الساعه
انت في الصفحة 1 من صفحتين
كانت الساعة 10 بليل لما قررت اتهور وأنزل اتمشى على النيل لوحدي! حاجة كان نفسي أعملها من زمان.
تعرفي إن حمص الشام في الوقت ده مفيد
بتكلمني أنا
كنا ساندين إحنا الاتنين على سور النيل ويعتبر الطريق هادئ نوعا ما قال وهو باصص ناحية النيل وكأنه بيكلمه هو
أحيانا بنحتاج نتكلم مع حد غريب عننا
بصتله بفضول وأنا مش عارفة هو ليه بيكلمني أنا
ليه
علشان الغريب ده مش هيجي يقول أنت عملت كذا وفيك كذا لأننا مش هنشوف بعض تاني
هزيت رأسي وكأنه كده فهم أنا عايزة أقول إيه من غير ما أتكلم كان باين عليه الرقي والهدوء بس شكله حزين فضلت باصة قدامي وأنا مستنية أنه يمشي
بعدت عن السور ورديت بعصبية
أنت بتعاكسني يا قليل الأدب أنت
ضحك جامد اتعصبت وسيبته ومشيت على الرصيف بغيظ
مش هتردي على سؤالي طيب
لفيت رأسي لاقيته لسه واقف مكانه إيه البرود ده
أنت مين أصلا علشان تسألني أنا معرفكش
عادي نتعرف
رفعت صباعي في وشه بتحذير
أنا مش بتاعت الكلام ده على فكرة
بصلي بتركيز
وطالما إنك مش بتاعت كده إيه إللي نزلك دلوقتي لوحدك
حسيت بحزن في قلبي ومبقتش عارفة أقول إيه هو كلامه صح كل الناس بتفكر كده أقوله إن أصلا مفيش حد بېخاف عليا ولا حد مستني وجودي في حياته أصلا قعدت على الرصيف وأنا بتنهد وهو واقف جمبي حاطط أيده في جيبه
قاطعني بحماس وعدى الطريق بسرعة
لحظة واحدة
لاقيته راح ناحية بتاع غزل البنات وجاب منه أربع أكياس وقعد جمبي بإبتسامة مد أيده بكيس ليا والباقي واخده في حضنه
خودي ده الأول هيعجبك
هتأكل غزل بنات!
قال بلا مبالاة وهو بيفتح كيس وبيأكل منه بإستمتاع
اه وفيها إيه طالما بحبه عادي أنا ماشي بمبدأ أمشي على هواك حتى لو المر رماك
هزيت رأسي بيأس منه وفي اللحظة ديه اتمنيت لو كان عندي ربع اللامبالاة بتاعته
مش هتقوليلي إيه إللي نزلك لوحدك دلوقتي
مديت أيدي وخطفت منه كيس غزل البنات إللي معاه وبدأت أكله بعد ما خلصت بتاعي
بس ده نيل مش بحر
أي حاجة مش هتفرق كلها مسميات
اتعدل بجسمه وبصلي بتركيز
تفكيرك غلط لازم الواحد يحدد هو عايز إيه ويفرق بينهم يعني مينفعش أكون بحب الورق عنب ولما ألاقي قدامي صينية مكرونة بالبشاميل أكلها وأقول عادي ما أنا كان نفسي في الورق عنب وده أكل وده أكل لأن برده هيفضل نفسي في الورق عنب عادي وتفكيري هيفضل مشغول يبقى لازم أحدد أولوياتي وأبص للحياة