السبت 30 نوفمبر 2024

روايه لمن القرار بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 55 من 187 صفحات

موقع أيام نيوز


في زباين وأنا بعرف أنظم وقتي كويس متوعدة زي ما تقول يا سليم بيه
غادرت المكان فعلقت عينين صغيره به وبصوت حاول أن لا يكون جهوري كان يهتف باسم السيدة ألفت
مدام ألفت خليكي جانب خديجة لحد ما تخلص أكلها
أماءت السيدة ألفت له برأسها وجلست جوار الصغيرة تلقي بنظرة خاطفة نحوه وهو يصعد الدرج بخطوات سريعة 
انفلتت منها شهقتها وهي تراه يدلف الغرفة يغلق الباب

خلفه بقوة ضمت كتبها إليها تتحاشي النظر إليه مما جعل حنقه يزداد
ممكن أفهم سبب تصرفاتك ديه
تسألت بخفوت وهي ترى اقترابه منها
تصرفات إيه
هحاول أصدق إن تصرفاتك من غير قصد يا فتون
ومع اقتراب خطواته منها كانت أنفاسها تتسارع
أسألك اخبار يومك في المطعم إيه مترديش احط أقدامك الطبق تبعديه عنك وفي الأخر ردك عليا بمنتهى الاستفزاز مش معقول تكوني في عمر خديجة يا فتون
ازداد صوته حدة فنهضت من فوق الفراش تقف أمامه
وعدت جنات تساعدها للآخر أتخليت عنها في بداية الطريق طبعا بعد ما وصلت للي عايزه خلاص المهم صفقاتك
ارتسمت ابتسامة واسعة فوق شفتيه وهو يراها تتحدث معه هكذا وسرعان ما تلاشت ابتسامته يطرح سؤاله بمكر
وصلت لأية يا فتون بالظبط أنا مش شايف إني وصلت لحاجة
وبخبرة يجيدها كان يعبث ويتلاعب معها امتدت يديه نحوها يجذبها إليه في سرعة خاطفة جعلتها تشهق من فعلته
فتون جنات واخده الموضوع تحدي وعناد أنا متخلتش عنها جنات مكنتش هتاخد حاجة من عيلة النعماني لا فلوس ولا أرض
حاولت دفع ذراعيه عنها ولكنه احكم حصارها حولها
جنات أه بتحبك بس بتدور على مصلحتها يا فتون القضية خسرانه وأنت بتدرسي دلوقتى القانون وعارفه ده كويس
مدام القضية خسرانه وعدتها ليه من الأول 
وبسلاسة كان يجذب ذراعها يجلسها فوق الفراش ويجلس جوارها
كانت قايلالي عندها الأوراق اللي تثبت ده والأوراق مكنتش غير مجرد جواب مكتوب من جودة النعماني لوالدها حتى تاريخه قبل تاريخ المبايعة لو زي ما بتقول جنات إن المبايعة تمت عن طريق التوكيل 
توقف عن حديثه ثم طالع نظرتها إليه فمسح فوق خدها بعدما اتخذت وضع الأنصات كطفلة صغيرة
جودة النعماني مكنش بقى رجل أعمال وليه اسم لو مكنش ذكي في كل خطوة بيعملها
يعني مش هتقف مع جنات عشان متخسرش شريكك
أنت عايزة إيه يا فتون 
ومال نحوها وهو يسألها فابتعدت بجسدها عنه ولسوء حظها كانت تميل فوق الفراش فتعطيه فرصه لمحاصرتها
جنات ساعدتني كتير زمان جنات ملهاش حد هما المفروض أهلها يدوها حقها مش ياكلوه
هتفاهم مع كاظم النعماني في الموضوع
واقترب منها اكثر وهو يعطيها جوابه ابتلعت لعابها وهي ترى اقترابه يزداد
كاظم النعماني راجل خسيس دفع فلوس لابن عمتها عشان ېفضحها لو مقبلتش بعرضه واخدت الفلوس وبعدت عن عيلته
مش هخلي حد يأذيها يافتون مدام تحت حمايتي
وعند اخر كلماته كان ينال منها ما طمح وأراده قلبه قاومته بضعف ولكن مع خبرته كان يجعلها مرحبة بين ذراعيه مستسلمة 
وأسفل المياة الرطبة كانت ترثي حالها لقد عادت شخصية
سليم النجار تسيطر عليها لقد عادت الخادمة لجحر سيدها مرحبة 
خرجت إليه بعدما استجمعت شتاتها وكفت عن البكاء ولكن الصدمة كانت من نصيبها 
طبق به بضعة أرغفة معدة وكوبان من القهوة والكتاب الذي
لا بد أن تذاكر صفحاته الليلة موضوع فوق الطاوله وهو ينتظرها وقد استرخي فوق الأريكة 
اعملي حسابك مش هتنامي غير لما نخلص كل اللي متذكرش اومال مين هيمسك بعد كدة مكاني في المؤسسة
ظلت على وقفتها فنهض من مكانه واقترب منها يجذب يدها
فتون نصحصح كده عشان المذاكرة عايز أشوفك محامية كبيرة 
فطال صمتها إليه ولكنه كان يعلم السبب
فتون اللي حصل بينا شئ عادي مش ديه بنود العقد برضوه وأنت بتنفذيه
أسرعت في اماءت رأسها له فابتسم وهو يفتح لها أول صفحات الكتاب
نسيب بنود العقد بتاعنا على جانب دلوقتى ونبدء
________________________________________
في المذاكرة
ولقد كان بارع حقا في بنود القانون غفت فوق كتفه بعدما

نال التعب منها فتعالت ابتسامته وهو يمسح خدها ثم حملها متنهدا بإرهاق وإصراره يزداد نحو حضورها جلسة العلاج النفسي حتى لا تخسر حياتها وهي لا تعرف أي درب ستسير فيه دون أن تنظر لحالها أنها مجبرة وأنها ليست إلا لعبة يتلاعبون بها 
هل حقا هي تستمتع بكل ما يحدث ولكن تأبى الإعتراف 
سؤال يسأله البعض ولا يجد له إجابة يقنع بها حاله ولكن الإجابة تحتاج للاعتراف والعقل لا يقر أحيانا حتى لا يصير أبلها 
كانت مستمتعه بجلسة الجاكوزي تغمض عينيها تشعر بعضلات جسدها تأن من الأرهاق ورغما عنها كانت تبتسم و تتذكر جميع المواقف التي تمر بينها وبين رسلان و الجدال الذي لم يكن من شيمتها يوما
عروستنا سرحانه في إيه
تسألت ميادة التي أتت ليلة أمس رغم إنها اخبرتها إنها ستأتي قبل ليلة الزفاف بيوم بسبب ضغط الدراسه عليها واقترب مناقشتها لرسالة الدكتوراه 
تنهدت ملك وهي تفتح عينيها وقد علقت عينيها نحو بسمة التي كانت هي الأخرى مغمضة العينين تستمتع بتلك الرفاهية التي لا تظن أن جسدها سينالها مرة أخرى
تفتكري يا بسمة العروسه بتفكر في إية
فتحت بسمة عينيها وقد فاقت من أحلامها تنظر نحو ميادة التي نظرت إليها بنظرة أدركتها فلوت بسمة شفتيها تنظر نحوها
اكيد في حاجات فيها اخوك وبس يا بشمهندسة
تجلجلت ضحكات ميادة فاطرقت ملك بيديها فوق الماء حانقة 
بلاش تعملوا معايا كدة كل واحده فيكم ليها يوم
التمعت عينين ميادة وقد استرخت بجسدها حالمة بذلك اليوم
آه يا ملك امتى يجي اليوم ده تفتكري بابا وماما هيتقبلوا رايدن
تأهبت جميع حواس بسمة بالفضول تستمع لذلك الاسم الغريب على أذنيها
أنت بتحبي راجل أجنبي يا بشمهندسه
وشهقت وهي تضع بيدها فوق فمها
بس أنت مسلمه وهو اسمه رايدن إزاي
طالعتها ميادة وقد صدحت ضحكتها في المكان و ملك لم يكن حالها مختلف وهما يستمعان لحديث بسمة
الحب خلاه يغير ديانته عشانك يا على الحب بيعمل معجزات 
وتنهدت بحالمية تنظر إليهما وعلى شفتيها إبتسامة واسعة
بسمه رايدن مسلم من عيلة يابانية أسلمت
ولحالمية بسمة تحمست ميادة تقص لها حكايتها مع البروفيسور رايدن إزداد حماس بسمة ومن شدة حماسها كانت تتخيل لها حكاية مثلها
يعني أنا ممكن الاقي حد يرضي بشكلي وظروفي
وتنهدت متحسرة وهي تتذكر فتحي شقيقها فشعرت ملك بها ثم اردفت
بعدما التقطت مئزرها ونهضت من جلست إسترخائها
بسمة مش كل حكايات الحب جميلة عندك أنا أكبر مثال
ونظرت نحو ميادة الحالمة بمحاضرها
و رايدن هيثبت لينا الأيام الجاية إن كان صادق ولا لاء في حكايته
بهتت ملامح ميادة وهي تتذكر تلك اللحظات التي تمت بينهم وللأسف كان ضعفها يقودها لم تتم علاقة كاملة ولكنها كانت تسمح ببعض الأفعال همسات حتى كاد الامر يصبح كاملا 
والضعف في الحب يسحبنا نحو الهاوية في بعض الحكايات 
نظر رسلان نحو مقطع الفيديو الذي تريه له شقيقته فانتظرت تعليقه ولكن ظلت ملامحه جامدة
كويس إن ملك مش بتفتح حساباتها على مواقع التواصل
جيهان مش هتسيب جسار للأسف أنا السبب
تجمدت عينين ميادة تنتظر منه أن تستمع للمزيد فزفر أنفاسه وهو يلقى بسترته فوق فراشه
حاولت ابعدها عنه لكنه دور عليها وأتجوزها
رسلان أنت عرفت جيهان إزاي 
بعد مۏت مها قبلتها في نادي ليلى جيهان بتعرف كويس تدخل لأي راجل لحد ما تخليه فعلا مهوس بيها
وابتسم وهو يتذكر ما فعله والده حتى يخلصه منها وقبل أن تتسأل ميادة بالمزيد كان يسألها وقلبه تزداد دقاته خوفا مما سيسمعه
ميادة ملك جواها مشاعر ناحية جسار
وجواب ميادة لم يكن إلا في ضحكة طويلة صاخبة ثم القت عبارتها وانصرفت
أنتم الاتنين مغفلين يا دكتور
تعالت شهقات بسمة من الصدمة وهي تطالع فتحي الذي دلف للتو غرفتها ينظر نحو فستانها البسيط المنمق الذي اهدته لها ملك حتى ترتديه اليوم في عرسها
أغيب الفترة ديه أرجع الاقيكي احلويتي كده 
استرخت ملامح بسمة من الفزع للذهول تستمع لحديثه فمنذ متى يخبرها فتحي بعبارات لطيفة هكذا
كبرتي واحلويتي يا بت يا بسمة
هو الحبس المرادي عمل فيك إيه يا فتحي
همست عبارتها وهي لا تصدق أن الذي أمامها هذه اللحظة هو فتحي شقيقها 
هو صحيح يا بت يا بسمة أهل الحارة كلهم رايحين الفرح
وجلس فوق فراشها يستطرد بحديثه
أصل أنا وداخل الحارة الكل عمال يتكلم على الفرح أنا معزوم مش كدة
سرعان ما انسحبت الډماء من وجهها وهي تستمع إليه فعن أي عرس سيحضرة فتحي ولماذا خرج اليوم من المخفر
هما مكنوش استنوا لحد بكرة وخرجوك من الحبس 
بتقولي إيه يا بت
تنفست الصعداء تحمد الله إنه لم ينتبه على حديثها
اقلعي اللي أنت لبساه وروحي حضريلي الحمام ولقمة أكلها إحنا لسا الضهر مش هتتمختري باللبس ده في البيت
بس ملك عايزانى معاها في الفندق
امتقعت ملامحه وهو يستمع لأعتراضها
لو عايزانى أحلف إنك متروحيش خالص متنفذيش الكلام فاهمه!
حاضر يا فتحي
وانصرفت من أمامه حانقة فما عليها اليوم إلا تنفيذ كل شئ دون حديث حتى تذهب للعرس بسلام فقد

عاد فتحي وانتهت حريتها وجاء وقت الشقاء ثانية 
نفذت له جميع أوامره تنظر من حينا إلى أخر نحو الساعة المعلقة ونحو هاتفها الذي تصدح نغمته
بكره مش هتستنضف تعرفك
وجعتها كلماته وپحرقة تمتمت
ملك صاحبتي وبتحبني حتى ميادة أخت دكتور رسلان بقت صاحبتي
رمقها فتحي متهكما وهو يلوك الطعام
ومالك زعلتي ليه كده أنا بقولك الحقيقة يا بنت عم حسني الأعرج
لم تشعر بحالها وهي تدفع اطباق الطعام نحوه صاړخه
متجيبش سيرة أبويا الله يرحمه أنت عاق يا فتحي زي ما كان بيقول
اتسعت عينيه ذهولا وهو يري فعلتها فوق قميصه وفي لحظة خاطفة كان يجذب خصلاتها بقبضة يده
طب أنا هخليكي متروحيش الفرح النهاردة اظاهر غيبتي الأيام ديه طولت لسانك 
صړخت وبكت إلى أن فرغ منها يبصق عليها
تستاهلي الشغل في الكباريهات
وقبل أن تستوعب عبارته كان يعود إليها ينظر لملامحها التي شوهها وجسدها
لا أنا كده هضطر أجل مقابلتك مع المعلم وجدي لأحسن خلقتك بقت تسد النفس 
وشئ فشئ أصبحت تفهم حديثه وبروح جريحة اغمضت عينيها والحقيقة التي غفلت عنها ذبحتها 
والدها قد ماټ ولم يعد لديها أحد تتحامي به من بطش شقيقها العاق 
والقرار كانت تأخذه وهي تنهض بصعوبة من رقدتها تقترب من مرآتها المهشمة تنظر لحالها بحسرة
لازم تهربي من هنا يا بسمة بعد فرح ملك لازم تهربي ومترجعيش هنا تاني
الفصل الرابع والثلاثون
_بقلم سهام صادق
طالعت حالها بالمرآة تنظر نحو هيئتها تفحصت أدق التفاصيل من ملامحها ثم مالت للأمام حيث التصقت بالمرآة وعادت تتراجع للخلف تتسأل هاتفة 
مش معقول أنا ديه 
ابتسمت ملك كحال ميادة التي كانت غارقة بالضحك من حال بسمة 
بسمة أنت طول عمرك جميلة 
مش ظاهر حاجة يا ملك الزرقان والكدمات
________________________________________
اختفت رغم إن كل حاجة ۏجعاني 
وعادت تحدق بالمرآة حتى تتأكد مجددا أن صڤعات فتحي لم تعد بادية فوق ملامحها
التفتت بجسدها فعلقت عينيها نحو حالها مرة أخرى 
أردات أن تبكي ولكن ملك أسرعت في الاقتراب منها تلتقط كفيها مبتسمه 
بلاش عياط
 

54  55  56 

انت في الصفحة 55 من 187 صفحات