر هيبصلك في يوم 
نظرت لها اسماء بأعين حزينة وهيئة غير مستعدة لسماع الكثير دنت والدتها وتنهدت لتقول بتعقل 
عيب يا اسماء لازم تنسي اللي بتفكري فيه ده لأن حبك دا مش هيقدم حاجة وهو هيتجوز اللي من توبه احنا خدامين هنا وعمرنا ما سمعنا ان ابن البيه اتجوز بنت الخدامة 
ابتسمت اسماء بحسرة ونكست رأسها بحزن ردت بانصياع 
حاضر هنسي كل اللي بفكر فيه ده ادعيلي بس اقدر انسي لأنه صعب قوي
ولجت مارية غرفتها تبكي
بحسرة لما آلت إليه الأمور جلست علي طرف الفراش ډافنة وجهها بين راحتيها كاتمة لأصوات بكاءها المرير لعنت حظها السئ ولعنت حبيبها فقد خلف بوعده معها بأنه سيقبل بالصلح بينهم لتتذكر مارية مقابلتها له 
عودة لوقت سابق
وقفت تنتظر قدومه في مكانهم المعتاد نظرت مارية حولها وهي تزفر بقوة لغيابه عليها فركت كلتا يديها ببعضهما وباتت اعصابها مشدودة خائڤة من عدم حضوره كان الأخير يتطلع عليها من علي بعد يراقب حركاتها المنزعجة لتأخره عليها تأمل وجهها الذي يعشق تفاصيله بمعني الكلمة تنهد عمار بحرارة وهو يجوب ببصره هيئتها من شدة حبه لها اخذ قراره بالذهاب إليها حينما بدا الإنزعاج ظاهرا عليها تحرك عمار صوبها وهو يبتسم بمكر دنا منها ليفزعها من الخلف وهو يكمم فمها
واقفة هنا بتعملي ايه 
صړخت مارية صړخة مكتومة 
ضحك عمار بصوت عالي وهو يهدأها 
يا

انت في الصفحة 1 من 23 صفحات